حكاية الحصان الذي فقد الذاكرة ..
استيقظ من النوم ووجد نفسه في البرية ..
يهيم على وجهه بلا هدف ..
جسده مليء بالجروح التي لا يدري كيف أصيب بها ..
الآلام تعصف به ولا يدري كيف يوقفها .
جيوش الذباب تحيط به بوحشية ولا يعرف كيف يهرب منها .
يحس بعطش لا يعرف كيف يرويه .. وجوع لا يعرف ماذا يفعل كي يسكته .
ظل يسير بلا هدف .. ويجول بلا أمل .. وينظر بعينان لا تريان وعقل لا يميز .
الخطوات السريعة أيقظته من تأملاته .. خطوات تشبه خطواته .. وأصوات وضجة تشبه الأصوات والضجة التي تصدر منه
ان هذه الكائنات تشبهه بالتأكيد لأنها تتصرف مثله .. لكن ما هذا الذي تحمله على ظهرها ؟ .. وما هذا الشيء الطويل الذي يلوح به في الهواء ؟ .. انه يندفع ناحيته .. ويسقط الشيء على رقبته ..
توقف يا هذا .. انك تخنقني .. ماذا تريد ؟ .. ولماذا تسحبني وراءك ؟ .. ماذا فعلت لك ؟ .. أنت تؤلمني ..
استسلم الحصان في النهاية وسار خلفهم .. إنهم لن يتركوه في حاله مهما فعل ..
كانت الكائنات الأخرى التي قابلتهم في الطريق تصدر ضجة سعيدة عندما شاهدته ونادته باسم معين وكأنها تعرفه .. واحتضنه بعضهم بسرور وهنئوه بسلامة الوصول ونجاته بالسلامة ..
نجاته من ماذا ؟ .. هل أصابه حادث أم تعرض لهجوم حيوانات مفترسة ؟ .. لو كان قد قابل حيوانات مفترسة كانت ألتهمته وتوفي وانتهى الأمر .. لابد انه حادث أو اصطدام الذي أصيب به .. والمزعج ان الجميع يسألونه بإلحاح ويرغبون في معرفة التفاصيل .. ولا يصدقونه حين يقول انه لا يذكر شيئا ..
انا بالفعل لا اذكر شيئا ولا اعرف من أكون حتى .. لماذا لا تتركوني في حالي ؟ .. أين كنتم عندما أصابني الحادث وتشردت في الطرقات ؟ .. وأكاد أموت جوعا من يومين ولم يتكرم أحدكم ويقدم لي طعام أو ماء .
ان الحظيرة التي وضعوه فيها خالية تماما .. ونظيفة جدا وكأن احدهم قام بغسلها حديثا .. وسرعان ما احضر احدهم الكثير من التبن الأصفر .. وملأ الحوض الكبير بالماء العذب ..
وفي النهاية احضر له احدهم فاكهه قشرتها حمراء ولونها ابيض .. لكن رائحتها مألوفة له جدا .. وطعمها السكري كذلك ..
وبدأ الحصان يتعرف على الروائح الأخرى في المكان وشعر أنها مألوفة بدورها .. وكأنه عاش هنا كل عمره .. حتى الكائنات الغريبة التي تروح وتجيء أمامه بدت له مألوفة جدا .. هم والاسم الغريب الذي ينادونه به وكأنهم يعرفونه ..
يبدو إنهم يعرفونه فعلا ويعاملوه بحنان .. ولا بد إنهم بحثوا طويلا عنه بعد غيابه حتى عثروا عليه .. وأبعدوه عن الأخطار الكثيرة التي قد يتعرض لها وهو في الخارج بعيدا عن الجميع .
استسلم في النهاية .. وفتح قلبه لهم .. انه لن يجد مكانا آخر يناسبه أكثر من هذا .. حتى لو لم تعد له الذاكرة ويتذكر من يكون .. انه يشعر بالأمان وهذا يكفي ..
الروائح تبدو له مألوفة وكذلك الكائنات التي تحيط به ..
إنهم يعرفونه وهذا يكفيه ..
