من واقعنا ..ضمائر تناديكم
...تأبى مرآة الحقيقة إلا الارتحال بنا في دهاليزها، وسراديبها العميقة والخفية، وتأبى تلك العاصفة الخامدة بدواخلنا إلا الهيجان والثوران، وكأنما ساعة الحقيقة قد كَرُبَتْ، وأبواب أوصدت من ذي قبل بمزلاج الصمت قد ارتأت اليوم إلا أن تنكشف وتفتح مصراعيها، فتبوح لتلوح الحقيقة.
حقيقة من واقعنا الذي يسبح في خضات اجتماعية لا حصر لها،، وينوء بحمل ثقيل.
من دروب وغياهب التيه نفتح بابا يؤرق كل طارقه.
من غرفة تقبع داخل مستشفى ستكون البداية، من عالم يكتنفه الغموض وتحيط به علامات استفهام عدة.هي حكاية أطفال قدموا إلى العالم دونما اقتراف أي جرم،أطفال كبراعم متفتحة تحتاج إلى شمس ترعاها،إلى أمل تحيا وتترعرع في فيئه، وتعيش على نسماته العذاب ، وأريجه الزكي.
غرفة بمثابة كتاب يحوي بين دفتيه سُطورا كثيرة، لا يجسر القارئ المتصفح لبضع صفحات الإلمام بخفاياه والوقوف على حقائقه وشذراته التي هي كشذرات عقد من اللؤلؤ.
أطفال قدموا إلى العالم، دونما أن يعوا حقيقة تواجدهم فيه،لا ربما قلق التواجد سيكون سؤالهم المؤرق/ المقلق.
إنه حقا سؤال ينم عن استفسارات عدة،يختزل صفحات وعناوين كثيرة..
ولا ريب أن كل طفل من هؤلاء سيقف يوما أمام جبل من التساؤلات، وسيجد نفسه مُحاصرا ومكبلا بقيود من هاته الأسئلة الوجودية، من يكون،،،من أبواه ، لما تُرك ها هنا ،من هي أسرته ؟. وأسئلة من هذا القبيل ستدخله دوامة لا يستطيع الخروج منها إلا إذا هيأنا له أجوبة مقنعة، ور بما الكثيرون من هؤلاء الأطفال سيذبلون في ظل متاهة التساؤلات اللامجديـة.
إن مأزق التساؤلات تلك يختزل صفحات كثيرة لا يسمح المقام بالوقوف عندها.
ولكم هو عسير أن نقف هاهنا لكي نتساءل ولو للُحَيْظات عن مصير هؤلاء البراعم.
لا يسعنا إلا أن نُسافر بعيدا إلى آفاق لا تحكمها القوانين، لصُنع عوالم متآلفة ومتناغمة، وحبذا لو نستطيع يوما أن نصنع لهؤلاء، القابعين في هاته الغرفة أحلاما، يعيشون لأجلها، حبذا لو تكسر القيود لتبديد طابوهاتنا الاجتماعية، ولتبديد وحشة وظلمة هؤلاء، فينقشع بصيص الأمل وتتفتق هاته الأكمام الصغيرة، اليانعة.
إذن ، فلننسج لهؤلاء عوالم خاصة منمقة ببراءة طُفولية، لكن شتان بين واقع مأمول وواقع يكشف يوما بعد يوما عن أنيابه الحادة،التي تلتهم البراءة، وتحولها إلى وحش كاسر.
عسانا يوما نستطيع أن نصرخ بأعلى صوتنا لتستفيق الضمائر، وتتوحد الصفوف ، وتنبعث روح التضامن والتكافل،الذي أصبح شعارا،أو دعاية لجمعيات،أو لا ربما مجرد حبر على ورق.
فالتضامن والتكافل الحقيقي إخواني،أن نصنع حُلما يعيش لأجله الكثيرون...الضائعون، الجائعون،المشردون،الذي قذفتهم الحياة إلى معتركاتها، ودروبها، ومجاهلها...فألفوا حياة التيه وأَلِفَتْهُمْ.
الأجدى بنا إخواني مراجعة ضمائرنا التي اعتراها غُبار المصلحة الذاتية، حتى نعقد مصلحة مع ذواتنا، فلا ربما آنذاك تخلصنا من أمراضنا ومآزقنا الاجتماعية، وكسبنا معركة الصراع مع الذات ،
وإنيتها و أنانيتها المفرطة.
