-السوار الذهبي-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    -السوار الذهبي-

    ذهب عادل إلى المدرسة بعد الدوام ليتمرن مع أصدقائه على كرة السلة في الملعب . لم يحضر مدربهم كما وعدهم فقرروا التدرب بدونه . بينما كانوا بلعبون قفزت الكرة بعيدا . ركض عادل لإحضارها فوجدَ في حديقة المدرسة بالقرب من الورورد سوارا ذهبيا .
    حملهُ ووضعهُ في جيبه ولم يخبر أحدا منهم عنه... بعد انتهاء التدريبات عاد كل واحد منهم لبيته.
    جلس عادل قربَ النافذة يراقب السوار .فكر في نفسه : لمَ لا أبيعه وأشتري بثمنه حذاءا لأختي .؟ نحن فقراء وأختي بحاجة لحذاء ولكن والدي لا يستطيع شراءه لها.
    لم ينم تلك الليلة عادل جيداً . تناولَ أفطاره ُالمعتاد زيت وزعتر ثمَ توجه لمدرسته سيراً على الأقدام مع شقيقته الصغرى . شعرَ بالحزن عليها وهوَ يرى أصابع قدميها ظاهرة من خلال حذائها المدرسي القديم .
    بعدَ انتهاء الطابور الصباحي, توجه لصفه مع بقية طلاب صفه وجلسَ بمقعده. قضى وقتهُ بالتفكير . لأول مرة يغضب منه أستاذ الرياضيات حينَ طلب منه حل مسألة على اللوح ولم يستطع حلها على الرغم من أنه مبدع بمادة الرياضيات. كما غضبت منه مدرسة
    العلوم حينَ سألته أن يذكرَ لها أسماء حيوانات تعيش في الصحراء فقال لها : الورود يا معلمتي .
    ضحك طلبة الصف بينما كان ينظر إليهم حائرا . أعطته المدرسة واجباً أن يرسم َلها الصحراء والحيوانات التي تعيش فيها.
    حينَ أقترب موعد عودة الطلبة للبيت, توجهَ عادل إلى غرفة مدير المدرسة وأخبرهُ أنه وجدَ البارحة سواراً ذهبيا . شكرهُ مدير المدرسة واخبرهُ أنه سيبحث عن صاحبة السوار.
    في اليوم التالي, نادى مدير المدرسة عادل إلى مكتبه وأخبرهُ ان ُمدّرسة العلوم فقدت سوارها في الحديقة بينما كانت تشرح للطلاب عن أنواع الزهور . بعدَ إنتهاء فترة الإستراحة وقفَ الطلبة في الطابور وشكرَ مدير المدرسة عادل أمام الجميع وكذلك شكرتهُ مدرسة العلوم.
    بعدَ أيام تفاجا عادل بزيارة مدرسة العلوم وزوجها له في بيته وقدما له هديةً قيمة تعبيرا ًعن امتنانهما له .وقالت له معلمته ُ: أنا سعيدة للغاية كونني ادرسك . أنت طالب أمين وتستحق كل التقدير.
    المفاجاة الكبرى لعادل كانت حينَ ذهب إلى المدرسة بعد أسبوع ووجد أن مدير المدرسة والمدرسين والطلبة قد أعدوا لهُ حفلاً خاصاً
    وقد قام الكل بالتبرع بمبلغ محترم لمساعدة عادل وعائلته . لكن عادل رفض المبلغ وقبلَ فقط باقة الورد المقدمة له.
    أتفقَ مديرُ المدرسة مع عادل أن يعملَ في حديقة المدرسة يومياً بعد الدوام لمدة ساعة ويعطيه المدير بالمقابل مبلغا ًمن المال . أصبح َعادل يحضر يوميا ويجد أن كل طلبة صفه قد حضروا معه ليساعدونه.
    أخذ شقيقته كعادته لصفها يوم الخميس بعد ثلاثة أسابيع, ليجدَ أن المدير والمدرسين هناك . على طاولة المدرسة وضعت ْكعكة عيد ميلاد ومعلق في كل زوايا الصف بالونات حمراء , خضراء. صفراء. بيضاء وزرقاء... أبتدأ طلبة صفها بالغناء: سنة حلوة يا نوال .. ثم طلبت منها مدرستها أن تتمنى امنية وأطفأت الشموع.. كانت فرحتها كبيرة حين فتحت هديتها لتجد الحذاء المدرسي الأسود الذي تمنتهُ.
    sigpic

