نص
انتصبت أمام مرآتها بزهو، ألقت نظرة على نفسها، انفلت طائر الزهو من عينيها، إنها كالقشدة الطرية، مربربة، بل أحلى، فهي ترتدي فستانا أحمر فاتنا، و تمتلك وجها مدورا كالقمر، سهرت على تزيينه بأقلام الفرح، و قواما ساحرا، إنها الآن، جذابة و فاتنة، تقطر غواية و إغراء، قامت بالروتوشات الأخيرة، صففت شعرها من جديد، و أعادت خصلاتها المتمردة إلى الجموع..
جلست إلى مائدتها العامرة بشهي الطعام و لذيذ الشراب، و بقيت تنتظر..
أثناء ذلك، تابعت شريطها المفضل، مأخوذة باللقطة الرومانسية، حيث تظهر بطلها الوسيم و هو يمسك بحنو يد حبيبته، يهامسها، فتنطلق الضحكات منهما كما شلال عاشق للانبساط، تغرد الفرحة من عيونهما، و ترفرف فيصدح المكان روعة..
تسمع جلبة آتية من الخارج، تنظر باستغراب، تجد خصاما، سرعان ما يتحول إلى عراك فقذف بالحجارة، لا تنجو نافذتها من إحداها، تخترقها بقوة و عنف، و تسير قدما باتجاه الشاشة، ترتطم بها كما ذبابة، تسقط أرضا ، فيعم الشاشة السواد..
تتجه الحسناء باتجاه القبو، تفتحه و تنادي على الرجل القابع بداخله، تدعوه ليقاسمها المائدة، تأخذه من يده ، تمسكه بقوة، يعدها بألا يحاول الهرب ثانية، يجلس إلى المائدة، ينظر إلى الشاشة المنطفئة، يلتقط الحجر، يضعه إلى جانبه، ثم يهجم على الطعام يأكله بشراهة رجل ما تذوق الطعام دهرا..
يتجشأ، ثم ينهض داعيا إياها إلى السرير..
لم يكن المشهد إلا من اختلاق ذهن الرجل المتعب، فالمكان فارغ إلا من برودته الجارحة، فلا امرأة، و لا مائدة، و لا شاشة، لقد تعود أن يصنع لنفسه أوهاما دافئة.
ثم، إنه لم يتجه صوب غرفة النوم، فلا وجود لها أصلا،و لا وجود لأي سرير، بل اتجه صوب قبوه الكئيب، فهو يؤمن إيمان العجائز أن نهاية العالم وشيكة، إما بحرب نووية، و إما بارتطام جرم سماوي سيقضي على الأرض، و يمحق من عليها..
يفتحه، ينزل إلى داخله، يقفل عليه بإحكام..
تخبرني جارته التي إلى يمينه، أنها تسمع كل يوم جلبة آتية من تحت بيتها..
تنتصب أمام مرآتها، بزهو، تلقي نظرة على نفسها، ينفلت طائر الزهو من عينيها، فهي كالقشدة الطرية، مربربة، بل أحلى ، فهي ترتدي فستانا أحمر فاتنا، و تمتلك وجها مدورا كالقمر، سهرت على تزيينه بأقلام الفرح، و قواما ساحرا، إنها الآن، جذابة و فاتنة، تقطر غواية و إغراء، قامت بالروتوشات الأخيرة، صففت شعرها من جديد، و أعادت خصلاتها المتمردة إلى الجموع..
جلست إلى مائدتها العامرة بشهي الطعام و لذيذ الشراب، و بقيت تنتظر..
يأتي على رؤوس أصابعه حتى يفاجئها بحضوره الآسر، يجلس إلى المائدة، يلتهم الطعام بشراهة من لم يتذوقه دهرا، ثم يدعوها إلى السرير، فتستجيب له كالمسحورة..
تستيقظ، فلا تتذكر أي شيء، إلا هذا اليوم، فهي تتذكر كل شيء بتفاصيله المملة، تمسح على بطنها، الشيء الوحيد الذي أعاد إليها ذاكرتها، الشئ الحقيقي في حياتها، هو هذا الجنين الذي يتكون على مهل، و يمنحها السعادة و الامتلاء..
تتركني، ترتقي أدراج العلية بسرعة، و تغلق الباب عليها بإجكام، تخبرني أنها تهرب من أيد تريد ما بأحشائها..
أصنع معبرا بين الحكايتين، و أنصرف ..
