وقف الذئب الجائع على بعد أمتار قليلة من الدجاجة السمينة
لكن كان دونه السياج ..
في رقة لاطفها: أيتها الدجاجة
اقتربي
ـ لماذا أيها الذئب؟
*تعالي نصير صديقين
ـ لكن صديقي الديك ... نظرت الدجاجة للديك بقلق
*صه صه، لا تصدقي الديك، ولا تجعليه يسمع صوتك واقتربي لأخبرك شيئًا
عندما اقتربت الدجاجة أرسل الذئب مخالبه من الفتحة المتسعة من تحت الباب
ليمسك بريش الدجاجة ولتستطيع منه الفكاك في اللحظة الأخيرة
قفزت الدجاجة على السور المجاور وقد تطاير منها الريش
وهي تقول: آه يا الله، أنقذتني في الوقت المناسب
وبضحكة ماكرة طمأنها الذئب
*اهههه كنت فقط أريد أن أحتضنك ..
رحل الذئب خائبًا هذه المرة .. لكن صادف عثوره على غنيمة أكبر
غزال بري رشيق غض العود شارد عن أمه
كفى الذئب كغذاء لعدة أيام
وحين عاوده الجوع من جديد
عاود المجيء لحظيرة الدجاج من أجل أن يعاود الكرة
*أيتها الدجاجة ..
ـ ماذا بعد ؟
*اقتربي
ـ لكني احتضن بيضي ليفقس
*فقط اقتربي قليلا
اقتربت الدجاجة بحذر هذه المرة
لكنها أعارته سمعها
*ألم تعرفي الخبر ؟
ـ ماذا أيها الذئب؟
*أني أنتمي لفصيلة الكلاب
ـ حقًا
*وقد قررت العودة للانتماء لأصلي؛ وترك حياة التسكع والغابات
ـ هل هذا صحيح وأين ستعيش إذن
*ألم تعلمي ؟ أنّ الراعي كلفني لحراسة ماشيته وأغنامه!
ـ صحيح ؟ سألت الدجاجة !
طرب الذئب لسماع سؤالها واستأنس واسترسل: فليس من الضروري
إقفال الباب عليكم من اليوم فصاعدًا .. طالما أني بوفاء سأحميكم
سرت الدجاجة لسماع الخبر
ففتحت السياج في لمح البصر
فأكلها الذئب بلهفة ولم يذر
و طار الديك قبل قضاء القدر
وكان ناصحا، لكن غباءها حضر
وصاح حزينًا: غبي من لم يعتبر
قاق قاق قاق قاق قاق قاق قاق

تعليق