الشمعة..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. مصطفى عراقي
    عضو الملتقى
    • 01-06-2007
    • 34

    الشمعة..!

    قصيدة

    الشَّمْعَة..!

    [align=left]
    شعر : مصطفى عراقي [/align]




    [frame="7 80"]
    "وفد على الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رسول من بعض الآفاق. فلما دخل دعا عمر بشمعة غليظة فأوقدت. وكان الوقت ليلا. وجعل عمر يسأله عن حال أهل البلد، وكيف سيرة العامل، وكيف الأسعار، وكيف أبناء المهاجرين والأنصار، وأبناء السبيل والفقراء، فأنبأه الرسول بجميع ما علم من أمر تلك المملكة. فلما فرغ عمر من مسألته، قال الرسول له: ‏ يا أمير المؤمنين كيف حالك في نفسك وبدنك، وكيف عيالك؟ ‏
    ‏ فنفخ عمر الشمعة فأطفأها، وقال: ‏ يا غلام، علي بسراج. ‏
    ‏ فأتى بفتيلة لا تكاد تضيء فعجب الرسول لإطفائه الشمعة وقال: ‏ يا أمير المؤمنين، فعلت أمرا حيرني!
    ‏ قال: وما هو؟ ‏
    ‏ قال: إطفاؤك الشمعة عند مسألتي إياك عن حالك ‏!
    ‏ قال: الشمعة التي أطفأتها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحوائجهم وهي موقدة، فلما صرت لشأني وأمر عيالي أطفأتها" ‏ [/frame]


    [align=left](من كتاب "سيرة عمر بن عبد العزيز" لعبد الله بن عبد الحكم.) [/align]











    -1-

    شُعاعٌ يُؤَرْجِحُه الرِّيحُ ، يلْهو بِهِ
    يتشبَّثُ في زيْتِنا المحترِقْ
    يُجاهِدُ جيشًا يَسدُّ الأفُقْ
    فيبزغُ ضوءٌ وليدٌ يعيد إلى دولةِ النورِ بعضَ الذي ضاعْ
    يَشيدُ السناءَ شُعاعًا بكفِّ شُعاعْ
    ليحميَ شمْعتنَا منْ أكُفِّ الغسَقْ


    -2-

    وشمْعتُنا أنتِ
    ضوْؤُكِ هذا الشَّفيفُ ينير لأفئدة الحائرين
    ومن بيتهم جئت عامرة بالألقْ
    كأنكِ في حُلمهم نجمة تحضن السائرين.
    فهل تشعرين ببعض التعبْ؟
    وهلْ آنَ أنْ تستريحي وأنْ يستريحَ اللهَبْ ؟!



    -3-

    هنا كانتِ الشمعةُ المطمئنَّةُ تسمعهُ وهْي ترنو بحُبّْ

    -4-

    بكيتُهُ دُهُورَا
    سكبتُ كلَّ ما تُطيقُ شَمْعَةٌ مِنَ الدُّموعْ..
    سكبتُها بُحورَا
    بكيتُ فيه رَحْمةً ورِقَّهْ
    فقدته أبًا وقلْبًا عامرًا بالشفقَهْ
    فهل أرى من بعده من يستحقُّ من أشِعَّتي الثِّقَهْ ؟!

    -5-
    كان إذا ما فرغَ الزَّيْتُ
    يُمدُّني بماءِ قلبهِ
    وإن تسللتْ أيدي الدُّجَى
    يُظلُّني بِحُبِّهِ

    لَكنَّهُ الموْتُ
    قدْ حالَ بيننا يا صاحبي

    فصرْتُ وحْدي والظلامَ.... خيمَ الصَّمْتُ
    بكيتُه ثمَّ بكى البيْتُ
    التعديل الأخير تم بواسطة د. مصطفى عراقي; الساعة 02-06-2007, 05:26.
    [img]http://www.graaam.com/up/p7ic/f48d99f9e9.jpg[/img]


    مصطفى عراقي
    شاعر مصري

    وللأخت الفضلى أهداب الليالي، ولريشتها الصادقة أسمى آيات الشكر
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    #2
    في جو عاطر من موسيقى البحور..
    تنقلت آيات المشاعر الرقيقة الشاعرة التي التفتت من الراوي إلى الشمعة..
    وبدأت من إحساس الضوء الخافت في سراج أميرنا عمر بن عبد العزيز!!

