زخات برد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مليكة الفلس
    أديب وكاتب
    • 20-11-2012
    • 94

    زخات برد



    زخات برد

    انطفأت ثلاثون شمعة أو يزيد من عمري والحال لا يزال هو الحال ..
    تتقلب ساعاتي على جمر ليل عاف النوم وكره.تترجل عيناي من مقلتيهما ،تفتح مقلتي زوجتي، تفترشهما لتحتمي بها من صخب إيقاع غطيطها النشاز،لكن ،يزداد نوم زوجتي عمقا ، وتزداد أبواق السيمفونية ضغطا على أوتار سمعي وشُرُفَاِت ليلي ،و يلبس طنين العتمة والحنق أعماقي..أتحسس فراشها المخملي بيد زلزلتها ذبذبات الرعاش اللعين،فيلفح راحتي دفء جسد لطالما سقاني من متع الحياة جرعات، تزداد وتيرة الشخير كلما تحسست نحرها،فيطرق مخيلتي هاتف :
    -فيم ترددك على نحرها ؟
    في فورة الغضب ،أهش عني نبراته وأتقدم شاهرا يدي الاثنتين تجاه عنقها .تتعالى ذبذبات الشخير ..يزداد حنقي .. يأبى الشخير إلا أن يتفنن في تغيير وتيرة نبراته ،ويأبى فتيل حنقي إلا أن يزيد اشتعالا ..أحاول مرة، اثنتين، وثلاث. وأخيرا أستجمع قواي و أهجر الفراش .أنزوي في برج من أبراج روحي ،أتأمل وضعا بات جزءا مني فأشعل لفافة من حقدي أتركها تحترق في برود تام وأتمنى لو أني أقدر !..وضع حد لمعاناتي فأجد لسان حالي يقول : هل حقا أستطيع خنقها في برود تام ...؟
    وفي غمرة الصراع مع النفس يرتفع الغطيط مجددا ،وترتفع جرعة الغضب،تنقلب زوجتي على جانبها الأيمن، تجاهي تماما .أتأمل وجهها الصبوح و أستحضر كل حسناتها بما في ذلك صبرها على ضيق ذات اليد ومعاقرتي الخمر ووكزي لها كلما عنّ لي ذلك لم تجرحني يوما ..ما عدا يوم قالت : "ما رأيت منك خيرا قطُّ" .
    ولهذا تنحني هامتي في انتظار مرور العاصفة وآوي إلى حنايا أضلعي أراود نفسي عن هواها من جديد فأهرع إلى مخيلتي أجثت أفكارا نمت بحجمي وحجم سنين العشرة الثلاثين النائمة في حضن أرقي،أنتف وأرمي في أنحاء أعماقي استعدادا لتلقي جرعة صبر زائدة .
    وذات إغفاءة ،يلبسني الذهول عندما ألمح شيئا يلتقط في لهفة أفكاري المبعثرة , ,ينفث فيها روح الحقد والتمرد من جديد ويحاول جاهدا حشو رأسي بها.
    بعد صراع مرير ,يتضح أنه "اللا شعور"جاء يدفعني إلى قتل في برج الذاكرة للتخلص من زوجتي ،يناولني سيفا حادا لأفصل الرأس عن الجسد. بين الإقبال والإحجام ,كانت زخات برد تلسع جسدي فأنتفض كطير جريح,أصرخ بصوت مبحوح لا يكاد مداه يتجاوز لساني ,وأتمنى لو أن أحدا يخلصني من الكابوس اللعين و يلفني بلحاف يشعل دفئي ..

    التعديل الأخير تم بواسطة مليكة الفلس; الساعة 20-10-2013, 21:50.
  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    الأستاذة مليكة الفلس

    القصة جميلة و الفكرة رائعة

    أخيرا من أتى و حاول الإنتصار للرجل

    أخيرا

    القصة أتت مخالفة للفكر السائد هذه اليام المروج لتسلط الرجل

    ربما لأن الرجل كتوم و لا يسرع للشكوى يظهر في عالمنا العربي دائما في ثوب المستبد

    من وجهة نظري القفلة أخلت نوعا ما بجمال النص
    ٍأحسبني رأيتها باهتة نوعا ما و لم تكن بقوة جسم القصة ككل

    و لكن هذا لا ينفي قوة القص عندك فاضلتي

    تقديري و احتراماتي
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • مليكة الفلس
      أديب وكاتب
      • 20-11-2012
      • 94

      #3
      استاذ بسباس ،عيدكم مبارك وشكرا لتواجدكم المثمر..
      لقد تم
      مع تحياتي
      التعديل الأخير تم بواسطة مليكة الفلس; الساعة 21-10-2013, 07:04.

