[aimg=borderSize=0,borderType=none,borderColor=blac k,imgAlign=none,imgWidth=,imgHeight=]http://ayonegy.com/up/uploads/13835503241.jpg[/aimg]
كلهن ظريفات
تقليص
X
-
-1-
على مضض أحضرت حقيبتي فهذه أول مرة اذهب إلى دورة تدريبية على غيررغبة منى لا لشئ غير ان أبنى قرر تغيير حياته و معيشتة وترك والده الذى انفصلت عنه منذ عامين فقد سبق وان اختار العيش مع والدة نظرا لظروفى المادية التى مررت بها بسبب طلاقى فكم هى قساوة الظروف عندما تهجم الايام بمراراتها دفعة واحدة طلاق يعقبة حرمان من اولادى حرمان لا احد اجبرنى علية ولكنة الاختيار المؤلم , ألم يشتد كلما تذكرتهم واشتقت اليهم فانظر فلم اجدهم بجوارى وتحت رعايتى ومرارة تخف حدتها عندما يأتوا لزيارتى فتبتهج حياتى وترقص ساعات يومى واعتبر ان الوقت الذى اقضية معهم من اهم الاوقات لذا ارتب له ترتيباً خاصاً جدا حتى ان النوم يطلق صراحى لاسرح بخيالى فأعد برنامجاً لقضاء الوقت معهم كل همى اسعادهم , محاولة ضعيفة لاعوض غيابى عنهم وافتقادى لهم , واختل شعورى عندما علمت بقرار ابنى فأختلطت فرحتى بانضمامه الي وشعور بآلم لانفصالة عن والدة اافرح لعودته ام اتألم لنشوب شرخ فى علاقتة بوالده ولكن من المؤكد ان فرحتى بعودته لى هو الشعور الغالب واليوم يقرر ان يعيش معى حتى لو ادى قراره هذا إلى تملص والدة من مصاريفة الجامعية واى مسؤولية تجاهه ,وقبل موعد سفرى إلى دورتى التدريبية ابلغنى ابنى بقراره بمدة غير كافية حتى انى لم استطع أن أعتذر عن الدورة لكى لا اتركه بمفردة واذهب إلى محافظة بعيدة عن محافظتنا التى نعيش بها لمدة اسبوع ولكن الذى شجعنى اعتقادى ان وجوده
بمفردة يجعله يتحمل المسولية تجاه نفسه واعتبرتها فرصة تساعده فى اكتسابه خبرة من تجارب الحياة , وحشرت في حقيبتى ما يكفيني من ملابسي وودعته ولم انس دوري كأم واعطإ التعليمات الرتيبة
- ماتنزلش على محاضراتك من غير فطار..اتغطى كويس..بلاش تخفف هدومك..خد بالك من نفسك..ماتفتحش الباب لحد ماتعرفوش..الخ الخ الخ ثم حضننى وقبلنى وانصرفت ارتل ادعية الخروج من المنزل وادعية لتحفظ ابنى من كل سوء ,ركبت الحافلة المتجهه الى محافظة القليبوبية مكان التدريب تلاحقنى الافكار تتضارب احيانا وتتفق احيانا ويظل احساس عدم رغبتى فى ترك ابنى وحيداً هو الاحساس المسيطر فكلما هجمت علي خاطرة انه سيكون وحيدا غريبا فى سكنة الجديد بعيد عن بلدتة التى بها والده كلما شجعت نفسى (لازم يبقى راجل ويعتمد على نفسه ويتأقلم على اى وضع واى ظروف ).
وصلت بعد صلاة العشاء الى مركز المراءة المتكامل مكان التدريب يشمل قاعات المحاضرات وغرف المعيشه والمطعم ,كان حارس الامن يجلس على مكتبه فى مدخل المركز وجهنى الى الدور الثانى بعد التاكد من هويتى وفى الدور الثانى قابلنى المشرف العام قادنى حيث غرفة الاستقبال وكان بها بعض من الذين حضروا قبلى من بينهم امراءة واحدة تخطت الاربعين من عمرها وقال المشرف موجهاَ حديثه لى
- هجيب لك المفتاح تدخلى شنطتك الاوضة وتطلعى انتى والاستاذة عواطف المطعم فى الدور الرابع تتعشوا قبل انتهاء معاد العمل بالمطعم
.خرج المشرف ليحضر المفتاح الخاص بغرفتى ونظرت حيث اشار الى الاستاذة عواطف اسكندر التى ابتسمت قائلة
- حمدلله على سلامتك
أوأمت براسى وابتسمت هامسه
- شكرا ليكى
عاد المشرف وناولنى المفتاح وحملت حقيبتى وقالت الاستاذة عواطف
- هستناكى نطلع نتعش مع بعض ماتتاخريش
- اوكى
سارالمشرف وسرتٌ خلفة وانا احمل حقيبتى ثم وقف واشار لى حيث طرقة وقال
- الاوضة رقم 205 من هنا
فتحت الغرفة القيت نظرة سريعة حيث ثلاث اسرة وتليفزيون اربعة عشر بوصة موضوع فوق ثلاجة صغيرة ودولاب بدلفتين وتسريحة كبيرة وكمودينو ,وضعت الحقيبة وخرجت واغلقت الباب بالمفتاح وعدت حيث الاستاذة عواطف صعدنا السلم واتجهنا الى المطعم جلسنا على ترابيزة واحدة ,رائحة السمن النباتى يملاء المكان لم ياتى الطعام بعد بادرتها بالسؤال
- انتى منين ياأبلة عفاف
- من بور سعيد وانتى اسمك ايه
- انا مها شغاله اخصائية اجتماعية بمديرية الشؤن الاجتماعية
سألتنى
- اخدتى وقت طويل فى السفر
- من الساعة 3 العصر وانا فى المواصلات المحور كان مغلق بسبب المظاهرات
- انا كمان اتحركت من بور سعيد الساعة 3 وربع ووصلت من شوية بسبب العيال اللى مخبيين وشهم دول ولابسين أقنعة سوده خاربين الدنيا عندنا والعربيات متكسرة والشوارع خربانه
- تقصدى البلاك بلوك
- ايوة ادى اللى اخدناة من الثورة
- وانتى شغاله اية ياابله عفاف
- مراجع مالى بادارة التنمية فى مديرية الشؤون الاجتماعية
- معاكى اولاد
ابتسمت ابتسامه رقيقة وانفلق فمها الصغير وهو اميز مافيها عن اسنان بيضاء جميله تبدوا كاسنان لبنية لطفله صغيرة وقالت
- انا اسمى عواطف مش عفاف ومعايا خمسة اولاد
ابتسمت فى حرج قائله
- انا اسفة معلش نسيت وعمالة اقولك يا عفاف ومش واخدة بالى
- وانتى يامها متجوزة ولا انسه
- مطلقة ومعايا 3 اولاد
عبس وجهها وقالت
- ليه بس كدة ..عموما ربنا يعوضك
جاء العشاء التهمناه دون ان نميز طعمة متجاهلين رائحة قرص البيض
الساخن ,اشبعنا جوعنا بكل انواع الاكل التى قدمها السفرجى الينا ثم جاء المشرف على المطبخ واشار الى مكان الماء الساخن والشاى والسكر وبعد ما انتهينا من الشاى نزلنا حيث الغرف وامام غرفتها اوقفتنى قائلة
- احنا نازلين فى الاوضه دى تعالى اعرفك بالمجموعه اللى جات قبلنا
دخلت معها الغرفة بها اربع اسرة اشارت لى بالجلوس على كرسى خيزران وقالت
- اتفضلى اقعدى
استكملت وهى تشير الي
- ياجماعة اعرفكم على زميلة جديدة مها اخصائية اجتماعية
جلست على الكرسى بجوار السرير الوحيد فى الجانب الاول من الغرفة كان عليه جسد امراءة مغطى بشكل كلى وفى الجانب المقابل ثلاث اسرة يفصل بينهم ممرات صعبة التحرك فيها جلست عواطف على السرير الاوسط اشارت الى يمينها وقالت
- دى سميرة
أوامت لى سميرة برأسها وحيتنى بابتسامة عريضة فتاة سمراء طويلة الوجة قاسية الملامح شفتاها غليظه قرمزية اللون ظننته طلاء عرفت فيما بعد انها لا تستخدم المساحيق شعرها اسود قصير تقصة جوردوية منثور على كتفها كانه تمام ريشة فنان وضع ملامس لوحتة فى شعرها عسلية العينين لها اشعة خاطفة تجبرك ألا تدير وجهك بعيداً عنها . طويلة ممشوقة القوام قالت بصوت متناسق مع ملامحها
- اهلا يا مها حمدلله على سلامتك
وقبل ان احييها اخترق اذنى سؤال كانة شئ مكور القته صاحبتة تجاهى
- انتى منين
التفت اليها بسرعة وكتمت ضحكتى بينما ضحكت سميرة وعواطف بوضوح واشارت الاخيرة الى صاحبة السؤال
- مدام نجوى من السويس
اجبت
- انا من الصعيد شغالة اخصائية في ادارة التنمية بالمديرية
واذا بالغطاء على المراءة النائمة في السرير بجوار الكرسى الذى اجلس علية يرتفع وتظهر سيدة تدلى شعرها الاصفر على جبينها فازاحته ونظرت الي وقالت
- وانا سهير من البحيرة
اردت ان ادعك عينى بظهر كفى َلكى اتحقق اانا فى صحوى ام مت ودخلت الجنة وتجلس امامى احدى حورياتها بوجهها النواروعينيها الخضراوتين وحاجبيها البنيين المخطوطين وانفها الصغير وفمها ذو الشفايف الرفيعه اما خديها كتفاحتين اشتد احمرارهما و لم تقطتفا بعد , طويلة الرقبة دائرية العنق كمثرية الوجة .اتسعت عينى وانبهرت انفاسى وتلعثم لسانى فلم استطع حتى ان ارد ولو بابتسامة وسرعان ما اجبرت نفسى على الرد
- اهلا بيكى يا استاذة سهير
تمسك نجوى ريموت التليفزيون وتقلب فى قنواته تحاول ترتيب القنوات فهى تعشق المسلسلات التركى تحفظها عن ظهر قلب تحكى قصة كل
مسلسل وتدعم كل المشهد بتعليقاتها الخاصة
- الخايبه بعد ما اتجوز عليها وطلقها عاوزة ترجع له تانى ياختى اتنيلى
نضحك جميعا ليس على التعليق فقط بل على صوتها الرفيع واسلوبها الذى يذكرك بالمدفع الرشاش الذى يقذف طلقاته دون حذر او اكتراث ,هى امراءة تحت الستين بعامين ممتلئه إلى حد ماتتحرك بصعوبة في الممر بين سريرها وسرير عواطف تعلن في كل مرة تتحرك فيها انها ستغير معالم الحجرة وتنقل الاسرة بوضع افضل ولكنها لا تفعل , ذات شفاه رفيعه تعوج اعوجاجه على جانبى فمها تتوافق مع حركة كتفها حينما تقلب طابع الحديث من الجدية الصرمة الى التهريج والفكاهه حينئذ فقط تعرف ان المرسوم الذى كانت تلقيه منذ برهه او النقد الموجه الى احدنا تدرك انه كان تهريج فسرعان ما تحول فكرك عنها من انها امراءة حادة الطبع الى امراءة خفيفة الظل واثقه من نفسها قوية تلبس كلامها بالتهريج والهزارتهوى التقاط الصور على موبيلها وتركيب الاغانى عليها حتى انها تصور افراح بنات زميلاتها وتهديه لهن فيفرحن به. وتستمر مدام نجوى في حكى قصة المسلسل التركى فتعلق عواطف ان معظم المسلسلات التركى ذات قضية واحدة حب وعشق وطلاق وخيانات زوجية وعلقت انا ان مثل هذة المسلسلات تدعم شعبنا بثقافات قد تخل بمبادئنا وقيمنا العربية وخصوصا الاسلامية فبعض المسلسلات التركى تلتمس العذر لمرتكبة الفاحشة وتشيد بموقف الرجل الذى شارك في فعلتها الدنيئه وتحتفل بعيد ميلاد الطفل من ذوى المراءة والرجل دون زواج , تتدخل سميرة برأيها المماثل بينما تحاول سهير النوم فلا تستطيع وتقول موجهه كلامها لنجوى
- ياولية اعدلى التليفزيون علشان نتفرجوا معاكى
تجيبها نجوى
- مانا عماله ارتب لكم القنوات اصبرى شوية
سألتنى سهير عن عدد اولادى وعمل زوجى اجابت عواطف ضاحكة
- مها مطلقة
ضحكن جميعا فتعجبت من سبب الضحك فعلقت نجوى
- ليلتنا انس ..ما انا قولت من الاول ملناش كاسر محدش صدقنى
ضحكن على كلمتها وعرفت ان مدام نجوى مطلقة منذ خمسة وعشرون عاما لديها ابنه متزوجة وتعيش نجوى بمفردها وتقول
- اتجوزته بعد خطوبة مش طويله واكتشفت ان عندة وسواس قهرى يصحى من النوم الساعة 3 ونص قبل الفجر بيستعد لشغله اللى بيمضى فيه حضور الساعة 9 ونص يقوم من النوم يفتح حنفية المطبخ ويسيبها مفتوحة ويدخل الحمام يغسل التواليت 50 مرة وبعد ما يستعمله يروح على حنفية المطبخ يغسل ايدة وينادى علي علشان اقفل الحنفيه بتاع المطبخ علشان ايدة ماتتلوث ,لو وقف يصلى وحد عدى من جنبه يقطع الصلاة ليكون اللى عدا دة لمس شبشبه المقدس ,يصحينى من عز النوم علشان اسقيه ويخلينى اغسل ايدى بالصابون قبل ما اصب له الميه كان بخيل وانانى صبرت عليه سنتين وبعد كدة ماقدرتش اتحمل خلفت بنتى وطلعت بيها صغيرة وحمدت ربنا على كدة .
