كنت في أحد معارض الكتب في يوم من الايام
أبحث عن كتاب ليشد عقلي قبل بصيرتي .
فبعثرت أمهات الكتب حتى أجد مايريد عقلي ليستفد
فشاهدني أمين المكتبة وكيف نسفت عليه المكتبة
رأسا على عقب أعتذر مني قبل قوله حتي لايصيبه
ماأصاب أمهات الكتب .

فاقترب قائلا ياآنسة هل أساعدك على بحثك في أمهات الكتب ؟!
نظرت إليه وفي نظرتي أقول له ومادخلك بماأريد أنا ؟!
رأى نظرتي وكأنها قاتلة ستنسفه بالضربة القاضية .

أعتذر منك ياآنستي فإن القصد لي هو مساعدتك
ليس هناك أمرا أثيره .
فقلت له عفوا عفوا سيدة أولا ثم من أنت حتي
تريد مساعدتي فعقلي ساعدي وربي فاعلوا .

وقدمي بصيرتي وربي حافظي
وقلبي دليلا وربي ساترا .
فارتجف قائلا كان الله بعونك وماقصدته غير
ذلك ولكن فهمتني خطأ . !

فقاطعته تفضل وقل مالديك كوني بنظرك خاطئة
أتيتك ياسيدتي مساعدا وأمد لك يد ساعدي كوني
شاهدتك عائمة بين الكتب ساهية .

تريدين لعقلك كتب واعية تنيرن بصيرته للأمم المعاصرة .
تريدين لعقلك النور الساطع على أمم إستخلفت وتخلفت .

فأتى بي بكتاب يتحدث عن الثقة وكيف الانسان يكوُّنِ ثقته .
قال هذا الكتاب سينعش عقلك وبصيرتك وستدعين لي .
فدار حديث بيني وبينه طويل الأجل وقصير الأمد .

قلت له هل الثقة بنفسي تراها تشتكي أم شكتك هي
لنفسها مني لتستعن بك .
لم أقل لك ذلك بل هذا الكتاب من نفائس الكتب
وبه الافادة القيمة .

انظري بنفسك وأنظري لكاتبه واقرأي
فهرست الكتاب بعنوان صفحاته .

أعطاني الكتاب وتركته جانبا وكنت أريد ركله
ولكني أحترم كاتبه .
نظر الى قائلا إن هذا الكتاب سيفيد ثقتك
بنفسك ومن حولك.

نظرت له وقلت إن ثقتي بنفسي ثقة عمياء
ولكن بمن حولي فهي عادمة .
علمتني الحياة وعواقبها أن من صنع
ثقتي العمياء هم ذوي البشر .

فتجاربي معهم أثقلت كاهلي فكل يوم ثقه
ثقه بهم فإلي متي ياترى ؟!

من صنع ثقتي العمياء هم ومن أجبرني
على أن أعمي بصيرتي إلا هم .
قال لي رويدك رويدك ياسيدتي ألست
تثقي بمن حولك ؟"

قلت له لا ولن أثق الا بنفسي فقط ؟!
قال اذا أنت مهزوزة الثقة من لم يثق
بمن حوله لن يثق بنفسه .

قلت أخطأت ذلك ومن صنع الثقة بأنفسنا
دون غيرنا أليس هم البشر .
أليس الحياة تجبرك وتعلمك بعدم الثقة بمن حولك .
أليس الحياة تجارب تصنع الهمم لتتقدم بها الأمم .

وإن كانت ثقتي مهزوزة بمن حولي فهم
من جعل ثقتي تهتز لهم ، تصغر شأنهم لي بلا هدف
والنتيجة ثقتي بنفسي عمياء تنتصر .

قال لي لاتتخلي عن هذا الكتاب فإن به ماتبحثين
عنه وستجدين الفائدة .
قلت له شكرا علي حسن إختيارك وقلت صنعك
فثقتي عمياء بنفسي فلايهمك .

فخرجت من مكتبته بثلاث كتب من دون كتابه الذي
أشادني به ..