  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    #2
    جميل ما كتبت يا أستاذة عبير،
    لكني لمستُ منك رغبة في الاستفادة من تجربة الآخرين في القص.
    أنا تجربتي متواضعة، لكن أرجو أن تجدي في ملاحظاتي ما يُفيد.
    أنا أحب التعبير عن مشاعر الطفل في كل حركة يقوم بها في القصة.. : كيف كان تعبير وجهه حين رأى الإسورة؟
    كيف تلفت حوله قبل أن ينحني عليها؟ كيف انخطف لونه واهتزت يده وهو يلقطها؟
    أحب أن أرى فلمًا متحركا وانا أقرأ.. وقصتك مليئة بالصراعات النفسية التي تستحق التوقف عندها.

    شكرا لجمال روحك

    تعليق

    • عبير هلال
      أميرة الرومانسية
      • 23-06-2007
      • 6758

      #3
      الغالية حنين

      نعم لي رغبة للاستفادة من خبرات غيري

      نعيش ونموت ونحن نتعلم


      سعيدة لرأيك الجميل

      وللدعم المستمر لي ولقلمي

      أنت تعلمين مدى محبتي لك

      ودوما أنتظر تعليقاتك القيمة

      محبتي الكبيرة
      sigpic

      تعليق

      • فاطيمة أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 28-02-2013
        • 2281

        #4
        القصة جميلة أستاذة عبير ، الهدف منها سامٍ ونبيل.. يستطيع الطفل أن يستشفه بسهولة من بين السطور
        التي تحدثت ببساطة ومباشرة وتلقائية.. كانت القصة عبارة عن أربع مشاهد أو مواقف.. الأسورة ..الموقف تجاهها .. إرجاعها .. النتيجة
        لو وددنا أن يكون النص بصياغة أدبية لأمكننا التغيير فيه .. كما ذكرت أستاذة حنين.. وفي الواقع يعتمد ذلك على الفئة العمرية التي نريد
        أن نوجه لها القصة .. التشويق في القصة راقني .. أحببت تلك الوقفة المصورة لعادل وذاك الصراع في نفسه إزاء إرجاع الإسورة
        أسلوبك القصصي مناسب جدًا لقص الأطفال .. وأرغب أن أراك تقدمين المزيد للأطفال العرب.
        تحياتي.


        تعليق

        • عبير هلال
          أميرة الرومانسية
          • 23-06-2007
          • 6758

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فاطيمة أحمد مشاهدة المشاركة
          القصة جميلة أستاذة عبير ، الهدف منها سامٍ ونبيل.. يستطيع الطفل أن يستشفه بسهولة من بين السطور
          التي تحدثت ببساطة ومباشرة وتلقائية.. كانت القصة عبارة عن أربع مشاهد أو مواقف.. الأسورة ..الموقف تجاهها .. إرجاعها .. النتيجة
          لو وددنا أن يكون النص بصياغة أدبية لأمكننا التغيير فيه .. كما ذكرت أستاذة حنين.. وفي الواقع يعتمد ذلك على الفئة العمرية التي نريد
          أن نوجه لها القصة .. التشويق في القصة راقني .. أحببت تلك الوقفة المصورة لعادل وذاك الصراع في نفسه إزاء إرجاع الإسورة
          أسلوبك القصصي مناسب جدًا لقص الأطفال .. وأرغب أن أراك تقدمين المزيد للأطفال العرب.
          تحياتي.

          الغالية فاطمة

          نعم أتمنى أن أقدم المزيد

          للأطفال

          أتمنى من الله أن أوفق

          وأجد اقبالا من أعزائنا الأطفال

          محبتي وعميق شكري
          sigpic

          تعليق

          يعمل...
          X