      تعليق

      • قصي المحمود
        أديب وكاتب
        • 24-08-2013
        • 67

        #4
        كل عام وانت بخير
        استمعت بالمرور هنا
        تحياتي وتقديري

        تعليق

        • مليكة الفلس
          أديب وكاتب
          • 20-11-2012
          • 94

          #5
          مرحبا بمروركم استاذي الكريم
          مع تحياتي

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مليكة الفلس مشاهدة المشاركة


            زخات برد

            انطفأت ثلاثون شمعة أو يزيد من عمري والحال لا يزال هو الحال ..
            تتقلب ساعاتي على جمر ليل عاف النوم وكره.تترجل عيناي من مقلتيهما ،تفتح مقلتي زوجتي، تفترشهما لتحتمي بها من صخب إيقاع غطيطها النشاز،لكن ،يزداد نوم زوجتي عمقا ، وتزداد أبواق السيمفونية ضغطا على أوتار سمعي وشُرُفَاِت ليلي ،و يلبس طنين العتمة والحنق أعماقي..أتحسس فراشها المخملي بيد زلزلتها ذبذبات الرعاش اللعين،فيلفح راحتي دفء جسد لطالما سقاني من متع الحياة جرعات، تزداد وتيرة الشخير كلما تحسست نحرها،فيطرق مخيلتي هاتف :
            -فيم ترددك على نحرها ؟
            في فورة الغضب ،أهش عني نبراته وأتقدم شاهرا يدي الاثنتين تجاه عنقها .تتعالى ذبذبات الشخير ..يزداد حنقي .. يأبى الشخير إلا أن يتفنن في تغيير وتيرة نبراته ،ويأبى فتيل حنقي إلا أن يزيد اشتعالا ..أحاول مرة، اثنتين، وثلاث. وأخيرا أستجمع قواي و أهجر الفراش .أنزوي في برج من أبراج روحي ،أتأمل وضعا بات جزءا مني فأشعل لفافة من حقدي أتركها تحترق في برود تام وأتمنى لو أني أقدر !..وضع حد لمعاناتي فأجد لسان حالي يقول : هل حقا أستطيع خنقها في برود تام ...؟
            وفي غمرة الصراع مع النفس يرتفع الغطيط مجددا ،وترتفع جرعة الغضب،تنقلب زوجتي على جانبها الأيمن، تجاهي تماما .أتأمل وجهها الصبوح و أستحضر كل حسناتها بما في ذلك صبرها على ضيق ذات اليد ومعاقرتي الخمر ووكزي لها كلما عنّ لي ذلك لم تجرحني يوما ..ما عدا يوم قالت : "ما رأيت منك خيرا قطُّ" .
            ولهذا تنحني هامتي في انتظار مرور العاصفة وآوي إلى حنايا أضلعي أراود نفسي عن هواها من جديد فأهرع إلى مخيلتي أجثت
            ( أجتث) أفكارا نمت بحجمي وحجم سنين العشرة الثلاثين النائمة في حضن أرقي،أنتف وأرمي في أنحاء أعماقي استعدادا لتلقي جرعة صبر زائدة .
            وذات إغفاءة ،يلبسني الذهول عندما ألمح شيئا يلتقط في لهفة أفكاري المبعثرة , ,ينفث فيها روح الحقد والتمرد من جديد ويحاول جاهدا حشو رأسي بها.
            بعد صراع مرير ,يتضح أنه "اللا شعور"جاء يدفعني إلى قتل في برج الذاكرة للتخلص من زوجتي ،يناولني سيفا حادا لأفصل الرأس عن الجسد. بين الإقبال والإحجام ,كانت زخات برد تلسع جسدي فأنتفض كطير جريح,أصرخ بصوت مبحوح لا يكاد مداه يتجاوز لساني ,وأتمنى لو أن أحدا يخلصني من الكابوس اللعين و يلفني بلحاف يشعل دفئي ..

