أزهـارٌ دامية / د. محمد الأسطل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد أحمد الأسطل مشاهدة المشاركة
    أزهارٌ دامية

    أمشي على وترٍ من غَمام
    وتصطادُني بين الشِّفاهِ يمامتان
    يمامتانِ مبحوحَتانِ ترقبانِ الظِّلَ ..
    والبحرَ الذي ابتلع مرآته

    وراءَ يقظةِ اللاشيء ثمَّةَ تلفازٌ بارد
    كانت البدايةُ رميةَ نردٍ راقصت الرَّصاص
    كانت سُكَّرًا محروقًا يلعَقُ بعضًا من خُطاي
    هكذا كُنتُ أتحايلُ على الطَّريقِ اللَّولبي
    وأجرُّ ورائِيّ سطرًا من الرَّمل

    أفتشُ عن نفسي بين تلابيبِ الكلام ..
    فتلسعُني حوصلةٌ موبوءةٌ بالميثولوجيا
    بغتةً تنجبُني نُطفةٌ من صحفِ الصَّباح
    تنجبُني حيرتين تزاولانِ مفاهيم الانتظار

    يا إلهي ! ؛
    تحتَ حذائي إبليسٌ ضرير
    اصطدتُ لكَ سكتَةَ المكان
    هب أنَّكَ الآنَ وشمٌ يتكرَّشُ في الخيال
    هب أنَّكَ قمرانِ على جِدار
    وتحتكَ تولدُ حبةُ الزّيتونِِ ذكريات

    هب أنَّكَ سلَّمٌ سماويّ
    هكذا تقولُ الأرضُ الضَّيِّقة
    تمعّن يا نكايةَ الموت ، تمعّن
    تمعّن أكثر في تذاكرِ الباص
    لقد كَبرنا الآنَ خمسَ رصاصاتٍ وسُنبلة

    من حُسنِ حَظِّكَ ؛ عادَ الزَّوالُ من الطِّينِ ماء
    والموتى عطشى يتضاءَلونَ من الخَرَف
    يا لَ سُعالٍ يفوحُ من حاجِبَيك
    لم أفكِّر ولو مرةً بِمَضغِ حركاتِ المجاز
    ليتني عتمةٌ خضراء ؛ كي لا نَرِنُّ من الجَفاف
    شَبِقٌ هذا الظِّلُ القِرمزيّ الشّبح
    فلنحتفلَ بالهواءِ الّذي تنهَّدَ مقبرة

    خذلَني نِسيانٌ عطَسَ ماءَ اليَدَين
    عَطَسَ البحرَ الناشفَ مع الأبدية الشَّمطاء
    ها قد ابتلعَنِي قميصٌ يابس ؛
    دثِّرني برهةً يا غِياب
    دثِّرني بظلالِ أيلولَ ناهشَ الأقدار
    دثِّرني برفقٍ ليضحكَ العَذِيرُ ويجهشَّ الشِّتاء

    لا عليك ؛
    تعلَّمتُ منكَ الكثير
    سأطردُ الشّجرََ من الدِّماغ
    سأقطعُ ظِلِّيَ المبحوحَ وأصغِي إليك
    سأصغي كأنِّي لم أمُت
    لم أمُت كفايةً ما بين اللَّوحةِ وبين مشنقةِ الإطار

    صوتُ هذا الحفّار يصطَكُّني
    يصطَكُّني شكلاً يشبهُ الحانوت
    وتراوغُني ثَنِيَّاتُ القَريحة
    كأنَّما كنتُ وحدي في الفيافي حالمًا
    أطيرُ وأجمعُ الغَيمَ في فراغاتٍ من ورق

    دمٌ خائِفٌ في الظَّلام
    الرَّصيفُ يعوي
    الخَريفُ يعوي
    والهَسيسُ ينهشُ ما تبقى من أزهارٍ دامية

    يا زرقةَ المرآةِ
    خُذ ما تبقى من ظَمأِ القيامة
    وانهض ..
    كي لا تُنقِصُكَ السَّماءُ طلقةً من مَسَدّ

    اقترب يا حرَّ أغنيتي
    يا ابن دميةٍ تواسِيني
    تصدَّع واشطَح جنوبَ الشَّمس
    وأخمشَ اللَّيلَ بزيتِكَ المهزوم
    اسحب ظلالَك
    كم أحبُكَ ؛
    اسحب ظلالَك سقطَ اللِّسان
    سقطَ اللِّسانُ
    وتدلت من الحلقِ شظايا مَزهرِيّة

    أتخيَّلُ الحواسَ خللاً واقعيًا في الأنتولوجيا
    عبثٌ في عبثٍ
    عبثٌ يتَّكِئُ على غُبارِ اللّون
    وفراشٌ يلتصقُ بجمرِ الذّاكرة

    على مسرحٍ مهجور ...
    كلُّنا نتناوبُ أصابعَ القدمينِ
    والنَّايُُ يحفرُ نارًا في عيونِ البرق
    كأنَّكَ أنتَ المومياءُ ما عداي
    حدِّق مليِّـًا مثل رمح ، وقُل ما تشاء ؛
    سأعودُ ديكًا ضوئيًا من ثقوبِ هذا الجسد
    فرضابُ الخاصرةِ ما تزال تعرفُني
    ويعرفُني صفيرُ حدائقِ المنفى

    عابرون
    كلُّنا عابرون
    حتى الواقعي عابر
    ورائحةُ الخسِ عابرة
    لن أهجُسَ الآن بتقطيعِ الاستعارة
    لن أنموَّ كأنّيَ الضّادَُ تتملَّصُ
    وتمشي الهُوَينى أمامَ الغَسَق

    لستُ شمعًا لأطِلَّ على سجا التّأويل
    أو على عشبةٍ لوَّنها الصّدى
    أنا على موعدٍ مع باعةِ الحصى
    هم يريدونَ أن يتبعُوني ..
    لنغسلَ النَّرويجَ من النَّمش !




    مزقني أيها الشعر
    كما تشاء ..
    أنَّا تشاء
    جنود القيامة لا يعتقلون..
    النفوس الأمارة بالهروب
    في ساحات المدينة..
    يفسحون لها مقاعدَ ..
    لتمتص ما تبقى ..
    من غضب ..
    في فناجين الأرق ..
    كيما تقرأ العرافاتُ الخطوط ..
    فندرك الوجه الحقيقي للجوع

    دعونا نعتاش ..
    كالعادة ..
    على الهواء المتواطئ
    مع الشتات
    الفضاء أفق فسيح ..
    للتشظي ..
    للتشرد على حدود الأوطان
    كما النجوم المطفأة
    الغيوم المنفية ..
    بعيدا عن إطار مدينة
    لا يفقد بريقه اللماع
    لتصير الخدعة حدوة الأرض
    الوسادة ..
    خلاصة الحلم
    الضاد ..
    خمرة تعطل الذاكرة
    تدخلنا ..
    سراديب الآلهة
    مدثرين .. بمعاطف استسلام !


    يا الله ...ايها الدكتور الشاعر
    كيف غابت عني هذه الروووووووعة
    هذه المعلقة التي رسمت خارطة الانسان التائه
    بين البحر والبحر
    هي معلقة تستحق ان تدرس في المدارس والجامعات
    لنتعلم منها كيف ننفض عن عقولنا الغبار المتراكم

    نص لا يستحق التثبيت كما قالت القديرة امال
    بل يستحق ان ينقش على جدا النثر حيثما كان

    تعليق

    يعمل...
    X