اما سهير رغم جمالها الباهر إلا انها فضلت ان تعيش تربى اولادها الاربع الذكور بعد طلاقها منذ 12 عام تحكى انها تزوجت وكان دائم السفر يعود لها شهر واحد فى العام ويقضى باقى العام خارج البلاد تتحمل مسؤولية الاولاد بمفردها حتى استقر حالهم المادى واصبح لدية ما يكفى لعمل مشروع وبناء عمارة فأشارت الية ان ينهى عملة ويستقر فى بلدهم وسط اولادة وكل عام يعدها ان هذا العام اخر عام وبعدة سيستقر وتتوالى الاعوام دون ان يفى بوعدة فطلبت الطلاق تمسك هو بها كثيرا ولكنها اصرت عليه ظن الكثير بها السوء حتى اختها كانت تلسعها بظنونها حتى عادها الجميع
- انتى شيفالك شوفه
- محدش هيرضى بيك وانتى معاك اربع صبيان
- اوعى تفتكرى جمالك دة هيشفعلك
كانت تتحمل كلماتهم القاسية وتصر على رأيها فى الطلاق كلما تذكرت عدم قدرتها على التحمل فى استمرارية الحياة معه .وتحدثت سميرة التى لم تتزوج رغم بلوغ سنها الاربعين عام انه تم خطبتها مرتين وفى كل مرة تفسخ الخطبة قبل عقد الزواج بأيام فتلومها اختها التى تصغرها وهى ام لطفلين ويسعد ابوها الطاعن فى السن طمعا منه ابقائها بجواره ترعاه اما اخوها الكبير فيترك لها حرية الاختيار وتعلل سميرة تصرفها بانها تدرك عدم قدرتها على ان تخوض تجربة الزواج وهى تعلم تمام العلم بان الزواج مشروع فاشل فقد عاشت حياة مريرة مع والديها بين طلاق ورجوع ترى دائما ان امها مجنى عليها واحيانا تلتمس العذر لابوها , وتوفت امها اثر معركة طويلة مع المرض سببه الاساسى وهن حالتها النفسية وعدم قدرتها على التحمل فادى بها الى الضغط والسكر والقولون العصبى وسلسلة مرضية ختمت بجلطة دماغية ادت الى وفاتها بعد صراع مع المرض ,فلم تختار سميرة قرار العنوسة الا بعد ان خاضت تجربتين متمثلة فى الخطوبتين ولكنها حسمت الامر نهائيا وقررت ان تعيش حرة طليقة بدون عكننة ,ثؤثر سميرة الهدوء تحب الاشغال اليدوية ترتدى من صنع اصابعها حتى شنطة يدها كانت تحفة فنية صنعتها من الخيزران البامبو .رغم ان الاستاذة نجوى تعير كل اهتمامها بترتيب القنوات الا انها علقت على حديث سميرة
- ياختى ريحتى نفسك يعنى اللى اتجوزوا اخدوا ايه بلا هم
تنظر عواطف الى نجوى والابتسامة الرقيقة لا تفارقها فتقول نجوى
- والنبى يختى لو كان فى دينكم طلاق
لم تنتظر عواطف ان تستكمل نجوى عبارتها فعلى الفور قالت
- كان زمانى اطلقت ومرتاحة بدل الهم اللى الواحد عايش فيه
حتى عواطف التى تزوجت عن حب ورفضت العريس اللقطه واصرت على خاطف القلب ومسهر العيون ,ليس بخيل فعملة يكسبه الكثير ولكن يصرفه على البانجو والحشيش واذا عاد بما اكتسبه من قوت يومه الى بيته واولادة قبل ان يستقطبة احد اصدقائه السوء يكون الاب الكريم المعطاء الذى لا يبخل ولا يخاف نفاد المال يغدق عليهم ويلبى طلباتهم اما اذا لاحت له فكرة (امسى على الشلة ) ينفق كل المال حتى تصبح جيوبة خاوية ويعود الى اولاده مترنخاً يكاد لا يرى امامه ,وعندما سألتها عن علاقته بها قالت كأنه غير موجود فى حياتها فقد مات الحب وتبخرت الوعود الوردية , لها منه خمس اولاد يكاد يخطأ فى اسمائهم لا علاقة له بهم ترك المسؤولية بأكملها على عاتقها مسؤولية تنوء منها الكواهل لذا تعتبر عواطف الدورات التدريبية فرصة تغير فيها حياتها الرتيبة ,نظرت الى سهير التى عادت تلف جسدها تحت البطانية وهى تتقلب تحاول النوم ثم وقفت مستأذنه لاذهب الى غرفتى وهناك وجدت فوزية زميلة جديدة تعجبت كيف دخلت الغرفة والمفتاح معى قالت ان المشرفة هى التى فتحت لها الباب تعرفت عليها وعرفت انها اخصائية من البحر الاحمر مطلقة لم ترزق بابناء عرفت فيما بعد ان سبب طلاقها يكمن فى شخصية طليقها الضعيفة زوجها سابقا شخصيته التى لا يمكن ان تتوافق مع شخصية فوزية ذات الشخصية الحاسمة ليست قاسية بل تحب النقط على الحروف ترفض ميوعة الامور فكم من المواقف التى مرت بها كانت تحتاج الى حسم من زوجها حتى لو كان الحسم يضعف موقفها او حتى يتوافق مع اهله ضدها ولكنه كان يلجأ الى الانسحابية فضعف شخصيتة طغى على ملامحه فمحى فيها اثر الرجولة انعكس هذا على نفسية فوزية ,خمس سنوات عاشتها معه تشعر انها هى الرجل تتشبس بدورها كأمراة تحاول وضع الادوار فى موضعها الصحيح دون جدوى واخيرا ركنت الى قرار الطلاق حتى لا تفقد ما تبقى لها من انوثتها ,اخبرتها ان فى الغرفة المجاورة زميلات لنا من محافظات اخرى واقترحت عليها ان اصطحبها لتتعرف بهن فرحبت وعدت بها الى غرفة الرباعى لمرح قدمتها لهم واطلقت ضحكتى التى فهموا مغزها وقالت عواطف ونجوى فى أن واحد وهم ينظرون الى فوزية
- برضوا هى التانية
ضحكت سميرة معلقة
- يا جماعة بالراحة على الست واضح انها لسه جاية استنوا لما تاخد نفسها .
جلست فوزية على الكرسى التى كنت اجلس عليه وظللت واقفه بجوارها وتساءلت وهى مبتسمة
- هى ايه الحكاية
اجابتها نجوى
- اصل كلنا مطلقات
ضحكت فوزية ورفعت راسها لى وقالت
- وانتى كمان يامها مطلقة
- كلنا يا حبيبتى فى الهوا سوا الا سميرة طلقتهم من قبل ما تدخل دنيا
قالت فوزية
- والنبى ريحتى نفسك
تحركت وجلست تحت اقدام سهير التى شعرت بى فكشت ساقيها فأشرت الى جسدها المغطى وقدمتها الى فوزية
- سهير زميلتنا من البحيرة
ازاحت سهير الغطاء دون ان تجلس وقالت مرحبة
- اهلا بيكى يا فوزية فى عش المطلقات
انبهرت فوزية برؤية سهير كما انبهرت من قبل وقالت
- بسم الله ماشاء الله لا قوة الا بالله وانتى كمان مطلقة يا سهير
- اشمعنى انا يعنى اللى اقعد فى الهم ..نفدت بجلدى قبل ما لا يفضلى جلد ولا سقط
- يعنى انتى اللى طلبتى الطلاق
أومت برأسها ايجابا
- بس ماشاء الله انتى جميلة قوى معقوله رضى يفرط فيكى ويطلقك
- بعد ما روحى طلعت وتنازلت عن كل شئ
- واية سبب الطلاق
أعادت سهير نفس الاسباب التى قالتها قبل دخول فوزية واضافت ان جمالها كان يضعها فى مآزق شتى كالمعاكسات التى تصل الى حد التحرش فلما كانت تقص عليه ما تعرضت له فى موقف ما كان يخنس ولا يتخذ اى موقف ولا حتى انفعال شكلى
فذات مرة كانت فى حديقة الحيوان مع زوجها واولادها يجلسون جميعا على ترابيزه امتلائت بعديد من اصناف الطعام والمشروبات والمسليات وفى يد الاولاد ألعاب اشتروها من المارة فأذا باحدهم يريد ان يرى الفيل فاشارت الى زوجها ان يذهبوا جميعا فى صحبتة ليروا الفيل فرأئ ان تذهب هى بالاربع اولاد ويظل هو مكانه ,وامام الفيل وقفوا مع المتفرجين وازدحم لمكان بالناس فأذا برجل ياتى من خلفها ويلتصق بها فنظرت اليه باستحقار وعادت الى زوجها باكيه اخبرته بما حدث علق قائلا
- يعنى الراجل هيسيب كل الستات ويلزق فيكى انتى
كتمت غيظها وجلست واجلست ابنائها على مضض منهم فهم كانوا يرغبون فى المزيد من رؤية الفيل فوقف زوجها فسألته
- رايح فين
- هاروح اشوف الفيل اشمعنى انتم
اذا شعرت المراءة تجاه زوجها بخنوعة وعدم نخوته فقدت احساساها برجولته
-
-
-2-
اسباب متعددة للطلاق ..وسواس قهرى ..وبعد متعمد لجمع المال ..وضعف فى شخصيه تحيد عن حسم الامور واهانات من شتم وضرب والفاظ جارحة .. وتبخر الاحلام والوعود الوردية ..ومعامله قاسية قد يستهين الرجال بهذه الاسباب ولكن سبب واحد فقط من تلك الاسباب تجعل المراءة تفضل مرارة الطلاق وألم نظرة الاخرين لها كامطلقة افضل من استمرارها بجوار حبيب القلب الذى بَهتَ لون حياتها وحتى اكون منصفة فهناك من النساء ما تجعل الحياة بتصرفاتها كضباب لجة البحر الهائج فيهرب الرجل الى حل الطلاق كى يتنفس ولكننا لسنا فى صدد قضية من السبب فقصتى ابطالها ن النسوة وهن زميلات رحلتى فى بنها فلكل واحدة شخصيه وسمه خاصه بها ولكن القضية واحده انهن اخترن الطلاق كى تسترحن من عناء الحياة دقات على الباب بعدها دخلت الاستاذة نادية زميلة جديدة
- انا زميلة جديدة ولسه واصلة وحبيت اتعرف عليكم
- اهلا وسهلا
قدمنا انفسنا مع بعض التفاصيل وعرفنا ان نادية ام لثلاث اولاد متزوجة وتعيش حياة مستقرة هادئة فزوجها رجل طيب ظروف عملة يجعلة يطيل البعد عن بيتة واولادة ولكنه اب حنون و زوج كريم الخلق ابلغتنا وسط حديثها ان زميلة جديدة وصلت فى نفس توقيتها حضرت من اسوان استأذنت نادية لاحضارالزميلة الجديدة لنتعرف عليها وتتعرف علينا وذهبت لاحضارها وعادت بها ,سمراء اللون ليس بدرجة ابناء محافظاتها فملابسها الراقيه لا تدل على موطنها ولا تمت بصلة الى لهجة ابناء اسوان ( راندا ) هو اسمها متوسطة الطول حركتها السريعه تدل على حيويتها ونشاطها المتجدد ,سلمت مع ايماءه من رأسها ووزعت ابتساماتها علينا جميعا بالتساوى ولكنها اختصت سميرة بسلام اعمق وبهجة واضحة حتى انها تقدمت اليها وسلمت عليها باليد , لم تجلس معنا غير برهه بعدها استأذنت لتذهب الى غرفتها فى الدور الاول فقد انشغلت كل الغرف فى الدور الذى نحن فيه فأسكنوها فى الدور الاول .
