يعلو وجهه الغضب، كلمات ترعد بالسب و الشتم يتمتم بها ، حالة من الهستيريا تملكته عندما شاهد سيارته و قد شوهها أحدهم بمسمار معدني، تمنى معرفة من قام بهذه الفعلة المشينة، ليدق المسمار في عينيه، يظنه حسود أو حاقد مثل الذين يعرفهم من جيرانه.
تذكر كلمات والدته، و هي تلف يديها حوله، و تتمتم بكلمات غامضة حتى هي لا تفهم معانيها؛ مجرد همهمات هكذا بدى له صوتها و هي ترمي الملح في إثره؛ لحمايته من حسد الناس، عقب كل خروج من البيت؛ فهذه السيارة جلبت له غيرة الناس ممن يعرفونه، في عادات منطقتهم العين تستحق زيارة ضريح ولي المدينة أو استشارة شيخ يستحضر قوى خارقة يسمونها بركة.
يحدث نفسه بسخرية:
،16=4×4 و ما شأنه هذا المهووس أن يكتمل طرفي المعادلة؟ و كل معادلات السياسة طرف واحد، دون أن نعرف أين تؤول نتيجتها، فلو كانت مهمةً هذه المساواة، حتما كان سيضعها صانعها كاملة.
ينظر إلى سيارته من الخلف، حيث صممت 4×4 بمعدن فضي في مؤخرها بطريقة جميلة، تزيد من بريقها، دالة على رفاهيتها و قيمتها المالية، قال و هو يكاد يختنق : هذا المغفل يريد أن يريني قدراته الرياضية، حسنا..لو كان رجلا فليريني وجهه لأعلمه الضرب و الطرح و كل فنون القتال الرياضية.
توجه نحو صديقه -صاحب مرآب تصليح السيارات-؛ ليدهن مكان الخدوش. بعدما انتهى من تصليحها توجه للعمل. محله غير بعيد، ركن السيارة قريبا منه، دخل المحل، و بدأ بتمرير توجيهاته للعمال: ضع هنا، غير مكان البطاريات هناك، أمام الواجهة، إرفع حافظات النقال فوق في الرف و بطاقات الذاكرة أنزلها تحت.
قارب الوقت موعد الغداء، توجه خارجا بعد أن مرر أوامره حتى حين عودته. مرة أخرى يعيد هذا الأحمق فعلته، دائما يخدشها و بنفس الطريقة، مرتين كل يوم، فعلا أصبح هذا الأمر لا يطاق، و استغرق يفكر كيف يخرج من هذا الكابوس. جاب شوارع المدينة نحو المنزل بسرعة، تائها في عدد لا يحصى من الحلول، خرج منها كلها خالي الوفاض. دخل البيت شاحب الوجه، أنفه يصل السماء و عينيه حمراوين و كأنه خرج لتوه من شجار، تنبهت والدته لحالته الكئيبة، فبادرته بالحوار لتفهم سر تغير ملامح وجهه.
-ماذا هناك يا ولدي؟
-سيارتي أصبحت سبورة تجوب الشوارع.
لم تفهم والدته شيئا، و واصلت بشيء من الحنان تساؤلاتها؛ لتفهم سر هذا الغضب و السخرية.
-و هل أصبحت معلما؟
-أنت أيضا تسخرين مني، ألأنني طردت من المدرسة تتهكمين علي، و لكن يبدو أنني أصبحت مدرسا متنقلا.
...أول شخص شك به؛ هو أستاذه الرياضيات في الثانوي؛ فهو أكبر حاقد عليه حسب اعتقاده؛ الذي ما يزال فقيرا رغم ما يعرفه من الرموز الرياضية ، و بالمقابل تلميذه الغبي الذي لم يستوعب دروسه الحسابية، أصبح يعد المال فوق ما يطيق جيب معلمه ، كان واحدا من بين المتهمين الذين فكر فيهم. أهل الحارة أيضا، دخلوا دائرة اتهاماته الكبيرة فكلهم فقراء؛ و الحسد يراه ينطق عن لسان حالهم، و الشرر يتطاير من أعينهم كلما رأوه يجوب بسيارته الحارة، كلهم شك فيهم واحدا واحدا لم يلغي أحدا منهم.
