من وحي الأقفال السرية
على منضدة الروح
تبوأتُ قلبَ الزمن
وفتحت دفاتري القديمة
أتصفح أوراقي الممتلئةَ
بخربشات النكد
كوابيس
بلغة البارود تَقرَع نبضَ الأطفال
على حدائق الطفولة
تُسدل مساءات الرهبة
الضباب والشروق سيان
تنكَّرَ الثاني لمنارته
والأول اقتحم بؤبؤ البسطاء
مرْهونان معا لطاولة الصفقات
يرسمان في العبث
مسارا يصنع الرداءة
أرواح كأسراب الطير
على مخدة السيف تنام
والنكبة
تدحرج جثثا بالنحيب محنّطة
في حقائب القلب
تُشيّع الجنائز
مقابر ..مقابر
بين الأوراق تَزحف
في كؤوس الانطفاء
تُطمر شجرَ الصفصاف
فتشِم كفّ الضوء بالاستياء
أمهات
في مَهَب المذابح
يوقظُهُن عزف المدافع
يحتسيْن عسل الخطف
وفي رمح الأسى
يتنسّمن ريح الاغتيال
بجدائلهن
ينْسَقْن نحو الحتف
ترف خصلات الغضب
فتهُز الدّم من الجذور
غجَر ..غجر
مِن صيحات الرعب تنزّلوا
خربوا كنائس الضوء
وفي المضاجع
بثروا ساق الفرح
نثروا فاكهة الحشر
وبأقواس الإبادة رصعوا اللحظات
والأحضان
أحالوها مأوى القطط
هي ذي أمتي
المغروسة في ضلعي
التي
في عرقها
أتنفس عبق الشمس
تكسرت على جسر الاعتقال
تتجرع كأس الأقفال السرية
تُطوقها بسمة الانكسار
وفي المداخن
تتوسد ظل النكسات
لتدخن سيجارة الاحتراق
وفي مآقيها
تتوسع مدن الضيق
أغلقتُ درج الدمار
لأقرأ نشرة جوي
وأتفقدَ فداحة طقسي
الروح تنبض بالبراكين
وإلى قلبي
تمُدّ عاصفة الخسارات
تغتال أغصانه الفيحاء
وعلى شرفات الخيبة
تهد قلاع الحلم
وللمآسي تشيّد صرحا
مالكة عسال
بتاريخ 11/10/2013
تعليق