- انا هنزل الاوضة تحت اغسل وشى من تراب السفر وهريح شوية
وجهت اليها كلامى من باب اشعارها بالاخوة
- لو تحبى حد ينزل مننا يبات معاكى تحت علشان متبقيش وحدك
- ياريت انا بصراحة خايفة اصل دى اول مرة احضر دورة تدريبية وكمان نزلونى فى اوضه فى دورلوحدى وحاسة بغربة المكان لمست فيها القلق من نزولها بالغرفة وحيدة وشئ من عدم الطمأنينة وعلى الفور قلتُ
- خلاص انزلى وانا كمان شوية هنزل ابات معاكى
احببت ان اترك لها بعض الوقت تدير امرها من تغيير ملابس وحفظ خصوصياتها وترتيب حقيبتها وانتظرت حوالى ساعة بعدها نزلت الدور الاول وامام غرفة راندا قرأت لافتة فضية مكتوب عليها (قاعة كبار الزوار ) ،طرقت الباب طرقات خفيفة احدثتها يدى على باب الغرفة بعدها سمعت دكات مفتاح باب الغرفة الموصد بأحكام حتى لا تفكر العفاريت ان تبيت عندها او حتى تدخل اليها ,فتحت راندا الباب ودخلت ابهرنى مشهد الغرفة المختلف عن غرفنا
- اش اش اش ايه الجمال دة
- طبعا مش كبار الزوار بقى
غرفة بها ثلاث اسرة من نفس نوع الاسرة فى الطابق العلوى اما بالنسبة لمساحة الغرفه فاكبر حتى ان تباعد الاسره يعطى حرية حركة للنزلاء اما التليفزيون ذات ال الثامنة والعشرون بوصة فخصص له ترابيزة ولم يكن موضوع على سطح الثلاجة كما فى غرفنا وباقى الجناح به مطبخ كامل وحمام كبير يفصل بينهم غرفة مربعة كبيرة بها مرآة بعرض وطول الحائط وجهاز نشاف يعمل بالكهرباء ,فرحت رندا بدخولى عليها هذا ما قالته لى فيما بعد
- بجد يا مها دخلتك عليا اعطتنى احساس ومشاعر جميلة انا فعلا كنت ما بين الخايفة والقلقانة ومش عارفه انام من التعب والقلق بس بمجرد ما
دخلتى عليا بروحك الحلوة انخلع عنى اى قلق .
تعمل راندا مديرة حضانة لذوى الاحتياجات الخاصة هى اصغرنا سناً لديها من خفة الروح ما يجعل اثرها دون زوال فى النفوس وتحمل اصرار الجبابرة تعيش حياة مستقرة مع زوجها وبناتها الثلاث سألتها عن سر لهجتها التى لا تمت بصلة الى لهجة اهل اسوان
اجابت
- طول عمرى عايشة فى الاسكندرية عند عمتى الله يرحمها من وانا عندى 4 سنين يادوب ارجع اسوان على الامتحانات وبمجرد ما تخلص الامتحانات أرجع اسكندرية على طول ماطقش الحياة فى اسوان لان عمرى ما اتعودت عليها حتى بعد وفاة عمتى الله يرحمها كنت عايشه مع بنتها هى فى سن امى وكل ولاد عمتى اكبر منى بكتير بيعتبرونى بنتهم حتى الكلية دخلتها فى اسكندرية وكنت اتمنى اكمل حياتى فى اسكندرية بس النصيب بقى .
الان فقط ادركت سر السلام الخاص جداً وكلمات الترحيب التى أبدته رندا وهى تسلم على سميرة حتى اننى ظننت انها تعرفها من
زى قبل
سئلتها
- واية رجعك اسوان
- اخويا الكبير يا ستى
بدت الدهشة على ملامحى وقبل ان استفسرها قالت
- اصل فى تقاليد قبيلتنا ممنوع بنت تتجوز من خارج البلد يفضل ابناء القبيلة ومافيش مانع يكون غريب بس المهم يكون من اسوان من نفس البلد فاخويا الكبير قالى لو فضلتى فى اسكندرية مش هتتجوزى مهما اتقدم لك افضل العرسان مش هنوافق لازم ترجعى البلد كنت رافضة فى الاول وقلت مش هتجوز بس فضل اخويا يزن شوية ويحايل شوية ويضغط شوية لغاية ما رجعت اسوان كان محسسنى انى لما هنزل البلد وانا على محطة القطار هلاقى العرسان صفوف صفوف وبشر بشر قعدت ثلاث سنين محدش عبرنى لان مكنش لى صديقات ولا حد يعرفنى عُمر بحالة قضيتة فى الاسكندرية بعدها اتقدم كذا شخص وانا ارفض بصراحة مكنش عاجبنى حد وماما الله يخليها لنا مكنتش تضغط علينا فى موضوع الجواز دة وتقول كل شئ بالخناق الا الجواز بالاتفاق فكل ما ييجى عريس واقول مش قبلاة اخويا يضايق واختى الكبيرة تزرجن انما امى تقول خلوها على راحتها
- انتى ليكى كام من الاخوه والاخوات
- ايهاب اخويا الكبير متزوج ومعه ولد وبنت وايمان اختى الكبيرة معها اربعه, تلات بنات وولد وبعدهاشهيرة معها تلاته اولاد وبعدين انا ومعايا ثلاث بنات وبعدين هبه الصغيرة ودى لسه متزوجة من حوالى شهر يعنى لسه عروسة
- باباكى شغال ايه
- بابا الله يرحمة من وحنا اطفال
استكملت حديثها دون ان استحثها رغم رغبتى ان تكمل كلامها لا لرغبة
ان اعرف قصتها فهى بالتاكيد قصة تتشابة مع كثير من القصص التى سمعتها او قراتها ولكنها تعرض حكايتها باداء تمثيلى رائع جعل لى رغبة فى الاستزادة من سماعها فكانت تنطق كلام ابطال حكايتها باللهجة الاسوانى ثم تترجم معناه فاضحك وابتسم متعجبة من قدرة الله الخالق سبحانة (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ )(22) الروم
استرسلت قائلة
خالتى الله يرحمها كانت المسؤوله عن اعداد بنات العائلة وتزينهم فى ليلة الدخلة كانت عجوزة بس ماشاء الله ناصحة وواعية عارفه كل شئ طول عمرى ادام عنيها ماخطر على بالى انها هتكون حماتى فى يوم من الايام لقيت اخويا بيكلمنى عن محيي ابن خالتى انه عاوز يتجوزنى رفضت طبعا اصل محيي طول عمرة انطوائى مكنش له علاقه بينا خالص مش زى سالم ابن خالتى التانية اللى اتجوز اختى هبة الشهر اللى فات ودول هبقى احكى لك حكايتهم علشان تكتبى قصتهم يا اديبة
ابتسمت وقلت استزيدها من الحكى
- ماشى كملى
ابتلعت ريقها واستكملت حديثها بنفس ادائها التمثيلى
- لما محيى اتقدم وانا قولت نو اخويا قالى اقعدى معه وادى نفسك فرصه بصراحة نفضتله جات اختى الكبيرة هتدخل فى نصايحها وتعليماتها وقطار الجواز هيعدى وتاكسى الحب هيولى والكلام اللى انتى
عارفه دة قولت هقعد مع محيى علشان مايبقاش ليهم حجه وكدة كدة هرفضة وفعلا قعدت مع محيى وكنت لابسه اى لبس وبوزى شبرين وحواجبى مسلمة على بعض وعيونى زايغة ورجلى بتتهز وعاوزة القاعدة تخلص باى طريقة وجه محيى قعد ادامى لقيتة بيقلى (بصى يارندا هقولك كلمتين وبعدها همشى ...انا زى مانتى عارفه مدرس على قد حالى مش ممكن هعيشك فى نفس المستوى اللى انت عايشه فيه دلوقتى لانى معتمد على نفسى وحالتنا المادية على القد ولا املك الا مرتبى اللى عملت منه شقة وجهزت نفسى وماحلتيش غيرالمرتب بس انا يابنت خالتى رايدك ) .رفعت حاجب ونزلت التانى ولسه هتكلم قالى مش عاوزك تردى دلوقتى هعدى بعد كام يوم اخد الرد وقام مشى وانا
بعدها حسيت بمية باردة نزلت عليا والعفاريت اللى كانت سكنانى طفشت ورجلى كأنها لزقت على الكرسى اللى قاعدة عليه
تقص رندا مشهد جلوسها مع محيى وتستخدم كل حواسها فى التعبير, ملامح وجهها الذى يطيعها فى رفع الحواجب ومد البوز والتكشيروالفرد حتى حركت يديها واصابعها تتناسق مع الكلام وجسدها رغم امتلائة قليلا الا ان خفة حركتة مع باقى حواسها كون فريق عمل يعزف سيمفونيه اثناء المشهد التمثيلى
تعليق
-
-
-3-
فى الصباح اجتعمنا فى المطعم نتناول الافطار تبادلنا التحية
- صباح الخير سمورة
- هلا مها
- نمتى كويس يا رندا
- اهلين ابلتى سهير
- اهلا ابله نجوى
- امال فين فوزيه ونادية
- ازيك يا عفاف
وهنا علا صوتهن فى ان واحد
- عواااااااااااااااااااااطف مش عفاف
- انتى وبعدين معاكى ماتحفظى بقى عواطف عوااااااطف
- وطو صوتكم هتفضحونا فى الامم الافريقية والمجالس المتحدة
- مين دول
- مش عارفه كأس الامم الافريقية ياجهلة انتى وهى
- لاء
- ولا انا
- هه
تمتلأ القاعة بالعديد من المناضد عليها بقايا وجبات افطارالرجال زملائنا فى الدورة قد انتهوا قبلنا من الافطار ولم يكن بالمطعم سوانا نحن ن النسوة لاننا تاخرنا عن موعد افطارنا و جأتنا المشرفة التى بدا عليها الاستياء ,مكتظة الخدين خضراء العينين ممتلئة الجسد بيضاء البشرة ترغم نفسها على الابتسامة وهى تتحدث الينا تستحثنا على الانتهاء من افطارنا
- نموسيتكم كحلى يا ستات يلا خلصوا فطاركم علشان تنزلوا قاعة المحاضرات فى الدور الثالث .
ايماءات من رؤسنا ولكع اللقيمات فى افواهنا وتخبط ايدينا فى الاطباق يحدث اصواتاً تغنى عن الرد عليها .
