صيف حار ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    صيف حار ...

    صيف حار
    __________

    ألقى نظرة على زوجته يمني النفس بأن يعود إليها في ليلة حارة، تتلألأ فيها حبات العرق على جسد لدن مطاوع، لكنه طرح جانبا أفكاره البوهيمية، لا وقت للحب إلا بعد أن ينجز بحثه العلمي الدقيق المنكب عليه من فترة، وحان موعد تقديمه في صباح الغد.

    اعتذر بلطف وانسحب للعمل الجاد في غرفة مكتبه، وإذا بصوت يشق سكون الليل كهدير شاحنة تطلق بوقها بأعلى صوت. أحس بارتجاج طبلتي الأذنين، هذا شتت انتباهه فلم يعد قادرا على التركيز، البوق اللعين مستمرا في عزف نشازه، وصاحبنا لم تفارقه صورة رئيسه الغاضب، هو حتما لن يرحمه، ويتقبل منه أي تبرير عن تأخيره، على الأرجح هذا سيتسبب في خسارته الترقية الكبرى الموعود بها.

    غاضبا مد رأسه من الشباك مناديا سائق (الجيب) المكشوف: - كف عن الضجيج فورا، لكنه تجاهله واستمر في إزعاجه دون أي بادرة اهتمام منه.

    " تبا له من سائق غليظ، لم أعد أتحمل الضجيج" قال يتميز غيظا، بدأ غضبه يغلي متصاعدا، لم يعد قادرا على كبح جماح ثورته، فتناول ثقالة ورق حادة ملقاة على مكتبه، بعنفوان قذفها دون تفكير عبر النافذة باتجاه السائق.. في إصابة مباشرة وأردته قتيلا..

    هرول إلى الرجل يريد مساعدته، لكن لا فائدة لا نفس فيه..

    فكر في نفسه يعتصره الألم: " يا للهول، ماذا اقترفت؟ أزهقت روحا.. وصرت في مصاف القتلة والمجرمين.."

    عاد إلى بيته نادبا حظه، ضميره الحي لا يسمح له بالتهرب من جريرة أعماله، بالاتفاق مع زوجته القلقة هي الأخرى قرر تسليم نفسه للشرطة، وهذا ما فعل. حبس بضعة شهور لحين صدور الحكم.

    خلال التحقيق تبين أن القتيل سيء السمعة، هو مجرم سكير يتاجر بالمخدرات ومطلوب للعدالة بتهم السطو المسلح..

    عقدت المحاكمة على جلسات.. ترافع فيها أحد أمهر المحامين، قد قامت بتوكيله للدفاع عنه
    جهة عمل العالم.

    في الجلسة الأخيرة /تلاوة الحكم/ جال بنظره باحثا عن زوجته لكن خاب رجاءه لما لم تحضر. وأدلى القاضي حكمه بصوت متعب، أفاد في حيثياته أن ثبت عدم وجود قصد جنائي عند المتهم الذي أراد أن يلفت نظر القتيل فحسب. وعليه لانتفاء القصد المعنوي فإن الحادث يعتبر قضاء وقدر، وأصدر حكم براءته وإخلاء سبيله في الحال.

    في طريق عودته وصلته رسالة من رئيسه مهنئا، شاكرا بخصوص التقرير الذي أنجزه قي السجن، وأعلمه عن حصوله على جائزة دولية، منوها أن منصبه الجديد مازال في انتظاره.

    بهذا كادت فرحته تكتمل لولا غياب زوجته المقلق، هي لم ترد على أي من اتصالاته، لما وصل البيت لم يجدها أيضا بانتظاره، لا بل وجدها غارقة في سبات عميق، وقد تخففت من ثيابها..

    استيقظت عند حضوره، هبت تعانقه معتذرة.. قائلة:

    - أهلا بك يا عزيزي.. مبارك براءتك، كنت متأكدة منها، آسفة لأنني لم أسطع حضور محاكمتك، لقد أمضيت ساعات الهجود الليلة الماضية تحت شباك القاضي، أطلق زمارة السيارة بشكل متواصل، حتى تعبت وتخدرت يداي تماما..






