بتاريخ الغد..
سأخلع معطف الخيال..
وأضع عن كاهلي..
إصر عهد قطعته منذ ثلاث سنين..
لقاتلي الحقيقي..
لأبدأ.. الحياة الحقيقية..
وبتاريخ اليوم..
سأروي حقيقتي..
لنفسي..
وبعدها.. سأرتوي من نخب شفة حقيقية..
وأول شفة.. أجدها على طريقي للشاطيء..
مهما وجدتها.. متمكنة مني..
لأني أعاني من عطش حقيقي..
فرضته على نفسي..
ملء صحوي..
ملأني به الصوم..
قبل البداية..
أنا طفلٌ فلاح..
عشت هكذا..
وها أنا أعدل المهنة..
إلى ملاح..
لأترك الحليب..
الذي رفضت سواه..
ولم أعرف غيره..
لأتعرف بالخبز...
بكل صراحة....
أنا لست أديبا..
ولا شاعرا..
ولم أدع ذلك يوما..
رموني بالشعر بكل وقاحة....
وأنا أسمعهم..
وجرحوني بالأدب حتى العمق...
ولم أمنعهم..
فلم أنكر..
ولم أعترف..
وأنا لا هذا... ولا ذا..
فقط كنت أبوح..
واليوم..
وفقط اليوم..
سأبدأ في الظهور...
وأنا لا أعلم جيدا...
من أنا !
ومع الظهور فقط سأعلم..
ما معنى الجمال..
سأحاول أن أتهجأ حروف الخبز..
قطعة.. قطعة..
ولكن بعد أن أبدد..
ما ساد من ظلمة قبوي.. مما لا يعلمه أحد...
إلا أنا..
مهما.. قيل..
لا يعلم الصحيح..
بعد الله..
إلا قلبي..
أريد الاقتراف..
بداية..
أنا لا شيء..
أحمل شعور الخارج من السجن.. للتو..
من بعد سنوات ثلاث..
بعد أن نسي الأشكال..
ونسي الطرقات..
وتجاهل الطريق إلى قريته..
سأتجه فورا إلى البحر..
فقد بايعني يوما..
على حمايتي..
وها أنا ذا أسير..
بعد أن عشت نعم المولى..
ونعم الأسير..
خلف قضبان...
أنا من صنعها حولي..
بيدي أنا لا بيد سوايا..
سأبدأ في تحقيقي اليقظة..
ولكن عيوني..
قضت خلف الضوء الكثير...
وليس في جعبتي..
إلا أنا...
وصوتي...
فهل أتمكن من الوصول..
لما أتمنى...
ثلاثة سنوات.. مسجون خارج التغطية..
نسيت الوجوه... والمعالم..
أريد الاعتراف..
أنا لا أعرف شيئا من هذه الدنيا..
إلا بياضها..
سأصنع زورقا..
من حُرِّ أحاسيسي..
وأقصد صديق طفولتي..
البحر...
ولكن بعد أن أكمل رسالتي الأخيرة لمن لا يشبهه أحد من أهل الأرض..
أيضا أنا لا أعرف.. شيئا.. عن كل شيء..
فهل أستطيع أن أكون..؟
فقط أتمنى أن أظل هنا..
وحدي..
حتى أتمكن من ولادة نفسي..
من رحم خيالي..
إلى حياة الحقيقة..
إلى أن تتضح معالمي لنفسي..
أرجو أن أكون كذلك..
نعم..
أحببت واحدة..
واشتهيت واحدة..
من داخل السجن..
تعليق