انتهينا من الفطار انقسمنا الى مجموعتان كل مجموعة دخلت الى قاعة محاضرة حسب تخصصها ولان تخصصى من نفس تخصص الاستاذة نحوى وعواطف فقد ضمتنا قاعة محاضرة واحدة اما الباقيات منا فدخلن القاعة الاخرى ,شملت القاعة على اكثر من عشرين متدرب رجالا ونساء جلست كل واحدة منا فى مقعد مزود بمسند على اليمين ضيق بالنسبة للاجسام الممتلئة مثل نجوى التى حشرت جسدها فيه بصعوبة وقالت وهى متبرمة
- يالهوى اقعد فيه ازاى دة
مالت عليها عواطف وهى تدخل كرسيها هى الاخرى وقالت
- ماهى الكراسى كلها بقيت كدة الايام دى
نظرت لى نجوى وقالت
- انتى طبعا ماعندكيش مشكلة
ابتسمتُ دون تعليق ومرت ثلاث ساعات تخلل فيها نقاشات الزملاء حول التخطيط مادة المحاضرة لم تحرمنا نجوى من تعليقاتها التى كانت تطفوا بروح المرح وتُضحك الجميع فكانت اكبرنا سناً هذا ما اعطاها حرية الحديث وتوزيع التعليقات والكل يتقبل كلامها اللذيذ فبينما قام احد الزملاء ليناقش المحاضر اذا بصوت موبيلها يرن (حبيبى يارقة فاكر ولا لاءه ) واذ بالضحكات تملاء القاعه فاحمر وجهها وقالت وهى تنظر الى اسم المتصل
- حصلنا الفزع يووووووووووة دة الكومندا المهم
انتهت المحاضرة وبدأت حركة الهرج والمرج بين الخارج من القاعة وبين من يلملم اشيائه ولم تزل نجوى تحرك جسدها بصعوبه لتخرجة من الكرسى وعندما استقلت عنه قالت بصوت عال
- العب بعيد السويس حديد الله يرحم الخروف الفقيد له الرحمة
ولنا الفته على روحة
تجمعنا فى بهو الدور الثالث وصعدنا حيث المطعم وجدنا الرجال قد احتلت كل المناضد فتقدم الينا السيد خالد المشرف العام
والمسؤول الاول عن الدورة وقد اشار الى منضدتين بجوار الشرفة فى اخر المطعم جلسنا عليها وجاء الغداء تناولناه واتفقنا على الخروج فى بنها نشاهد شوارعها بعد انتهاء الغداء لنتنزه ونرى شوارع المدينة وافق البعض وفضل البعض الاسترخاء وكنت ممن خرجن مع سهير وفوزية وسميرة واثناء مرورنا على الكورنيش رأيت مبنى كبير خطف رسوماته وملتصقاتة الفضية بريق عينى فأذا به قصر ثقافة بنها عرضت عليهم التوجه اليه قالت سهير
- واحنا راجعين نعدوا عليه وندخلوا كلنا
وعلى الكوبرى وقفنا حيث البحر وقعت اعيننا على قطعة ارض خضراء كبيرة تتوسط مياة البحر قالت سهير
- انا لو من المحافظ لعملنا الارض دى حديقة وحطينا كراسى وفتحنا فيها بوفيه وخصصنا مراكب توصل الناس وكان الموضوع دة جاب دخل كويس للمحافظة وفتح باب رزق للناس
رأت فوزية ان تلتقط لنا بعض الصور التذكارية بكاميرتها اخذتنا اقدامنا حيث المحلات فجذبتنا سميرة حيث محل عصير قصب وطلبت لكل واحدة منا شوب عصير قصب واثناء جلوسنا فى المحل على الكراسى المعد للزبائن نشرب العصير كنا نضحك بصوت منخفض فتدخل صاحب المحل فى حديثنا وعرفنا انه من الاقصر وللمحل فروع فى محافظات اخرى من ضمنها محافظتى وعندما دققت النظر فى صاحب المحل عرفت انه صاحب محل عصير القصب الذى كنت اشرب منه فى بلدتى تذكرته وتذكرنى فكنت دائما ادخل محله اشرب العصير فهو من افضل المحلات واول مرة دخلت فيه محله فى بلدى بعد ما سمعت انه الافضل قولت له حينئذ
- انا سمعت اشاعة عن المحل بتاعكم عاوزة اتاكد منها
اطل القلق من عين الرجل صاحب المحل وسئل مخفوق القلب عن طبيعة الاشاعة فأجبتة
- سمعت ان المحل بتاعكم بيعمل احلى عصير فى البلد
تنفس الرجل الصعداء وصب العصير وهو مبتسم وقال
- الاشاعة صحيحة ميه فى الميه .
انصرف واعود مرة لاحقة لاشرب من نفس المحل عصير القصب ذو المذاق المتميز اضاحكة بعبرات المجاملة فيستزيدنى عصيرا اعتذر له متعلله ان معدتى قد امتلأت .
عدنا انا وصديقاتى الى مشاهدت المحلات ومررنا مرة اخرى على الكوبرى وارتفع صوت اذان المغرب اشارت سهير ان نذهب للصلاة
حتى لا يفوتنا المغرب وبعدها نستأنف جولتنا دخلنا المسجد الكبير بجوار المحافظة على الكورنيش جلسنا ننتظر الاقامة فأمسكت بالمصاحف ووزعتها علينا وعرضت عليهم فكرة ان تفتح كل واحدة منا المصحف بشكل عشوائى وتقرأ الاية التى تقع عينيها عليها دون ان تختارها رحب الجميع بالفكرة وقرأت كل واحدة اياتها التى شعرت ان فيها رسالة ومغزى تخصها كأنها موجهه اليها بذاتها وكانت آيتى تدعوا للصدقة وعلى الرغم انى لا احبذ الشحاذة وارفضها تبعا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان دخول السيدة السورية التى ارتنا جوز سفرها وحكت قصة هروبها من سوريا وانها لاجئة باسرتها فارة بسبب الحرب التى يشنها الاسد على اهل سوريا .تعجبت كيف لرب البيت وحامى الحمى يعصف باهله ويفتك بهم حتى اصبح الهروب منه حلم تحقيقة مرير ومنالة شحاذه واذا تحقق حلم الفرار اصبح الانكسار علامة ومد اليد للغير هو وسيلة العيش .
انتهينا من الصلاة وفى طريق عودتنا دخلنا قصر ثقافة بنها استوقفنا احد الموظفين سألته عن موعد نادى الادب وقاعته اجابنى انه غدا فى السادسه حاول ان يفتح حديث فلم ارد استذادته ولكن تدخل سهير فى الحديث مشيرة الي
- الاستاذة كاتبة واديبة وبتقول شعر واحنا جايين معاها يمكن تكتشفونا وتطلع مننا فنانات ضحكنا جميعا حتى الموظف على خفة دمها واسلوبها
البسيط فرحب بنا وبالطبع لم تتوصى سهير ان عرفته اننا غرباء من
محافظات مختلفه فأشار الموظف لنا بالدخول
- اتفضلوا ادخلوا اتفرجوا على القصر عندنا قاعات ومكتبه
شكرتة قبل ان يستكمل حديثة ثم انصرفنا عائدين حيث مركز المراءة المتكامل مكان المبيت .
تعليق
-
-
-4-
تجمعنا فى غرفة راندا ، انا وسميرة وسهير وصاحبة الغرفه ، فقد هربت سهير وسميرة من مدام نجوى التى كانت تستحوذ على التليفزيون ولم تكتفى بل كانت تفرض عليهم سماع تعليقها بينما خجلت عواطف ان تتركها تبيت بمفردها فى الغرفه وفضلت سهير وسميرة ان تنفدا بجلدهما وتبيتان مع راندا والتحقتُ بهما تاركة فوزية ونادية فى غرفتنا وعلى السرير التى تجلس عليه سميرة التصقتُ بها وجلسنا مستندتان ظهرينا على المخدة نشد علينا غطاءاً واحدا نشاهد حفل ام كلثوم ونستمع الى اغنيتها ندندن معها وتعلق سميرة على ما ترتدية ام كلثوم من مجوهرات وملابس انيقة اما راندا وسهير فقد ضمتا السريرين الاخرين معا حتى يتسع المكان لنومى معهم وانتهت ام كلثوم من اغنيتها (انت عمرى ) واستكملت راندا حكايتها بنفس اسلوبها الشيق وحديثها الممتع ولم اكن بمفردى اسمعها بل جذبت انتباة سميرة وسهير وجلسنا جميعا منتبهات مشدودات لسماع باقى القصة حيث جلست على السرير المقابل لسريرنا وقد ربرعت ربعت ساقيها وقالت
- مشي محيى وعدا كام يوم وفضلت الافكار تاكلنى اخدة ماخدوش احبة ماحبوش المهم اتجوزنا وعرفت منه انه كان بيحبنى من ساعة ماشفنى وهو عاوز يتقدم يخطبنى بس فرق مستوى المعيشه بينا كان
مانعه وكانت امه اللى هى خالتى كانت ديما تقوله خد راندا كان يرفض ويقول دى متدلعة ومش هقدر عليها لغاية ماشفنى فى فرح واحدة قريبتنا وانا داخلة بالفستان الشفتشى بقى ولسه بعمل كدة وبلف بالفستان ولقيت اخينا هيزعق لان طرف فستانى طفى عود الكبريت اللى كان بيولع بيه السيجارة ودة لسه هيزعق لقانى ادامة انبرش مكانه وما فتحش خشمه ودى كانت اول مرة يشفنى عن قرب ,هو كان عارفنى قبل كدة ولعدم وجود علاقه بينا متماسكة كان كل اللى بيننا سلام عليكم وعليكم السلام بس كان عارفنى من بعيد لبعيد تقوليلى حبنى ازاى اقولك معرفش
علقت سهير مع تنهيدة
- الحب مش محتاج اسباب دة عامل زى الانفلونزا بتدخل من غير احم ولا دستور اهو الحب كدة بالظبط
استكملت راندا بعد ما استحثتها سميرة
- المهم انا طفيت له عود الكبريت ومشيت وكان اخوه قاعد جنبه راح مال عليه وقاله ماطيرش العصفورة من ايدك اسمع الكلام ...الظاهر مقدرش يقاوم جمالى
قالت عبارتها الاخيرة وهى تعوج شفايفها يمينا وشمالا فضحكن عليها وعلقنا بكلمات الثناء على خفة دمها وصفاء نفسها فقالت
- اوعوا تفتكرونى بسمارى دة زى باقى بنات اسوان دة فيه مستوى اسمر بكتير انا بيعتبرونى من الفاتحين فى لون البشرة
وعادت لتستكمل حكيها
- اتجوزنا انا ومحيى هو صحيح العيشه مش نفس مستوى عيشتى فى بيت اهلى بس بصراحة محيى معوضنى وغنينى بحنانه وعطفة واسلوبه المهذب وحرصه على اسعادى واسعاد بناتى ورجاحة عقلة ومنطقية تفكيرة كل دة خلا محيى فى كفة واى شيئ فى كفه تانية
ابتسمت ابتسامة رقيقه واخفقت رموشها وهى تقول مستكملة
- محيى اصبح كل حياتى .
عادت تنظر الينا وتستكملت
- محيى هو اللى خلانى احضر الدورة دى على الرغم ان مجلس الادارة رفض حضورى الا ان محيى شجعنى قال لازم تحضرى الدورة دى فرصه ولما قولت له العيال يا يحيى قال ماتشليش هم البنات
قاطعتها سهير بسيل من الادعية لها ولزوجها ان يحفظهما الله ويحفظ حياتهم طيبه ويديم عليهم نعمة الاستقرار الاسرى ثم اخذت تعظها وترشدها بالنصائح التى تديم الود بينها وبين زوجها ثم سألت سميرة موجهه سؤالها لسهير
- وانتى ولادك فين يا سهير
- انا من ساعة ما اطلقت ومعايا الاربع صبيان احمد الكبير بيشتغل واسامه مخلص جامعه وبيدور على شغل ادعوله ربنا يرزقه بشغلانه وعادل فى ثانوى عام وعبد الله فى تالته اعدادى وماشاء الله عليهم متحملين مسؤولية نفسهم وبعدين ابوهم فى نفس البلد هو صحيح اتجوزوخلف بس بصراحة واخد باله منهم وبيرعاهم حتى اتصلنا عليه وقولناله يبقى يشأر على الاولاد
تعجبت من كلامها وسألتها
- انتى اللى اتصلتى عليه هو فيه بينكم اتصال
- طبعا دة ابو اولادى احنا انفصلنا بس برضه بينا علاقة طيبه واحترام متبادل الحاج عبد الحليم ابو الاولاد رجل محترم ولما بيكون فيه شيئ يخص الاولاد بنكلموه وبيشاركنا ,الاولاد بيحترموه وبيخافوا منه وبيسمعوا كلامه .