ان يتذكرهم هذه مسألة وقت .. قد يطول أو يقصر لكنه يأتي في النهاية .
. تمت قصته .
الآلام تعصف به ولا يدري كيف يوقفها .
جيوش الذباب تحيط به بوحشية ولا يعرف كيف يهرب منها .
يحس بعطش لا يعرف كيف يرويه .. وجوع لا يعرف ماذا يفعل كي يسكته .
ظل يسير بلا هدف .. ويجول بلا أمل .. وينظر بعينان لا تريان وعقل لا يميز .
الخطوات السريعة أيقظته من تأملاته .. خطوات تشبه خطواته .. وأصوات وضجة تشبه الأصوات والضجة التي تصدر منه
ان هذه الكائنات تشبهه بالتأكيد لأنها تتصرف مثله .. لكن ما هذا الذي تحمله على ظهرها ؟ .. وما هذا الشيء الطويل الذي يلوح به في الهواء ؟ .. انه يندفع ناحيته .. ويسقط الشيء على رقبته ..
توقف يا هذا .. انك تخنقني .. ماذا تريد ؟ .. ولماذا تسحبني وراءك ؟ .. ماذا فعلت لك ؟ .. أنت تؤلمني ..
استسلم الحصان في النهاية وسار خلفهم .. إنهم لن يتركوه في حاله مهما فعل ..
كانت الكائنات الأخرى التي قابلتهم في الطريق تصدر ضجة سعيدة عندما شاهدته ونادته باسم معين وكأنها تعرفه .. واحتضنه بعضهم بسرور وهنئوه بسلامة الوصول ونجاته بالسلامة ..
نجاته من ماذا ؟ .. هل أصابه حادث أم تعرض لهجوم حيوانات مفترسة ؟ .. لو كان قد قابل حيوانات مفترسة كانت ألتهمته وتوفي وانتهى الأمر .. لابد انه حادث أو اصطدام الذي أصيب به .. والمزعج ان الجميع يسألونه بإلحاح ويرغبون في معرفة التفاصيل .. ولا يصدقونه حين يقول انه لا يذكر شيئا ..
انا بالفعل لا اذكر شيئا ولا اعرف من أكون حتى .. لماذا لا تتركوني في حالي ؟ .. أين كنتم عندما أصابني الحادث وتشردت في الطرقات ؟ .. وأكاد أموت جوعا من يومين ولم يتكرم أحدكم ويقدم لي طعام أو ماء .
ان الحظيرة التي وضعوه فيها خالية تماما .. ونظيفة جدا وكأن احدهم قام بغسلها حديثا .. وسرعان ما احضر احدهم الكثير من التبن الأصفر .. وملأ الحوض الكبير بالماء العذب ..
وفي النهاية احضر له احدهم فاكهه قشرتها حمراء ولونها ابيض .. لكن رائحتها مألوفة له جدا .. وطعمها السكري كذلك ..
وبدأ الحصان يتعرف على الروائح الأخرى في المكان وشعر أنها مألوفة بدورها .. وكأنه عاش هنا كل عمره .. حتى الكائنات الغريبة التي تروح وتجيء أمامه بدت له مألوفة جدا .. هم والاسم الغريب الذي ينادونه به وكأنهم يعرفونه ..
يبدو إنهم يعرفونه فعلا ويعاملوه بحنان .. ولا بد إنهم بحثوا طويلا عنه بعد غيابه حتى عثروا عليه .. وأبعدوه عن الأخطار الكثيرة التي قد يتعرض لها وهو في الخارج بعيدا عن الجميع .
استسلم في النهاية .. وفتح قلبه لهم .. انه لن يجد مكانا آخر يناسبه أكثر من هذا .. حتى لو لم تعد له الذاكرة ويتذكر من يكون .. انه يشعر بالأمان وهذا يكفي ..
الروائح تبدو له مألوفة وكذلك الكائنات التي تحيط به ..
إنهم يعرفونه وهذا يكفيه ..
ان يتذكرهم هذه مسألة وقت .. قد يطول أو يقصر لكنه يأتي في النهاية .
. تمت قصته .
تعليق