النصوص المرشحة لقسم الترجمة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #16
    حمار العمدة

    أدركتُ الان ان إقامتي في هذه البقعة المُتَوَضِّعة في أقصي جنوب شرق كرتنا الارضية تُوصِم صاحبها
    بأدنى درجات التخلُّف . مع انها كانت بيوم من الأيام منارة , ومهد حضارة , ومنبع ديانات سماوية .
    ماذا ألَمَّ بنا نحن القاطنون فوق ثراها ؟
    على العموم , انا أحسن من غيري . ها انا ارفل بنعمة صاحبي . يُطعمني برسيما يستورده خصيصا
    لي . ويأويني في اسطبل يُضاهي قصور العصور الوسطى , بإتساعه وترتيبه ونظافته . ويحميني من
    سياط المُتَطَفلين وعبث الاطفال المتشردين . فانا وجيه , بوجاهته .
    لكن , ما يحز بنفسي ويؤلمني هو حال باقي الحمير في بقعتنا . تراهم يكدحون ليل نهار من اجل ازدراد
    حشيش ناشف يسد رمقهم . او من اجل حفنة من الشعير يَتصَدَّق عليهم بها مُسْتخدميهم . اما البقية
    الباقية منهم فليس لهم سوى اوراق الجرائد , وما يفيض من قمامة يتركها لهم القطط والكلاب والقوارض .
    غالبا , ما كنت أقَرْفِص بجانب صاحبنا بعد انتهاء العمل . بينما هو يُقَلِّب القنوات الفضائية باحثا عن
    التسلية . فأستزيد علما ومعرفة بما يجري في العالم .
    هناك , في اقصى شمال غرب بقعتنا . ينعم الحمير بقسط من الحرية والاحترام , لا يتمتع بها وجهائنا
    مجتمعين . حتى ان لهم جمعيات تعنى بحقوقهم وتضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه بإهانتهم .
    كما ان الحمار , هو شعار احد اكبر حزبين يتنافسان على السلطة .
    في يوم من الأيام , وبينما كنت مقرفصا بجانب صابحي نُشاهد القنوات الفضائية . شد انتباهي ترشح
    أحد الحمير هناك للرئاسة . وبعد معارك مضنية مع منافسيه فاز هذا الحمار واصبح رئيسا لأكبر دولة في
    العالم , وأغناها وأقواها . وغاد يُشار له بالبنان في حله وترحاله .
    اما في عالمنا نحن , فَحَدِّثْ بلا حرج . يجلس المختار على كرسي الرئاسة كالملوك . ولا اكبر زلزال
    بالدنيا يزيحه عن كرسيه , ولا خَرّف يصيب عقله يُنسيه حلاوة الحكم والأمارة .
    حين يتعفن ويتيقن ان أمر الله قد اقترب . يختار احد ابنائه لتكملة المسيرة .
    ويا عيني عليك يا بلد .
    ليس هناك فرصة او امل لتولي منصب الرئاسة لأي فرد . حمارا كان أو أسد .
    وانا نفسي بيوم اصير صاحب قرار . رئيس , وزير , او حتى غفير .
    حين غَطَّ صاحبي بالنوم وعلا شخيره . لبست قفطانه والعمة . وعلى شمال غرب وَجَّهْتت البوصلة . وهربت .
    وعلى خط الحدود هناك , قالوا لي : وقف , ستوب .
    ــ على فين يا حضرة ؟
    أخذت أختال أمامهم . متباهيا بالقفطان والعمة . فأنا حمار . لكن , مش زي أي حمار . أنا متربي
    عالغالي . ودعهم يشاهدون بعضا من ألاطتي .
    سألني أحدهم وهو يبتسم :
    ــ معاك فيزا ؟
    أجبته بالنفي
    ــ معاك جواز سفر ؟
    أجبته بالنفي ايضا
    ــ هل ترغب ان تدخل بلادنا على انك لاجيء سياسي ؟
    ــ انا لا افهم بالسياسة سوى ان أُسايٍس وأُسَايَسْ
    ــ هل انت مضطهد في بلادك وتروم الحرية وكرامة العيش ؟
    ـ على رسلك يا رجل . انا في بلدي عايش أحلى عيشة ....
    وقبل ان استرسل بالكلام قاطعني وقال :
    ــ اّذاً , لم تروم اللجوء الينا ؟
    ــ انا يا سيد , ابحث عن مكان امارس فيه حقي بالوصول الى سدة الرئاسة . واعلم اني لست حمارا عاديا
    فأنا حمار العُمْدِة . ولي خبرة في إدارة شؤون البلد ومواطنيها .
    نهض عن مقعده , وامسك بأذني ثم قال بحزم :
    ــ إسمع يا خبير . في سيرك بلدتنا كان هناك مهرج وحمارة . نفق الحمار قبل اسبوع . ومات المهرج
    متحسرا عليه قبل يومين . وها انا اوافق على دخولك البلاد لتقوم بدور المهرج . لكن بشرط .
    ــ اشرط وانا تحت امرك .
    ــ كما تعلم ان لكل مهرج في السيرك حمار . وبما اننا اتفقنا انك ستكون المهرج . اذهب وعُدْ بحمار
    كي نوافق لك للإقامة والعمل عندنا .
    لم يأخذ معي غلوة حين أخبرته بالأمر . جائت موافقته اسرع مما كنت اتوقع .
    وقفنا بالطابور على الحدود . وحين أُذن لنا بالتقدم . اقترب مني الموظف المسؤول باسما . بادرته بالتحية
    قائلا :
    ــ اسمح لي ان أقدم لك عُمْدة بلدنا .
    عبد الرحيم محمود / تم .