تذكرت ايامى الاولى من الطلاق حيث كان يتصل بي طليقى يصرخ متضررا من الاولاد
- يا ست هانم انتى قاعدة مريحة نفسك وشارية دماغك وسيبالى العيال تئرف فيا
- ابعتهم يعيشوا معايا انا مش متأخرة
- دة بعينك
- طيب ابعتهم يومين تريح فيهم اعصابك وهما يغيروا جو
لم اسمع رد فكان يغلق الخط بعد ما ينفس غيظه بعبارات لا تتناسب مع وضعة الاجتماعى ومكانته حتى كان اخر اتصال وكانت فى استضافتى احدى صديقاتى المقربات فقد سمعت رنات المحمول فرأيت اسم طليقى يضيئ على شاشة المحمول فقلت لصديقتى انه فلان اعنى ابو اولادى فقالت ردى عليه وانظرى ماذا يريد ففتحت الخط ووضعت الموبيل على اذنى وقلتُ الو سلام عليكم فأذا بوابل الشتائم والاهانات ففتحت المايك لتسمع صديقتى كلامة واهانته لى بنفسها ثم ختم رشاش مدفع الشتائم
بالدعاء علي وعلى اهلى كما اختص امى بعدد من الدعوات وصية واغلق الخط كعادته فى وجهى دون ان اعرف سبب اتصاله ودون ان انطق بكلمة غير الو فى اول المكالمة وانتبهت من غفلتى على صوت سهير
- رحتى فين يا مها
- لا ابدا معاكم
علقت راندا
- معانا ايه انتى سرحتى
- افتكرت ابنى فى الشقه لوحدة يا ترى عامل ايه
قالت سهير مشجعه
- خليه يعتمد على نفسه كنت بسيب العيال واوزع عليهم المسؤوليات انت تجيب العيش وتفطر اخواتك وانت توصل اخواتك لمدارسهم وانت كذا وانت كذا
- ربتيهم ازاى يا سهير لوحدك
- ياااااة تعبت فى تربيتهم جدا تربية الصبيان غير تربية البنات وقت ما اطلقت احمد الكبيركان فى اعدادى وعبدلله الصغير مكنش دخل المدرسه كنت معاهم بين الشدة والحنان افتكر موقف للواد احمد ربنا يمسيه بالخير كان فى الثانوية كان يقولى هاروح الدرس وبعد شويه اتصل على المدرس يقولى ماجاش نروح ندورو عليه فى المحلات بتاع الكمبيوتر اللى هى السيبرات نلقوه قاعد بيلعب وسايب الدرس اشدة من قفاة واودية على الدرس وكان يهرب مايرحش الدرس وكل مرة نزعقو لصاحب السيبر ونهددوه وبرضه مافيش فايدة لغاية ما فى مرة استحلفت له وعرفت انه مارحش الدرس مسكت الوله عبدلله كان صغير وقولت له امسك ايد المقشه دى انكسفت امشى بيها فى الشارع ودخلت على السيبر ونزلت فى الوله ضرب فين يوجعك وزعقت لصاحب السيبر
- وقولت له هكسرلك الكمبيوترات بتعتك انت هتفسد العيال حرام عليك ومن ساعتها الواد صام وصلى ومرة مش عارفه الواد احمد ولا الواد اسامة اتخانق معايا وهددنى هيسيب البيت قولتله مع السلامة الباب بفوت جمل فعلا الولة خرج ومرجعش لبليل تخيلوا راح بات فى عربية فول مدمس على اول الشارع لما جه صاحبة بيسأل عنه قولت له روح شوفه فين يا حبيبى وقوله عيب امك ولازم تسمع كلامها واقنعه يرجع البيت وقوله حب على ايد امك وانا هعمل نفسى زعلانه بس لما هيحب على ايدى ويتأسف هتصالح على طول واوعاك تقوله انى متفقه معاك على حاجة وراح الوله ولاقه على حبت عين امه نايم فى عربية الفول وانا اللى يعلم بيا ربنا طول الليل وجه وتأسف
- ليه ما تركتيهم لابوهم واتجوزتى
- مقدرش لو سيبتهم لابوهم هيضيعواوهيضيع مستقبلهم ده كان مسافر وتارك كل الحمل عليا ومكنش يعرف عنهم شيئ
- طيب كان سفر بسفر ومكنتيش اطلقتى وعيشتى وخلاص
اجابت سهير كمعلمة تُدرس مبادئ وتلقيها على طلابها
- فيه فرق لما يكون احساسك بزوجك وبروحه معاكى مهما كان مسافر
ولما يكون وجودة زى عدمة انا قولت ارتاح من احساس المسؤلية تجاة زوج ملوش اثر غير شوية فلوس بيجيبها
- وليه ماتجوزتيش
- انا مطلقه من 12 سنه فضلت تربية الاولاد رغم عرسان كتييير جات لى بس كنت برفض علشان الاولاد
اقارن بين نساء وجه بحرى وثقافتهن وقدرتهن على اتخاذ القرار وبين نساء وجه قبلى الذى انا منه رغم ان السمة المصرية فى الثقافات وخاصه فى موضوع الطلاق تكاد تكون واحدة الا اننى اكتشفتُ ان شخصية نساء وبنات وجه بحرى تختلف عن نساء وبنات وجه قبلى لا اقصد فى العادات والتقاليد فالنسيج واحد بينما اقصد فى قوة الشخصية وقدرتهن على اتخاذ القرارات فالاهالى على حد سواء لا يريدوا الطلاق لبناتهن ويضعون العراقيل حتى لا يكون قرارالطلاق بالامر الهين فتتقاعص من ترى فى الطلاق خلاصها وترضى بالامر الواقع وهذا ما تركن اليه نساء الصعيد بينما نساء وجه بحرى اكثر جرأة واقوى فى اتخاذ قراراتهن واقدر على الاصرار والتحدى لا اريد ان يُفهم من كلامى انى اشجع الطلاق بل اعقد مقارنه بين عقليات نساء بحرى وعقليات نساء وجه قبلى فلو هناك مشكلة تستدعى الطلاق فى اسرتين احدهم فى الوجه القبلى والاسرة الاخرى فى الوجه البحرى
كلاهما الطلاق هو الحل الصحيح سيكون اتخاذ قرار الطلاق لدى المرأة البحراوية اسرع بينما تتلكأ المرأة فى وجه قبلى وقد يتأخر قرار الطلاق عشرون عاماً .
ظل الحديث ينتقل بنا حتى شعرنا بالنعاس يتسلل الينا فاطفانا نور الغرفه ونمنا بعد ما رددنا خلف سهير ازكار النوم وبعض الادعية
تعليق
-
-5-
فى اليوم التالى ,نفس المطعم نفس الافطار نفس الضحكات نفس التعليقات ثم قاعة المحاضرات السابقة التى شهدت ضحكاتنا وتعليق مدام نجوى واليوم تحشر مدام نجوى نفسها فى نفس الكرسى متبرمة من ضيقه وما ان جلست عليه قامت وتركته وقالت
- مش قاعدة على الكرسى دة
فوقفتُ واحضرت لها كرسى جلد واشرت لها ان تجلس عليه ,وجلس ثلاثتناا متجاورات وجلس كل المتدربين فى اماكنهم ودخل السيد خالد وابلغنا ان السيد كمال الشريف رئيس قطاع بالوزارة ومدير مكتب الوزيرة بالشؤون الاجتماعية قد اعتذر بسبب المظاهرات التى تتوهج بها الشوارع وان محاضرا اخر سيحاضرنا بدلا منه ,اجتاحنى الغضب لانى كنت شغوفه بسماع محاضرة السيد كمال الشريف وخصوصا انه كان سيحدثنا فى كتابة المقترح وهو موضوع ذات اهمية فى مجال عملى ودخل المحاضر وبدأ فى الحديث والمناقشات بين الجالسين فعرفت ان السيد اشرف مدير ادارة التنمية بالوادى الجديد قد سبق له كتابة
المقترح لعديد من الجمعيات الاهلية فبعد انتهاء المحاضرة اقتربت منه وستاذنته بعد ما قدمت له نفسى وطلبت منه ان يعلمنى كيف اكتب مقترح لمشروع فلم يتاخر الاستاذ اشرف واشار ان نجلس فى البوفيه بعد الغداء وان احضر اوراقى حتى يعلمنى ما اريدة والتقينا فى البوفيه وفتحت
اوراقى وسجلت كل كلمة قالها الزميل اشرف كما زودنى بالعديد من المعلومات الغائبه عنى ولم يبخل باى نصائح بل اعطانى رقم تليفونه اذا احتجت اليه فى كتابة المشروع والمقترح بعد عودتى الى محافظتى
.لم يتبرم لسانى من الدعاء له وخصوصا عندما عدت الى محافظتى ومقر عملى وبالصدفة اشتركت فى عمل مقترح لمشروع وعلى السرعه عدت للاوراق التى فيها ما جمعته من معلومات من الزميل اشرف ,فجميل ان يذكرك الاخرين فى مواقف تلهمهم الدعاء لك فقد تكون وريت التراب ومحت الايام اسمك فياتى عملك يحيى ذكراك جميل صنعك فيهم .وفى موعد النادى الادبى بقصر ثقافة بنها صعدت السلم حيث اشار لى احد الجالسين ان مكان تجمع الادباء فى الدور الثانى من المبنى اتجهتُ حيث الدور الثانى واثناء صعودى السلم تقابلت مع احد ادباء بنها استوقفته لاسئله اى الغرف تكون مقر نادى الادباء بالقصر لم يجيبنى بل رحب بى ترحيب من يعرفنى
-اهلا اهلا مش معقوله الاستاذة مها
وفى اقل من البرهه تذكرتة
-اهلا بيك استاذ رجب
- ماشاء الله على ذاكرتك يا استاذة مها كويس انك لسه فاكرانى
- وحضرتك برضه ذاكرتك كويسه لم نتقابل سوى مرة واحدة يا سيدى
ضحك رجب على حديثى باللغة العربيه وعلق قائلا
- نعم اتذكرعندما تقابلنا فى مؤتمر ادباء مصر فى السنه الماضية فى
قاعة الشعراء
رفع عينيه الى سقف المبنى وضيق حدقتها وعاد بالنظر الي كأنه تذكر واستكمل قائلا
- قابلتك فى القاعه الخاصة بالشعراء وكنتى تشطاتى غيظ من احد شعرائكم الذى احضرك الى قاعة الشعراء بالاكراه
- ايوة الشاعر احمد نناوى ,كنت المفروض احضر ندوة القصه ولانى مش عارفه مكانها قالى تعالى نحضر الشعر وبعد كدة اوديكى ندوة القصه وماودنيش
ضحكنا سويا وعاد يرحب بي مرة اخرى
- اهلا بيك فى بنها منورانا يا استاذة مها بس ايه المفاجأه الجميله دى وازاى تبقى مشرفنا فى القصر وانا ماعنديش فكرة
- فى الحقيقة انا هنا بالصدفة عندى دورة تدريبية قولت اعدى على القصر واشوف الادباء واتعرف عليهم
- انتى تشرفينا اتفضلى اتفضلى
افسح لى الطريق وادخلنا حيث لقاء الادباء قدمنى الى الجالسين
وتعرفت عليهم استمعت الى اعمالهم واستمعوا الى بعض من اعمالى دعونى لحضور امسية شعرية فى الاسبوع القادم فأعتذرت لان موعد سفرى بعد غد ومرتبطه بموعد القطار وعودتى لعملى وانتهى لقاء الادباء على امل اللقاء مرة اخرى وانصرفت فى لفيف من ادباء بنها بين الترحيب والوداع وفى طريق عودتى الى مركز المراءة المتكامل كانت نسائم البحر تداعب هواء الليل فتهب روائح الورد المزروعة على
نجلس على السرير نستمع الى ام كلثوم ندندن معها نتمايل برؤوسنا نقلد حركاتها بينما تجلس سهير وراندا على السرير المجاور مستمعتان فقط حتى انتهت ام كلثوم وعادت راندا تحكى مسلسل حياتها وعدنا نستمع اليها مشدودات لحديثها المصحوب بالاداء التمثيلى وكان اليوم موعدنا مع قصة زواج اختها الصغيرة هبه من سالم ابن خالتهم المهندس الذى كان دائما مختلط بهم منذ طفولتة يكبر هبه بثلاث سنوات تعامله كأخ لم يخطر على بال هبه ان سالم سيصبح يوما زوج لها ,فكانت تعتمد عليه فى اشياء كثيرة تنادية بلقب ياواد يا سالم ,تخرج هبه من غرفتها متجهه الى سالم الجالس امام الكمبيوتر فتخبطه على كتفة فتطلب منه فى لهجة آمرة
- انت ياواد ياسالم اعملى اميل وصفحة على الفيس يقول دون ان يلتفت اليها ودون ان يرفع عينيه من على شاشة الكمبيوتر
- سبينى دلوقتى لانى مشغول
تتركه وتدخل حجرتها وتعود اليه مرة اخرى تنادى عليه وتمط حروف اسمه
- انت ياواد ياسالم شوفلى عريس ياواد ياسالم
ينظر اليها بعين زاغرة فتدخل حجرتها تستغرق من الوقت ما تستغرق وتعود فتجدة قد انتهى من الكمبيوتر وجالس على كرسى الانترية وتقول له
- دة انت تنح ما تقوم تروح تنام فى بيتكم
- انتى مالك حد قالك انى عاوزة انام
- احنا عاوزين نتعشى وننام
ينظر اليها ويقول والصرامة تعلوا ملامحة
- انا كمان عاوز اتعشى
- ما عندناش عشا روح اتعشى فى بيتكم
علا صوت امها الجالسه على الكنبة العربى فى الصاله تقلب فى قنوات التليفزيون
- بطلوا شغل ناقر ونقير انتى هو ويلا حضرى العشا يا هبة
يجتمعوا جميعا حول الطعام ويفضل سالم ان يجلس امام هبه حتى لا تغيب عن عينيه ,ظل سالم يتردد على بيت خالته كأنه بيته يتعامل معهم كأخوته يعتبرونه واحد منهم ظل هكذا حتى جاء الوقت الذى دخل سالم فيه بيت خالته ليس سالم الاخ بل سالم طالب الزواج من هبه فرفضته بشدة
- مابحبوش وبعدين شكلة وحش ومن الاخر مهتجوزوش يعنى ماهتجوزوش
نصحها الجميع ان لا تضيع سالم من يديها فهو شاب ذو خلق يعمل مهندس لديه من الارث ما يجعلها ملكة ولم تكن هبه تهتم بمسألة المال حيث كانت تبحث عن الحب والمشاعر وامام ضغط الجميع قبلت الزواج من سالم على مضض ولم يغيب هذا الامر عن سالم فحاول كثيرا التقرب منها وبث روح المحبه حتى تتبدل لديها مشاعر الاخوة المشوبة منذ الصغر بأحساس الحبيب وباءت كل محاولاته بالفشل لكن حبة واصرارة مده بالصبر متناسى تعاليها فى الحديث معه متجاهل وجومها له حتى ان
اختها راندا صديقتنا التى تقص علينا قصة زواجهما تشاجرت معها بسبب غلظة اسلوبها مع سالم فأرادت ان تنصحها
- ياهبه سالم بيحبك ويتمنى لك الرضا ترضى
قاطعتها هبه وردت باسلوب جاف اغضب راندا
- متدخليش فى حياتى ملكيش دعوة وخليكى انت فى سى محيى بتعك
انزوت راندا فى منزلها وفضلت ان لا تتدخل لهبه وسالم فى اى
من امورهما وانعزلت راندا والتزمت منزلها حوالى اسبوعين ولم ترضى الام بهذا الانشقاق بين الاختين فأستدعت راندا لتطيب خاطرها وتصالحها على هبه فلبت راندا طلب امها وتصالحت مع هبه وبينما هى جالسه بجوار امها على الكنبه فى الصالة اذ بسالم وهبه يجلسان على الانترية فى جانب الغرفه يتضاحكان يميل سالم على هبه فيحمر وجهها فتلاحظ راندا هذا التغيير فى العلاقة فتستأذن هبه من سالم وتدخل غرفتها لتجلب شيئ تعطيه له وتدخل غرفتها وتدخل راندا خلفها تجدها قد فتحت الدرج بلهفة تمسك بلفافة انيقة تسألها راندا
- ايه دة يا هبه
- دى هدية لسلومة حبيبى
تبدل الدهشة ملامح راندا فتقول
- بتقولى لمين !