    ليس هناك من فضاءات إلا فضاءات سماوية خلقها الشاعر بحكمة ولحكمة..
    ..
    أهنئ نفسي بأني رأيتك ثانية..
    وأهنئني ثانية لأني كنت أول من حباه الله بالتعليق هنا..

    والقصيدة والله لا تستحق
    بعد إذن شاعرنا المعلم الكبير إلا
    ما فوق فوق التثبيت
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد حسن محمد; الساعة 04-06-2007, 09:57.

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      الشاعر الصديق المتألق خلقاً و شعراً
      لو لم يثبتها أخي أحمد لهرعت إلا ذلك
      فهذه قصيدة تتربع على هرم الشعر و تضرب الأمثال .
      استوحت فكرتها من هذا شمعة هذا الخليفة التقي الورع عمر بن عبد العزيز
      و إن كان أخي أحمد فرحأ بأن عاشها مرتين فأنا أكثر فرحا و سعادة لأني قرأتها عدة مرات
      لأعيشها أكثر من مرة
      بارك الله فيك شاعرنا الجميل د. مصطفى
      سعدت بالقراءة لك من جديد
      هنا في ملتقاك
      ملتقى الأدباء و المبدعين العرب
      و لك الحب
      أخوكم د. جمال

      =================

      أكرمك الله يا أخي الغالي وأستاذي الحبيب وشاعرنا المجيد الدكتور جمال


      فما زلتَ أيها الغالي تفيض على قلبي بفيوض الجمال والجلال، من سحائب الفضل والنبل

      وشكرا لقراءات هي نور على نور لحروفي الشاردات .

      وكم يشرفني أن أكون في جوارك أيها الكريم المفضال


      محبك: مصطفى
      التعديل الأخير تم بواسطة د. مصطفى عراقي; الساعة 08-06-2007, 05:00.
      sigpic

      تعليق

      • محمد سمير السحار
        شاعر
        • 16-05-2007
        • 1067

        #4
        [align=center]أخي الحبيب وأستاذنا الشاعر الكبير الدكتور مصطفى عراقي
        القلب الخيّر لا يأتي إلا بكل خير
        وقصيدتكَ الرائعة عن شمعة الخليفة الخامس من الخلفاء الرشدين عمر عبد العزيز هي من الخير الذي تأتينا به دائماً
        سعدتُ في وجودكَ بيننا أيها الأخ العزيز
        خالص تقديري ومحبتي
        أخوك
        محمد سمير السحار
        [/align]

        تعليق

        • د. مصطفى عراقي
          عضو الملتقى
          • 01-06-2007
          • 34

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
          في جو عاطر من موسيقى البحور..
          تنقلت آيات المشاعر الرقيقة الشاعرة التي التفتت من الراوي إلى الشمعة..
          وبدأت من إحساس الضوء الخافت في سراج أميرنا عبد بن عبد العزيز!!

          ليس هناك من فضاءات إلا فضاءات سماوية خلقها الشاعر بحكمة ولحكمة..
          ..
          أهنئ نفسي بأني رأيتك ثانية..
          وأهنئني ثانية لأني كنت أول من حباه الله بالتعليق هنا..

          والقصيدة والله لا تستحق
          بعد إذن شاعرنا المعلم الكبير إلا
          ما فوق فوق التثبيت
          ===========

          حضور كريمٌ ، وإضاءةٌ باهرة ، وحروف ساحرة حلقتْ بي في أجواء من جمال النقد الحميم ، الذي لا ينبع إلا من قلب مبدع ، لا يقنع من النقد بترديد بعض مصطلحاتٍ خاوية ، بل يتخذه أداة للرؤية والرؤيا، وووسيلة اللكشف والإبداع



          لشمعتي أن تزهو بك ابنا غاليا ، ومبدعا فائقا، وناقدًا مبدعا



          مصطفى
          [img]http://www.graaam.com/up/p7ic/f48d99f9e9.jpg[/img]


          مصطفى عراقي
          شاعر مصري

          وللأخت الفضلى أهداب الليالي، ولريشتها الصادقة أسمى آيات الشكر

          تعليق

          • أحمد حسن محمد
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 716

            #6
            نكت بلاغية خفيفة

            المشاركة الأصلية بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
            قصيدة

            الشَّمْعَة..!

