مَالي بِهُنَّ
خُضْتُ ذاك الدَرْبِ جَهَّلَا بِالنِّساءِ
فَمَا وَجَدَتُ مِنْهُنَّ إلّا شَدَّةً وَعَنَاءَ
أَباتُ فِي خِضَمِّ الْقَهْرِ طَاوِيَا
وَأَصْحُو عَلَيِي ثَرْثَرَةِ الصُّبْحٍ غِذَاءُ
فَهَذِهِ كأسُها مرَّة وَهَذِهِ كأسها سَقَّاءُ
يَدُورُ رُحِيَ فَلِكَيْ فِي مُدَاهِمَا
كَأَنَّنى كَوْكَبُ فِي جَوْفِ السَمَاءِ
فَإِنَّ بَحْتَ لإحداهن أَمَّرَا
حَجَّبَتْ أَمرَّهَا عَنْ أختها رَجَاءَ
ويَفُورُ غَلِيلُ إحداهما صُبً
إِنَّ رَأَّتْ أخَتْهَا فِي سِلَكِ الصفاء
فَتَبَدِي بسمَاتُِهَا لَنَا كَدَّرَا
وَتَطْوِي غَلِيلُ جَوْفِهَا عناء
وَتُذرِّفُ دَمْعُ عَيْنَهَا لَنا طلبَ
وَيُجَلْجِلُ الْمدِا نَحِيبَهَا وجراً
ولَا يُجْدِيها منا هَمَسٌ ورْقَةَ
وَلَا يُجْدِيها غَيْرَ تُعْكِرٍ ودِماء
فيُخْدِعُكَ بَريقَها فِي نعرِ السكوت
وَقَدْ طَوَتْ بجوفها صَفْحَةَ النُّقَاءِ
فكُلَّهُنَّ فِي الْكَدَر سُوَّاسِيَّةً
فَحَدَثَ عَنْهُنَّ وَلَا يُمَنِّعُكَ حَيَاءَ
والصّبرَيهمس في وجداني لحظة
وَيَخِرُّ جثماني مِنْ جَوْرِ النِّساءِ
فَإِنَّ ملت للفراش هنيهة
جَاءَتْ إحداهن تَبَدِي عَزَاءِ
وَتَبَدِي من خَرِيرِ عَيْنَهَا دَمَعَا
وَتجَلْجِلُ الْمدِا نَحِيبَها بكاء
وَأَخري تَبدِي أَسَفُّهَا نَدِمَا
وتقول ياليتني كَنَتْ لَكَ فِدَاءَ
فَهَذِهِ تَشِقُ لها جَيَّبَا
وَأَخِّرِي تَلَطَّمَ لها خَدَّا
عَلَِي عَزِيزَ صار سَيِّدِ الشّهداءِ
وَسَارَعْنَ فِي جَلْبِ الطَّهُور مرارة
مزعفرا بِرَيْحانِ وَكَفُور وَحِنَّاء
وَصَدَحْنَ بِالصّراخِ فَطَالَ الْمدا
حُتِّي صار ركْبِهُنَّ
بَيْنَ النَّاسِ شقاء
مالي بِهُنَّ
سيد يوسف مرسى
خُضْتُ ذاك الدَرْبِ جَهَّلَا بِالنِّساءِ
فَمَا وَجَدَتُ مِنْهُنَّ إلّا شَدَّةً وَعَنَاءَ
أَباتُ فِي خِضَمِّ الْقَهْرِ طَاوِيَا
وَأَصْحُو عَلَيِي ثَرْثَرَةِ الصُّبْحٍ غِذَاءُ
فَهَذِهِ كأسُها مرَّة وَهَذِهِ كأسها سَقَّاءُ
يَدُورُ رُحِيَ فَلِكَيْ فِي مُدَاهِمَا
كَأَنَّنى كَوْكَبُ فِي جَوْفِ السَمَاءِ
فَإِنَّ بَحْتَ لإحداهن أَمَّرَا
حَجَّبَتْ أَمرَّهَا عَنْ أختها رَجَاءَ
ويَفُورُ غَلِيلُ إحداهما صُبً
إِنَّ رَأَّتْ أخَتْهَا فِي سِلَكِ الصفاء
فَتَبَدِي بسمَاتُِهَا لَنَا كَدَّرَا
وَتَطْوِي غَلِيلُ جَوْفِهَا عناء
وَتُذرِّفُ دَمْعُ عَيْنَهَا لَنا طلبَ
وَيُجَلْجِلُ الْمدِا نَحِيبَهَا وجراً
ولَا يُجْدِيها منا هَمَسٌ ورْقَةَ
وَلَا يُجْدِيها غَيْرَ تُعْكِرٍ ودِماء
فيُخْدِعُكَ بَريقَها فِي نعرِ السكوت
وَقَدْ طَوَتْ بجوفها صَفْحَةَ النُّقَاءِ
فكُلَّهُنَّ فِي الْكَدَر سُوَّاسِيَّةً
فَحَدَثَ عَنْهُنَّ وَلَا يُمَنِّعُكَ حَيَاءَ
والصّبرَيهمس في وجداني لحظة
وَيَخِرُّ جثماني مِنْ جَوْرِ النِّساءِ
فَإِنَّ ملت للفراش هنيهة
جَاءَتْ إحداهن تَبَدِي عَزَاءِ
وَتَبَدِي من خَرِيرِ عَيْنَهَا دَمَعَا
وَتجَلْجِلُ الْمدِا نَحِيبَها بكاء
وَأَخري تَبدِي أَسَفُّهَا نَدِمَا
وتقول ياليتني كَنَتْ لَكَ فِدَاءَ
فَهَذِهِ تَشِقُ لها جَيَّبَا
وَأَخِّرِي تَلَطَّمَ لها خَدَّا
عَلَِي عَزِيزَ صار سَيِّدِ الشّهداءِ
وَسَارَعْنَ فِي جَلْبِ الطَّهُور مرارة
مزعفرا بِرَيْحانِ وَكَفُور وَحِنَّاء
وَصَدَحْنَ بِالصّراخِ فَطَالَ الْمدا
حُتِّي صار ركْبِهُنَّ
بَيْنَ النَّاسِ شقاء
مالي بِهُنَّ
سيد يوسف مرسى