يحمر وجه هبه خجلا فتعلق راندا
- بقى سلومة حبيبى دلوقتى ..دة من امتى ان شاء الله
تدخل ايمان اختهما وتخرج هبه الى سالم فتسأل راندا
- ايه اللى حصل يا ايمان دى بتقول سلومه وحبيبى من امتى الكلام ده
اجابتها ايمان بعد ما جلستا على حافة احد السرائر فى الغرفة
- بعد خناقتك معها بسبب اسلوبها مع سالم فضلت طول الليل قاعدة تفكر والصبح كان قرارها مش هتجوزة يعنى مش هتجوزة وعيطت وعمل مناحه وامك قالت سبوها براحتها الجواز بالذات نصيب وجه سالم وكانت مجهزة له الشبكه والهدايا وقالت هترمى له حاجتة فى وشه ودخلت له الصالون وعفاريتها بتطنطط وقعدت معه وسيبناهم يتفاهموا من غير تدخل مننا خرجت من عندة واحدة تانى خالص زى ما انتى شايفها كدة ومن ساعتها بقى سلامونتى ومسهرها الليل وحارمها النوم
خبطت راندا كف على كف وقالت
- سبحان من غير الاحوال ...عموما ربنا يصلح لهم الحال
وتحدد موعد زفافهما الذى كان قبل مجيئ راندا الى بنها بشهر وانتهت قصة راندا ذات اللهجة الاسوانية الجميله والمشاهد التمثيلية
تعليق
-
-6-
الليله هى قبل الاخيرة لاقامتنا فى مركز المراءة المتكامل وفى اليوم التالى والاخير قررنا ان ننزل الى وسط البلد نشترى ما نحتاجة وما يعجبنا وكالعادة نزلنا انا وسهير وسميرة وراندا وزادتنا عواطف وفوزية بينما فضلت نجوى البقاء فى المركز وذهبت نادية لتحضر ابنتها لتبات معنا فى المركز وفى الغد تزوراالدكتور . فى وسط البلد شوارع تشبه شوارمحافظتى بها نفس المحلات ونفس البضائع حتى اسلوب البيع واستجلاب الزبائن لا تختلف كثيرا عنا تشعر بوحدة الهوية المصرية الممتدة من اقصى البلاد الى ادناها فكنا ندخل من محل الى اخر ومن
شارع الى شارع نشترى احيانا ونخرج فارغين الايدى احيانا حتى دخلنا محل ملابس انيق جدا فرأينا بلوزة كانت الاخيرة فدخلت كل واحدة منا البروفة لترتدى البلوزة وتخرج نشاهدها ونعطى لها رأينا فيها حتى استقر رأينا جميعا ان تكون البلوزة من نصيب سهير لم يكن لدينا رغبة فى العودة الى المركز ولكن الارهاق اجبرنا ان تتوجه اقدامنا نحو المركز نتبادل الاحمال عن بعضنا نتضاحك حتى ارتفع صوت اذان المغرب واتجهنا الى المسجد فى طريق عودتنا وكانت مساحته ضيقه لا تتحمل المصلين بمشترياتهم فرأت عواطف ان تجلس على ناصية الشارع الذى فى اخرة المسجد ونضع اشيائنا واكياسنا بجوارها حتى نصلى ونعود اليها واوصتها احدنا
- خدى بالك من نفسك ومن الاكياس اوعى حد يسرقك
قالت وقد اكتسى صوتها بروحانيات
- هصلى ابانا الذى فى السموات علشان ربنا يحرصنى ويحرص الحاجات اللى معايا
تركنا عواطف تصلى كما تشاء وذهبنا نصلى كما نشاء وعندما انتهينا من صلاتنا وعدنا اليها لم يكن لدينا رغبة فى العودة فقد اخذنا قسط من الراحة اثناء وضوئنا وصلاتنا فحملنا اشياءنا ودخلنا محل عصير اشترينا منه العصير وفضلنا ان نأخذة معنا فى اكياس لنشربه ونحن نتجول ونشاهد الفيترينات والمحلات ثم وقفت اقدامنا امام محل نظارات شمسية يعرض جزء من بضاعته امام المحل على الاستاند الخاص بالنظارات ووقفنا نتناول نظارة وراء الاخرى لنريها لسهير حيث هى التى رغبت فى شراء نظارة
(هذة كبيرة الحجم – انها انيقه – لا يتناسب لونها مع بشرتك – انها صغيرة - هذة ضيقة ) واخيرا استقرت سهير على نظارة وجاء دور الشراء الذى يسبقة الفصال تلك العادة التى لا غنى للنساء عنها ونادينا البائع فجاءنا شاب فى العشرينات ضحوك الوجه طويل شيئا ما
- آآمرى يا استاذة
قدمت اليه سهير النظارة وسألته عن ثمنها فقال مداعبا وهو ينظر الينا
- كلكم هتشتروا نظارة واحدة بس
ردت احدنا مداعبة
- كل واحدة فينا هتاخدها لفه وفى الاخر هنأجرها
سألته سهير مرة اخرى عن ثمنها فأجابها فقالت تريد الفصال
- هات من الاخر
فقال البائع وقد انقص من ثمنها ثلاث جنيهات
- ب 15 جنية علشان خاطرك انت بس
فأشارت الى عواطف وهى لا تزال تنظر الى البائع
- طيب وعلشان الابله دى ..دى من بورسعيد وضيفه عندكم فى بنها
فأنقص البائع جنيها وهو يقول
- علشان خاطر البور سعيديه دول حابيبنا
فأشارت الى سميرة
- طيب والاسكندرنيه ملهمش خاطر هما كمان
ضحكنا جميعا وضحك البائع وهو يوزع نظراته بيننا فقالت سهير
- كلنا اغراب وضيوف عليكم شوف هتنزل لكل واحدة فينا كام من ثمن النظارة
ضحك البائع على اسلوبها وعلقت فوزية
- انتى هتشحتى علينا ماتخلصى
نظرت اليها سهير وقالت وحروف كلماتها تكاد تختفى فلا تظهر من كثرة الضحك
- اسكتى واستنى انتى شويه واركنى على جنب
لم نتمالك انفسنا من الضحك حتى كادت الدموع تنسال فكلما قال البائع رقم اشارت الى واحده منا ونطقت باسم محافظتها دون ان تتحدث فكان الضحك يمنعها من الحديث فيُنزل البائع جنيها من ثمن النظارة استمرت سهير فى الفصال حتى وصل النظارة الى ستة جنيهات فقولتُ
- ولا تبخسوا الناس اشيائهم
ثم نظرت الى البائع وسألته
- سعرها كدة كويس ولا ظلمناك
فقال مبتسما فى غير ضجر
- هى اصلها سته جنية يعنى مافيهاش مكسب بس علشان انتم ضيوفنا مانقدرش نزعلكم
فتحت سهير حقيبتها وناولته ورقة نقدية من ذات العشر جنيهات اراد ان يرد لها الباقى فرفضت قائلا
- احنا كنا بنهزروا معاك انا بشتريها بعشرة جنيه من عندنا ومنرضاش ليك الخسارة
انصرفنا من امام محل النظارات واستمر تعليقنا فيما بيننا على اسلوب سهير الذى يطفوا عليه روح الفكاهه والمرح . وعدنا الى مكن المبيت وتوجهنا حيث غرفة نجوى نتفرج على الاشياء مرة اخرى نرتدى ما اشترينه نقيسه مرة ثانية نتضاحك وتعلو الضحكات حتى ارتفع صوت السيدة سهير المشرفة منادية بضجر
- يلا يا ستات وجبة العشا
يبدوان ضحكنا كان يثيرغضب السيدة سهير المشرفة التى عرفنا انها مطلقة هى الاخرى فتعلق سهير صديقتنا
- هى الولية دى مش مطلقة زينا برضه
- ايوة
- امال مالها مش مفرفشة ومنطلقة ليه
نضحك على تعليق سهير ويعلو الصوت رغم عنا وأنتبهنا ان نادية لم تعد حتى الان فأتصلنا بها فوجدنا محمولها مغلق ودعونا الله ان يسلمها هى وابنتها ولبينا دعوة المشرفه للعشاء فصعدنا الى المطعم لم نزل نتصل بنادية لنطمئن عليها وعلى ابنتها ولما انتهينا من العشاء اخذنا واجبة نادية ووضعنها فى غرفتها التى هى غرفتى سابقا قبل ان استقر فى غرفة راندا ومثل كل ليلة تجمعنا وكانت هذة ليلتنا الاخيرة فى التدريب تجمعنا نستمع الى ام كلثوم واتفقنا على دوام التواصل بيننا تليفونيا وتواعدنا نتبادل الزيارات كلما امكن لنا هذا وتبادلنا الاميلات الخاصة وكذلك صفحات الفيس بك وبينما نحن نجلس هكذا اذ دقات خفيفه على الباب واذا نادية وابنتها تدخلا علينا وفى صوت واحد ينم على مصداقية مشاعرنا
- حمدلله على السلامة خضتينا عليكى
جلست على الكرسى قدمت لنا ابنتها مى طالبة بكلية التربية خفيفة الظل جميلة الملامح نحيفة يغلب عليها برأة الاطفال ليس فى ملامحها فقط بل فى حركاتها وجلستها وحديثها وقصت علينا نادية رحلتها الى الطبيب ومشوارها ثم استأذنت لتستريح فى غرفتها ارادت ان تاذخد ابنتها مى ولكن الابنه رفضت وقالت
- هبات هنا مع الشعب دة
زغرت ناديه لابنتها بعينيها وقالت بصوت منخفض ولكننا سمعنا
- مالكيش مكان هنا تعالى بات فوق فى الاوضه فيه سرير فاضى بتاع طنط مها
قالت سميرة
- ياستى سيبيها انتى وفوزية مخنشرين
قلت انا
- سيبى مى تبات معنا ماتقلقيش عليها
نظرت مى الى امها وهى تعلم ما ترغب وقالت
- هاخد سهرتى معاهم وهطلع انام معاكى ياماما
تركت نادية ابنتها معنا وصعدت الى غرفتها فى الدور الثانى لم نعرف هل اخبرت نادية ابنتها ظروفنا الاجتماعية ام لم تخبرها كل
الذى نعرفه انها عرفتها باسم كل واحدة فينا يسبق الاسم طنط فلانه ,انتهينا من ام كلثوم وبدئنا فى احاديث متناثرة تدعمها بعض