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #17
      في بيتِنا فأر

      تسلَّل فأر ، ودخل بيتي من النافذة . حَرَمْنا المصون ، رأسها وألف سيف ، ما تنام في البيت بوجود
      الفأر يسرح ويمرح فيه . بهدوئي المعتاد ، طبطبت على كتفها وطمأنتها أنني سأتعامل مع حالة احتلال
      الفأر لبيتنا الفسيح ، بجدية . وأنني سألقنه درسا يكون عبرة لغيره من المتطفلين .
      شمّرت عن ساعدي . رفعت طرف جلبابي والتقطه بأسناني . أخذت المقشّة بيدي وبدأت بالجري من
      غرفة إلى غرفة باحثا عن الفأر الملعون ، ومع كل خطوة ، كنت أخبط المقشة بأي قطعة أثاث تصادفني .
      وزوجتي من خلفي كانت تشد من أزري وتصرخ بعلو صوتها " ألله أكبر ....ينصرك على أعاديك " .
      معركة أي والله معركة . هي ربع ساعة ، لا أكثر ولا أقل . أصبح البيت ركاما وكأن زلزالا قد ضربه .
      الدواليب في غير مكانها ، والسراير والكراسي وحلل الطبيخ هجرت مكامنها .
      افترشَتْ زوجتي الأرض وقَرْفَصَتْ ، وأنا فعلت مثلها . ( من التعب يا جدعان ) . صَدَقَتْ رَيّا حين قالت :
      ـ ( مّحَدِّش بياكولها بالساهل ) .
      قرّرت استعمال أساليب أكثر حِنكة من الخبط والرزع . سوف أغري الفأر بقطعة من الجبن داخل مصيدة
      أو بقطعة لحم مقدد على طبق مغموس بالغراء . أو أن أقوم بخلط السم بالحلاوة المنفوشة ، ونخلص مِنّه .
      خبير هذا الفأر ! من أي مصيبة جاءنا ؟! كان يلتهم الجبن واللحم المقدد والحلاوة المنفوشة بحرفية عالية
      ويرقص لنا لسانه . لقد زاد وزنه ، وتضخم حجمه حتى بات يحاكي جرذان المجاري . يا خوفي نبيت ونصحوا
      عليه في يوم وقد غدا ديناصورا ، ويلقي بنا في مهب الريح !
      وأخيرا ، أدركنا أنا وزوجتي عبثية ما نقوم به . فقلنا معا وبصوت واحد : ــ " لا يفل الحديد إلا حديد مثله . "
      هو القط . عدو الفأر اللدود من قبل آدم وحواء .
      أحضرنا قطا شرسا من قطط الشوارع . اتفقنا معه على عمولة عالية حين يخلّصنا من الفأر . وإلى أن ينجز
      مهمته ، هيَّئنا له المبيت والمأكل والمشرب .
      انكمش الفأر وعاد ألى حجمه الطبيعي . وأصيب بحالة من الإكتآب بسبب هذا القط ، الذي سَدَّ عليه جميع المنافذ .
      الحق أقوله لكم . لقد حزنت وانتابتني حالة من تأنيب الضمير . ألله يسامحك يا - والت ديزني - . غسلت أدمغتنا
      حتى بتنا نتعاطف مع فأرك الذليل .
      ما علينا على رأي - عم ونيس - محمد صبحي . في يوم من الأيام ، حشر القط فأرنا اللئيم في زاوية لا فكاك منها .
      ابتسم الفأر بوجه خنّاقه القط ، وقال له متحدِيّاً :
      ــ هيّا ، تفضل اقتلني ، وسِد ( السَبُّوبة ) إلّي بتوكل منها عيش . يا غبي ، أنا وأنت عايشين من خيرهم . ويوم ما
      ينقفل ملف قضية " في بيتنا فأر " سوف تعود للشارع تتسول لقمتك ، وأعود أنا للمجاري أغرق في فضلاتهم .
      سوف تتهمني بالجنون . وأنا أراك أشد جنونا . ضع يدك بيدي ، ( ورزق الهبل على المجانين ) .

      عبد الرحيم محمود / تم .