فكما أسلفت لا تجسر شعارات خاوية وواهية على طمس معالم الحقيقة المريرة.
فلا مندوحة، إذن أحبائي ولا غضاضة إذ لم تُسْعفنا بعد ذلك مُحاولاتنا. فَلِمَاما ما نقوى على الوقوف على حقائق الأشياء لنستشف خباياها الدفينة ونُعالجها بكل وعي وجدية.
ولا تثريب من أن الحياة صعبة المراس، وأن النور الألق يوجد في كل زوايا هذه الحياة،، ولا مرية أيضا أن العمى ليس عمى العيون، بيد أنه عمى الأفئدة، فلا تشح بوجهك بعيدا، وتترك خلفك حقائق لا زالت تحتاج منك إلى توقف وتوضيح.
فحبذا لو يُنتهك ظلام الغفلة الذي يهيمن على القلوب ، فأطفال كهؤلاء يحتاجون إلى قلوب رحيمة تطفح بالأمل، بالأيمان.
فلنخفف من كلوم هؤلاء، فالغبراء تحتاج إلى من يحملون مشعل الأمل للنهوض بها من عثراتها وكبواتها.
فمجد أثيل أن نهب جميعا لخدمة هذه الأرض العَطْشى التي هي بحاجة للري من طرف أبنائها وحراسها.
فأجمل بمشعل الشباب !.
ويا ليت شبابنا يتحلى بالمحمود من الخلل.
إذن، ليكن وكدنا خدمة هذه الأمة ، فكما أسلفت من نظرة خاطفة للمكان نجسر اجتلاء الحقيقة ،من عيون كلها براءة نستطيع قراءة تساؤلات لا حصر لها، دونما الحاجة لتصفح الصفحات أو غيرها، فالحقيقة بينة.
حقا في عُجالة لا نستطيع قراءة ما تحتويه ثنايا السطور، بيد أن عيون الأطفال تختزل كل الحقيقة، كل البراءة، كل الطهر، ولا ربما من أجل كشف الغبار عن الحقيقة لا نحتاج للسفر بأخيلتنا إلى فضاءات صعبة المسالك.
لذا فضلنا حط الرحال في واحة أطفال، في عالم يصطبغ بالبساطة، بالبراءة، ولا يكتنفه الغموض، و لا تلبسه الأقنعة.
أطفال لا يعرفون التصنع ولا التكلف، في غرفة تقبع في زاوية من زوايا وطن ،إنه عالم تحكمه نواميسه الخاصة، التي تثير فيك أحاسيس متباينة. فتعود آنئذ للواجهة عناوين عريضة " كالضمائر".
إن مشكاة النور تتواجد في كل البقاع والأماكن من ربوع هذا الكون الفسيح،،لكن عمه البصائر وغيبوبة الضمائر يحول دون رؤية ذاك السناء .
فلا شك أن العمه والغيبوبة من جنس واحد، فشنار وعيب أن نقف أمام ضمائر لا تحركها،ابتسامة أطفال ورضاع ،كزهور ربيعية تفوح عبيرا ،أطفال كبستان نضر يشع نضارة وتألقا.
فما أقسى أفئدة لا تحركها نظرات بريئة، مشاعر طفولية حُبلى بالطهر والنور الملائكي.
إنها الصور الملائكية الآسرة، تلهو هنا وهناك ، لترسم أبهى المشاهد، رغم افتقارها لأشياء كثيرة، وبالرغم من ذلك فهي تأبى إلا أن تهديك ابتسامة جدلى ، صافية، لا يعتريها زيف ولا رياء ولا نفاق...
فلما لا نهب جميعا لاحتضان صور كهذه تحفل بها مجتمعاتنا، لما لا نستجيب لنداء البراءة، فقد ضجرنا من صور الزيف التي تُحاصرنا أينما حللنا وارتحلنا، وسئمنا من تصنع البراءة.
وأخيرا، فلنسع إخواننا إلى مُعانقة أحلام هؤلاء، لنرسم غدا مشرقا، فتزهو أيامهم وأيامنا .
فكفانا توسلا بالعجز، ولنشمر عن سواعدنا، ولنخرج من حالة الخلوة إلى الجلوة.
