عروستي ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    عروستي ؟!

    عروستي ؟!

    مهنتي تتيح لي الإقتراب من البشر ، ألامس أجسادهم ، أشم رائحة العطر الذي يتعطرون به ، أخمّن نوع الأكل الذي تناولوه
    أدقق في فتق غير مرئي بملابسهم ، قد تنحرف عيني لأختلس نظرة في مساحة محرمة من أجسادهم ، أرافقهم في حلّهم
    وترحالهم وقد أشاركهم النوم فوق أسِرَّتهم .
    كل هذا وأكثر ، وبما أني أعي أن أقرب مسافة بين نقطين هو الخط المستقيم . فإنني لا ألِف ولا أدُور ، أعطي للعمل حقَّه
    ولا ألتفت لنزوة عابرة تراودني .
    ذات يوم جائتني زبونة بيدها قطعة قماش تريد تفصيلها ثوبا لمناسبة عرس إبنتها . كانت امرأة متصابية تفوح منها رائحة
    بنات الليل . أقبلت بوادر دعوة آثمة تدغدغ حواسي .
    ماذا تريد مني هذه المرأة ؟ هل حقا ترغب بخياطة ثوب لها ؟
    رمقته بنظرة فاحصة ، ثم قالت له بتحدٍ :
    ــ ماذا تنتظر ؟ خذ لي مقاساتي
    وجم الرجل وقال كالمنوم مغناطيسيا :
    ــ تفضلي أدخلي غرفة الفحص
    انتفضت المرأة كغانية نَقَحَ عليها شرفها كدُمَّلٍ ممتليء قيحا ، فأطلقت العنان للسانها وصرخت في وجهه قائلة :
    ــ نعم ! غرفة الفحص ؟! ماذا تظن بنفسك ، طبيب نسا وولادة ؟
    وتتابع صراخها في غضب وثورة . وفجأة وثبت رامية بنفسها فوق سرير الفحص وهي تفك أزرار قميصها :
    ــ لا تبدد الوقت . هيّا .
    الحق يُقال ، أن الرجل لم يتحرك ولم بنبس بكلمة . أخذ يحملق في المرأة بذهول
    اقترب منها وهو يطقطق المقص الذي بيده . أمسك بخصله من شعرها وقال بسرور :
    ــ الحمد لله ، لقد تمت عملية قلع ضرس العقل بسهولة لم أكن أتوقعها .
    رمتهُ بنظرة نافذة . همَّ بالكلام لكن الإشارة الضوئية قد فتحت فتحرّك بسيارته وهو يتمتم في سرّه :
    ــ استعنا على الشقا بالله .

  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    #2
    بين العفة و الإغواء مساحة تحصن
    مودتي

    تعليق

    • عواطف ابو حمود
      كاتبة .
      • 08-11-2013
      • 567

      #3
      كلمات القصة انسابت بتناغم تام وتلقائية جميلة ..

      لكن أستغلق على فهم نهاية القصة .. وجدتها نقلة مفاجئة لم اربطها بما سبقها من الكلام .. وحتى العنوان لم افهم علاقته بالاحداث .. فممكن تشرح لي ؟ .. مع الاعتذار عن الغباء والتطفل .

      .
      .



      .

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
        عروستي ؟!