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #18
        معالي الوزير

        كانت الساعة تُشير الى السابعة والنصف صباحا عندما قُرِع الَجرس بمنزل السيد علاّم .
        كان قريباً من الباب , يتهيأ للنزول الى عمله . فتحهُ مع اول رنّة , ففوجيء قارع الجرس بالسرعة التي
        لبّى بها اصحاب البيت النداء .
        بوغِتَ السيد علام بالأستاذ الواقف امامه . وجد فيه رجلا ذوهيبة , ويخطر بملابس انيقة. بدله بنية من
        الصوف الأنجليزي وحذاء إيطالي . اما القميص ورباط الرقبة فمن مختارات ارقى المحلات . زد على
        ذلك النظارات التي اصبغت على حاملها وقارا ما بعده وقار , وكذلك العطر الذي افعم المكان برائحته
        الزكية . حتى ظنّ بهِ أنه رئيس تشريفات الديوان الملكي او مندوبا عن رئاسة الوزراء .
        سَرحَ علام افندي بأفكاره , يخلط التمنيات بأوهام ارسى قواعدها وقع المفاجئة اللتي حَطَّتْ عليه على
        الريق . فها هو يزيل الحواجز المُقامة بينه وبين ذاته ويهمس لها قائلاً :
        ــ ربما يحتاجونني لأمرٍ هام او ربما اكون قد نُسِّبتُ من قبل أحدهم لتولي منصب كبير,أو ربما اكون قد
        رُشِّحت لتولي منصب وزير لأحدى الوزارات . ولِمَا لا ؟ فأنا السيد علاّم ومعروف عني كفائتي
        وتفانييّ بالعمل . وربما كلمة معالي هي أنسب لفظ يسبق أسمي "معالي الوزير علام " . سبحان اللة ,
        كنت على وشك خوض الأنتخابات النيابية علَّني افوز واصبح بيوم من الأيام وزيرا . لكن الحمدللة ,
        ها هي قد جائت لوحدها بدون انتخابات وبدون هَمْ .
        استيقظ علاّم من حلمه هذا على صوت زوجته تأمرهُ ان يضع كيس النِفايات في حاوية الحارة ريثما يأتي
        زبال الحي الجديد ويتصرَّف بها .
        يبدو ان صوت الضيف قد نقر طبلتي اذن علام وكأنه إظفر يحك موقع جَرَبْ وهو يقول له :
        ـ صباح الخير يا استاذ علاّم .
        عاد علام يهمس لذاته مجددا وهو يكاد يرقص من الفرح :
        ــ أرأيتُمْ ؟ " صباح الخير يا استاذ علاّم " يعرفون اسمي وعنواني , لا بد انهم قد تحرّوا عني وتيقنوا
        من اخلاصي للدولة وللوطن , وها هم الآن يستدعونني من بيتي في هذه الساعة المُبكرة كي التحق
        بالوظيفة الجديدة .
        مدَّ علام يده يصافح الضيف والأبتسامة تكاد تنطق وهي بكفه قائلاً :
        ـ صباح النور يا استاذ .....
        مدَّ الآخر يده مندهشاً :
        ـ اسمي مُحيي
        ـ اسم على مُسمّى يا استاذ مُحيي , ربنا يزيد من امثالك , تفضَّلْ .
        ادرك محيي الألتباس الذي وقع به صاحب البيت فقال له وهو ينتع جسده خارج حدود الباب :
        ـ الحقيقة انه غير مسموح لنا بدخول المنازل ولا حتى العبور من بوابة السور الخارجي لأي منزل
        وهذه هي متطلبات المهمة اللتي نقوم بها .
        ربما اصبح الهمس غير مجدي بعد كل هذا الوضوح , فكادت الكلمات ان تنفلت عن لسان الأستاذ علاّم
        وهو يتمتم :
        ــ فعلا ً, إن توقعاتي كانت سليمة وها قد بدأ الجليد بالذوبان. انه في مهمة عاجلة وسريَّة وعليه ان
        ينجزها بالكتمان بلا عواطف وبلا مقدمات .
        طرحَ علام التمتمة جانباً , وقال فيما يشبه الرجاء :
        ـ اني مُصغي يا استاذ مُحيي , طلباتك اوامر .
        عاد يهمس لذاته مجددا وهو يفرك ذقنه بكف يده :
        ــ طبعاً يجب ان اظهر امامهم بالشخص المُطيع الوديع والمتواضع الى ان اجلس على الكرسي وبعدها
        يخلق اللة ما لا تعلمون .
        اجابه محيي والأندهاش على مُحيّاه يزداد رسوخاً :
        ـ استغفر اللة يا علاّم بيك ......
        اخذ قلب علام يتنطط فرحاً داخل قفصه الصدري كسجين بات الأفراج عنه وشيكاً فهمس لنفسه حتى كاد
        هذا الهمس يتجسد كياناً :
        ــ اللة! أعِدْ . لقد بدأ يرشح وخاطبني بالبيك . صبراً , سينطق بها " معالي علام باشا "
        لم يتمهل محيي حتى لفظ ما في جوفه من كلام وقال في خجل فاضح :
        ـ استغفر اللة , إنما جئتُ أستسمحك كي أوقف سيارتي المرسيدس امام منزلكم ريثما أنهي عملي .
        لم يشأ علام الإستيقاظ من حلمه واسترسل مخاطبا الواقف امامه وشفتاه ترتعشان قائلا :
        ــ ومالُه الشارع كله على حسابك . تفضل صُف المرسيدس وين ما بِدَّكْ وتعال انهي مهمتك على مهلك .
        أخذ محي نفسا عميقا ثم قال بحزم :
        ــ يا باشا , معاليك .........
        ها هو علام يَلْهَثُ وراء يَقينْ ما سيكون بعد طَرَبِه لسماع نغمات " باشا ومعاليك " . فأخذ قلبه يتنطط
        كقلب كطفل امامه هدايا العيد وما عليه سوى نزع ورق لَفْ الهدايا عنها . فصرخ صرخة بدت كفقاعة
        هواء هائمة ما بين المريء وأمعائه الغليظة قائلا :
        ــ ضرب المدفع , وثبت العيد . باشا ومعاليك . اكتر من هيك ما بدي غير معاليق بالبصل والتوم .
        ــ يا باشا معاليك غلطان . انا محيي زبال الحي الجديد
        اختنق علاّمنا كمن غاص في بركة من الوحل . فانتفضَ صارخاً وكأنه بالون هواء إنفجر من وخزة
        دبوس حاد :
        ـ ماذا ؟
        ـ انا محيي , زبال الحي الجديد ....
        بدأ معاليهِ يصحو رويداً رويداً من هول المفاجئة المُصْدِمة اللتي لم تخطر على باله .
        إنتصَبَ واقفاً بعد ان نفض الوحل عن جسده , وقال له ببرود وسخرية :
        ـ ولماذا يا حضرة السيِّد محيي لم تترك سيارتك المرسيدس امام الفيلا اللتي تقطُنْ بها وتأتي بسيارة
        البلدية . ألَيْسَ جنابكَ موظفا عندهم ؟
        ـ سوف تتسخ ملابسي يا استاذ ....
        ـ مقبولة مِنَّكْ استاذ يا محيي بيك , ولكن , بدلتك ستتسخ على اي حال وانت تنقل الزبالة من مكانٍ لآخر .
        ـ لا تقلق , لقد إحتطتُ للأمر , وسترى .
        وَقَفَ علاّم بالنافذة يرنو محيي الزبال بينما كان يلتقط أكياس القمامة . فَشَاهَدَهُ يعملُ عارِيَاً كَمَا وَلَدَتْهُ أمُّه .
        صَفَنَ صاحبنا , فَبَدَا كتلميذ يستذكرُ الإجابة بعدما تصَفَّحَ ورقة الاسئلة .
        ابتسم ابتسامة تُوحي بالتَّحَدي . ثُمَّ قام بالتعرّي . وخرج يَحْمِلُ كيس الزبالة فوق كتفه مهرولا نحو
        الحاوية وهو عار تَمَامَاً ....
        عبد الرحيم محمود / تم .