...تأبى مرآة الحقيقة إلا الارتحال بنا في دهاليزها، وسراديبها العميقة والخفية، وتأبى تلك العاصفة الخامدة بدواخلنا إلا الهيجان والثوران، وكأنما ساعة الحقيقة قد كَرُبَتْ، وأبواب أوصدت من ذي قبل بمزلاج الصمت قد ارتأت اليوم إلا أن تنكشف وتفتح مصراعيها، فتبوح لتلوح الحقيقة.
حقيقة من واقعنا الذي يسبح في خضات اجتماعية لا حصر لها،، وينوء بحمل ثقيل.
من دروب وغياهب التيه نفتح بابا يؤرق كل طارقه.
من غرفة تقبع داخل مستشفى ستكون البداية، من عالم يكتنفه الغموض وتحيط به علامات استفهام عدة.هي حكاية أطفال قدموا إلى العالم دونما اقتراف أي جرم،أطفال كبراعم متفتحة تحتاج إلى شمس ترعاها،إلى أمل تحيا وتترعرع في فيئه، وتعيش على نسماته العذاب ، وأريجه الزكي.
غرفة بمثابة كتاب يحوي بين دفتيه سُطورا كثيرة، لا يجسر القارئ المتصفح لبضع صفحات الإلمام بخفاياه والوقوف على حقائقه وشذراته التي هي كشذرات عقد من اللؤلؤ.
أطفال قدموا إلى العالم، دونما أن يعوا حقيقة تواجدهم فيه،لا ربما قلق التواجد سيكون سؤالهم المؤرق/ المقلق.
إنه حقا سؤال ينم عن استفسارات عدة،يختزل صفحات وعناوين كثيرة..
ولا ريب أن كل طفل من هؤلاء سيقف يوما أمام جبل من التساؤلات، وسيجد نفسه مُحاصرا ومكبلا بقيود من هاته الأسئلة الوجودية، من يكون،،،من أبواه ، لما تُرك ها هنا ،من هي أسرته ؟. وأسئلة من هذا القبيل ستدخله دوامة لا يستطيع الخروج منها إلا إذا هيأنا له أجوبة مقنعة، ور بما الكثيرون من هؤلاء الأطفال سيذبلون في ظل متاهة التساؤلات اللامجديـة.
إن مأزق التساؤلات تلك يختزل صفحات كثيرة لا يسمح المقام بالوقوف عندها.
ولكم هو عسير أن نقف هاهنا لكي نتساءل ولو للُحَيْظات عن مصير هؤلاء البراعم.
لا يسعنا إلا أن نُسافر بعيدا إلى آفاق لا تحكمها القوانين، لصُنع عوالم متآلفة ومتناغمة، وحبذا لو نستطيع يوما أن نصنع لهؤلاء، القابعين في هاته الغرفة أحلاما، يعيشون لأجلها، حبذا لو تكسر القيود لتبديد طابوهاتنا الاجتماعية، ولتبديد وحشة وظلمة هؤلاء، فينقشع بصيص الأمل وتتفتق هاته الأكمام الصغيرة، اليانعة.
إذن ، فلننسج لهؤلاء عوالم خاصة منمقة ببراءة طُفولية، لكن شتان بين واقع مأمول وواقع يكشف يوما بعد يوما عن أنيابه الحادة،التي تلتهم البراءة، وتحولها إلى وحش كاسر.
عسانا يوما نستطيع أن نصرخ بأعلى صوتنا لتستفيق الضمائر، وتتوحد الصفوف ، وتنبعث روح التضامن والتكافل،الذي أصبح شعارا،أو دعاية لجمعيات،أو لا ربما مجرد حبر على ورق.
فالتضامن والتكافل الحقيقي إخواني،أن نصنع حُلما يعيش لأجله الكثيرون...الضائعون، الجائعون،المشردون،الذي قذفتهم الحياة إلى معتركاتها، ودروبها، ومجاهلها...فألفوا حياة التيه وأَلِفَتْهُمْ.
الأجدى بنا إخواني مراجعة ضمائرنا التي اعتراها غُبار المصلحة الذاتية، حتى نعقد مصلحة مع ذواتنا، فلا ربما آنذاك تخلصنا من أمراضنا ومآزقنا الاجتماعية، وكسبنا معركة الصراع مع الذات ،
وإنيتها و أنانيتها المفرطة.