        مهنتي تتيح لي الإقتراب من البشر ، ألامس أجسادهم ، أشم رائحة العطر الذي يتعطرون به ، أخمّن نوع الأكل الذي تناولوه
        أدقق في فتق غير مرئي بملابسهم ، قد تنحرف عيني لأختلس نظرة في مساحة محرمة من أجسادهم ، أرافقهم في حلّهم
        وترحالهم وقد أشاركهم النوم فوق أسِرَّتهم .
        كل هذا وأكثر ، وبما أني أعي أن أقرب مسافة بين نقطين هو الخط المستقيم . فإنني لا ألِف ولا أدُور ، أعطي للعمل حقَّه
        ولا ألتفت لنزوة عابرة تراودني .
        ذات يوم جائتني زبونة بيدها قطعة قماش تريد تفصيلها ثوبا لمناسبة عرس إبنتها . كانت امرأة متصابية تفوح منها رائحة
        بنات الليل . أقبلت بوادر دعوة آثمة تدغدغ حواسي .
        ماذا تريد مني هذه المرأة ؟ هل حقا ترغب بخياطة ثوب لها ؟
        رمقته بنظرة فاحصة ، ثم قالت له بتحدٍ :
        ــ ماذا تنتظر ؟ خذ لي مقاساتي
        وجم الرجل وقال كالمنوم مغناطيسيا :
        ــ تفضلي أدخلي غرفة الفحص
        انتفضت المرأة كغانية نَقَحَ عليها شرفها كدُمَّلٍ ممتليء قيحا ، فأطلقت العنان للسانها وصرخت في وجهه قائلة :
        ــ نعم ! غرفة الفحص ؟! ماذا تظن بنفسك ، طبيب نسا وولادة ؟
        وتتابع صراخها في غضب وثورة . وفجأة وثبت رامية بنفسها فوق سرير الفحص وهي تفك أزرار قميصها :
        ــ لا تبدد الوقت . هيّا .
        الحق يُقال ، أن الرجل لم يتحرك ولم بنبس بكلمة . أخذ يحملق في المرأة بذهول
        اقترب منها وهو يطقطق المقص الذي بيده . أمسك بخصله من شعرها وقال بسرور :
        ــ الحمد لله ، لقد تمت عملية قلع ضرس العقل بسهولة لم أكن أتوقعها .
        رمتهُ بنظرة نافذة . همَّ بالكلام لكن الإشارة الضوئية قد فتحت فتحرّك بسيارته وهو يتمتم في سرّه :
        ــ استعنا على الشقا بالله .

        الزميل القدير
        فوزي سليم بيترو
        والله ( حتجنني )
        هذا نص لك استوقفني فيه السرد على لسان البطل ثم الكاتب ثم القفلة التي أضحكتني كثيرا لأني تذكرت ( فريد شوقي ) وهو يشمر عن ساعديه قبل المعركة وهو يقول ( استعنا عل الشقى بالله ) هاهاهاها
        هل كانت طفلة تمزق ( عروستها )
        هل كان طبيبا أم خياطا أم طبيب أسنان أم هو مجتمعين بهيئة أخرى
        نص جعلني ( أدوخ )
        تحياتي ومحبتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
          بين العفة و الإغواء مساحة تحصن
          مودتي
          أبواب العفة محصنة أخي عبد الرحيم التدلاوي ، ونوافذها أيضا
          ولحظات الضعف عابرة غير مستوطنة
          تحياتي لك
          وشكرا للمرور
          فوزي بيترو

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عواطف ابو حمود مشاهدة المشاركة
            كلمات القصة انسابت بتناغم تام وتلقائية جميلة ..