        تعليق

        • د.نجلاء نصير
          رئيس تحرير صحيفة مواجهات
          • 16-07-2010
          • 4931

          #19
          مرحبا أستاذي القدير :فوزي بيترو
          يسعدني المشاركة
          النص الأول
          مع مسئول بقلم:نجلاء نصير

          في إحدى الفضائيات شاهدت حوارا مع مسئول ،وكان من الأسئلة التي طرحت عليه:
          ما السياسة من وجهة نظرك؟
          كانت إجابته :أن تسوس الناس وأن تحاول أن تقنعهم بماتريد علما أنك في بعض الأحيان قد تضطرك الظروف لإقناع الناس بغير الحقيقةِ،لكن أنا أنتهج المنهج الذي يقول:إذا اضطررت ألا تقول الحقيقة
          ،فحاول أن يحتوي كلامك علي الحقيقة..
          فجأة آلمني ضرسي وبدأ الألم يزداد شيئا فشيئا ،تركت الحوار ،وتأملت ضرسي في المرآة فوجدت السوس بدأ ينخر فيه ولذلك شعرت بالألم،
          فقلت:عجبا لسوس الأسنان ينخر ضرسي في صمت إلي أن وصل لمبتغاه.
          http://almolltaqa.com/vb/showthread....638#post576638

          عبد الرحيم محمود / تم .
          sigpic

          تعليق

          • د.نجلاء نصير
            رئيس تحرير صحيفة مواجهات
            • 16-07-2010
            • 4931

            #20
            النص الثاني
            حوارمع ديكتاتور مخلوع بقلم : نجلاء نصير
            حوار مع ديكتاتور مخلوع

