البحيرة .. ألفونس لامارتين .. ترجمة الدكتور محمد مندور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    البحيرة .. ألفونس لامارتين .. ترجمة الدكتور محمد مندور

    إليها ..بياتريس

    الشاعر المحب الفونس دو لامارتين من أنقى وأرق الشعراء الرومانسيين .
    أحسبه زعيماً للعشق بلامنازع ..وقصيدته الفارقة المطولة.. ندمى الأول "mon premier regret" فى حبيبته الإيطالية جراتزيلا التى ماتت فى عز صباها 17سنة.وظلت جرحاً نازفاً حية فى ضمير لامارتين .
    حاولت بلغتى المتواضعة قراءتها وتوقفت كثيراً وكثيراً جداً ،فلغتى أحياناً تعاندنى وتتمرد علىّ.
    لكن القصيدة فى نهاية الأمر رائعة 164 بيتاً .

    من يومين طالعت ترجمة ،للأستاذ الفاضل سليمان ميهوبى، لقصيدة البحيرة .
    كم هى جميلة ورائعة وتحكى قصة الحب الذى لايموت .
    لكنى شعرت ببعض الغربة حين قرأت الترجمة ، ووجدت بعض الألفاظ بمنأى عن سليقتى اللغوية .
    وأنا من مدرسة أدبية ترى الترجمة خيانة ،ولابد من الحفاظ على أكبر قدر من حيوية النص الأصلى ومحاولة التعايش معه قبل نقله حتى يمكن نقل همساته إن أمكن.
    نعم..أنا لست مترجماً ولا أدعى ذلك ولم أدرس علوم الترجمة ولم أقترب منها ،وإنما هو تذوق لا أزيد ولا أقل.
    وعذرى معى يسبقنى ..وتقديرى لكل مترجم مجتهد ،فالكل يسعى نحو الكمال والكمال لله وحده.

    وبحثت فى أوراقى القديمة فعثرت على ترجمة ..أزعم أنها قريبة لجو القصيدة وأحاسيسها المتدفقة والحزينة والشجية .
    إنها ترجمة نثرية للدكتور محمد مندور صاحب الترجمة الرائقة "مدام بوفارى " لفلوبير .

    أتقدم بهذه الترجمة لعلها تنال بعض القبول ..كما قبلتها ،سابقاً ،فى قابل سنى عمرى الأخضر وجراتزيلا تمرح فى كيانى..



    le lac








    Ainsi, toujours poussés vers de nouveaux rivages,
    Dans la nuit éternelle emporté sans retour,
    Ne pourrons-nous jamais sur l’océan des âges
    Jeter l’ancre un seul jour ?


    O lac ! l’année à peine a fini sa carrière,
    Et près des flots chéris qu’elle devait revoir,
    Regarde ! je viens seul m’asseoir sur cette pierre
    Où tu la vis s’asseoir !


    Tu mugissais ainsi sous ces roches profondes ;
    Ainsi tu te brisais sur leurs flancs déchirés ;
    Ainsi le vent jetait l’écume de tes ondes
    Sur ses pieds adorés.


    Un soir, t’en souvient-il ? nous voguions en silence ;
    On n’entendait au loin, sur l’onde et sous les cieux,
    Que le bruit des rameurs qui frappaient en cadence
    Tes flots harmonieux.


    Tout à coup des accents inconnus à la terre
    Du rivage charmé frappèrent les échos :
    Le flot plus attentif, et la voix qui m’est chère
    Laissa tomber ces mots :


    « Ô temps, suspends ton vol ! et vous, heures propices,
    » Suspendez votre cours !
    » Laissez-nous savourer les rapides délices
    » Des plus beaux de nos jours !


    » Assez de malheureux ici-bas vous implorent,
    » Coulez, coulez pour eux ;
    » Prenez avec leurs jours les soins qui les dévorent ;
    » Oubliez les heureux.


    » Mais je demande en vain quelques moments encore,
    » Le temps m’échappe et fuit ;
    » Je dis à cette nuit : Sois plus lente ; et l’aurore
    » Va dissiper la nuit.


