الإفطــار الأوّل للأسير المحرر عيسى عبدربه مع والدته بعد 30 عاماً من الحرمان بسبب الأسر
ها قد عدت يا أمي
أمي و حبيبتي و نبضة القلب التي التقيها اليوم بعد ثلاثين عاما, امي يا رحمي الأول افترشه اليوم بديل ظلمة الاسر وانا مطمئن وانا في الخمسين احس انني اليوم ما زلت جنينا في رحمك وقد أثقلتك حملا فما ضقت , فلا ضاق عليك رحم الأرض يا وجعي , ها انا أشاركك من جديد طعامك وشرابك فأنا اليوم في أرض رحمك لن أعرف جوعا ولا ظمأ .
أنا اليوم في رحمك من جديد تخلقت نطفة فمضغة فعلقة , تمدين إلي شريان الحياة من جديد عبر دمك الزكي , لأكبر يا امي واصير قادرا أن أتحرك وأرفص بقدمي جدار كوكب الحياة فتتألمين من جديد فرحا , وتتحسسين موضعي بيديك الطاهرتين , فأستعجل الخروج من كوكبك الصغير إلى عالم أصغر , حتى حين أرديد الخروج , أرهقك ألما ووجعا , فتصبرين ولا تجزعين , فأخرج بعد مخاض صعب , فإذا أنت منهكة, متعبة , تتصببين عرقا ,صوت صراخي يعلو ينسيك الألم والوجع وكل تعب المخاض , فتقلبين جنبك المنهك وعينيك ذابلتين تسألين من حولك , وقد فتحت ذراعيك , وصوتك متعب خافت أين هو أين ؟
تعتصرينني فيلتصق جسدي المبلول بعطر رحمك بأول وأطهر مكان على الأرض!!!!
لقد عدت يا امي بعد ثلاثين عاما ,وكأني طفل أسمعك من جديد تقولين جئت يا ولدي لعلك جائع , لعلك ظمآن لعلك جعت وظمئت في رحلة العذاب التي أتعبتك فيها تعال ألقمك حليب البقاء شرابا وطعاما فها هي لقمتك الاولى بعد الثلاثين ما نسيت طعمها رغم السنين , فكم مخاضا يا امي ستعانين مخاض ولادتي ومخاض سجني و مخاضة الغربة والحنين ؟!!!!!!!!
وكم مرة ستصرخين اين هو اين هو ؟ انا هنا يا امي طفلك عاد من جديد , لكنه في الخمسين !!!!!!!!!!!!
تعليق