            تحاورت مع رئيس سابق عن سبب خلعه فأجاب:أولا أنا لم أخلع
            أنا ما زالت الرئيس الشرعي فالجيش انقلب علي
            أنا لم أتنح عن منصبي
            أجبته بتلقائية يا سيادة الرئيس المخلوع اسمح لي أن أكون شاهد عيان علي عصرك
            بصراحة الشعب خسر كثيرا بخلعك
            الرئيس:لاأعرف لماذا ثار الشعب رغم كل الاصلاحات والسياسات والتنمية والديمقراطية..
            أجبت:الشعب خسر في عهدكم الكثير فالديمقراطية التي تدعون انكم تحكموننا بمقتضاها
            كان خير مثال عليها قمع الشعب في الاعتصامات والاحتجاجات ،ففي عصركم الكريم كان جهاز الأمن والشرطة من أقوي الأجهزة لا لحفظ الأمن فقط،بل لترويع الشعب بمقتضي قانون الطواريء
            فالمغتقلات اكتظت بالشرفاء ،لكن المجرمين الحقيقيين عاشوا طلقاء..
            أما من الناحية الاقتصادية فقد كان عهدك العهد الذهبي لرجال الأعمال ‎_رجال الفساد‎_فقد استولوا علي أراضي الدولة بالملاليم وباعوها بالملايين ،أضف إلي ذلك استيراد ما هو قاتل للشعب مثل أكياس الدم الملوثة وغيرها....كل هذا من أجل الشعب
            وبالنسبة للحوادث الطرق كانت في عهدك تحتل مربتة عالية في حصاد الأرواح ،فالاشارات تضاء ألوانها الثلاثة في وقت واحد دعما للديمقراطية حتي تمر السيارات والمشاة في وقت واحد
            أضف إلي ذلك الرخاء الذي من كثرته كان يسافر الشباب عن طريق البحر هجرات غير شرعية ،فيغرق منهم من يغرق،وحوادث العبارات التي كانت تحصد الأرواح بالآلاف ويخرج الجاني بريء بالقانون
            نعم القانون الذي بمقتضاه وأدت الحرية السياسيةوأصبحنا دولة الحزب الواحد ،الذي كان بالقانون يزور الانتحابات وكله بالقانون
            أما من الناحية الصحية فقد سبحت الأمراض بحمد ولا يتك من فشل كلوي ،لكبد وبائي ،لسرطان
            وعلاج علي نفقة الدولة استفاد منه رجال الدولة ،بل استولوا علي أموال الفقراء وكله بالقانون
            أضف إلي هذا التاأمين الصحي أقصد الإذل الصحي الذي يطيح بآدمية المواطن البسيط،مع أن كل خطاباتكم كانت تداعب أحلام البسطاء،
            أما الصحافة والاعلام المضلل الذي ظل يسبخ بحمد النظام لآخر قطرة كانت سياسته تهميش العقول والهاء البسطاء وتصدير الأكاذيب بشتي الطرق ووضعها في كبسولات مخدرة بطيئة المفعول حتي لا يكتشفها المواطن البسيط ،لكن في الأحداث الأخيرة حولوا الكبسولات إلي حقن وريدية لذلك كان تأثيرها مضادا فسقط قناع الكذب ولم يجد الاعلام ما يواري به سوءته...
            وإذا تحدثنا عن تنسيق الشوارع كان الشارع الذي تمر منه جنابك يرقص طربا من فرط السعادة لأن عمال البلدية كانوا يقومون بجليه وتنسيقه وإن لم يكن به اشجار كان يشجر ولكن فرحة الشارع لا تستمر ،لأن كل هذه الجماليات كانت تهد بعد مروركم الكريم،أضف غلي ذلك صوركم التي نجدها في كل مكان تؤيدك وتقول لك اخترناك اخترناك


            أما الدعم يا ريسنا كان ذل في ذل فقدكان التغني بالدعم يؤرق المواطن البسيط حيث تلح وسائل الاعلام علي توفير السلع الغذائية الاساسية بأسعار مدعمة لكن حينما يذهب المواطن للشراء يجد فرقا كبيرا بين الأسعار المرتفعة التي رقابة عليها ،وطابور الخبز كان المواطن البسيط يفقد آدميته في طابور لانهاية له من أجل الحصول علي رغيف خبز مدعم،هل جربت سعادتك تناول واحدا منها
            فالخبز كان مدعما بالمسامير الحديد إيمانا ممن يصنعونه أن الشعب المسكين مصا بالفقر حتي في دمه
            اختفت في عهدكم الرقابة علي الاسعارفشاع الفساد وانتشرت الرشوة وكل هذا يثقل كاهل المواطن البسيط والمتوسط الحال
            وإذا تحدثنا عن الحياة السياسية فقد كان عهدكم هو صورة حية للديمقراطية في الشرق
            كانت قمة في القمع والتزوير من أول الانتخابات الطلابية إلي انتخابات المجالس المحلية ومجلسي الشعب والشوري إلي الانتخابات الرئاسية حتي أصبحنا بلد الحزب الواحد،تخيل أن التزوير كان يذلل
            لخدمة الفساد ،كانت هذه مؤشرات النهاية،أضف إلي ذلك خلق واختلاق الفتن الطائفية
            ومن مصيبة لمصيبة تعب الشعب وضاق من صناعة الازمات وترويج الشائعات كان له جنود في نظامكم
            حتي يعتم ويكمم الأفواه،ويفترق الناس لدرجة أنك إذا نظرت في قسماتهم وجدتهم كالدمي التي تحركها الخيوط،إلي أن قرر شباب هذه الامة أن يجتث جذور الفساد فكانت ثورة 25 يناير التي غيرت تاريخ هذا الشعب ..
            نعم توحدوا علي قلب رجل واحد فكانت ثورة التغيير ضد الظلم والفقر والفساد
            فما رأيك في عصركم أيها الرئيس السابق ...
            عفوا المخلوع
            لم يرد لأنه لم يكن له وجود.

