في المقهى العتيق
عائدًا إِلى "جفرا" .. كغبارٍ ثقيلٍ ..
راكدٍ على أَوتارِ العودِ الفقيرِ في آخرِ المقهى
تنفُضُني ريشةُ العازفِ ، فأَتراكمُ مع "لِسَّه فاكر" ..
على وقتٍ يبيعُهُ الساهرونَ للقلقِ والذكريات !
أَنا الغبارُ الثقيلُ الذي لازمَ الوقتَ حتَّى صارَ وقتًـا
تخسرُ الريحُ صُحبَتي فتصعدُ وحدَها إِلى الهدأَةِ العالية
لا أَتطايرُ كما تفعلُ الخيالاتُ التي تتخلَّصُ من براءَتِـها على حدودِ الجسد
لا أَخفقُ كالأَعلامِ التي تـتَّـخذُ من الهواءِ وطنًـا لكي تُوهِمَ الأَرضَ بالاتِّساع
كتلميذٍ بليدٍ ، لا أَرفعُ عن الأَرضِ أَسئلتي ، فأَظلُّ مُبعدًا كعلامةِ استفهام
النوافذُ هنا لا تدَّعي النُّـبُـوَّةَ ، فلا تجيءُ بالكثيرِ من الضوءِ والأَخبار
الصدى .. توكيدٌ لفظيٌّ للأَنين
والصدى .. جدارٌ خجولٌ يعتذرُ عن امتصاصِ النغمةِ الجارحة
وحدي .. وزحامٌ .. وهمهمةٌ .. وتائهاتٌ جميلاتٌ .. وفوضى
أَتخيَّلُ الجدرانَ مرايا لكي أَراني لونًـا في اللوحةِ الباهتة
قد أَكونُ صورةً على هذا الجدارِ يومًا !
قد أَصيرُ قِصَّةً تنحتُ فيها المقاعدُ وصفًا دقيقًا ..
لِهَواني على الريحِ ، وقِـلَّـةِ حيلتي أَمام اللحنِ القديم
واثـقًـا بالفراغِ ، أَنفي البردَ إِلى هيكلي العظميِّ
لكي أَحمي الدفءَ في كفِّي التي أَتعبَها الانتظار .. !
وأَتركُ حول جسدي حيِّزًا صالحًا لعناقٍ .. لا يجيء !
أَعودُ غريبًا ، يَحُدُّني من جميعِ الجهاتِ المكانُ ، أَصيرُ مكانًا
أُعاقبُ الشوارعَ بنسيانِ أَسمائِها .. تُعاقبني بالأُغنيات
نتبادلُ العتابَ قليلًا لكي نعثرَ على سببٍ واضحٍ للبكاء
على ساحتي تتوارثُ الأَيَّـامُ العداوةَ مع المستحيل
لستُ طرفًـا في تنافُسِ الأَحداثِ على المواعيد
أَنا المكانُ العليُّ الذي تتساقطُ دونَهُ حقائقُ الموتِ وأَوهامُ الخلود
تتسابقُ لكي تَـتَـبَـوَّأني مفاهيمُ الهزيمةِ والانتصار
واقفٌ على الحيادِ ، لا تطالُني الريحُ
ولا تكتبُ أَسماءَها على جبهتي السهامُ الرابحة !
= = = = = = = = = =
"جفرا" = مقهى شعبي تراثي وسط مدينة عمَّان
عائدًا إِلى "جفرا" .. كغبارٍ ثقيلٍ ..
راكدٍ على أَوتارِ العودِ الفقيرِ في آخرِ المقهى
تنفُضُني ريشةُ العازفِ ، فأَتراكمُ مع "لِسَّه فاكر" ..
على وقتٍ يبيعُهُ الساهرونَ للقلقِ والذكريات !
أَنا الغبارُ الثقيلُ الذي لازمَ الوقتَ حتَّى صارَ وقتًـا
تخسرُ الريحُ صُحبَتي فتصعدُ وحدَها إِلى الهدأَةِ العالية
لا أَتطايرُ كما تفعلُ الخيالاتُ التي تتخلَّصُ من براءَتِـها على حدودِ الجسد
لا أَخفقُ كالأَعلامِ التي تـتَّـخذُ من الهواءِ وطنًـا لكي تُوهِمَ الأَرضَ بالاتِّساع
كتلميذٍ بليدٍ ، لا أَرفعُ عن الأَرضِ أَسئلتي ، فأَظلُّ مُبعدًا كعلامةِ استفهام
النوافذُ هنا لا تدَّعي النُّـبُـوَّةَ ، فلا تجيءُ بالكثيرِ من الضوءِ والأَخبار
الصدى .. توكيدٌ لفظيٌّ للأَنين
والصدى .. جدارٌ خجولٌ يعتذرُ عن امتصاصِ النغمةِ الجارحة
وحدي .. وزحامٌ .. وهمهمةٌ .. وتائهاتٌ جميلاتٌ .. وفوضى
أَتخيَّلُ الجدرانَ مرايا لكي أَراني لونًـا في اللوحةِ الباهتة
قد أَكونُ صورةً على هذا الجدارِ يومًا !
قد أَصيرُ قِصَّةً تنحتُ فيها المقاعدُ وصفًا دقيقًا ..
لِهَواني على الريحِ ، وقِـلَّـةِ حيلتي أَمام اللحنِ القديم
واثـقًـا بالفراغِ ، أَنفي البردَ إِلى هيكلي العظميِّ
لكي أَحمي الدفءَ في كفِّي التي أَتعبَها الانتظار .. !
وأَتركُ حول جسدي حيِّزًا صالحًا لعناقٍ .. لا يجيء !
أَعودُ غريبًا ، يَحُدُّني من جميعِ الجهاتِ المكانُ ، أَصيرُ مكانًا
أُعاقبُ الشوارعَ بنسيانِ أَسمائِها .. تُعاقبني بالأُغنيات
نتبادلُ العتابَ قليلًا لكي نعثرَ على سببٍ واضحٍ للبكاء
على ساحتي تتوارثُ الأَيَّـامُ العداوةَ مع المستحيل
لستُ طرفًـا في تنافُسِ الأَحداثِ على المواعيد
أَنا المكانُ العليُّ الذي تتساقطُ دونَهُ حقائقُ الموتِ وأَوهامُ الخلود
تتسابقُ لكي تَـتَـبَـوَّأني مفاهيمُ الهزيمةِ والانتصار
واقفٌ على الحيادِ ، لا تطالُني الريحُ
ولا تكتبُ أَسماءَها على جبهتي السهامُ الرابحة !
= = = = = = = = = =
"جفرا" = مقهى شعبي تراثي وسط مدينة عمَّان
تعليق