    تمت: ريما ريماوي.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميلة القديرة
    ريما ريماوي
    نص جميل
    وذكاء المرأة أنقذ الزوج
    ربما جاء العمل مباشرا لكنه جميل
    ونحن نفتقد لمستك هنا زميلتي فقد كنت شعلة من حماس وأنت كالفراشة تنتقلين من زهرة لأخرى
    عودي ريما لعشك عودي لخليتك
    تحياتي ومحبتي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • بسباس عبدالرزاق
      أديب وكاتب
      • 01-09-2012
      • 2008

      #3
      تأكدت بعد قراءة قصتك أنني أستطيع التبسم

      القفلة كانت في منتهى الذكاء و الحيلة

      قصة قصيرة في شكلها و لكنها سلطت الضوء على بعض التصرفات البشرية
      و كأن الغرب صنع السيارات و التكنولوجيا فقط لتزعجنا

      أبواق سيارات و صوت الموسيقى كزلزال و و و

      دائما ممارساتنا تؤكد أن استيراد الشياء لن ينتج عندنا ثقافة ما لم ننتج أول بشري قابل للتحضر في موطننا
      فمدارسنا تنتج فقط قابلية للتخلف فقط


      استاذة ريما الريماوي اعجبني النص جدا

      تقديري
      السؤال مصباح عنيد
      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        الزميلة القديرة
        ريما ريماوي
        نص جميل
        وذكاء المرأة أنقذ الزوج
        ربما جاء العمل مباشرا لكنه جميل
        ونحن نفتقد لمستك هنا زميلتي فقد كنت شعلة من حماس وأنت كالفراشة تنتقلين من زهرة لأخرى
        عودي ريما لعشك عودي لخليتك
        تحياتي ومحبتي
        أهلا العزيزة عائدة..

        المباشرة والشفافية من صفاتي...

        سعيدة بإعجابك بالقصة، الله يسلمك..

        أنا موجودة دائما وبين الأيادي.. فقط حضرتك

        تطيلين عندما تغيبين، وبصراحة أحب النحل

        أكثر من الفراشات التي لاتفكر ويقتلها النور...

        لك خالص التحية والتقدير.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
          تأكدت بعد قراءة قصتك أنني أستطيع التبسم

          القفلة كانت في منتهى الذكاء و الحيلة

          قصة قصيرة في شكلها و لكنها سلطت الضوء على بعض التصرفات البشرية
          و كأن الغرب صنع السيارات و التكنولوجيا فقط لتزعجنا

          أبواق سيارات و صوت الموسيقى كزلزال و و و

          دائما ممارساتنا تؤكد أن استيراد الشياء لن ينتج عندنا ثقافة ما لم ننتج أول بشري قابل للتحضر في موطننا
          فمدارسنا تنتج فقط قابلية للتخلف فقط


          استاذة ريما الريماوي اعجبني النص جدا

          تقديري

          ما أجمل هذا الحضور العزيز المكرم بسباس عبدالرزاق..

          وأن أرسم البسمة على الوجوه التعبة التي تعاني هذا جل مبتغاي.

          كن بخير وصحة وعافية ...

          لك الإحترام وكل التقدير.

          تحيتي.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • حسن لختام
            أديب وكاتب
            • 26-08-2011
            • 2603

            #6
            ألقى نظرة على زوجته متمنيا أن يعود إليها..."
            وفعلا عاد إليها بفضل ذكائها وفطنتها
            نص جميل، لكنه يحتاج إلى أن يطبخ على نار هادئة، وسيكون أفضل وأجمل
            محبتي وتقديري، ريما ريماوي

            تعليق

            • سلمان الجاسم
              أديب وكاتب
              • 07-02-2011
              • 122

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
              صيف حار
              __________

              ألقى نظرة على زوجته يمني النفس بأن يعود إليها في ليلة حارة، تتلألأ فيها حبات العرق على جسد لدن مطاوع، لكنه طرح جانبا أفكاره البوهيمية، لا وقت للحب إلا بعد أن ينجز بحثه العلمي الدقيق المنكب عليه من فترة، وحان موعد تقديمه في صباح الغد.