            عبد الرحيم محمود / تم .
            sigpic

            تعليق

            • د.نجلاء نصير
              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
              • 16-07-2010
              • 4931

              #21
              النص الثاني
              حوارمع ديكتاتور مخلوع بقلم : نجلاء نصير
              حوار مع ديكتاتور مخلوع

              تحاورت مع رئيس سابق عن سبب خلعه فأجاب:أولا أنا لم أخلع
              أنا ما زالت الرئيس الشرعي فالجيش انقلب علي
              أنا لم أتنح عن منصبي
              أجبته بتلقائية يا سيادة الرئيس المخلوع اسمح لي أن أكون شاهد عيان علي عصرك
              بصراحة الشعب خسر كثيرا بخلعك
              الرئيس:لاأعرف لماذا ثار الشعب رغم كل الاصلاحات والسياسات والتنمية والديمقراطية..
              أجبت:الشعب خسر في عهدكم الكثير فالديمقراطية التي تدعون انكم تحكموننا بمقتضاها
              كان خير مثال عليها قمع الشعب في الاعتصامات والاحتجاجات ،ففي عصركم الكريم كان جهاز الأمن والشرطة من أقوي الأجهزة لا لحفظ الأمن فقط،بل لترويع الشعب بمقتضي قانون الطواريء
              فالمغتقلات اكتظت بالشرفاء ،لكن المجرمين الحقيقيين عاشوا طلقاء..
              أما من الناحية الاقتصادية فقد كان عهدك العهد الذهبي لرجال الأعمال ‎_رجال الفساد‎_فقد استولوا علي أراضي الدولة بالملاليم وباعوها بالملايين ،أضف إلي ذلك استيراد ما هو قاتل للشعب مثل أكياس الدم الملوثة وغيرها....كل هذا من أجل الشعب
              وبالنسبة للحوادث الطرق كانت في عهدك تحتل مربتة عالية في حصاد الأرواح ،فالاشارات تضاء ألوانها الثلاثة في وقت واحد دعما للديمقراطية حتي تمر السيارات والمشاة في وقت واحد
              أضف إلي ذلك الرخاء الذي من كثرته كان يسافر الشباب عن طريق البحر هجرات غير شرعية ،فيغرق منهم من يغرق،وحوادث العبارات التي كانت تحصد الأرواح بالآلاف ويخرج الجاني بريء بالقانون
              نعم القانون الذي بمقتضاه وأدت الحرية السياسيةوأصبحنا دولة الحزب الواحد ،الذي كان بالقانون يزور الانتحابات وكله بالقانون
              أما من الناحية الصحية فقد سبحت الأمراض بحمد ولا يتك من فشل كلوي ،لكبد وبائي ،لسرطان
              وعلاج علي نفقة الدولة استفاد منه رجال الدولة ،بل استولوا علي أموال الفقراء وكله بالقانون
              أضف إلي هذا التاأمين الصحي أقصد الإذل الصحي الذي يطيح بآدمية المواطن البسيط،مع أن كل خطاباتكم كانت تداعب أحلام البسطاء،
              أما الصحافة والاعلام المضلل الذي ظل يسبخ بحمد النظام لآخر قطرة كانت سياسته تهميش العقول والهاء البسطاء وتصدير الأكاذيب بشتي الطرق ووضعها في كبسولات مخدرة بطيئة المفعول حتي لا يكتشفها المواطن البسيط ،لكن في الأحداث الأخيرة حولوا الكبسولات إلي حقن وريدية لذلك كان تأثيرها مضادا فسقط قناع الكذب ولم يجد الاعلام ما يواري به سوءته...
              وإذا تحدثنا عن تنسيق الشوارع كان الشارع الذي تمر منه جنابك يرقص طربا من فرط السعادة لأن عمال البلدية كانوا يقومون بجليه وتنسيقه وإن لم يكن به اشجار كان يشجر ولكن فرحة الشارع لا تستمر ،لأن كل هذه الجماليات كانت تهد بعد مروركم الكريم،أضف غلي ذلك صوركم التي نجدها في كل مكان تؤيدك وتقول لك اخترناك اخترناك


              أما الدعم يا ريسنا كان ذل في ذل فقدكان التغني بالدعم يؤرق المواطن البسيط حيث تلح وسائل الاعلام علي توفير السلع الغذائية الاساسية بأسعار مدعمة لكن حينما يذهب المواطن للشراء يجد فرقا كبيرا بين الأسعار المرتفعة التي رقابة عليها ،وطابور الخبز كان المواطن البسيط يفقد آدميته في طابور لانهاية له من أجل الحصول علي رغيف خبز مدعم،هل جربت سعادتك تناول واحدا منها
              فالخبز كان مدعما بالمسامير الحديد إيمانا ممن يصنعونه أن الشعب المسكين مصا بالفقر حتي في دمه
              اختفت في عهدكم الرقابة علي الاسعارفشاع الفساد وانتشرت الرشوة وكل هذا يثقل كاهل المواطن البسيط والمتوسط الحال
              وإذا تحدثنا عن الحياة السياسية فقد كان عهدكم هو صورة حية للديمقراطية في الشرق
              كانت قمة في القمع والتزوير من أول الانتخابات الطلابية إلي انتخابات المجالس المحلية ومجلسي الشعب والشوري إلي الانتخابات الرئاسية حتي أصبحنا بلد الحزب الواحد،تخيل أن التزوير كان يذلل
              لخدمة الفساد ،كانت هذه مؤشرات النهاية،أضف إلي ذلك خلق واختلاق الفتن الطائفية
              ومن مصيبة لمصيبة تعب الشعب وضاق من صناعة الازمات وترويج الشائعات كان له جنود في نظامكم
              حتي يعتم ويكمم الأفواه،ويفترق الناس لدرجة أنك إذا نظرت في قسماتهم وجدتهم كالدمي التي تحركها الخيوط،إلي أن قرر شباب هذه الامة أن يجتث جذور الفساد فكانت ثورة 25 يناير التي غيرت تاريخ هذا الشعب ..
              نعم توحدوا علي قلب رجل واحد فكانت ثورة التغيير ضد الظلم والفقر والفساد
              فما رأيك في عصركم أيها الرئيس السابق ...
              عفوا المخلوع
              لم يرد لأنه لم يكن له وجود.
              http://almolltaqa.com/vb/showthread....E3%CE%E1%E6%DA

