اقتراب حميم
**************
كلمات و رموز رياضية مبهمة تجريدية .. ليست من النوع الذي تطرب العين عندما تراه اول مرة .. تحتاج ان تقرأه مرات ومرات حتى تبدأ بالإحساس بالألفة معها .. مرة بعد مرة تستوطن الكلمات والرموز قلبك و يسري في جسدك إحساس غامض .. ثم تبدأ خيالات بعيدة كل البعد عن المعاني بالظهور .. وتتكون كيانات منفصلة عن ما حولها .. تقف هناك وحدها .. و يبدأ الحلم .. و في الأحلام تبدأ اكتشافاتنا العظيمة .. المسالة كلها .. هي القدرة على التخيل .. ولن نستطيع ان نصل بلا قدرة على التخيل .. هكذا هي الفيزياء .. على الاقل كما أحببتها .. تشبه نصوص الشعر والادب التي ترسم من الخيالات .. حكاية .. تلتقط الوانها من هنا وهناك .. من ومضة كلمة عابرة .. من قصة حب .. او من خاطرة ..
هكذا كانت الملاحظات التي كتبتها بقلمي الرصاص وانا اجلس على الاريكة المريحة في غرفتي الصغيرة بعد انتهاء اليوم الاول من مؤتمر فيزياء الكم .. كنت أتأمل ظلمة الليل الحالك و قطرات المطر تطرق زجاج النافذة في ليلة من ليالي سبتمبر .. بداية الخريف !! الإضاءة خافتة تأتي من مصباح وحيد الى جانب السرير المزدوج .. شدني الحنين فجاءة تركت الورقة و القلم .. ذهبت هناك الى فضائي الافتراضي حيث التقي بآحلامي ..
**************
كلمات و رموز رياضية مبهمة تجريدية .. ليست من النوع الذي تطرب العين عندما تراه اول مرة .. تحتاج ان تقرأه مرات ومرات حتى تبدأ بالإحساس بالألفة معها .. مرة بعد مرة تستوطن الكلمات والرموز قلبك و يسري في جسدك إحساس غامض .. ثم تبدأ خيالات بعيدة كل البعد عن المعاني بالظهور .. وتتكون كيانات منفصلة عن ما حولها .. تقف هناك وحدها .. و يبدأ الحلم .. و في الأحلام تبدأ اكتشافاتنا العظيمة .. المسالة كلها .. هي القدرة على التخيل .. ولن نستطيع ان نصل بلا قدرة على التخيل .. هكذا هي الفيزياء .. على الاقل كما أحببتها .. تشبه نصوص الشعر والادب التي ترسم من الخيالات .. حكاية .. تلتقط الوانها من هنا وهناك .. من ومضة كلمة عابرة .. من قصة حب .. او من خاطرة ..
هكذا كانت الملاحظات التي كتبتها بقلمي الرصاص وانا اجلس على الاريكة المريحة في غرفتي الصغيرة بعد انتهاء اليوم الاول من مؤتمر فيزياء الكم .. كنت أتأمل ظلمة الليل الحالك و قطرات المطر تطرق زجاج النافذة في ليلة من ليالي سبتمبر .. بداية الخريف !! الإضاءة خافتة تأتي من مصباح وحيد الى جانب السرير المزدوج .. شدني الحنين فجاءة تركت الورقة و القلم .. ذهبت هناك الى فضائي الافتراضي حيث التقي بآحلامي ..
ارسلت لها بعض من وميض الشوق .. انتظرت .. و انتظرت .. يا لقيظ ملل الانتظار .. يا لمرارة الوله لها .. يا لصقيع رياح الغياب .. يا لعتمة المساء .. لم تكن هناك ربما هو فارق التوقيت !! ..
طرق على الباب .. فتحت الباب .. قلت: أحلالالام بصوت مملوء بالدهشة .. أمسكت يدها و سحبتها برفق الى داخل الغرفة .. انت هنا !! .. كيف وصلت!! .. كانت ترتدي فستانا ازرق فاتح قصير الأكمام .. يصل الى ركبتيها ولا شئ من حلي الزينة سوى سلسال رفيع من الذهب يتدلى على صدرها و ساعة صغيرة في معصمها حزامها من الجلد الاسود .. ألوان زينتها لا تكاد ترى .. عطرها استباح المكان برائحة فواكة ربيعية .. انظر الى عينيها و ابتسامة ثغرها و شعرها المنسدل على كتفيها .. و لكن مهلا .. كيف عرفتك ؟ انا لم ارك من قبل و لا اعرف لك رسما ..
