"الدين والحياة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الدكتور سمير المليجى
    أديب وكاتب
    • 04-09-2012
    • 220

    "الدين والحياة"

    "الدين والحياة"

    إن أي إنسان لا يعلم بأي ارض يولد وبأي أرض يموت أو أي دين يعتنقه إلا الله سبحانه وتعالي يعلم كل هذا
    ولكن الله يضعنا في امتحانات واختبارات كثيرة لكي نري هل نحن أولياء أمور صالحين نربي أولادنا علي الحق والخير والصراحة والإيمان .
    عندما يولد الطفل الله سبحانه وتعالي يعطيه كل المقومات الأساسية و الحساسية الشديدة للحافظ علي نفسه في الثلاث سنوات الأولي من العمر ليحافظ علي نفسه وأيضا لكي يتعامل مع أعباء الحياة ولكن بعد الثلاث سنوات يبدأ في تعلم الإدراك حتي عمر الست سنوات .
    ويوجد مثل دارج من تراثنا العربي " يولد من ظهر العالم فاسد ويولد من ظهر الفاسد عالم" وهذا القول له مدلول كبير وهو عندما نقوم بزراعة زرع ما نجده يثمر نفس الزرع الذي قمنا بزراعته وكذلك عندما اطهي طعام معين يخرج في النهاية نفس الطعام الذي قمت بطهيه .
    المسئولية تقع علي الوالدين كاملة وهم المسئولين يوم الدين عما فعلوه مع أبنائهم. وتربية الأطفال شيء مهم جدا لأن الطفل لن يظل طفل حتي نهاية عمره .
    والسؤال المطروح هنا لماذا المخلوقات الأخرى لم تستغرق وقت كبير في نموهم مثل الإنسان ؟
    الإجابة هنا عندما يولد الإنسان يكون وزن مخه 500 جرام وعندما يصل إلي سن الرشد 21سنه يكون وزن مخه 1500 جرام الألف جرام التي اكتسبها منذ الولادة حتي سن الرشد 1000جرام كلها معلومات لحياته المقبلة وخبرات لكي يتعايش معها إن الإنسان تقع علي عاتقه مسئولية كبيرة جدا .
    يعتبر مخ الفيل أكبر المخلوقات وزنا علي وجه الأرض ولكنه لا يستعمل مخه مثل مخ الإنسان ومخ الإنسان يتكون من 100 مليار خلية وكل خلية ترسل في الثانية الواحدة 12 ألف " زين بسن"
    ومعني " زين بسن" هي إشارات كهربائية والإعجاز في ذلك نراه عندما ينتهي إنسان من حديثه ويرد عليه الطرف الأخر فان المخ كون هذا الرد في "-300 " جزء من الثانية معني ذلك فعل الإنسان دائما مجهز له من المخ.
    والإعجاز الأخر هو عندما يري إنسان صورة فسرعة وصول الصورة من العين إلي المخ 300 جزء من الثانية وإرجاعها إلي العين مرة أخري لكي يشاهدها الإنسان 300 جزء من الثانية أيضا هذا كله ليس صدفه أو صنع الطبيعة ولكن من صنع الخالق عز وجل .
    ومكان عيون الإنسان تقع في الأمام بينما بعض من المخلوقات الأخرى تقع عينيها في جانب الرأس وكل ذلك لمساعدة المخلوق علي الحياة فما دخل الدين مع الحياة .
    الشيء المهم في ذلك هو عندما نولد ليس بالصدفة وليس مثل المخلوقات الأخرى فكل إنسان قبل ولادته تعلم الأم كل العلم أنه إنسان ويحتاج إلي مساعدات كثيرة في الحياة حتي يصل إلي بر الأمان وأقصد بالأمان هو التعليم الصحيح والتربية والأخلاق والمعرفة . ويعتبر الوالدين هما النموذج والقدوة للأطفال والتعامل بين الأم والأب أمام أطفالهم من أهم الأشياء.
    والسؤال هنا ما دخل الدين والحياة في ذلك؟ الدين هو المدرسة للتعامل وهو أيضا المركز الرئيسي للأخلاق ورعاية البشر الذين يعيشون معه وكلنا عند الخالق متساوين في الشكل والنوع واللون والذي يميزنا هو أعمالنا.
    المسلم لا يكتفي بديانته المسجلة في بطاقته الشخصية وذلك مثل باقي الأديان ولا نتدخل في ذلك لأن لكل عقيدة لها احترامها وتقديسها.
    وكل إنسان مسئول أمام الله عما يفعله وعلينا أن نسأل أنفسنا هل هي حياتنا كما أراد الله لنا ؟ فإذا كان هناك الوقت للتوبة فعلينا جميعا أن نتجه إلي الله لنتوب.
    ولكن يجب علينا أن نحترم هذه الكلمة وهذا الوعد مع الله ولا نأخذ التوبة شماعة نعلق عليها أخطائنا ونفعل الذنب ونرجع للتوبة ثاني يوم فهذا الوعد مسئولين عنه يوم الدين .
    إن الله تواب رحيم ولكن يجب علينا نحن البشر أن نحترم هذه العلاقة مع الخالق فهذه هي الحياة مع الدين ولذلك اقصد بمقالتي هذه الدين والحياة " ربي اغفر لنا ذنوبنا وتب علينا لنكون نحن الصادقين علي ما وعدنا"
    مع تحياتي د / سمير المليجي
يعمل...
X