أماراتُ حبِّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي داود..اللاذقية
    شاعر
    • 31-08-2013
    • 169

    شعر عمودي أماراتُ حبِّ

    أماراتُ حُـــــبٍّ فــــي العيونِ القواتِلِ

    تخفَّيْــــنَ خوفاً منْ عيـــــونِ العواذِلِ (1)

    أماراتُ حبٍّ كــــمْ رَجَوتُ هُطولَــــهُ

    كما رَجَتِ الصّحْراءُ غيْثَ الهواطِــلِ

    عيونٌ حباهـــــا الضدُّ حُسْــنَ نقيْضِهِ

    كَفُسْــــــــتانِ عرْسٍ ضمَّ ثوبَ أرامِلِ

    بياضٌ أذابَ الصّبْحُ فيْــــهِ شــــعاعَهُ

    وليْـــــــلٌ كليْــــلِ المُسْـــــــتَنِيْرِ بآفِلِ

    إذا ما التَقَيْنَا دونَ وعْــــدٍ تُعِيْدُنِـــــــي

    إلـــــى حضْنِ أمّي في جِــــراحِ مُقاتِلِ

    تُكَــهْرِبُ قلْبـــــــي إنْ أرادَتْ بِنَظْـرَةٍ

    تَكَهْرُبَ قــلْبٍ قــــدْ أُصِيْبَ بعاطِــــــلِ

    وتَدْمَــــى عيونـــي إنْ تَلَـفَّـتَ جيْدُهــا

    كَعَيْنِ كَمِــيٍ قدْ أُصِـــــيْبَ بنابِـــــــــلِ (2)

    أَماراتُ حُبٍّ كالسَّـــــــــرابِ وزيْفِـــهِ

    تَبَدَّدْنَ إبَّانَ اقْتِــــــــرابِ القوافِـــــــــلِ

    أَتَيْتُ إليْهــــا أسْــــــــتَغِيْثُ كَــــهارِبٍ

    مِنَ الموْتِ لا يَلْقى ســـــواها بِحائِــلِ

    أَتَيْتُ إليْهــــا أَسْــــــــتَعِيْرُ دقِيْقــــــــةً

    مِنَ الوقْتِ منْها كالضَّريْرِ المُسـَــــائِلِ

    فَصَدَّتْ وغالَتْ في الصُّدُودِ وليْتَهَـــا

    أَعارَتْ بُعَيْضَ السـَّـــــمْعِ لِلْمُتَثَاقِـــــلِ

    قَضَى اللهُ لِلْحَوراءِ بالْحُسْـــنِ دونَ أَنْ

    يُسَـــــــلِّحَ قلْبــي بالسِّــــــلاحِ المُقَابِلِ

    فَـجِئْتُ قليْـــــلَ الصَّبْرِ عنْدَ تَعَلُّقِـــــي

    بِحُبِّ الخَـــــرِيْداتِ المِــــلاحِ الأَيائِلِ (3)

    ذواتِ القُدُودِ المُرْهَفَاتِ مَعَ الضُّــحَى

    إذا سِـــــرْنَ يَسْــــلُبْنَ النُّهى بِالْأَياطِلِ

    فَسـُـبْحَانَ مَنْ أَعْطَى الكَوَاعِبَ سَطْوَةً

    وسُـــــبْحَانَ مَنْ أوْهَى عَمِيْدَ الجَحَافِلِ (4)

    فَقَدْ كُــــنْتُ ذا بأْسٍ وعزْمٍ كَــــفَارِسٍ

    وأَصْبَحْتُ ذا ضَنْكٍ وَ وَهْنٍ كَــــحَامِلِ (5)

    وقَدْ كُــــنْتُ ذا رُشْــــدٍ ورأْيٍ كَــعَالِمٍ

    وأَصْــــبَحْتُ ذا لَهْوٍ وخَمْرٍ كَــــجَاهِلِ

    فَـــنَادِقُ قلْبِــــيْ كمْ تَضِيْقُ بِــــغَيْرِها

    وكانَــــــتْ قَديْمَـــاً لا تَـــضِيْقُ بِنَازِلِ

    هَضِيْمٌ بِكَشْــحٍ يَشْـــتَهِي القِسُّ هَصْرَهُ

    فَلَيْــــــسَ بِـــــمَمْلُوءٍ وليْـــــسَ بِنَاحِلِ (6)

