
ترى أي شيء دهاه؟ ليغامر بشؤونه؛ فيضعها على كف عفريت.. ها هو يرجو أن تتجدد في نبضه الحياة
فلا ينساب ما تبقى من العمر .. وينال حظا أو فرصة أخيرة
ربما عاد الزهر على مرأى بصره مسترجعا أحلامه ونافضا عنه غبار الأيام ..
حسناء، هي حلمه هذا الخريف..
متواضع هو، عسى أن يعثر على ضالته ، فلا تنال منه الأيام
سيفتح نوافذ الحرية لإشراق الأمل؛ ليسطع في غرفته شعاع الشمس.. ونقاء النسيم، ويتجدد الهواء ..
تبا لهذه الأشياء ..
اللحاف المتهرئ، والمرآة المكسورة والصخب، والوجوه الشاحبة
يحتاج لتغيير الكثير
ولمْ يرَ هذا من قبل!
لديه من المال القليل
سيبدأ
ينظر قبل خروجه للمرآة ..كان قد نسي أن يتأملها من زمن.. هذا الوجه غريب ، شارب يغزوه المشيب
وخطوط تعلو جبهته...سيشتري أشياء له ..
كل ما يحتاج نزر من الراحة ليذهب عنه العناء
لمّا جاء الغد.. بدأ التحسينات
"نعيمة" أَقْبَلتْ برضا
.. تذكَّر والدته التي يفتقدها مؤخرا، ودعاءها له، كلما أقبلت زوجه "اللهم زده من نعيمك"
"هي اختارتها تيمنًا بالاسم السعيد .. "رحمها الله""
..
رغم الإرتياح لانشراح صدره.. إلا إن نعيمة بدأت تشعر باستغراب
ورغم إلحاحها لم تحصل على إجابة شافية حول تحركاته المريبة
خبأ ما يضمر في قلبه..
"ستقبل الأمر بعد حين"
الغرفة الجنوبية.. قد يتخذ لها بابا خلفيًا ..
لن تنزعج؟ هل تحفل به أصلا ؟! إنه باق بقربها!
أشعل لفافة التبغ
أستغرق في التفكير بشرود ...
...
ما كاد يجلس عند المساء..
حتى جاءت قرينته ببسمة على محياها
" الوقت مناسب ليشرع التمهيد للأمر "
.. كانت لمفاتحته أسرع
: يا للسرور .. أتانا زوار اليوم
طالبين قربنا
نظر متسائلا..!
ـ نعم ... وهمست: لا عليك من الفتاة.. وهم أناس طيبون ..ربما الفرح قريبًا
نظر للبعيد
أكملت: ومحمد
ـ ها، ما به ؟
ـ يعزم خطبة زميلته التي يهيم بها
يريد الحجرة القصية
..يرممها فينشئ جناحا صغيرا ..
تعرف الحال..
تتبسم وهي تقنعه .. فتتابع
"ربما زففناهما معا"
ينهض بصمت ..
يخطو خطوات نحو النافذة
كان يود أن يكون أنانيًا ولو مرة ..
لن يكون..
نفث غبار سيجارته بعيدا.. لتأخذه أنسام الهواء .. فيتطاير كسحابة دخان إلى الأعلى في الفضاء.
تعليق