المقعدون في أمتنا ثلاث؛ مُقعد الجَسَد ومُقعد النَفس ومُقعد الفكر، وما اجتمع من ثلاثتهما.
في مُقعد الجسدِ حِكمةٌ ربانية، فإن صَبر المبتلى عليها أُجر، وإن تعايش معها أُبهر فأَبهر، وإن يأس منها أفَل من سماء الحياة كنجمةٍ تكالبت عليها سهام القدر فأردتها شهباً تحترق نـزولاً وتتلاشى قبل الوصول.
ومقعد النفس من انـزوى، بل وعاش بين كلماتٍ ثلاثٍ وارتضى، لماذا، كيف وغداً، يعيش على هامش الحياة لا يقرأه إلا المتفحص، فإن أهمله متفحصه هذا مات من شدة الإهمال.
وأمّا مُقعَد الفكر ذو إعاقة تفوق كل الإعاقات، فهو يمحو ما خطّه الخيرُ، ويشوّه الحقَ بفكره الفاسد، يخال نفسه الباني هذا الهادم.
فمضيت على وجهي وتركتهم هناك، وما زالوا في غيهم يعمهون.

مقتطفات من الورد ..
إبراهيم إدريس ..