التعليقات وفجأه وبدون اى مقدمات سألتنى سميرة
- انتى اطلقتى ليه يا مها
شد سؤال سميرة انتباه الاخريات تغيرت تعبيرات وجهى وعدم اجابتى السريعه وابتسامتى التى اخفيت وراءها مشاعرى جعلت سهير تترك مكانها وتجلس بجوارى تحتضننى بأحد ذراعيها وتقول فى تهريج موجهه كلامها الى سميرة
-انتى مالك يا غلسه
بد الحرج على وجه سميرة وقالت
-انا اسفة بس ملاحظه ان كلنا اتكلمنا عن ظرفنا وكل واحدة قالت اسباب طلاقها حتى انا رغم انى متجوزتش وفضلت العزوبية الا انى قولت اسبابى ومنتظره اسمع ظروفك
سكتت ولم اردُ وتدخلت راندا
- سبوها على راحتها وبعدين هتكون الاسباب ايه اكيد مش مختلفة كتير عن اسباب طلاقكم
علقت سهير
- الطلاق والجواز والموت والحياة اشياء مكتوبة
ثم نظرت لى وقالت
مهما كانت اسباب الطلاق والعيب عند مين الست ولا الراجل فالطلاق قرار صعب ومؤلم وما فيش وحدة تتمناه ولا تحبه لكن احيانا الطلاق
يساوى الحياة
وهنا خرج صوتى منخفض ضعيف
- زى ما راندا قالت اسباب طلاقى متختلفش كتير والسبب الرئيسي فى عدم كلامى انى مختلفة شوية فيه ناس لما بتتكلم وتفضفض بترتاح ونفسيتهم بتهدى انا العكس لما بتكلم وافضفض بتعب نفسيا والجرح اللى جوايا بيتفتح بعد ماخلاص ماصدقت انه اتلم
لم تنم تعبيرات وجوههن بالاكتفاء بل تستزيدنى التوضيح فقولت
- لما ينهار الاحترام والتفاهم والحب بين اى زوجين صعب استمرار الحياة
- انتم كنتم بتحبوا بعض
-اتجوزنا كان عندى عشرين سنه عشنا اجمل قصة حب هو اول راجل فى حياتى عضو فى جماعة الاخوان كنت فرحانه انه هيكون سبب فى قربى من ربنا كان متدين وبيحثنى على تعلم دينى كنانروح مع بعض اللقاءات والندوات وعرفنى على الاخوات وشجعنى احضر لقاءاتهم واجتماعتهم وبقيت واحدة منهم كان دايما يعقد مقارنات بينى وبين الاخوات وكنت ببقى فى عينه اقل منهم كنت بحاول ابقى زى ماهو عاوز كل هدفى اسعاده وبس مكنش لى شخصية مستقله عنه لكن للاسف كتير مكنش بيبقى راضى كان دايما عاوزنى الافضل وكنت بحاول اكون الافضل بس على قد قدراتى وكانت لى صديقى مسافرة فى الخارج هى كانت انتيمتى وتقريبا صديقتى الوحيده وكان زوجها اخوانى برضه لما رجعت صحبتى وزوجها من السفر واستقروا فى البلد اصبحت هى اهم واحدة فى الاخوات ودة طبعا يرجع لمميزات فى شخصيتها ابرز مافى شخصيتها ان عندها حسن خلق وحنان لم ارى مثله فى حياتى وده جعل الاخوان يضعوها فى مكانه كبيرة فى الجماعة وكان فرحتى برجوعها شيئ وانى هشتغل تحت قيادتها فرحة تانى خالص لكن فرحتى اتوءدت قبل ماتتولد انشغال صحبتى عنى بدورها الجديد فى الاخوان حرمنى منها وعدم رضا زوجى ومقارناته اللى دايما بتجعلنى فى عينه قليله ولاسباب فرعيه تانيه كل ده عملى احباط ويأس لكن حبى لزوجى ولصديقتى فجر جوايا طاقه عدم الاستسلام قررت ان اجبر زوجى وصديقتى ان يجعلونى على رأس اهتماماتهم لانى كنت بصرخ من جوايا عليهم بصرخ عليه زوج وبصرخ عليها صديقه لكنه كان بيعاملنى كالمعلم اللى عاوز تلميذته تتفوق وتبقى افضل التلميذات مش زوجه لى مشاعر المراءة .. وصحبتى كانت شايفنى الاخت النشطه ذو الهمه العالية لكن علاقتنا مكنتش علاقة الصداقة اللى كنت ديما محتاجلها فحبى الشديد ليهم خلق منى شخصية تانية خالص ومع مرور الوقت واستمرار تقدمى فى الجماعة بقيت واحدة تانيه خالص اصبح زوجى اللى مكنش راضى عنى بقى يتباهه بيا وسط اخوانه واصبحت عند صحبتى القيادية فى الاخوان ذراعها الايمن .
ابتسمتُ عندما تذكرت ان صديقتى القيادية تركت الاخوان بعد ما اعلنت انفصالى عنهم بعامين ولكنها لم تعلن عن قرارها ولم تصرح به فهم مازالوا يعتقدون انها منهم رغم انزوائها بعيدا عنهم لم تستطع ان تعلن
رفضها لفكرهم واسلوبهم ربما لاسباب نفسية بحته ففى عقيدة الاخوان ان من يترك جماعتهم قد حاد عن الطرق المستقيم واصبح قريب من الهاوية فى مهب ريح الذنوب والمعاصى الى ستجرفه لا محاله وان ثباته على الحق لن يدوم طويلا وهو خارج جماعة الاخوان واستكملت
- اصبحت نجمه فى سماء مجتمع الاخوان المسلمين ولانى بحب القراءة والاطلاع تًكون لى فكر مختلف شوية عن فكر الاخوان اقدر اقول فكر متحرر منفتح عن تفكيرهم شوية وبالطبع حصل اختلاف فى وجهات النظر وتنفيذ اى مهام اخوانية كنت بنفذها بفكرى ودة طبعا كان بيعتبروة خروج عن السمع والطاعة ومن هنا بدء يشب الخلاف بينهم وبين زوجى بسبب افكارى واسلوبى بدء الاخوان يعتبرونى خارجة عن الجماعة وبعد ماكانوا بيحسدوا زوجى عليا وبيشيدوا بأدائى ونشاطى اتقلبوا عليه وعليا وبدءت كلمات التوبيخ والمضايقات تتوجه لزوجى فيرجع البيت يصب غضبه فيا وفى الاولاد وطبعا كنت لازم اتحمل وخصوصا ان الامر لم يصل الى استحالة الحياة كنت بعتبرها زوبعه فى فنجان وهتعدى ولان الحب والتفاهم والاحترام مازال موجود لكنه بدء يتزحزح لما جه امر من فوق بعزلى عن الاخوان هذا الامر ضايق زوجى جداولكنه دافع عنى بكل ماآوتى لكن الامر بالنسبة لى مكنش ذو اهمية فوجودى داخل جماعة الاخوان او خارج الجماعة سيان عندى لان بالفعل اعتبرت نفسى مش منهم منذ ان اصبح لى رأي وفكر وتوجيه داخلى يختلف عن آرائهم وفكرهم ولم اعلن الامر صراحة واستمريت فى نشاطى تحت مظلة الاخوان فلم اُطرد بعد من الجماعة فقد حال زوجى بينى وبين ان يستغنوا عنى حتى حدث امر شديد حبيت ارفعه للمرشد العام فوجدت صعوبة فى ذلك ووجدت عدم انصاف من قيادات الاخوان فى محافظتى ,هنا كانت القشة كيف لأحد ابناء الجماعة ان يجد صعوبة فى الوصول الى الاب الروحى الذى مفترض فيه ذلك وكيف للقيادات التى تحاول نشر العداله بين ابناء المجتمع الكبير وبث روح الحرية كيف لها ان تبسط جناح الانحيازية واظهار التحيز للطرف الذى يعنيه على حساب المساواة
- كانت لحظه حاسمة وفارقه فى حياتى اعلنت خروجى عن الجماعة وانفصالى عنهم وبالتالى اعلنت القيادة المسؤله فى بلدى عن الجماعه الحرب ضدى فقد أصدرت آوامر بتجميد نشاطى وسحب اى ثقه وعدم مزاولة اى عمل حتى لو لم يكن يخص نشاط الاخوان ووليت لهذه الاوامر ظهرى ولم اعيره اى اهتمام استمريت فى مزاولة نشاطى واعمالى فان كان التجمد وسحب الثقه من جانب الاخوان فهذا امر لا يعنينى انما الذى لفت انتباهى هو زوجى الذى تغير فبعد ما اصبح لى شأن لدية اصبحت عندة لا شيئ بل بدء جدار الثقه والحب والتفاهم والاحترام يعلن عن تصدعات وتشرخات صعب عليا ترميمها ولم يكن يعبر عن هذا بشكل مباشر وواضح ولكنه زوجى وابو اولادى كيف لا افهم تصرفاته ونفسيته .
ليست شخصيتى تلك الشخصية العنيدة بل احب الثبات فى المواقف احدد هدفى واعرف طريقى جيدا استطيع السير فيه بمفردى مهما تداعت
حولى الاحباطات ووسائل اليأس المتمثلة فى الكلام والافعال ويبدوا ان هذا الامر لم يغب عن الجماعة فعدم ظعنى لاوامرهم وعدم اكتراثى لتجميدهم نشاطى اشتاطهم غيظا فوجهوا مدافعهم نحوى توجيه اخر كان فى صميم حياتى الزوجية فهناك من الاوامر الاخوانية تكون صريحة واضحة افعل او لا تفعل وهناك من الاوامر غير مباشرة بشكل يجعلك تنفذ الامر دون ان يصريح لك به هذا ماعرفته واتضح لى عندما كنت اتشبث بشخصيتى دون ان اسمح لاحد ان يغير فى معالمها وكان زوجى يتشبث بفرض شخصيته عليا ليس كزوج فهذا امر مقدس بالنسبة لى ولكنه كان يريد ان يطمس ملامح شخصيتى الفكرية استمر الحال يتدهور بيننا حتى بدء الحب يموت والتفاهم يزول والاحترام يختبئ فكنت اتمسك به كزوج وحبيب واب لاولادى ولكنه كان يريدنى منسوخة ولا انكر محاولته فى ان تستمر الحياة الزوجيه بيننا ولكنه القدر حينما يطلق سهمه فيقع المقدر .