بعد وجبة دسمة، لم يهنأ بها، خرج من بيته متجها نحو صديقه لإصلاحها مرة أخرى، عندما رآه صاحبه انفجر ضحكا عليه، ما زاد من غضبه، حاول صديقه تهدئته قليلا دون أن يفلح، تنبه لفكرة لامعة جابت رأسه.
أتعرف محمود؟
ماذا؟
أكتب أمامها = 16.
رائع.
هكذا تنتهي من هذا الأحمق.
بعد إصلاحها خرج منتفخ الصدر و هو يجوب شوارع المدينة، بعد نهاية عمله قفل عائدا للبيت أين أوقف السيارة أمام البيت في زقاق ضيق حيث يسكن، عندما نزل من سيارته أصابته كرة طائشة على وجهه ، حيث كان يلعب بها الأطفال في الزقاق، فالمدينة تندر فيها أماكن اللعب و التنزه ، ثار و استشاط غضبا، و راح يكيل الأطفال بسلسلة شتائم تشبه الشعر.
أخذ الكرة معه للداخل، ليخرج إليهم بعد لحظات قليلة جدا و قد شقها نصفين و الخنجر بين يديه يسخر من الأطفال، لاحظ الأطفال كيف اغتيلت فرصة اللعب هذا المساء فوق حد خنجر غادر، انغرس فيهم قبل الكرة. تجمعوا بعيدا عنه و هو يراقبهم، و قاموا بتشكيل جلسة طارئة لهم. لم يفهم سر اجتماعهم العفوي السريع دون تخطيط، يشاهدهم و قلبه ممتلئ بالغضب ، افترقوا ليعودوا في لحظات، و هم يجمعون بضع دراهم، قام أحد الأولاد الذي تبدوا عليه علامات الإصرار على توجيه ضربة قوية له، انصرف من مكان اجتماعهم ليعود في لحظات و هو يحمل كرة جديدة.
ابتسم لهم و مرر لهم تحية عسكرية و هويدخل بيته.
صباحا و مع انطلاق منبهه كان أول ما فكر فيه سيارته، خرج ليرى انفعال الأحمق و كيف استطاع هذه المرة أن يتخلص منه، نظر للمعادلة و هو يقول:
قهقه وسع غضبه عندما رأى خربشة جديدة تحت علامة السيارة.
تذكر كلمات والدته، و هي تلف يديها حوله، و تتمتم بكلمات غامضة حتى هي لا تفهم معانيها؛ مجرد همهمات هكذا بدى له صوتها و هي ترمي الملح في إثره؛ لحمايته من حسد الناس، عقب كل خروج من البيت؛ فهذه السيارة جلبت له غيرة الناس ممن يعرفونه، في عادات منطقتهم العين تستحق زيارة ضريح ولي المدينة أو استشارة شيخ يستحضر قوى خارقة يسمونها بركة.
يحدث نفسه بسخرية:
،16=4×4 و ما شأنه هذا المهووس أن يكتمل طرفي المعادلة؟ و كل معادلات السياسة طرف واحد، دون أن نعرف أين تؤول نتيجتها، فلو كانت مهمةً هذه المساواة، حتما كان سيضعها صانعها كاملة.
ينظر إلى سيارته من الخلف، حيث صممت 4×4 بمعدن فضي في مؤخرها بطريقة جميلة، تزيد من بريقها، دالة على رفاهيتها و قيمتها المالية، قال و هو يكاد يختنق : هذا المغفل يريد أن يريني قدراته الرياضية، حسنا..لو كان رجلا فليريني وجهه لأعلمه الضرب و الطرح و كل فنون القتال الرياضية.
توجه نحو صديقه -صاحب مرآب تصليح السيارات-؛ ليدهن مكان الخدوش. بعدما انتهى من تصليحها توجه للعمل. محله غير بعيد، ركن السيارة قريبا منه، دخل المحل، و بدأ بتمرير توجيهاته للعمال: ضع هنا، غير مكان البطاريات هناك، أمام الواجهة، إرفع حافظات النقال فوق في الرف و بطاقات الذاكرة أنزلها تحت.