    » Aimons donc, aimons donc ! de l’heure fugitive,
    » Hâtons-nous, jouissons !
    » L’homme n’a point de port, le temps n’a point de rive ;
    » Il coule, et nous passons ! »


    Temps jaloux, se peut-il que ces moments d’ivresse,
    Où l’amour à longs flots nous verse le bonheur,
    S’envolent loin de nous de la même vitesse
    Que les jours de malheur ?


    Hé quoi ! n’en pourrons-nous fixer au moins la trace ?
    Quoi ! passés pour jamais ? quoi ! tout entiers perdus ?
    Ce temps qui les donna, ce temps qui les efface,
    Ne nous les rendra plus ?


    Éternité, néant, passé, sombres abîmes,
    Que faites-vous des jours que vous engloutissez ?
    Parlez : nous rendrez-vous ces extases sublimes
    Que vous nous ravissez ?


    Ô lacs ! rochers muets ! grottes ! forêt obscure !
    Vous que le temps épargne ou qu’il peut rajeunir,
    Gardez de cette nuit, gardez, belle nature,
    Au moins le souvenir !


    Qu’il soit dans ton repos, qu’il soit dans tes orages,
    Beau lac, et dans l’aspect de tes riants coteaux,
    Et dans ces noirs sapins, et dans ces rocs sauvages
    Qui pendent sur tes eaux !


    Qu’il soit dans le zéphyr qui frémit et qui passe,
    Dans les bruits de tes bords par tes bords répétés,
    Dans l’astre au front d’argent qui blanchit ta surface
    De ses molles clartés !


    Que le vent qui gémit, le roseau qui soupire,
    Que les parfums légers de ton air embaumé,
    Que tout ce qu’on entend, l’on voit ou l’on respire,
    Tout dise : Ils ont aimé !





    ثانيا: ترجمة الدكتور محمد مندور


    أنظل هكذا منساقين أبدا إلى شواطيء جديدة؟
    محمولين دائما وسط الليل الأبدي بغير جعة؟
    أوما نستطيع أن نلقي بمرساتنا يوما
    على شاطيء الزمن اللجي؟


    ***************


    أيتها البحيرة ! لم يكد العام يتم دورته ومع ذلك انظري
    ها أنا وحدي جالسا فوق هذه الصخرة
    التي رأيتها تجلس عليها
    وإلى جوار أمواجك العزيزة التي كانت ستعود إلى رؤيتها


    ****************************


    هكذا كنتِ تهدرين تحت هذه الصخور العميقة
    وهكذا كنتِ تنكسرين على جوانبها الممزقة
    وهكذا كانت الرياح تلقي بزبد أمواجك
    فوق قدميها المعبودتين
    **************


    أوما تذكرين كيف كنا نجدف صامتين ذات مساء
    وكنا لا نسمع عن بعد فوق الموج وتحت السموات
    غير حفيف المجاديف وهي تضرب في صمت
    أمواجك الناعمة
    **************


    وفجأة ترددت في الشاطيء
    أصداء نغمات تجهلها الأرضُ
    فانصت الموجُ وتساقطت من الصوت الحبيب
    هذه الكلمات :


    ************************
    ــ أيها الزمن قف جريانك
    وأنتِ أيتها الساعات السعيدة قفي انسيابك
    واتركينا ننعم باللذات العابرة
    التي تتيحها أجمل أيامنا


    *****************************
    كثير من منكوبي الحياة يضرعون إليك
    فأسرعي ، أسرعي عنهم
    واحملي مع أيامهم الآلام التي تنهشهم
    وانسي السعداء
    ***************


    ولكنني أسألك عبثا فضلا من اللحظات
    فالزمن يفلت ويهرب
    وأقول لهذا الليل تمهل
    والفجر سيبدد الليل
    ************


