يترك كل شئ يتوقف عن السير،يصعد فوق سور الكورنيش،يقفز فى النيل،يدخل الماء ،ظلام حالك يغوص أكثر،يستمع إلى صوت قلبه،يشعر بأختناق،يحيطه الماء من كل الأتجاهات،لا يشعر بالموت،يتوقف عن الحركة،يتوقف عن التنفس،يشعر بألم،الضغط يحرك من شعوره بأختناق مفاجئ،يسبح تحت الماء،يتحرك لا يعرف أين الأتجاهات،يتسائل لمَّ العودة،يترك نفسه يراقب حركة المياة،يخرج رأسة من الماء،يرى القمر شاحبا،يغلق عينيه ويسترخى يتمدد جسمه فوق الماء،يضع يده تحت رأسه،ويتأمل السماء يسبح فى أتجاة التيار،وعلى جانب النهر زرع أخضر يمل من النهر ومن الحياة،يسبح إلى الشاطئ وكلما أقترب ظهر نور ساطع،يقترب أكثر ليجد عروسة البحر تجلس على الشاطئ ،يقترب منها بحذر أشارت له أن يقترب وسألته
- لماذا عدت ؟
- لم أعجب بالموت أو أعانى من حالة فشل حتى فى الموت !!
-ولم لا تقول أنك تحب الحياة لذلك لم تعجب بطعم الموت ؟!
- أنا تعيس لا أحب الحياة وأكره أن أعيش يوما أخر هنا
- ولكنك لا تعلم ما الموت كى تقدم عليه ولا تعرف طعم الحياة
-لا أريد أن أعرف فقط أريد أن أرحل
- أن شئت سأنفذ ما تطلب ولكن لتعرف طعم الحياة أولا فلتقترب كى تتذوق طعم الحياة
- كيف ؟!
- سأمنحك قبلة الحياة
- وماذا إذا أعجبت بها كيف سأقتنع بالموت بعدها ؟!
-الموت مكمل الحياة فلا تختار أحدهم دون أحدهم فلتقترب
ينزاح الغيم عن القمر تقبله تحت السماء المقمرة الصافية يشعر بأرتواء فى قلبة بعد ظمأ يطلب منها قبلة أخرى
-ولكنك تريد الموت فلم تريد طعم الحياة مرة أخرى
- أحببت طعمها
- هل أحببت طعمها لأنى من أعطاها لك أم تحبها لمجرد كينونتها ؟!
- لا أعلم فقط أحببتها من خلالك
- وماذا إذا غادرت الأن هل ستلقى نفسك مرة أخرى فى النهر أم ستبحث عن عروس أخرى
-لو هناك عرائس أخرى فى الحياة فلم أذهب للموت ؟!
-ولكنك لم تبحث ومن قبيل المصادفة تعرفت بعد أن نجوت على طعم الحياة
-كنت مخطأ
-ومازالت فأنا لم أكن سوى عروس بحر لا وجود لها وطعم الحياة هذا الذى أعجبك لم يكن سوى طعم جميل يسكن بداخلك ذات يوم وها أنت تعيده على نفسك لا تبحث عن الموت ولتبحث عن الحياة !!
تتحرك غيمة ليصبح نور القمر باهت وحينما عاد ضوء القمر لم يجد عروس البحر ولم يبحث عنها فقط ذهب ليبدأ من جديد وليجد طعم الحياة قبل أن يتذوق طعم الموت !!