            [align=left]
            شعر : مصطفى عراقي [/align]



            [color=#000000][size=5]
            -1-

            شُعاعٌ يُؤَرْجِحُه الرِّيحُ ، يلْهو بِهِ
            يتشبَّثُ في زيْتِنا المحترِقْ
            يُجاهِدُ جيشًا يَسدُّ الأفُقْ
            فيبزغُ ضوءٌ وليدٌ يعيد إلى دولةِ النورِ بعضَ الذي ضاعْ
            يَشيدُ السناءَ شُعاعًا بكفِّ شُعاعْ
            ليحميَ شمْعتنَا منْ أكُفِّ الغسَقْ


            [/]

            إن شاعرنا المعلم قد ذكّر الفعل مع فاعله المؤنث.. وهوجائز نحويا، ولكني بعد أن أنفذت وصيته الكريمة في قراءة لشيخنا عبد القاهر الجرجاني يمكنني الآن أن
            أتذكر قول ربنا تعالى: "وجعلوا لله شركاء الجن) ولو جُعلت (الجن) مفعولا به ثانيا، وما يكون عن ذلك من نقص لمزية كانت في أن تنحصر المفعولية في (شركاء) وفي (لله)
            حيث في حالة المزية التي رآها شيخنا كان هناك نوع من عموم الإنكار على كون شركاء لله تعالى على الإطلاق من غير اختصاص شيء دون شيء. وكانت الجن من ضمن الداخلين في المعنى المراد.. حيث إطلاق الصفة مجردة غير مجراة على شيء، يجعل الذي تعلق بها من النفي عاماً في كل ما يجوز أن تكون له تلك الصفة..

            ومن ثم -ومن خلال تلك الفنية التي ارتآها شيخنا في الآية- نجد استخدام الفعل مذكراً (ولعلنا ندرك أن التذكير في كثير من حالاته يكون للتغليب أي من الممكن أن يطلق على جماعة بها مؤنث ومذكر) فإنه شاعرنا الرائع قد أطلق عمومية -عبر ذلك التذكير- الذي يجوز نحويا وكفى، ولكنه بلاغيا يحمل تأثيره الواضح هنا..
            عمومية في كينونة المؤرجِح واختلاف أنواعه وأن الريح هنا جماعة من المفردات المتخالفة المختلفة التي تصب في النهاية في دال سمعي، ولكنه يحمل -من خلال قدرة الشاعر الفكرية والروحية والرؤيوية في جملته الشعرية- صوراً ذهنية تناسب الإصرار على تذكير الفعل في النهاية في الفعل (يلهو)...

            كان هذا مجرد محاولة قراءة..
            لعلنا نكون أصبنا..

            ونسأل الله الأجر
            التعديل الأخير تم بواسطة أحمد حسن محمد; الساعة 14-06-2007, 05:23.

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              بارك الله فيك أخي الحبيب أحمد على هذه الإضاءة
              و بارك لنا في شاعرنا الكبير د. مصطفى عراقي
              أهلا بكما
              و للجميع مودتي
              sigpic

              تعليق

              • عارف عاصي
                مدير قسم
                شاعر
                • 17-05-2007
                • 2757

                #8
                شاعرنا الكبير
                وأستاذنا الحبيب
                د0 مصطفى عراقي

                سعد الإخوة بقراءة القصيدة مرة واثنتين
                وسعادتي أكثر لأنني أول مرة أعانق هذا الجمال
                من نور الشمعة وظلالها
                ومن صفاء القلب ونقائه
                صيغت الأحرف فكانت نورانية

                بورك القلب والقلم
                تحاياي
                عارف عاصي

                تعليق

                • عادل العاني
                  مستشار
                  • 17-05-2007
                  • 1465

                  #9
                  أخي د. مصطفى

                  لا ادري ما أقول أمام هذه الرائعة ...

                  إلا إنني أرى شمعة تضيء لي الدرب في ظلام دامس ...

                  دمت لنا مبدعا متألقا ...

                  توقد لنا الشموع كل حين ...