قارب الوقت موعد الغداء، توجه خارجا بعد أن مرر أوامره حتى حين عودته. مرة أخرى يعيد هذا الأحمق فعلته، دائما يخدشها و بنفس الطريقة، مرتين كل يوم، فعلا أصبح هذا الأمر لا يطاق، و استغرق يفكر كيف يخرج من هذا الكابوس. جاب شوارع المدينة نحو المنزل بسرعة، تائها في عدد لا يحصى من الحلول، خرج منها كلها خالي الوفاض. دخل البيت شاحب الوجه، أنفه يصل السماء و عينيه حمراوين و كأنه خرج لتوه من شجار، تنبهت والدته لحالته الكئيبة، فبادرته بالحوار لتفهم سر تغير ملامح وجهه.
-ماذا هناك يا ولدي؟
-سيارتي أصبحت سبورة تجوب الشوارع.
لم تفهم والدته شيئا، و واصلت بشيء من الحنان تساؤلاتها؛ لتفهم سر هذا الغضب و السخرية.
-و هل أصبحت معلما؟
-أنت أيضا تسخرين مني، ألأنني طردت من المدرسة تتهكمين علي، و لكن يبدو أنني أصبحت مدرسا متنقلا.
...أول شخص شك به؛ هو أستاذه الرياضيات في الثانوي؛ فهو أكبر حاقد عليه حسب اعتقاده؛ الذي ما يزال فقيرا رغم ما يعرفه من الرموز الرياضية ، و بالمقابل تلميذه الغبي الذي لم يستوعب دروسه الحسابية، أصبح يعد المال فوق ما يطيق جيب معلمه ، كان واحدا من بين المتهمين الذين فكر فيهم. أهل الحارة أيضا، دخلوا دائرة اتهاماته الكبيرة فكلهم فقراء؛ و الحسد يراه ينطق عن لسان حالهم، و الشرر يتطاير من أعينهم كلما رأوه يجوب بسيارته الحارة، كلهم شك فيهم واحدا واحدا لم يلغي أحدا منهم.
بعد وجبة دسمة، لم يهنأ بها، خرج من بيته متجها نحو صديقه لإصلاحها مرة أخرى، عندما رآه صاحبه انفجر ضحكا عليه، ما زاد من غضبه، حاول صديقه تهدئته قليلا دون أن يفلح، تنبه لفكرة لامعة جابت رأسه.
أتعرف محمود؟
ماذا؟
أكتب أمامها = 16.
رائع.
هكذا تنتهي من هذا الأحمق.
بعد إصلاحها خرج منتفخ الصدر و هو يجوب شوارع المدينة، بعد نهاية عمله قفل عائدا للبيت أين أوقف السيارة أمام البيت في زقاق ضيق حيث يسكن، عندما نزل من سيارته أصابته كرة طائشة على وجهه ، حيث كان يلعب بها الأطفال في الزقاق، فالمدينة تندر فيها أماكن اللعب و التنزه ، ثار و استشاط غضبا، و راح يكيل الأطفال بسلسلة شتائم تشبه الشعر.
أخذ الكرة معه للداخل، ليخرج إليهم بعد لحظات قليلة جدا و قد شقها نصفين و الخنجر بين يديه يسخر من الأطفال، لاحظ الأطفال كيف اغتيلت فرصة اللعب هذا المساء فوق حد خنجر غادر، انغرس فيهم قبل الكرة. تجمعوا بعيدا عنه و هو يراقبهم، و قاموا بتشكيل جلسة طارئة لهم. لم يفهم سر اجتماعهم العفوي السريع دون تخطيط، يشاهدهم و قلبه ممتلئ بالغضب ، افترقوا ليعودوا في لحظات، و هم يجمعون بضع دراهم، قام أحد الأولاد الذي تبدوا عليه علامات الإصرار على توجيه ضربة قوية له، انصرف من مكان اجتماعهم ليعود في لحظات و هو يحمل كرة جديدة.
ابتسم لهم و مرر لهم تحية عسكرية و هويدخل بيته.
صباحا و مع انطلاق منبهه كان أول ما فكر فيه سيارته، خرج ليرى انفعال الأحمق و كيف استطاع هذه المرة أن يتخلص منه، نظر للمعادلة و هو يقول:
- 4×4=16 ....ممتاز واصل...
قهقه وسع غضبه عندما رأى خربشة جديدة تحت علامة السيارة.
تعليق