              عبد الرحيم محمود / تم .
              مكرر
              sigpic

              تعليق

              • سمرعيد
                أديب وكاتب
                • 19-04-2013
                • 2036

                #22
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                سأضع نصين في صفحاتكم
                فإن لم تحظيا بالترجمة
                يكفني ابتسامتكم
                والسلام..


                والدي الحبيب...
                أرجو أن تصلك رسالتي وأنت بألف بخير،
                أحب أن أطمئنك عنا أيضاً ،فنحن هنا يا أبي بخير والحمد لله ...
                ولم يحدث شيءٌ مهم في غيابك سوى أن عصا المكنسة قد كُسرت!!،
                لا تسألني كيف كُسرت !!
                لأنني سأجيبك أن بقرتنا العزيزة سقطت عليها وهي تهرب مذعورة من الحريق....
                صحيح نسيت أن أخبرك أن منزلنا احترق ، أما كيف !!،
                فلاتقلق لأن أخي الكبير رحمه الله سقطت منه السيجارة على السجادة ،
                فاحترق المنزل بالكامل وهو بداخله....
                اجلس يا والدي وأنت تقرأ رسالتي،
                أظنك صدمت بهذا الخبر ،
                أرجوك لا تحزن ،
                فهذا نصيبه يا والدي،
                وهـو معذور فـقد كان يدخن لينسى حزنه الشديد..،
                آآآه صحيح تذكرت ، لقد حزن كثيراً على أمي لأنها ماتت...
                ابنك المشتاق...
                عبد الرحيم محمود / تم .

                تعليق

                • سمرعيد
                  أديب وكاتب
                  • 19-04-2013
                  • 2036

                  #23
                  شبيك لبيك
                  العم أبو مازن بين ايديك

                  كم كانت فرحتنا كبيرة عندما أخبرنا والدي بحضور ضيف عزيز وصديق قديم من أيام زمان
                  في هذا المساء،
                  وقد يقيم عندنا
                  عدة أيام.
                  وكانت فرحة العم (أبو مازن) أكبر عندما رأى بنات صديق العمر ،
                  كالفراشات تحوم ،تقّدم وتؤخركل مالذّ وطاب ،من طعامٍ وشراب،وكأنه في حلم وليس في علم.
                  صار العم الكريم يستيقظ في الصباح،
                  يتجول في الحديقة،يتذوق الثمار التي حرص والدي عليها،واعتنى بها،ولاتعجبه
                  مقارنةً مع فاكهة مزرعته الواسعة الغنية بكل ماتشتهيه النفس..

                  يوم اثنان ثلاثة،....والأحاديث تطول،عن المزرعة والعنب الزيني المشهور بحبته الكبيرة،
                  والتفاح اللذيذ، والعسل بأنواعه ،و...

                  والكل متشوق لزيارة المزرعة الجميلة،ورؤية الحلال،
                  والتنعم بجنة من جنان الأرض كما يدّعي..

                  أما والدتي فكانت ترمي لصيد أوفر ،كانت تدعو الله أن تكون أختي من حظ ونصيب مازن ،
                  الابن البكر للعم،وبالتالي تكون المزرعة والحلال والخيرات والعريس من حظنا ونصيبنا..
                  (اجت والله جابها..)

                  حان موعد الرحيل،
                  -(يللا) يابنات ،يا أولاد هاتوا ورقة وقلماً وسجلوا طلباتكم ،
                  كل ماتشتهونه سيكون حاضراً،هكذا أمَرَنا العم.واكمل بصيغة الأمر:

                  -عليّ الطلاق والفراق لن أغادر حتى تسجلوا ماتحبون وتشتهون..
                  (شو مايغادر ،أسرعوا يابنات وهاتوا الطلبات ،خاصة أن القرية غنية بالخيرات ..)
                  سجّل إذن ياطيب:
                  فستق حلبي،فستق عبيد،جوزبلدي،لوز بلدي،زيت أصلي،عسل بشهده،زيتون محشي،..
                  (شوكمان يللا يابنات اعصروا مخكن واتذكروا شوبدكن،مابدنا يزعل العم)
                  -دبس رمان-زعترحلبي-صابون غارحلبي-دبس فليفلة-سمن بلدي-صنوبر-مكسرات..
                  وبعد أيام حضر والدي من الدوام ، ومعه كراتين الوصايا والهدايا الموعودة، ووجهه لايُفسر..
                  لقد أرسل العم الأغراض ومعها فاتورة بأسعار سياحية..لايمكنكم تخيلها
                  ،
                  ومن يومها ماعاد لي نفس بالزيتون المحشي ولا المكسرات ،حتى العسل (موطيب بنوب..)
                  أخبروني الآن،،
                  ماذا تريدون من هديا ووصاياعلى حساب العم أبو مازن ؟؟؟؟؟؟؟
                  (لاتستحوا أمانة )،،
                  سلامة خيركم..وسلامتكم..
                  عبد الرحيم محمود / تم .