            الزميلة القديرة
            مليكة الفلس
            نص حقيقة جميل
            فيه هذا الوقع الذي ينزل على الروح فيبعث بعض البسمة وخيبة أمل تطل بين الشرفات.
            سردك جاء سلسا وأنت تحاكين روح البطل في مونولوج داخلي أمسكت فعلا بزمامه
            أحببت النص
            أحببت الفكرة
            أحببت ومضة النهاية التي جاءت هادئة ومريحة
            وبودي زميلة مليكة لو تعطين من وقتك لقراءة نصوص بعض الزميلات والزملاء وإبداء الرأي والرؤية حولها ليحدث هذا التبادل الفكري وفسح مجال أكبر للتعرف عليهم من خلال نصوصهم
            وكذا تبادل الخبرة ايضا
            تحياتي ومحبتي
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • مليكة الفلس
              أديب وكاتب
              • 20-11-2012
              • 94

              #7
              جزيل الشكر سيدتي..

              تعليق

              • حسن لختام
                أديب وكاتب
                • 26-08-2011
                • 2603

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مليكة الفلس مشاهدة المشاركة


                زخات برد

                انطفأت ثلاثون شمعة أو يزيد من عمري والحال لا يزال هو الحال ..
                تتقلب ساعاتي على جمر ليل عاف النوم وكره.تترجل عيناي من مقلتيهما ،تفتح مقلتي زوجتي، تفترشهما لتحتمي بها من صخب إيقاع غطيطها النشاز،لكن ،يزداد نوم زوجتي عمقا ، وتزداد أبواق السيمفونية ضغطا على أوتار سمعي وشُرُفَاِت ليلي ،و يلبس طنين العتمة والحنق أعماقي..أتحسس فراشها المخملي بيد زلزلتها ذبذبات الرعاش اللعين،فيلفح راحتي دفء جسد لطالما سقاني من متع الحياة جرعات، تزداد وتيرة الشخير كلما تحسست نحرها،فيطرق مخيلتي هاتف :
                -فيم ترددك على نحرها ؟
                في فورة الغضب ،أهش عني نبراته وأتقدم شاهرا يدي الاثنتين تجاه عنقها .تتعالى ذبذبات الشخير ..يزداد حنقي .. يأبى الشخير إلا أن يتفنن في تغيير وتيرة نبراته ،ويأبى فتيل حنقي إلا أن يزيد اشتعالا ..أحاول مرة، اثنتين، وثلاث. وأخيرا أستجمع قواي و أهجر الفراش .أنزوي في برج من أبراج روحي ،أتأمل وضعا بات جزءا مني فأشعل لفافة من حقدي أتركها تحترق في برود تام وأتمنى لو أني أقدر !..وضع حد لمعاناتي فأجد لسان حالي يقول : هل حقا أستطيع خنقها في برود تام ...؟
                وفي غمرة الصراع مع النفس يرتفع الغطيط مجددا ،وترتفع جرعة الغضب،تنقلب زوجتي على جانبها الأيمن، تجاهي تماما .أتأمل وجهها الصبوح و أستحضر كل حسناتها بما في ذلك صبرها على ضيق ذات اليد ومعاقرتي الخمر ووكزي لها كلما عنّ لي ذلك لم تجرحني يوما ..ما عدا يوم قالت : "ما رأيت منك خيرا قطُّ" .
                ولهذا تنحني هامتي في انتظار مرور العاصفة وآوي إلى حنايا أضلعي أراود نفسي عن هواها من جديد فأهرع إلى مخيلتي أجثت أفكارا نمت بحجمي وحجم سنين العشرة الثلاثين النائمة في حضن أرقي،أنتف وأرمي في أنحاء أعماقي استعدادا لتلقي جرعة صبر زائدة .
                وذات إغفاءة ،يلبسني الذهول عندما ألمح شيئا يلتقط في لهفة أفكاري المبعثرة , ,ينفث فيها روح الحقد والتمرد من جديد ويحاول جاهدا حشو رأسي بها.
                بعد صراع مرير ,يتضح أنه "اللا شعور"جاء يدفعني إلى قتل في برج الذاكرة للتخلص من زوجتي ،يناولني سيفا حادا لأفصل الرأس عن الجسد. بين الإقبال والإحجام ,كانت زخات برد تلسع جسدي فأنتفض كطير جريح,أصرخ بصوت مبحوح لا يكاد مداه يتجاوز لساني ,وأتمنى لو أن أحدا يخلصني من الكابوس اللعين و يلفني بلحاف يشعل دفئي ..

