" مَنْ ضَيّعََــكْ ؟ "
سعد بن مقبل الثابتي
23 / 12 / 1434هـ سعد بن مقبل الثابتي
ألقتْ بالورود على وجهه وقالت :
ناديتَ قلباً في سرابكَ أودعَـكْ=تدري - يقيناً - أنّه لن يسمعَـكْ
قد حانَ أن يقتصّ جرحي ثأره=هذي الورودُ أريجها لن ينفعَـكْ
أقسمتَ أنْ أبقى الوحيدة في الهوى=لكنّ قلبكَ في الدّنايا وزّْعَـكْ
أنا لستُ طفلاً ترتضيه بلعبةٍ=أنا لستُ غيثاً في السّما كيْ أزرعَـكْ
أبدلتَ صورتكَ التي كانت هنا=وجْهُ الحقيقة في الضّحى قد أفزعَـكْ
حتى دفاترُ شوقنا محمومةٌ=أجهضتها يا غائبي ما أوجعَــكْ
أنتَ الرَّماد وفي الرّياح مبعثرٌ=صِفْ لي - بربك- مسلكاً كي أجمعَـكْ ؟
أينَ الوعود ألم تدثِّر بردها=أقسمتَ لي أن النّوى لن يمنعَــكْ
أطفأت نبضَ الذّكريات بداخلي=والبعد عن دفء المشاعر ضيعَـكْ
واليوم جئت لكي تداوي شوقنا=ونسيتَ وعدا ساهراً ما أسرعَـكْ
ما عـاد يُبهرني المساءُ بِشَعْرِه=ودقائقُ الصّمت التي نامتْ معَــكْ
حتى الطيورُ فقد تبدّل لحنها=قامت تغرّد فوقنا ما أخدعَـكْ
لكنّ هذا الحبّ أعمى خافقي=فجعلتُ في روض الحنايا مرتعَـكْ
تدري بأنّ الحزنَ عاش بشرفتي=عذراً فإني اليوم أرجو مصرعَـكْ
أحْرقتَ أحلامَ الطّفولة كلّها=وغزلتَ من نسْجِ الخيانة مضجعَـكْ
وسرقتَ أمنية الصّباح بحيلةٍ=والليل من صدر التّبلد أرضعَـكْ
فاليوم غادرْ لا تُحقّق عهدنا=غادر - ورب محمد- لن أمنعَـكْ
هذي خريطةُ نأيِنا فامسِك بها=واسلك - بربك- جاهداً ما أوسعَـكْ
فرّت ثواني العمر بين جراحنا=وكأنَّ قلبي لم يكن يوماً معَــكْ !
سـ ع ــد
saad9170@
تعليق