    فلنحب إذن فلنحب !
    ولنسرع إلى المتعة باللحظة الهروب
    فالإنسان لا مرفأ له ، والزمن ماله من شاطيء
    إنه ينساب وننساب معه
    ********************


    أيها الزمن الغيور
    هل يجوز أن تنساب عنا لحظات النشوة
    التي يسكب لنا فيها الحب السعادة جرعات طوالا
    بالسرعة نفسها التي تنساب بها أيام الشقاء؟
    *******************


    ثم ماذا ؟ أوما نستطيع أن نستبقي الأثر؟
    أهكذا تمر إلى الأبد ؟ أهكذا يضيع كل شيء
    وهذا الزمن الذي منحها ، والذي محاها
    لن يردها إلينا قط؟
    ***************


    أيها الأبد ! أيها العدم ! أيها الماضي ! أيتها الأغوار الداكنة
    ماذا تفعلين بما تبتلعين من أيام؟
    تكلمي ، هل ستردين إلينا تلك النشوات العلوية
    التي تسلبينها منا؟
    *******************


    أيتها البحيرة ، أيتها الصخور الصامتة ، والكهوف والغابة الحالكة
    أنتِ التي يستبقيكِ الزمنُ أو يجدد شبابك
    احتفظي من هذه الليلة ، أيتها الطبيعة الجميلة
    على الأقل بالذكرى


    *****************************
    وفي لحظات هدوئك أو صخبك
    أيتها البحيرة الجميلة ، وفي شواطئك الباسمة
    وصنوبركِ الأسود ، وصخورك الموحشة
    الحانية فوق أمواجك
    *****************************
    وفي النسيم الذي يرتعش ويمر
    وفي النغمات التي ترددها شطآنك
    وفي النجم الفضي الذي يضيء صفحتك
    بأشعته الرخية


    **************************
    وفي الريح التي تئن ، والغاب الذي يتنهد
    وفي العطور الخفيفة المنسابة في أريج هوائك
    وفي كل ما يسمع وما يرى وما يتنفس
    ليتردد في كل هذا : انهما كانا حبيبين
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2
    رائعة ترجمة البحيرة من الدكتور محمد مندور
    شكراااا أستاذنا القدير الرائع
    عبد الرؤوف النويهي
    لهذا الاختيار الجميل
    نفتقد مواضيعك القيمة دااااااائما
    فكن بالقرب حتى نتعلم منك أستاذي الجليل

    تعليق

    • المختار محمد الدرعي
      مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
      • 15-04-2011
      • 4257

      #3
      عمل كبير و مميز به و بمثله نرتقي بالفكر و الذوق
      إلى أعلى مراتب الحس الفني و الإدراك
      دمت مبدعا متميزا كعادتك
      أستاذنا الجليل
      عبد الرؤوف النويهي
      تقديري الكبير
      [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
      الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



      تعليق

      • م.سليمان
        مستشار في الترجمة
        • 18-12-2010
        • 2080

        #4
        ***
        شكرا لكم جزيلا أستاذنا الفاضل عبدالرؤوف النويهى على أن ذكرتم اسمي وأشرتم إلى ترجمتي لقصيدة البحيرة. شكرا لكم من صميم القلب مرة أخرى.
        احترامي وتقديري.
        ***
        sigpic

        تعليق

        • عطاء الله اليزيدي
          عضو الملتقى
          • 02-10-2013
          • 50

          #5
          و للدكتور محمد مندور شطحاته الفنية أيضا . أسعدتنا بهذا الاختيار أخي عبد الرؤوف النويهي . تقديري لك

          تعليق

          • منيره الفهري
            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
            • 21-12-2010
            • 9870

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عطاء الله اليزيدي مشاهدة المشاركة
            و للدكتور محمد مندور شطحاته الفنية أيضا . أسعدتنا بهذا الاختيار أخي عبد الرؤوف النويهي . تقديري لك
            الأستاذ الجليل عطاء الله اليزيدي
            تشرفنا بمرورك الكريم أخي الفاضل
            شكري و كل التقدير

            تعليق

            يعمل...
            X