    تُبَلِّلُ بِالْعِطْرِ الْفَرَنْسِـــــــيِّ نَحْرَهَـــــا

    ولِلنَّحْــرِ عِطْــرٌ فوقَ عِطْــرِ المَعَامِلِ

    ولِلشَّــــفَتَيْنِ الرَّطْبَتَيْـــــــنِ سُــــــلافَةٌ

    تَفُوْقُ خُـــمُوْرَ الدَّالِيَــــــاتِ الأَوَائِـــلِ

    لُبَانَةُ عُمْري لا أَرَى شَـــــــبَهَـاً لَهـَــا (7)

    وكَيْفَ أَرَى لِلْبَــــدْرِ شِــــبْهَ مُمَاثِــــلِ

    وقَدْ يَقْذَعُ الإِنْسَـــانَ مَالا ينالـــــه

    ولسْـــــــتُ على ما يَفْعَـلُونَ بِفَاعِـــلِ (8)

    فَحَسْـبِيْ مِنَ الْحَسْــنَاءِ أنَّا سَـــنَلْتَقِيْ

    لَدَى كُلِّ صُبْحٍ كالنَّدى والعَوَاسِـلِ (9)

    وحَسْبِي مِنَ الأَقْدَارِ أنْ تُرْسِـلَ الرَّدى

    مَعَ النَّسَــــمَاتِ البارِدَاتِ العَلائِــلِ

    وتَمْنَحَنِــيْ المَوْتَ الرَّحِيْمَ بِشَـــعْرَةٍ

    مَعَ العِطْرِ طَارتْ مِنْ حَرِيْرِ الجَدَائِـلِ

    سَــــأبْقَى أراهــا مِـنْ بَعِيْدٍ كَنَجْمَةٍ

    وأشْــــدو لِعَيْنَيْهَـــا بِـــــدُوْنِ مُـقَابِلِ

    كَغَيْمَــةِ صَيْــفٍ لا يُرَجَّــى هُطُولَــهَا

    ولَــكِنْ لَهَـــا فَيْءٌ كَــفَيْءِ الخمائِلِ (10)

    (1)أَماراتُ الشيء : علاماتُهُ
    (2)الكَمِيُّ : الفارِسُ
    (3)الخريدة : الفتاة التامة الخلْقة
    (4)الكواعب : مفردها كاعب : الفتاة البارزة النّهْد، أَوْهَى: أَضْعَفَ،
    عميد الجحافل : قائد الجيوش (كناية عن القوة)
    (5)الضنْكُ : الشِّدَّةُ والتَّعَب
    (6)الهضيمُ مِنَ النساء : المعتدلة الكَشْحَيْن، الكَشْحُ : ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي الأخير، هَصَرَ : عَطَفَ وجَذَبَ
    (7)لبانة :اسم الحبيبة
    (8)يقذع : يشتم ويكره
    (9)العواسل : جانيات العسل
    (10) الخمائل:مفردها خميلة:الشجر الكثيف
    التعديل الأخير تم بواسطة علي داود..اللاذقية; الساعة 07-11-2013, 20:22.
  • عبدالهادي القادود
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 11-11-2014
    • 939

    #2
    أَماراتُ حُبٍّ كالسَّـــــــــرابِ وزيْفِـــهِ

    تَبَدَّدْنَ إبَّانَ اقْتِــــــــرابِ القوافِـــــــــلِ

    أَتَيْتُ إليْهــــا أسْــــــــتَغِيْثُ كَــــهارِبٍ

    مِنَ الموْتِ لا يَلْقى ســـــواها بِحائِــلِ

    أَتَيْتُ إليْهــــا أَسْــــــــتَعِيْرُ دقِيْقــــــــةً

    مِنَ الوقْتِ منْها كالضَّريْرِ المُسـَــــائِلِ

    شاعرنا الأستاذ علي داود

    بورك النبض الجميل

    لا عدمناك

    تعليق

    يعمل...
    X