انتصبت أمام مرآتها بزهو، ألقت نظرة على نفسها، انفلت طائر الزهو من عينيها، إنها كالقشدة الطرية، مربربة، بل أحلى، فهي ترتدي فستانا أحمر فاتنا، و تمتلك وجها مدورا كالقمر، سهرت على تزيينه بأقلام الفرح، و قواما ساحرا، إنها الآن، جذابة و فاتنة، تقطر غواية و إغراء، قامت بالروتوشات الأخيرة، صففت شعرها من جديد، و أعادت خصلاتها المتمردة إلى الجموع..
جلست إلى مائدتها العامرة بشهي الطعام و لذيذ الشراب، و بقيت تنتظر..
أثناء ذلك، تابعت شريطها المفضل، مأخوذة باللقطة الرومانسية، حيث تظهر بطلها الوسيم و هو يمسك بحنو يد حبيبته، يهامسها، فتنطلق الضحكات منهما كما شلال عاشق للانبساط، تغرد الفرحة من عيونهما، و ترفرف فيصدح المكان روعة..
تسمع جلبة آتية من الخارج، تنظر باستغراب، تجد خصاما، سرعان ما يتحول إلى عراك فقذف بالحجارة، لا تنجو نافذتها من إحداها، تخترقها بقوة و عنف، و تسير قدما باتجاه الشاشة، ترتطم بها كما ذبابة، تسقط أرضا ، فيعم الشاشة السواد..
تتجه الحسناء باتجاه القبو، تفتحه و تنادي على الرجل القابع بداخله، تدعوه ليقاسمها المائدة، تأخذه من يده ، تمسكه بقوة، يعدها بألا يحاول الهرب ثانية، يجلس إلى المائدة، ينظر إلى الشاشة المنطفئة، يلتقط الحجر، يضعه إلى جانبه، ثم يهجم على الطعام يأكله بشراهة رجل ما تذوق الطعام دهرا..
يتجشأ، ثم ينهض داعيا إياها إلى السرير..
لم يكن المشهد إلا من اختلاق ذهن الرجل المتعب، فالمكان فارغ إلا من برودته الجارحة، فلا امرأة، و لا مائدة، و لا شاشة، لقد تعود أن يصنع لنفسه أوهاما دافئة.
ثم، إنه لم يتجه صوب غرفة النوم، فلا وجود لها أصلا،و لا وجود لأي سرير، بل اتجه صوب قبوه الكئيب، فهو يؤمن إيمان العجائز أن نهاية العالم وشيكة، إما بحرب نووية، و إما بارتطام جرم سماوي سيقضي على الأرض، و يمحق من عليها..
يفتحه، ينزل إلى داخله، يقفل عليه بإحكام..
تخبرني جارته التي إلى يمينه، أنها تسمع كل يوم جلبة آتية من تحت بيتها..
تنتصب أمام مرآتها، بزهو، تلقي نظرة على نفسها، ينفلت طائر الزهو من عينيها، فهي كالقشدة الطرية، مربربة، بل أحلى ، فهي ترتدي فستانا أحمر فاتنا، و تمتلك وجها مدورا كالقمر، سهرت على تزيينه بأقلام الفرح، و قواما ساحرا، إنها الآن، جذابة و فاتنة، تقطر غواية و إغراء، قامت بالروتوشات الأخيرة، صففت شعرها من جديد، و أعادت خصلاتها المتمردة إلى الجموع..
جلست إلى مائدتها العامرة بشهي الطعام و لذيذ الشراب، و بقيت تنتظر..
يأتي على رؤوس أصابعه حتى يفاجئها بحضوره الآسر، يجلس إلى المائدة، يلتهم الطعام بشراهة من لم يتذوقه دهرا، ثم يدعوها إلى السرير، فتستجيب له كالمسحورة..
تستيقظ، فلا تتذكر أي شيء، إلا هذا اليوم، فهي تتذكر كل شيء بتفاصيله المملة، تمسح على بطنها، الشيء الوحيد الذي أعاد إليها ذاكرتها، الشئ الحقيقي في حياتها، هو هذا الجنين الذي يتكون على مهل، و يمنحها السعادة و الامتلاء..
تتركني، ترتقي أدراج العلية بسرعة، و تغلق الباب عليها بإجكام، تخبرني أنها تهرب من أيد تريد ما بأحشائها..
أصنع معبرا بين الحكايتين، و أنصرف ..
تعليق