                  تحياتي وتقديري

                  تعليق

                  • د. محمود بن سعود الحليبي
                    عضو الملتقى
                    • 02-06-2007
                    • 471

                    #10
                    بكيتُهُ دُهُورَا
                    سكبتُ كلَّ ما تُطيقُ شَمْعَةٌ مِنَ الدُّموعْ..
                    سكبتُها بُحورَا
                    بكيتُ فيه رَحْمةً ورِقَّهْ
                    فقدته أبًا وقلْبًا عامرًا بالشفقَهْ
                    فهل أرى من بعده من يستحقُّ من أشِعَّتي الثِّقَهْ ؟!

                    كان إذا ما فرغَ الزَّيْتُ
                    يُمدُّني بماءِ قلبهِ
                    وإن تسللتْ أيدي الدُّجَى
                    يُظلُّني بِحُبِّهِ

                    لَكنَّهُ الموْتُ
                    قدْ حالَ بيننا يا صاحبي

                    فصرْتُ وحْدي والظلامَ.... خيمَ الصَّمْتُ
                    بكيتُه ثمَّ بكى البيْتُ

                    [align=center]الشاعر الكبير / مصطفى عراقي رعاك الله

                    أبكيتني .. وحسب

                    فلله ذلك العُمَر .. ولله قلم كقلمك عرف كيف يرسم قلب عمر !!



                    دمت شاعرا محلقا
                    [/align].
                    [size=4][align=center][color=#FF0000]هنا حيث تنسكب روحي على الورق :[/color]

                    [url]http://www.alqaseda.com/vb/index.php[/url]

                    [url]http://dr-mahmood.maktoobblog.com/[/url] [/align][/size]

                    تعليق

                    • تركي عبد الغني
                      عضو الملتقى
                      • 19-05-2007
                      • 96

                      #11
                      ياه

                      سبحان من خلقك

                      والله انك فوق الروعة بأميال

                      روح ربنا يسامحك

                      تعليق

                      • مجذوب العيد المشراوي
                        أديب وكاتب
                        • 19-05-2007
                        • 162

                        #12
                        مصطفى هكذا بدأت تسجل روائعك في صدر الزمن ..

                        لله درك أيها الأستاذ

                        تعليق

                        • د. مصطفى عراقي
                          عضو الملتقى
                          • 01-06-2007
                          • 34

                          #13
                          [quote=د. جمال مرسي;4510]الشاعر الصديق المتألق خلقاً و شعراً
                          لو لم يثبتها أخي أحمد لهرعت إلا ذلك
                          فهذه قصيدة تتربع على هرم الشعر و تضرب الأمثال .
                          استوحت فكرتها من هذا شمعة هذا الخليفة التقي الورع عمر بن عبد العزيز
                          و إن كان أخي أحمد فرحأ بأن عاشها مرتين فأنا أكثر فرحا و سعادة لأني قرأتها عدة مرات
                          لأعيشها أكثر من مرة
                          بارك الله فيك شاعرنا الجميل د. مصطفى
                          سعدت بالقراءة لك من جديد
                          هنا في ملتقاك
                          ملتقى الأدباء و المبدعين العرب
                          و لك الحب
                          أخوكم د. جمال

                          =================




                          أكرمك الله يا أخي الغالي وأستاذي الحبيب وشاعرنا المجيد الدكتور جمال


                          فما زلتَ أيها الغالي تفيض على قلبي بفيوض الجمال والجلال، من سحائب الفضل والنبل

                          وشكرا لقراءات هي نور على نور لحروفي الشاردات .

                          وكم يشرفني أن أكون في جوارك أيها الكريم المفضال


                          محبك: مصطفى
                          [img]http://www.graaam.com/up/p7ic/f48d99f9e9.jpg[/img]


                          مصطفى عراقي
                          شاعر مصري

                          وللأخت الفضلى أهداب الليالي، ولريشتها الصادقة أسمى آيات الشكر

                          تعليق

                          • د. مصطفى عراقي
                            عضو الملتقى
                            • 01-06-2007
                            • 34

