خرجت مع أبيها بنت العشرين ، ترتدي ملابسها السوداء ، تكاد لا تفارق عينها الدمعة ، تسير بعض الخطى و تلتفت للخلف ، وقدماها تتشابكان وتتعانقان ، كراقصة باليه ، يتكئ والدها على عصاه الخشبية ، عابس الجبين يغلفه شعر مبعثر يغطي الرأس ، يلهث من تعب السفر والترحال .
وصل الإثنان شجرة شامخة على حافة بستان ، عند بداية قرية تتدلى منها القطوف ، وارفة الظلال ، تسر الانظار ، راسخة على ضفاف جدول ماء . جلسا برهة يحتسيا بعض ما لديهم من خبز و زعتر و يشربا كأسا من لبن ، و بدأ العجوز بإشعال فتيل غليونه ، ليهدأ له بال .
وتابعا المسير على الأقدام بإتجاه القرية ، على إستحياء ، تحجبهما عن السماء ظلال الأشجار ، وبريق الأزهار ، يطربهما زقزقات هنا وهناك فمعزوفات باهرة لم تنقطع إلى أن وصلا أبواب القرية التي فتحت لإستقبالهما .
أيام وليال بضيافة شيخ البلدة ، قضى من السنين الكثير ، يغلف رأسه وقار الشيب ، له من الأحفاد الكثير ، طويل القامة أزرق العينين ثخين الشارب ، له من الوقار كمصارع الثئران .
تمر الأيام والشيخ يقدم الضيافة للفتاة ووالدها ، و من يوم لآخر بدأت عيناه يلمعان كالبرق يخطف ناظرها
و أخذت نظراته تلاحق طيفها ، كذئب يلاحق الفريسة .
بدأت الأشجان تعشش في الذاكرة ، عادت الذكريات لبلدة هجرتها ، تذكرت البلدة التي شردت منها لظلم مارسه أهلها ، و أصبحت تطاردها النظرات .
كأنه القدر إذا إرتسم على الجبين لا يفارق العين ،
مقارنات ومفارقات
بين سيء و أسوأ
هل تعود ؟
أم تموت في الغربة ؟
وصل الإثنان شجرة شامخة على حافة بستان ، عند بداية قرية تتدلى منها القطوف ، وارفة الظلال ، تسر الانظار ، راسخة على ضفاف جدول ماء . جلسا برهة يحتسيا بعض ما لديهم من خبز و زعتر و يشربا كأسا من لبن ، و بدأ العجوز بإشعال فتيل غليونه ، ليهدأ له بال .
وتابعا المسير على الأقدام بإتجاه القرية ، على إستحياء ، تحجبهما عن السماء ظلال الأشجار ، وبريق الأزهار ، يطربهما زقزقات هنا وهناك فمعزوفات باهرة لم تنقطع إلى أن وصلا أبواب القرية التي فتحت لإستقبالهما .
أيام وليال بضيافة شيخ البلدة ، قضى من السنين الكثير ، يغلف رأسه وقار الشيب ، له من الأحفاد الكثير ، طويل القامة أزرق العينين ثخين الشارب ، له من الوقار كمصارع الثئران .
تمر الأيام والشيخ يقدم الضيافة للفتاة ووالدها ، و من يوم لآخر بدأت عيناه يلمعان كالبرق يخطف ناظرها
و أخذت نظراته تلاحق طيفها ، كذئب يلاحق الفريسة .
بدأت الأشجان تعشش في الذاكرة ، عادت الذكريات لبلدة هجرتها ، تذكرت البلدة التي شردت منها لظلم مارسه أهلها ، و أصبحت تطاردها النظرات .
كأنه القدر إذا إرتسم على الجبين لا يفارق العين ،
مقارنات ومفارقات
بين سيء و أسوأ
هل تعود ؟
أم تموت في الغربة ؟
تعليق