                  تعليق

                  • سعيدة الرغوي
                    أديب وكاتب
                    • 04-10-2009
                    • 228

                    #24
                    سلام الله عليكم مشرفي " منتدى الأدب الساخر" ، أرجو إدماج مقالي بعنوان " الضائقة الزبلية " الذي بعثث به إليكم سابقا ضمن النصوص المرشحة للترجمة بقسمكم .
                    لأنني لم أفلح في إرساله ..ولكم جزيل الشكر.
                    طبعا لدي العديد من النصوص التي كنت أرغب بالمشاركة بها ،لكن لاكراهات معينة اقتصرت على هذه المشاركة ،في انتظار أن أبعث لكم بالنص الثاني .
                    ومجددا شكري لكل المشرفين على القسم لتكبدهم عناء التنسيق والتتبع ...
                    مودتي.

                    تعليق

                    • فوزي سليم بيترو
                      مستشار أدبي
                      • 03-06-2009
                      • 10949

                      #25
                      الضائقة الزبلية / سعيدة الرغيوي
                      الضائقة الزبلية

                      أيها الساخر / أيتها الساخرة ، ننتظر بلهفة كتباتك/ كتابتُكِ الواقعية، الساخرة التي تلهب حماسنا لامتطاء اليراع من جديد رغم التضييق على بعض الأنواع من الكتابات ..إن الحديث عن الأزبال ، يجعلني أستحضر العائلة اللغوية الكريمة لهذا المصطلح العتيد، الأوساخ، القمامة، الفضلات، الأدران…والعقليات المتسخة، والأيادي المتسخة، والضمائر المتسخة التي تنهل معجمها الخاص من المزابل …وتعلن عن قيم جماعات أصبحت ذائعة الصيت في هكذا مضمار..
                      إن مزابلنا كما أسلفت الذكر تزكم الأنوف، ورائحتها تعبق بها شتى الأمكنة والفضاءات، فأينما حللت وارتحلت لابد وأن يَسْتَرْعِيك جبل الأوساخ، إذ انتقلت المزبلة من نطاق خاص والكامن في الجانب الإيكولوجي والبيئي ، إلى جانب أكثر ارتباطا بمعيشنا اليومي ..فالأزبال تتخلل الصدور والسطور، وتتخلل الضمائر.فلا غرابة أن تتسع رقعة المزابل ودائرتها..لتغدو كالأخطبوط ، فتأتي على كل جميل في حياتنا ..وتحوله إلى مساحات غير قابلة للاختراق لأنها ..تخص دائرة المنتمين إلى العائلة “الزبلية”.
                      عفواكم قراء هذه السطور..إنها حقيقة لا مراء فيها، فالأزبال تحَاصِرُنا ، والدائرة تتسع، ولا يجسر حتى “صابون تازة ” على غسلها.
                      إن الأمر مُخْزِ، ومقرف..ربما تقولون إن الساهرين على النظافة يبدلون قُصارى الجهود لجعل الهواء الذي نستنشقه طيبا ولطيفا، بيد أن زَبْلنا لا تستطيع حتى الشركات المتعاقدة مع المجالس الحضرية أن تطوقه ..لماذا..سؤال وجيه؟ !.
                      “الأمر بغاية البساطة لأنه كما أسلفت الدائرة اتسعت، والأرض ضاقت بما رَحُبَتْ والصدر لم يعُدْ رحْباً..
                      لقد تراكمت ديوننا المزبلية وشاخت ..ولم تعد بقادرة على ضخ دماء نظيفة في جسد إدارتنا التي استشرت بها الضائقة “الزبلية” التي يصطلح عليها بالرشوة..إن هاته الظاهرة استحكمت وتوغلت جذورها ..فرغم الدعايات والإعلانات التلفزية، والقوانين الزجرية فدار لقمان ما تزال على حالها، إذ لم تُفْلح في الحد من هذا الوباء” الزَّبْلي” الذي يتجدد من خلال هرمونات غريبة وخفية ..وهو في توالد منقطع النظير، لا يعترف بلغة التهديد، ولا بالوعيد، فتجبر وطغى.
                      إن هذه الظاهرة “الزبلية”..ما هي إلا ملْمَح من ملامح عدة قد تبرز للعيان ، وقد تظل خفية عنهم..إذن هي صور مزبلية تندر بكارثة أخلاقية صِرفة”.
                      وهنا تجدني ملزمة بأن أصرخ عاليا..إن الظاهرة المزبلاتية تطوقنا..هي أزمة مجتمعية صارخة، ، لا ينفع معها التطبيل ولا التزمير ولا حتى أنواع التغاريد ..فكأننا نصرخ في وادي عميق ..و لا مَنْ يُصْغِي ..إنه فقط صدى صراخنا..هو الذي يُجيبنا.
                      سعيدة الرغيوي

                      عبد الرحيم محمود / تم .

                      تعليق

                      يعمل...
                      X