قصيدة
الشَّمْعَة..!
[align=left]
شعر : مصطفى عراقي [/align]
[frame="7 80"]
"وفد على الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رسول من بعض الآفاق. فلما دخل دعا عمر بشمعة غليظة فأوقدت. وكان الوقت ليلا. وجعل عمر يسأله عن حال أهل البلد، وكيف سيرة العامل، وكيف الأسعار، وكيف أبناء المهاجرين والأنصار، وأبناء السبيل والفقراء، فأنبأه الرسول بجميع ما علم من أمر تلك المملكة. فلما فرغ عمر من مسألته، قال الرسول له: يا أمير المؤمنين كيف حالك في نفسك وبدنك، وكيف عيالك؟
فنفخ عمر الشمعة فأطفأها، وقال: يا غلام، علي بسراج.
فأتى بفتيلة لا تكاد تضيء فعجب الرسول لإطفائه الشمعة وقال: يا أمير المؤمنين، فعلت أمرا حيرني!
قال: وما هو؟
قال: إطفاؤك الشمعة عند مسألتي إياك عن حالك !
قال: الشمعة التي أطفأتها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحوائجهم وهي موقدة، فلما صرت لشأني وأمر عيالي أطفأتها" [/frame]
[align=left](من كتاب "سيرة عمر بن عبد العزيز" لعبد الله بن عبد الحكم.) [/align]

-1-
شُعاعٌ يُؤَرْجِحُه الرِّيحُ ، يلْهو بِهِ
يتشبَّثُ في زيْتِنا المحترِقْ
يُجاهِدُ جيشًا يَسدُّ الأفُقْ
فيبزغُ ضوءٌ وليدٌ يعيد إلى دولةِ النورِ بعضَ الذي ضاعْ
يَشيدُ السناءَ شُعاعًا بكفِّ شُعاعْ
ليحميَ شمْعتنَا منْ أكُفِّ الغسَقْ
-2-
وشمْعتُنا أنتِ
ضوْؤُكِ هذا الشَّفيفُ ينير لأفئدة الحائرين
ومن بيتهم جئت عامرة بالألقْ
كأنكِ في حُلمهم نجمة تحضن السائرين.
فهل تشعرين ببعض التعبْ؟
وهلْ آنَ أنْ تستريحي وأنْ يستريحَ اللهَبْ ؟!
-3-
هنا كانتِ الشمعةُ المطمئنَّةُ تسمعهُ وهْي ترنو بحُبّْ
-4-
بكيتُهُ دُهُورَا
سكبتُ كلَّ ما تُطيقُ شَمْعَةٌ مِنَ الدُّموعْ..
سكبتُها بُحورَا
بكيتُ فيه رَحْمةً ورِقَّهْ
فقدته أبًا وقلْبًا عامرًا بالشفقَهْ
فهل أرى من بعده من يستحقُّ من أشِعَّتي الثِّقَهْ ؟!
-5-
كان إذا ما فرغَ الزَّيْتُ
يُمدُّني بماءِ قلبهِ
وإن تسللتْ أيدي الدُّجَى
يُظلُّني بِحُبِّهِ
لَكنَّهُ الموْتُ
قدْ حالَ بيننا يا صاحبي
فصرْتُ وحْدي والظلامَ.... خيمَ الصَّمْتُ
بكيتُه ثمَّ بكى البيْتُ
الشَّمْعَة..!
[align=left]
شعر : مصطفى عراقي [/align]
[frame="7 80"]
"وفد على الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رسول من بعض الآفاق. فلما دخل دعا عمر بشمعة غليظة فأوقدت. وكان الوقت ليلا. وجعل عمر يسأله عن حال أهل البلد، وكيف سيرة العامل، وكيف الأسعار، وكيف أبناء المهاجرين والأنصار، وأبناء السبيل والفقراء، فأنبأه الرسول بجميع ما علم من أمر تلك المملكة. فلما فرغ عمر من مسألته، قال الرسول له: يا أمير المؤمنين كيف حالك في نفسك وبدنك، وكيف عيالك؟
فنفخ عمر الشمعة فأطفأها، وقال: يا غلام، علي بسراج.
فأتى بفتيلة لا تكاد تضيء فعجب الرسول لإطفائه الشمعة وقال: يا أمير المؤمنين، فعلت أمرا حيرني!
قال: وما هو؟
قال: إطفاؤك الشمعة عند مسألتي إياك عن حالك !
قال: الشمعة التي أطفأتها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحوائجهم وهي موقدة، فلما صرت لشأني وأمر عيالي أطفأتها" [/frame]
[align=left](من كتاب "سيرة عمر بن عبد العزيز" لعبد الله بن عبد الحكم.) [/align]

-1-
شُعاعٌ يُؤَرْجِحُه الرِّيحُ ، يلْهو بِهِ
يتشبَّثُ في زيْتِنا المحترِقْ
يُجاهِدُ جيشًا يَسدُّ الأفُقْ
فيبزغُ ضوءٌ وليدٌ يعيد إلى دولةِ النورِ بعضَ الذي ضاعْ
يَشيدُ السناءَ شُعاعًا بكفِّ شُعاعْ
ليحميَ شمْعتنَا منْ أكُفِّ الغسَقْ
-2-
وشمْعتُنا أنتِ
ضوْؤُكِ هذا الشَّفيفُ ينير لأفئدة الحائرين
ومن بيتهم جئت عامرة بالألقْ
كأنكِ في حُلمهم نجمة تحضن السائرين.
فهل تشعرين ببعض التعبْ؟
وهلْ آنَ أنْ تستريحي وأنْ يستريحَ اللهَبْ ؟!
-3-
هنا كانتِ الشمعةُ المطمئنَّةُ تسمعهُ وهْي ترنو بحُبّْ
-4-
بكيتُهُ دُهُورَا
سكبتُ كلَّ ما تُطيقُ شَمْعَةٌ مِنَ الدُّموعْ..
سكبتُها بُحورَا
بكيتُ فيه رَحْمةً ورِقَّهْ
فقدته أبًا وقلْبًا عامرًا بالشفقَهْ
فهل أرى من بعده من يستحقُّ من أشِعَّتي الثِّقَهْ ؟!
-5-
كان إذا ما فرغَ الزَّيْتُ
يُمدُّني بماءِ قلبهِ
وإن تسللتْ أيدي الدُّجَى
يُظلُّني بِحُبِّهِ
لَكنَّهُ الموْتُ
قدْ حالَ بيننا يا صاحبي
فصرْتُ وحْدي والظلامَ.... خيمَ الصَّمْتُ
بكيتُه ثمَّ بكى البيْتُ
تعليق