            لكن أستغلق على فهم نهاية القصة .. وجدتها نقلة مفاجئة لم اربطها بما سبقها من الكلام .. وحتى العنوان لم افهم علاقته بالاحداث .. فممكن تشرح لي ؟ .. مع الاعتذار عن الغباء والتطفل .
            يا أخت عواطف
            أولا شكرا لإهتمامك والمرور على عروستي
            أعدك عندما أفهم النص ونهايته أن أقوم بالشرح والتوضيح
            الحال من بعضه يا أختي عواطف
            عروستي هي لعبة كنا نلعبها صغارا . يضمر فيها أحدهم مهنة
            معينة أو أي شيء آخر . ومن خلال الأسئلة التي يطرحها المشاركون
            في اللعبة ، نعرف ما ههي المهنة أو الشيء الذي ضمره صاحبه .
            تحياتي واحترامي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              الزميل القدير
              فوزي سليم بيترو
              والله ( حتجنني )
              هذا نص لك استوقفني فيه السرد على لسان البطل ثم الكاتب ثم القفلة التي أضحكتني كثيرا لأني تذكرت ( فريد شوقي ) وهو يشمر عن ساعديه قبل المعركة وهو يقول ( استعنا عل الشقى بالله ) هاهاهاها
              هل كانت طفلة تمزق ( عروستها )
              هل كان طبيبا أم خياطا أم طبيب أسنان أم هو مجتمعين بهيئة أخرى
              نص جعلني ( أدوخ )
              تحياتي ومحبتي لك
              الزبون دائما على حق
              وصاحب العمل خدّام لمن يدفع له فلوس
              كل مهنة مهما تدرّجت أهميتها ، من عامل النظافة
              حتى الطبيب والوزير والرئيس والشيخ الورع والقسيس المتعبّد ..
              كلّهم بلا استثناء يميلون للإنفلات ولو للحظة من قيد يكبلّهم
              ومن هذه الزاوية لا يستطيع المراقب أن يفرّق بينهم
              فيقول هذا ترزي وذاك حلاّق أو طبيب نسا وولادة
              أو طبيب أسنان ولا حتى سائق تكتك .
              جمعتهم لحظة ضعف ، وفرقتهم الفضيلة
              أختي عائدة محمد نادر
              النص جنّني أيضا ، فكتبني ولم أكتبه
              أجمل تحية ومودة كبيرة
              فوزي بيترو

              تعليق

              • عواطف ابو حمود
                كاتبة .
                • 08-11-2013
                • 567

                #8
                اذن القصة الماكرة انتصرت على كاتبها وكتبت نفسها بنفسها .. وتركته وتركتنا في حيرة معها ..

                لا مزيد من الاسئلة والتساؤلات .. والحمد لله على برائتي من تهمة الغباء .

                .
                .



                .

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عواطف ابو حمود مشاهدة المشاركة
                  اذن القصة الماكرة انتصرت على كاتبها وكتبت نفسها بنفسها .. وتركته وتركتنا في حيرة معها ..

                  لا مزيد من الاسئلة والتساؤلات .. والحمد لله على برائتي من تهمة الغباء .
                  أنا كنت متأكد من برائتك من التهمة التي أشرتِ إليها .
                  لكن لا مزيد من الأسئلة والتساؤلات ، هذا يعني أنك
                  قد قمتِ بفك شيفرة النص ، الحقيني فيه .

                  تحياتي أخت عواطف
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  • عواطف ابو حمود
                    كاتبة .
                    • 08-11-2013
                    • 567

                    #10
                    لا .. للاسف .. لم انجح في فك الشفرة المعقدة .

                    قد ينجح بقية سكان الارض في فعل ذلك مستقبلا ..

                    تحياتي مرة ثالثة .

                    .
                    .



                    .

                    تعليق

                    • أحمدخيرى
                      الكوستر
                      • 24-05-2012
                      • 794

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                      عروستي ؟!