فكما أسلفت لا تجسر شعارات خاوية وواهية على طمس معالم الحقيقة المريرة.
فلا مندوحة، إذن أحبائي ولا غضاضة إذ لم تُسْعفنا بعد ذلك مُحاولاتنا. فَلِمَاما ما نقوى على الوقوف على حقائق الأشياء لنستشف خباياها الدفينة ونُعالجها بكل وعي وجدية.
ولا تثريب من أن الحياة صعبة المراس، وأن النور الألق يوجد في كل زوايا هذه الحياة،، ولا مرية أيضا أن العمى ليس عمى العيون، بيد أنه عمى الأفئدة، فلا تشح بوجهك بعيدا، وتترك خلفك حقائق لا زالت تحتاج منك إلى توقف وتوضيح.
فحبذا لو يُنتهك ظلام الغفلة الذي يهيمن على القلوب ، فأطفال كهؤلاء يحتاجون إلى قلوب رحيمة تطفح بالأمل، بالأيمان.
فلنخفف من كلوم هؤلاء، فالغبراء تحتاج إلى من يحملون مشعل الأمل للنهوض بها من عثراتها وكبواتها.
فمجد أثيل أن نهب جميعا لخدمة هذه الأرض العَطْشى التي هي بحاجة للري من طرف أبنائها وحراسها.
فأجمل بمشعل الشباب !.
ويا ليت شبابنا يتحلى بالمحمود من الخلل.
إذن، ليكن وكدنا خدمة هذه الأمة ، فكما أسلفت من نظرة خاطفة للمكان نجسر اجتلاء الحقيقة ،من عيون كلها براءة نستطيع قراءة تساؤلات لا حصر لها، دونما الحاجة لتصفح الصفحات أو غيرها، فالحقيقة بينة.
حقا في عُجالة لا نستطيع قراءة ما تحتويه ثنايا السطور، بيد أن عيون الأطفال تختزل كل الحقيقة، كل البراءة، كل الطهر، ولا ربما من أجل كشف الغبار عن الحقيقة لا نحتاج للسفر بأخيلتنا إلى فضاءات صعبة المسالك.
لذا فضلنا حط الرحال في واحة أطفال، في عالم يصطبغ بالبساطة، بالبراءة، ولا يكتنفه الغموض، و لا تلبسه الأقنعة.
أطفال لا يعرفون التصنع ولا التكلف، في غرفة تقبع في زاوية من زوايا وطن ،إنه عالم تحكمه نواميسه الخاصة، التي تثير فيك أحاسيس متباينة. فتعود آنئذ للواجهة عناوين عريضة " كالضمائر".
إن مشكاة النور تتواجد في كل البقاع والأماكن من ربوع هذا الكون الفسيح،،لكن عمه البصائر وغيبوبة الضمائر يحول دون رؤية ذاك السناء .
فلا شك أن العمه والغيبوبة من جنس واحد، فشنار وعيب أن نقف أمام ضمائر لا تحركها،ابتسامة أطفال ورضاع ،كزهور ربيعية تفوح عبيرا ،أطفال كبستان نضر يشع نضارة وتألقا.
فما أقسى أفئدة لا تحركها نظرات بريئة، مشاعر طفولية حُبلى بالطهر والنور الملائكي.
إنها الصور الملائكية الآسرة، تلهو هنا وهناك ، لترسم أبهى المشاهد، رغم افتقارها لأشياء كثيرة، وبالرغم من ذلك فهي تأبى إلا أن تهديك ابتسامة جدلى ، صافية، لا يعتريها زيف ولا رياء ولا نفاق...
فلما لا نهب جميعا لاحتضان صور كهذه تحفل بها مجتمعاتنا، لما لا نستجيب لنداء البراءة، فقد ضجرنا من صور الزيف التي تُحاصرنا أينما حللنا وارتحلنا، وسئمنا من تصنع البراءة.
وأخيرا، فلنسع إخواننا إلى مُعانقة أحلام هؤلاء، لنرسم غدا مشرقا، فتزهو أيامهم وأيامنا .
فكفانا توسلا بالعجز، ولنشمر عن سواعدنا، ولنخرج من حالة الخلوة إلى الجلوة.
تعليق