                قص ممتع، وأسلوب أدبي جميل..جميل هذه اللعبة السردية(النسائية) بضمير المذكر..لماذا هنا ضميرالمتكلم الذكوري؟ أهو قلق المرأة الوجودي وخوفها من التحطيم؟ أم هي عوالم سرية تدفعها للكتابة بضمير المذكر؟ أم هو ضمير اللغة وباطنها المذكر؟ أسئلة كبيرة ومعقدة، سبق وأن طُرحت على مي زيادة وغادة السمان، وكثير من الأديبات العربيات.. نص يعبر عن هواجس ورغبات وأحلام امرأة (المرأة) مفارقة رائعة بين العنوان (زخات برد) ونهاية النص (بلحاف يشعل دفئي)
                راق لي هذا النص العميق جدا
                يثبت لدلالاته ومعانيه..في الكتابة النسوية
                محبتي وتقديري، أختي المبدعة مليكة الفلس

                تعليق

                • مجدي السماك
                  أديب وقاص
                  • 23-10-2007
                  • 600

                  #9
                  تحياتي
                  لغة سلسة قوية وجميلة
                  قص رائع امتعني جدا
                  خالص احترامي
                  عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

                  تعليق

                  • مليكة الفلس
                    أديب وكاتب
                    • 20-11-2012
                    • 94

                    #10
                    شكرا لمداخلتكم القيمة سي حسن لختام
                    لماذا هنا ضمير المتكلم الذكوري؟ :هو كذلك ، لتذوق معنى أن تكون ذكرا في مختلف المواقف الحياتية ..هي غبطة له،لا حسد. .وقد تكون أيضا قلقا وجوديا ..كثيرة هي كتاباتي التي أعمد فيها إلى اعتماد الضمير المتكلم الذكوري ،بل ، أتمنى لو كنت ذكرا ..أكثر تلك الكتابات وخزا للشعور ،هي تلك التي وردت في نصوص من السيرة الذاتية تعكس معاناة الطفلة التي لم تولد ذكرا.اختصرت نصا طويلا منها، هو كالتالي :
                    عبد الملك
                    كنت صغيرة ،عندما أخذت سروال أبي من حبل الغسيل، تسللت إلى غرفتي، أوصدت الباب، وأطلقت العنان لأناملي الصغيرة تقص شعري، حتى أتيت على آخر شعرة فيه ،ثم أخرجت من تحتي سروال أبي الطويل العريض ..قصصت أرجله فلبسته.
                    اِفتقدني والداي ،فقاما يبحثان عني،طرقا الباب ،دخلا الغرفة،هالهما المشهد !رأياني كعمود ظل أقف أسامر طيفي ،أحوم حول محوري ،وقد اعتمرت قبعة أكبر من حجم رأسي ،و تنزل على جبهتي حتى تغطي عيوني ،أرفعها حذو منابت الشعر، فتعود لتنزلق بينما يدي الأخرى تمسك السروال في إصرار، حتى لا ينزل عن خصري النحيل..
                    في رباطة جأش تقدمت صوبهما و أنا أقول : أبي أمي، اسمي الآن : عبد الملك،لن ألبس بعد اليوم تنورة، كما ولن أطيل شعري ،أنا هو الطفل الذي لم تُرزقاه .. وكفاك الله يا أمي شر النبش عن بويضة ذكر في عشك، عبثا تفعلين، فلتقرِّي عينا..

                    يطول مقام شرح الأسباب سيدي ..
                    مع تحياتي
                    التعديل الأخير تم بواسطة مليكة الفلس; الساعة 26-10-2013, 16:11.

                    تعليق

                    • مليكة الفلس
                      أديب وكاتب
                      • 20-11-2012
                      • 94

                      #11
                      أستاذ مجدي السماك ،سلام الله عليكم وشكرا لإطلالتكم ومشاركتكم في قراءة النص
                      مع تحياتي

                      تعليق

                      يعمل...
                      X