              اعتذر بلطف وانسحب للعمل الجاد في غرفة مكتبه، وإذا بصوت يشق سكون الليل كهدير شاحنة تطلق بوقها بأعلى صوت. أحس بارتجاج طبلتي أذنيه، وهذا شتت انتباهه فلم يعد قادرا على التركيز، البوق اللعين مستمرا في عزف نشازه، ولم تفارقه صورة رئيسه الغاضب، حتما لن يرحمه، لن يتقبل منه أي تبرير عن تأخيره، وعلى الأرجح هذا سيتسبب في خسارته الترقية الكبرى الموعود بها.

              غاضبا مد رأسه من الشباك مناديا سائق (الجيب) المكشوف: - أرجوك، كف عن الضجيج فورا، لكنه تجاهله واستمر في إزعاجه دون أي بادرة اهتمام بالآخرين.

              " تبا له من سائق غليظ، لم أعد أتحمل الضجيج" قال يتميز غيظا، بدأ يغلي ويتصاعد غضبه، لم يعد قادرا على كبح جماح ثورته وصار هدفه إسكاته، بدون انتباه تناول ثقالة ورق حادة ملقاة على مكتبه، بعنفوان دون تفكير قذفها بقوة عبر النافذة باتجاه السائق.. فأصابت صدغه وأردته قتيلا في الحال..

              هرول إلى الرجل يريد مساعدته، لكن لا فائدة لا نفس فيه..

              - يا للهول، ماذا اقترفت؟ أزهقت روحا.. وصرت في مصاف القتلة والمجرمين..

              عاد إلى بيته يفكر في مصيبته نادبا حظه، لكن ضميره الحي لن يسمح له بالتهرب من جريرة أعماله، حسم الأمر بالاتفاق مع زوجته القلقة بوجوب تسليم نفسه للشرطة، وعليه تم حبسه بضعة شهور لحين صدور الحكم.

              تبين خلال التحقيق أن القتيل سيء السمعة، وهو مجرم سكير يتاجر بالمخدرات مطلوب للعدالة بتهم سطو مسلح..

              استمرت محاكمته عدة جلسات.. ترافع فيها أحد أمهر المحامين، وقامت بتوكيله جهة عمل العالم للدفاع عنه.

              في جلسة تلاوة الحكم جال بنظره باحثا عن زوجته لكن خاب رجاءه لم تحضر. بالنهاية أدلى القاضي حكمه بصوت متعب، أفاد في حيثيات الحكم أنه لا يوجد قصد جنائي، بل أراد المتهم أن يلفت نظر السائق التعس. بناء عليه ولانتفاء القصد المعنوي فإن الحادث يعتبر قضاء وقدر، وأصدر حكم براءته وإخلاء سبيله في الحال.

              في طريق عودنه وصلته رسالة من رئيسه مهنئا، منوها شاكرا بخصوص التقرير الذي أنجزه قي السجن وأعلمه عن حصوله على جائزة دولية، وأن منصبه الجديد مازال ينتظر، كادت فرحته تكتمل لولا غياب زوجته المقلق لم ترد على أي من اتصالاته، وعند وصوله البيت لم يجدها بانتظاره لا بل وجدها غارقة في سبات عميق، وقد تخففت من ثيابها..

              استيقظت عند حضوره، هبت تعانقه معتذرة.. قائلة:
              - أهلا بك يا عزيزي.. كنت متأكدة من براءتك، لكن آسفة لم أسطع حضور محاكمتك، فلقد أمضيت ساعات الهجود الليلة الماضية تحت شباك القاضي، أطلق زمارة السيارة بشكل متواصل، وصار لا بد لي من الراحة، تعبت وتخدرت يداي تماما..






