صحوة
يعمل سائقا على احدى مكائن البلدية, يمارس عمله المعتاد من الصباح للمساء , يستلم اجره الذي بالكاد يسد رمق عائلته الكبيرة, كان يوما اعتياديا لحين امر مدير البلدية بالتوجه لإزاله بيوت الصفيح المنتشرة على اطراف المدينة.
وصل لموقع العمل, احياء كبيرة على مدى البصر, يسكنها اناس حفات رسم الجوع بريشه الفقر ملامح وجوههم الكالحة. بلا ماء وكهرباء بلا خدمات, تنتشر فيها برك المياه الاسنه يلعب حولها الاطفال والكلاب السائبة,
جائه الامر ببدء التجريف بعد ساعات قليلة من انذار الناس بالإخلاء , كان حائراً بين تطبيق الاوامر من مرؤوسيه بسحق الفقراء , والرفض الذي يخسر بسببه الوظيفة, تمنى لو انه لم يولد في تلك اللحظة.
صرخت ملائكة السماء بصمت, استنجدت بقيم الاديان السماوية بالأعراف والتقاليد, اصبحت زمجره محركات المكائن اعلى من صوت انسانيته, تعلو آنين الفقراء الصامتين, سحقت الاليات كرامتهم واحلامهم بحياة كريمة, قبل ان تسحق غرف الصفيح التي تشبه قبور يسكنها احياء لا تقيهم من حر صيف وبرد شتاء.
الالم يعصر قلبه , والهم يمزق نفسه, تنهمر دموعه بين فترة واخرى وهو خلف المقود بلا حول ولا قوه.
بعد عودته بانتهاء يوم عمله جلس بشرفه داره صمت مع نفسه, كيف تحولت لمجرم دون ان اعلم؟ لكنني عامل باجر يومي اؤمر فأطيع, وإلا اُطرد من عملي ويأتي من يقوم بنفس العمل , يستمر هدم بيوت الفقراء ولا يتوقف بامتناعي عن العمل, فاخسر وقتها وظيفتي دون ان اغير شيء , والجوع كافر لا يرحم احد.
سرح بذهنه لفتره طويله حتى انطفاء سيكاره بيده دون علمه, اعتقد الفاسد يبرر فساده وظلمه للناس مثلما فعلت اليوم, لان الخوف سبب الظلم. الجلاد عندما يمزق اجساد الناس يعتقد ايضاً بأنه يقوم بعمله وواجبه, وعند امتناعه يأتي جلاد غيره ويستمر التعذيب , يخسر وظيفته دون ان يغير شيء.
سال نفسه لماذا هؤلاء فقراء اين حقوقهم من ميزانيه بلدهم المليارية ؟ كيف يجتمع النفط والفقر في بلد, اليس واجب الحكومة توفير السكن اللائق والحياه الكريمة لإفراد شعبها, بدلا من تجريف مساكنهم البسيطة.
بالتأكيد هناك من سرق حقوقهم وسلب اموالهم, ولولا ذلك لما كان هناك بيوت للصفيح ولا فقراء يسكنوها فهي الوجه الصريح للفساد والسرقة.
الان عرفت الحقيقة, ان لحظة الحقيقة تساوي حياتي بأكملها, والا سأبقى اعض اصابع الندم اعش بتأنيب الضمير طيلة حياتي, لا ينفعني مال ولا وظيفة, غدا سينتهي عذابي, استرجع إنسانيتي التي فقدتها اليوم.
في صباح اليوم التالي اتجه لموقع العمل, كان الناس مجتمعين معترضين على هدم خرائبهم, بعد استلام الامر ببدء التجريف قال لنفسه: ان لحظة السعادة تمحوا كل هموم الحياه مهما كانت نتائجها, والتضحية من اجل من نحب تجلب سعادة لا توصف, من يصبر على الضيم ولا يتمرد على الظلم, يكون حليف الباطل على الحق وشريك السفاحين بسحق الابرياء دون ان يعلم.
اطفى ماكنته نزل منها وركض صوب المتظاهرين, استقبلوه بالأحضان ثم رفعوه على اكتافهم وهم يصرخون ويهتفون خلفه بصوت واحد وصل لحدود السماء........ ( يسقط الفساد, يسقط الظلم, يعيش الشعب).
فراس عبد الحسين.