لم اشعر بدموعى المنزرفه على وجنتى الا واصابع سهير تمسحها لى وتقول
- كفاية يا مها
صمت عما المكان ولكنه لم يدم طويلا فقطعته سميرة
- واضح انك لسه بتحبيه
- للاسف كنت اتمنى ان الحب يبقى الشئ الفاضل بينا على الاقل يبقى الذكرى الجميلة اللى اعيش عليها
سألت راندا
- يعنى ايه بتحبيه ولا خلاص فنيتو
اجبتها بأسى
- تعرفى لما يكون عندك ارض خصبة والنبته جواها تيجى تطلع وتظهر للشمس ينزل عليها الندى بدل ما يرعرها يحرقها ويخفيها تانى جو الارض
قامت سهير وجلست بجوار سميرة حتى تكون فى مواجهتى وقالت
- لاء لاء لاء الكلام دة كبير وعاوزة افهمه بلاش شغل الادباء دة احنا ناس بنفهم على قدنا وحدة وحدة وفهمينى
ابتسمنا جميعا واستحثتنى مى التى نسيت وجودها بالغرفة قائله
- ياطنط مهما ايه الارض الخصبة وايه الندى اللى بيحرق النبته مش فاهمه حاجه
قلتُ
- صعب تعيشى من غير زكريات حلوة وخصوصا لو قصة حب عشتيها عشرين سنه
اوضحت راندا قائله مصطحبة بالاداء التمثيلى
- مها تقصد ودة اللى فهمته من كلامها ان كل ما تيجى تفتكر موقف جميل لجوزها كلمة حلوة قعدة حلوة تفتكرله افعاله والمواقف بتاع طمس شخصيتها والكلام بتاع الادباء دة
-
علقت سميرة
- ياااه عشرين سنه !طيب السنين دى ماشفعتش عند حد فيكم انتى اوهوه
- الحب والتفاهم والاحترام اهم ثلاث اعمدة فى الحياة الزوجية الحب اخر عمود واقلهم اهمية وممكن الاستغناء عنه ولو اتوجد تبقى اجمل واروع حياة ممكن الزوجين يعيشوها
علقت سهير
- فعلاسيدناعمرله كلمة مشهورة (اوكل البيوت تبنى على الحب ) يقصد ان مش علاقة زوجيه لازم يكون فيها حب اهم شيئ فعلا التفاهم
- اختلف معاكى ياسهير انا شايفه ان الاحترام المتبادل بين الزوجين هو اهم عمود ياما بيوت قائمه والحياة مستمرة رغم الاختلاف بينهم فى التفكير ووجهات النظر.
مهما كان الاختلاف بين الزوجين وكان الاحترام هو اصل ثابت ومبدء مقدس فى حياتهم ستظل الحياة هادئة يترعر فيها الابناء ويصبحوا نشئ اسوياء فى المجتمع اما اذا افتقدت الحياة الاحترام اصبحت الحياة جدباء زرعها شوك وصبار
- فعلا محيى عمره مااهنى واحنا دايما مختلفين فى وجهات نظرنا بس بصراحه اخلاقه العاليه جدا واسلوبة المهذب يجبرنى اتنازل عن رأيى وانصاع اليه .
استمر الحوار بيننا حتى اخذ منحنى تهريجى اضافته سهير باسلوبها المضحك واستكملته راندا بخفة روحها فكلما تكلمتً علقت سهير قائلة
- اسكتى كدة وانتى مطلقة
نضحك جميعا على تعليقها , وراحت راندا تدندن بلهجة اسوانية كنا نستمع لها وعلقت سهير ضاحكه
- احنا فضلنا ندندن كدة لحد ما اطلقنا غنى ياحبيبتى غنى.
ضحكنا وعلا الصوت وشاركتنا مى فى الضحك والحديث حتى ارادت سهير ان تصلى العشاء
- بس بقى يا جماعة بطلو ضحك علشان اعرف اصلى
وفرشت سجادة الصلاة ووقفت متجهه الى القبلة ورفعة زراعيها للتكبير وبدل ان تبدء الصلاة نظرت تجاهى وقالت
- والنبى ادعيلى يامها وانتى مطلقة كدة
لم نتمالك انفسنا من الضحك حتى دمعت اعيوننا ودخلنا فى نوبة ضحك كلما اردنا ان نخرج منها ازدادنا ضحكا ورويدا رويدا هدء الجو وانتهت نوبة الضحك وانتهت سهير من صلاتها وعلقت راندا على ما حدث قائلة
- تعرفوا ان بحمد ربنا انى حضرت الدورة واتعرفت عليكم واستفدت منكم ومش عارفه عبر لكم عن سعادتى واد ايه روحكم خفيفة رغم ظروف الطلاق القاسية اللى مريتم بيها ومع ذلك واخدين الامور ببساطة ومش مكلكعين
علقت سهير
- الدنيا مش مستهلة
وقلت انا
- فيه محطات فى الحياة مش لازم تقفى عندها كتير
علقت سميرة
- هتعدى هتعدى
اسدل السكون اجنحته علينا ونمنا بعد ما صعدت مى لتنام فى سريرى
بالغرفه مع امها حتى لا تضيق المكان علينا حسب اعتقادها.
تعليق
-
-7-
وفى الصباح وفى المطعم تناثرت تحية الصباح يمينا وشمالا جلسنا على مائدتين متجاورتين وراحت كل واحدة منا توصى الاخرة
- عاوزاكم تمسحوا الاطباق مسح
- ايه رئيكم ناكل الاطباق بالمرة
- ههههه
- اجمعوا العيش واوعوا تسيبوا منه فتفوته
- افضحونا بقى
- احنا ممكن نطلب منهم عيش ذيادة ناخدة معنا
كان العيش اميز ما يقدم الينا وافضل ما اكلنه منذ تواجدنا فى بنها لم يكن عيش بحراوى او صعيدى لانه يصنع مخصوص فى المركز بطريقة خاصة تأكل منه فلا تشبع فكنا نجمع ما تبقى منا على المائدة ونطلب المزيد نحتفظ به فى الثلاجات حتى ناخذ منه الى محافظاتنا كأننا نحمل فاكهه نادرة .وانتهينا من المطعم وهبطنا الدور الاول ضمتنا جميعا قاعة كبيرة فاليوم هو الاخير ليس به محاضرات بل هو تجمع للتقييم وقد استقر كل واحد فى مكانه ووزعوا علينا استمارات التقييم لنملائها بأرائنا واصطف السادة المسؤولين عن الدورة على المنصة وبدئوا حديثهم بتوجيه الشكر لمن حضر الدورة حيث ظروف البلد السياسية والمظاهرات التى تهيب بها البلاد وانقطاع القطارات وزحمة المواصلات وعدم تأمين الطرق رغم هذا كله الا ان الجميع اصر على الحضور واصر القائمين على الدورة على استكمالها وملائنا
الاستمارات وكتبنا تعليقنا وارائنا وما استفدناة وما كنا نتوقع وجودة فلم نجدة وتكلم من تكلم وعرض الكثير من الحاضرين ارائهم ولم تتكلم امرأة من الحاضرات سوى انا و الاستاذة نجوى التى عرفت نفسها وقالت (انا نجوى من جمهورية السويس المستقلة ) وبالطبع اصطبغ كلامها بالتهريج والامثلة الشعبية التى اضحكت الجميع حتى السادة القائمين على الدورة ثم ختمت حديثها بكلمتها المشهورة (ابعد بعيد السويس حديد ) ثم جاء دورى وتحدثت مثل غيرى من الرجال وابديت رأئي وما كان وما يجب ان يكون وانتهى التقييم ومرة اخرى قدم السادة القائمين على الدورة الشكر الينا قائلين
- رغم المظاهرات ووضع البلد الغير آمن الا ان الوزارة اصرت ان يستمر العمل وان تقام الدورة واخترنا محافظة بنها لهدوئها ولاستقرار الامن بها .
ثم وجهوا لنا شكرا خاصا لشجاعتنا وإقدامنا رغم اى ظروف امنية وانتهى اللقاء وصعدنا الى غرفنا نَعد حقائبنا واستعدت كل واحدة للعودة الى محافظتها وامام احد الغرفه التقينا جميعا فتوجهت سهير نحوي بخطوات رزينة ثابتة تحاول تقليدى ووقفت امامى وقالت
- اديبة اديبة لاء لاء اديبة اديبه , الوقفة وقفت اديبة الحوار حوار اديبة والاسلوب اسلوب اديبة
ضحكنا جميعا على كلامها وعلى اسلوبها فكانت تقصد حوارى اثناء التقييم قفلتُ انا
- يعنى عجبتكم ..يعنى اصدق انى انفع اكون اديبة
قالت سميرة
- ماشاء الله عليكى يامها اسلوبك مقنع جدا
- دة بس من زوقك
قالت عواطف موجهه كلامها لى
- اوعى تنسى تكتبى عنى فى قصتك
- وانا اقدر برضة يا ابلة عواطف انا مش ممكن انسى حد فيكم
تدخلت راندا
- اكتر شيئ مأثر فيا اننا هنفترق
قالت سهير
- عاوزين نتفق اننا نتقابل والله يابنات رغم انى حضرت دورات كتير واتعرفت على ناس كتير بس دى اول مرة ارتبط بحد بالشكل دة
قالت سميرة
- يامها انتى وعدتينى انك هتيجى اسكندرية وتتصلى عليا ونتقابل
اضافت راندا قبل ان ارد
- ووعدتينى انا كمان انك هتيجى اسوان وتزورينى
تدخلت سهير
- ياسلام اشمعنى انا
اجبتهم جميعا وانا اوزع نظراتى بينهم
- ان شاء الله كل ما تيجى فرصه انزل محافظة من محافظاتكم تبع قصر الثقافة واللقاءات الادبية اكيد هزوركم وياريت انتم كمان تشرفونى فى محافظتى
نفس كور الكلام التى اعتدنا عليه من فم نجوى تحدثت الينا آمرة
- يلا هتفضلوا واقفين كدة ماتخلصوا
تعانقنا مودعين بعضنا البعض تساقط دموع الوداع كان اصدق كلام وابلغ تعبير,ثم انطلق بعض منا الى محطة القطار والبعض فضل السفر بالاتوبيس وركبنا التوك توك وكنا نحمل امتعتنا وبعض الاكياس وكنت ممن فضل السفر بالقطار ونزلنا امام محطة القطار فاستوقفتنا سميرة
- استنونى هنا شويه
وجرت من امام اعيننا دون ان تمهلنا استفسارها ورأينها تفتح حقيبتها وتخرج منها كيس الطعام وجبة الغداء التى اخذنها من المركز لنتناولها فى السفر حيث المسافة بعيدة واخرجت كيس وجبتها واعطتها لمرأة عجوز تجلس على حافة سور مرتفع قليلاً عن الارض وعادت الينا , ولم تعلق احدنا فلم يكن الموقف غريب عن سميرة الشامخه فى اخلاقها كشموخ الاهرامات ,وصلنا داخل المحطه واتجهت كل واحدة حيث رصيف قطارها وانتهت رحلتنا وبعدت المسافات بيننا ولم تبتعد القلوب اتذكرهم كلما سمعت حفل ام كلثوم ليلا اتحدث اليهن على صفحتى (الفيس بك ) يستحثوننى لكتابة القصة ونشرها يتشوقون لرؤية اسمائهم بين سطور قصتى يتصلون ويهاتفوننى يشوقونى لزيارة بلادهم ومشاهدة معالمها اوقضاء اجازاتى عندهم اعدعم بالزيارة ولكن بعدما انتهى من كتابة القصه لئهديها اليهم .
انتهت
تعليق
-
-
قصة رقيقة هي البساطة عينها ..
من النادر ان تجتمع مجموعة من الغريبات في مكان واحد ولا تخرج واحدة وتنكد عليهن حياتهن .
ومن النادر ان ينصتن لمصائب ( ولا اقول مشكلات ) بعضهن البعض بدون ان تدلي كل واحد برأي احمق في الموضوع .. او تلوم الاخرى لانها سكتت لسنين طويلة .. او تنشر الخبر لبقية الناس وكأنها تحكي نكتة ظريفة .
من النادر فعلا ان تقابلي مجموعة كهذه مازلن يحتفظن ببراءتهن وانطلاقهن وروحهن المرحة .
ووصف ( ظريفات ) قليل في حقهن .. فهن واقعيات وشخصيتهن ناضجة .. واسلوبهن مباشر بدون تعقيد ولا زيف ..
وملحوظة اخيرة : انت يا اخت منى تكتبين بسرعة وحماس ماشاء الله عليك .. فاحيانا دخلت الكلمات في بعضها ولم افهم ما اقرأ .. مع ان اللهجة مفهومة وواضحة لكن السرعة في الكتابة ادخلت بعض الاحرف في بعضها .
وبس .. استمتعت بالقراءة جدا .. جدا .. وتعالي زوريني في مواضيعي وعلقي عليها ..
..
.
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 97130. الأعضاء 5 والزوار 97125.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
تعليق