اقتربت .. شعرت بدفء أنفاسها .. قلت : كيف جئت بكل فتنتك .. هكذا.. لا احب ان يراك احد غيري .. اين حجابك؟ .. قالت : لا عليك .. لن يراني احد غيرك .. لفت ذراعيها حولي .. كنت افكر ان أوقفها .. لا اريد ان ارتكب خطا فظيعا .. هذا ليس حلما .. انها الحياة الحقيقية .. ولكن ليس لدي القوة لاقاوم فانا الذي جلبته لنفسي .. بمحض ارادتي .. ثم افقد توازني .. واغوص في دوامة من دوامات الزمان .. وقبل ان تنتبه يكون حلمها قد تغشاك .. برقة و دفء .. اين تبدأ مسؤليتك هنا ؟ لا تدري!! .. تكافح لتزيل سديم الضباب عن ناظريك .. تحاول ان تعرف اتجاة التيار .. لتمسك بمحور الزمان .. لتتبين الحدود الفاصة بين الحلم والحقيقة .. كل يقينك انك في موقف حرج .. و شئ ما يجرك الى الأعماق .. و تغرق معالم الطريق تحت الأمواج .. ينسدل شعرها الناعم على كتفيك .. و يهتز بنعومة .. تغمض عينيك و تستسلم .. ولا تدري كم مر من والوقت .. لا تستطيع ان تتحرك .. او ربما لا ترغب ان تتحرك .. تمرر يدها على شعري .. تنظر الي بصمت .. تبتعد .. تسير عبر الغرفة .. و تغادر .. مازالت عاجزا عن الحركة .. راقدا على السرير .. أحاول ان أصغي لأسمع صوت حذائها في الممر .. او اي صوت اخر .. و لكن لا شئ .. يزداد المطر غزارة و تطرق حباته بشدة زجاج النافذة .. أرقد مستيقظا حتى شعاع الفجر الاول يتسلل من خلال نافذتي ..
*************
انتهت
طرق على الباب .. فتحت الباب .. قلت: أحلالالام بصوت مملوء بالدهشة .. أمسكت يدها و سحبتها برفق الى داخل الغرفة .. انت هنا !! .. كيف وصلت!! .. كانت ترتدي فستانا ازرق فاتح قصير الأكمام .. يصل الى ركبتيها ولا شئ من حلي الزينة سوى سلسال رفيع من الذهب يتدلى على صدرها و ساعة صغيرة في معصمها حزامها من الجلد الاسود .. ألوان زينتها لا تكاد ترى .. عطرها استباح المكان برائحة فواكة ربيعية .. انظر الى عينيها و ابتسامة ثغرها و شعرها المنسدل على كتفيها .. و لكن مهلا .. كيف عرفتك ؟ انا لم ارك من قبل و لا اعرف لك رسما ..
اقتربت .. شعرت بدفء أنفاسها .. قلت : كيف جئت بكل فتنتك .. هكذا.. لا احب ان يراك احد غيري .. اين حجابك؟ .. قالت : لا عليك .. لن يراني احد غيرك .. لفت ذراعيها حولي .. كنت افكر ان أوقفها .. لا اريد ان ارتكب خطا فظيعا .. هذا ليس حلما .. انها الحياة الحقيقية .. ولكن ليس لدي القوة لاقاوم فانا الذي جلبته لنفسي .. بمحض ارادتي .. ثم افقد توازني .. واغوص في دوامة من دوامات الزمان .. وقبل ان تنتبه يكون حلمها قد تغشاك .. برقة و دفء .. اين تبدأ مسؤليتك هنا ؟ لا تدري!! .. تكافح لتزيل سديم الضباب عن ناظريك .. تحاول ان تعرف اتجاة التيار .. لتمسك بمحور الزمان .. لتتبين الحدود الفاصة بين الحلم والحقيقة .. كل يقينك انك في موقف حرج .. و شئ ما يجرك الى الأعماق .. و تغرق معالم الطريق تحت الأمواج .. ينسدل شعرها الناعم على كتفيك .. و يهتز بنعومة .. تغمض عينيك و تستسلم .. ولا تدري كم مر من والوقت .. لا تستطيع ان تتحرك .. او ربما لا ترغب ان تتحرك .. تمرر يدها على شعري .. تنظر الي بصمت .. تبتعد .. تسير عبر الغرفة .. و تغادر .. مازالت عاجزا عن الحركة .. راقدا على السرير .. أحاول ان أصغي لأسمع صوت حذائها في الممر .. او اي صوت اخر .. و لكن لا شئ .. يزداد المطر غزارة و تطرق حباته بشدة زجاج النافذة .. أرقد مستيقظا حتى شعاع الفجر الاول يتسلل من خلال نافذتي ..
*************
انتهت
تعليق