يعمل سائقا على احدى مكائن البلدية, يمارس عمله المعتاد من الصباح للمساء , يستلم اجره الذي بالكاد يسد رمق عائلته الكبيرة, كان يوما اعتياديا لحين امر مدير البلدية بالتوجه لإزاله بيوت الصفيح المنتشرة على اطراف المدينة.
وصل لموقع العمل, احياء كبيرة على مدى البصر, يسكنها اناس حفات رسم الجوع بريشه الفقر ملامح وجوههم الكالحة. بلا ماء وكهرباء بلا خدمات, تنتشر فيها برك المياه الاسنه يلعب حولها الاطفال والكلاب السائبة,
جائه الامر ببدء التجريف بعد ساعات قليلة من انذار الناس بالإخلاء , كان حائراً بين تطبيق الاوامر من مرؤوسيه بسحق الفقراء , والرفض الذي يخسر بسببه الوظيفة, تمنى لو انه لم يولد في تلك اللحظة.
صرخت ملائكة السماء بصمت, استنجدت بقيم الاديان السماوية بالأعراف والتقاليد, اصبحت زمجره محركات المكائن اعلى من صوت انسانيته, تعلو آنين الفقراء الصامتين, سحقت الاليات كرامتهم واحلامهم بحياة كريمة, قبل ان تسحق غرف الصفيح التي تشبه قبور يسكنها احياء لا تقيهم من حر صيف وبرد شتاء.
الالم يعصر قلبه , والهم يمزق نفسه, تنهمر دموعه بين فترة واخرى وهو خلف المقود بلا حول ولا قوه.
بعد عودته بانتهاء يوم عمله جلس بشرفه داره صمت مع نفسه, كيف تحولت لمجرم دون ان اعلم؟ لكنني عامل باجر يومي اؤمر فأطيع, وإلا اُطرد من عملي ويأتي من يقوم بنفس العمل , يستمر هدم بيوت الفقراء ولا يتوقف بامتناعي عن العمل, فاخسر وقتها وظيفتي دون ان اغير شيء , والجوع كافر لا يرحم احد.
سرح بذهنه لفتره طويله حتى انطفاء سيكاره بيده دون علمه, اعتقد الفاسد يبرر فساده وظلمه للناس مثلما فعلت اليوم, لان الخوف سبب الظلم. الجلاد عندما يمزق اجساد الناس يعتقد ايضاً بأنه يقوم بعمله وواجبه, وعند امتناعه يأتي جلاد غيره ويستمر التعذيب , يخسر وظيفته دون ان يغير شيء.
سال نفسه لماذا هؤلاء فقراء اين حقوقهم من ميزانيه بلدهم المليارية ؟ كيف يجتمع النفط والفقر في بلد, اليس واجب الحكومة توفير السكن اللائق والحياه الكريمة لإفراد شعبها, بدلا من تجريف مساكنهم البسيطة.
بالتأكيد هناك من سرق حقوقهم وسلب اموالهم, ولولا ذلك لما كان هناك بيوت للصفيح ولا فقراء يسكنوها فهي الوجه الصريح للفساد والسرقة.
الان عرفت الحقيقة, ان لحظة الحقيقة تساوي حياتي بأكملها, والا سأبقى اعض اصابع الندم اعش بتأنيب الضمير طيلة حياتي, لا ينفعني مال ولا وظيفة, غدا سينتهي عذابي, استرجع إنسانيتي التي فقدتها اليوم.
في صباح اليوم التالي اتجه لموقع العمل, كان الناس مجتمعين معترضين على هدم خرائبهم, بعد استلام الامر ببدء التجريف قال لنفسه: ان لحظة السعادة تمحوا كل هموم الحياه مهما كانت نتائجها, والتضحية من اجل من نحب تجلب سعادة لا توصف, من يصبر على الضيم ولا يتمرد على الظلم, يكون حليف الباطل على الحق وشريك السفاحين بسحق الابرياء دون ان يعلم.
اطفى ماكنته نزل منها وركض صوب المتظاهرين, استقبلوه بالأحضان ثم رفعوه على اكتافهم وهم يصرخون ويهتفون خلفه بصوت واحد وصل لحدود السماء........ ( يسقط الفساد, يسقط الظلم, يعيش الشعب).
فراس عبد الحسين.
تعليق