                      مهنتي تتيح لي الإقتراب من البشر ، ألامس أجسادهم ، أشم رائحة العطر الذي يتعطرون به ، أخمّن نوع الأكل الذي تناولوه
                      أدقق في فتق غير مرئي بملابسهم ، قد تنحرف عيني لأختلس نظرة في مساحة محرمة من أجسادهم ، أرافقهم في حلّهم
                      وترحالهم وقد أشاركهم النوم فوق أسِرَّتهم .
                      كل هذا وأكثر ، وبما أني أعي أن أقرب مسافة بين نقطين هو الخط المستقيم . فإنني لا ألِف ولا أدُور ، أعطي للعمل حقَّه
                      ولا ألتفت لنزوة عابرة تراودني .
                      ذات يوم جائتني زبونة بيدها قطعة قماش تريد تفصيلها ثوبا لمناسبة عرس إبنتها . كانت امرأة متصابية تفوح منها رائحة
                      بنات الليل . أقبلت بوادر دعوة آثمة تدغدغ حواسي .
                      ماذا تريد مني هذه المرأة ؟ هل حقا ترغب بخياطة ثوب لها ؟
                      رمقته بنظرة فاحصة ، ثم قالت له بتحدٍ :
                      ــ ماذا تنتظر ؟ خذ لي مقاساتي
                      وجم الرجل وقال كالمنوم مغناطيسيا :
                      ــ تفضلي أدخلي غرفة الفحص
                      انتفضت المرأة كغانية نَقَحَ عليها شرفها كدُمَّلٍ ممتليء قيحا ، فأطلقت العنان للسانها وصرخت في وجهه قائلة :
                      ــ نعم ! غرفة الفحص ؟! ماذا تظن بنفسك ، طبيب نسا وولادة ؟
                      وتتابع صراخها في غضب وثورة . وفجأة وثبت رامية بنفسها فوق سرير الفحص وهي تفك أزرار قميصها :
                      ــ لا تبدد الوقت . هيّا .
                      الحق يُقال ، أن الرجل لم يتحرك ولم بنبس بكلمة . أخذ يحملق في المرأة بذهول
                      اقترب منها وهو يطقطق المقص الذي بيده . أمسك بخصله من شعرها وقال بسرور :
                      ــ الحمد لله ، لقد تمت عملية قلع ضرس العقل بسهولة لم أكن أتوقعها .
                      رمتهُ بنظرة نافذة . همَّ بالكلام لكن الإشارة الضوئية قد فتحت فتحرّك بسيارته وهو يتمتم في سرّه :
                      ــ استعنا على الشقا بالله .

                      وكأن خلع رداء " الرجل العملى الذى لا يلف ولا يدور ، ولا يترك نفسه لـ نزاوته " كـ عملية خلع ضرس ، وما ان تم خلع الرداء " عفوا اقصد ضرس العقل " فـ تحت الاشارة على مصراعيها " واخضرت انوارها " معلنة استعدادها ، وسماحها لـ السيارة لـ الولوج من هذا الطريق ، وكانت الاستعانة على الشقا " والله يعطينا ويعطيك العافية " .

                      عزيزى " استاذ / فوزى

                      استمتعت كثيرا بـ قراءة رائعتك ، واعجبتنى الفكرة .

                      تحياتى
                      التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 19-11-2013, 20:58.
                      https://www.facebook.com/TheCoster

                      تعليق

                      • فوزي سليم بيترو
                        مستشار أدبي
                        • 03-06-2009
                        • 10949

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة
                        وكأن خلع رداء " الرجل العملى الذى لا يلف ولا يدور ، ولا يترك نفسه لـ نزاوته " كـ عملية خلع ضرس ، وما ان تم خلع الرداء " عفوا اقصد ضرس العقل " فـ تحت الاشارة على مصراعيها " واخضرت انوارها " معلنة استعدادها ، وسماحها لـ السيارة لـ الولوج من هذا الطريق ، وكانت الاستعانة على الشقا " والله يعطينا ويعطيك العافية " .

                        عزيزى " استاذ / فوزى

                        استمتعت كثيرا بـ قراءة رائعتك ، واعجبتنى الفكرة .

                        تحياتى
                        بعد أن أقوم بقلع ضرس عقل أحدهم أو إحداهن
                        يسألونني هل يؤثر فقدان ضرس العقل على عقولنا ؟
                        طبعا شكل السؤال ممازحة وتندر . لكن في حقيقة الأمر
                        قلع ضرس العقل هو الدخول في عالم الكبار
                        وما أدراك أخي أحمد خيري ما هو عالم الكبار
                        إشارات خضراء مفتوحة
                        ألا يقولون في الأمثال :
                        طريقك خضرا يا فلان
                        الحقيقة أني لا أعتبر نص " عروستي " قصة قصيرة
                        بمفهومها المتعارف علية . وسأترك التجنيس للمتلقي الذي
                        أصبح النص ملكه الآن .

                        تحياتي وشكرا للمرور
                        فوزي بيترو

                        تعليق

                        يعمل...
                        X