              تمت: ريما ريماوي.
              الزميلة والأستاذة / ريما ريماوي
              مضى على غيابي عن هذا الملتقى اكثر من سنة وكنت متشوقا لقراءة جديد كتاباتك ، ولكني للأسف هذا ثاني نص لا أجدك فيه، أنت من تعلمينني وانت من له صولات وجولات في حبكة القصة ، كنت استانس لكتاباتك اما الان فاعتقد مثل ما قالت استاذتنا الغالية عائدة عودي الى عشك الجميل،
              وجدت أن النص جميل لكن لم أجد لمسات ريما الريماوي فيه....
              دمتي لي أستاذة وأختا ، أرجو أن لا أكون قد تجاوزت حدودي .. تقبلي خالص تقديري

              تعليق

              • همس العامري
                أديب وكاتب
                • 01-01-2013
                • 909

                #8
                عبير الورد ريما ريماوي
                تحية طيبة ولي عودة لرائعتك بإذن الله
                التعديل الأخير تم بواسطة همس العامري; الساعة 14-11-2013, 17:38.

                الأرض لاتنسى جباه الساجدين
                والليل لاينسى دعاء العابدين


                اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين
                ارحم جميع أموات المسلمين وأغفر لهم

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                  ألقى نظرة على زوجته متمنيا أن يعود إليها..."
                  وفعلا عاد إليها بفضل ذكائها وفطنتها
                  نص جميل، لكنه يحتاج إلى أن يطبخ على نار هادئة، وسيكون أفضل وأجمل
                  محبتي وتقديري، ريما ريماوي

                  شكرا الاستاذ المبدع والصديق حسن لختام..

                  سعيدة بحضورك وأقدر رأيك...

                  حاولت التعديل لكن على ما يبدو لم أنجح في هذا..

                  لك خالص المودة والتقدير..

                  تحيتي.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • ريما ريماوي
                    عضو الملتقى
                    • 07-05-2011
                    • 8501

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سلمان الجاسم مشاهدة المشاركة
                    الزميلة والأستاذة / ريما ريماوي
                    مضى على غيابي عن هذا الملتقى اكثر من سنة وكنت متشوقا لقراءة جديد كتاباتك ، ولكني للأسف هذا ثاني نص لا أجدك فيه، أنت من تعلمينني وانت من له صولات وجولات في حبكة القصة ، كنت استانس لكتاباتك اما الان فاعتقد مثل ما قالت استاذتنا الغالية عائدة عودي الى عشك الجميل،
                    وجدت أن النص جميل لكن لم أجد لمسات ريما الريماوي فيه....
                    دمتي لي أستاذة وأختا ، أرجو أن لا أكون قد تجاوزت حدودي .. تقبلي خالص تقديري

                    أهلا وسهلا الأستاذ سلمان ومرحبا بعودتك..

                    أعرف أن النص لم ينجح كما كنت آمل.. علما في خلال سنة كتبت الكثير

                    من النصوص، ليتك أوضحت عنوان النص الآخر أيضا.

                    بالنسبة لي هو ناجح ولقد استفزك للكتابة... حتى كبار الكتاب لهم نصوص

                    لم تنجح.. هو أمر عادي.. المهم أن القلم يكتب ما يصبو إليه..

                    وغاية كل كاتب أن يتطور ويتحسن.. يسوءني أن تطوري قد أتى لي بمفعول

                    عكسي... كنت أتمنى لو أبرزت الخلل بالنص لربما أعمد إلى تعديله...


                    تحيتي وتقديري.


                    أنين ناي
                    يبث الحنين لأصله
                    غصن مورّق صغير.

                    تعليق

                    • ريما ريماوي
                      عضو الملتقى
                      • 07-05-2011
                      • 8501

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة تمر حنه مشاهدة المشاركة
                      عبير الورد ريما ريماوي
                      تحية طيبة ولي عودة لرائعتك بإذن الله
                      أهلا وسهلا بك الغالية تمر حنة ..

                      شاكرة لحضورك الآثر ..

                      بانتظار عودتك هنا كل بشغف...


                      كوني بخير عزيزتي...

                      تحيتي واحترامي وتقديري.


                      أنين ناي
                      يبث الحنين لأصله
                      غصن مورّق صغير.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X