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد سمير السحار مشاهدة المشاركة
                            [align=center]أخي الحبيب وأستاذنا الشاعر الكبير الدكتور مصطفى عراقي
                            القلب الخيّر لا يأتي إلا بكل خير
                            وقصيدتكَ الرائعة عن شمعة الخليفة الخامس من الخلفاء الرشدين عمر عبد العزيز هي من الخير الذي تأتينا به دائماً
                            سعدتُ في وجودكَ بيننا أيها الأخ العزيز
                            خالص تقديري ومحبتي
                            أخوك
                            محمد سمير السحار
                            [/align]


                            =============

                            وسعادتي بحضورك النضير ، وجوارك الكريم غامرة يا أخي الوفيّ البهيّ شاعرنا المتجدد الأستاذ محمد سمير السحار


                            فلك الشكر جميلا وجزيلا
                            ولك التحية ندية عاطرة


                            ودمت بكل الخير والسعادة والودّ


                            محبك: مصطفى
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. مصطفى عراقي; الساعة 14-06-2007, 04:17.
                            [img]http://www.graaam.com/up/p7ic/f48d99f9e9.jpg[/img]


                            مصطفى عراقي
                            شاعر مصري

                            وللأخت الفضلى أهداب الليالي، ولريشتها الصادقة أسمى آيات الشكر

                            تعليق

                            • د. مصطفى عراقي
                              عضو الملتقى
                              • 01-06-2007
                              • 34

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
                              إن شاعرنا المعلم قد ذكّر الفعل مع فاعله المؤنث.. وهوجائز نحويا، ولكني بعد أن أنفذت وصيته الكريمة في قراءة لشيخنا عبد القاهر الجرجاني يمكنني الآن أن
                              أتذكر قول ربنا تعالى: "وجعلوا لله شركاء الجن) ولو جُعلت (الجن) مفعولا به ثانيا، وما يكون عن ذلك من نقص لمزية كانت في أن تنحصر المفعولية في (شركاء) وفي (لله)
                              حيث في حالة المزية التي رآها شيخنا كان هناك نوع من عموم الإنكار على كون شركاء لله تعالى على الإطلاق من غير اختصاص شيء دون شيء. وكانت الجن من ضمن الداخلين في المعنى المراد.. حيث إطلاق الصفة مجردة غير مجراة على شيء، يجعل الذي تعلق بها من النفي عاماً في كل ما يجوز أن تكون له تلك الصفة..

                              ومن ثم -ومن خلال تلك الفنية التي ارتآها شيخنا في الآية- نجد استخدام الفعل مذكراً (ولعلنا ندرك أن التذكير في كثير من حالاته يكون للتغليب أي من الممكن أن يطلق على جماعة بها مؤنث ومذكر) فإنه شاعرنا الرائع قد أطلق عمومية -عبر ذلك التذكير- الذي يجوز نحويا وكفى، ولكنه بلاغيا يحمل تأثيره الواضح هنا..
                              عمومية في كينونة المؤرجِح واختلاف أنواعه وأن الريح هنا جماعة من المفردات المتخالفة المختلفة التي تصب في النهاية في دال سمعي، ولكنه يحمل -من خلال قدرة الشاعر الفكرية والروحية والرؤيوية في جملته الشعرية- صوراً ذهنية تناسب الإصرار على تذكير الفعل في النهاية في الفعل (يلهو)...

                              كان هذا مجرد محاولة قراءة..
                              لعلنا نكون أصبنا..

                              ونسأل الله الأجر


                              =========

                              الابن الغالي الأديب المبهر والناقد البارع واللغوي المتبحر : الأستاذ احمد حسن

                              أنعم بها قراءة نضيرة منيرة جامعة بين المعنى النحوى والمعنى الشعري
                              سعدت بها سعادتين
                              الأولى : في ذاتها أنموذجا فريدا في استثمار إمكانات نحونا العربي الكاشف في قراءة تفسيرية واعية لسبر أغوار المعنى الشعري الكامن في التركيب.

                              والثانية : لما أولت حروفي الشاردات من فضل المتابعة الحميمة والرعاية الكريمة

                              فجزاك الله خير الجزاء
                              ونفع الله بك
                              ودمت بكل الخير والسعادة والإحسان


                              مصطفى
                              [img]http://www.graaam.com/up/p7ic/f48d99f9e9.jpg[/img]


                              مصطفى عراقي
                              شاعر مصري

                              وللأخت الفضلى أهداب الليالي، ولريشتها الصادقة أسمى آيات الشكر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X