هذه المرة الثالثة على التوالي التي يتوقف فيها أمام الباب القديم في هذا الأسبوع .
كان يوشك فعلا على إدخال المفتاح في الثقب عندما أدرك انه هذا لم يعد منزله .
ما الذي حدث له ؟ .
كأنه يسير وهو نائم .
لم يشكو من النسيان الغريب هذا من قبل .. وصحته مازالت جيدة رغم انه تجاوز السبعين من عمره..
كيف ينسي منزله الجديد وهو الذي بناه بيده واختار أثاثه بعناية ؟ .
لماذا يعود للمنزل القديم المليء بالذكريات التعيسة ؟ .. ومرابع الطفولة التي لم تكن ؟ .
هل حدث شي ما لعقله ؟ .
هل هو يحتاج إلى مراجعة طبيب ؟ .
لاح له من بعيد شبح شاب عشريني يتقدم نحوه بسرعة ..
انه حفيده الكبير الذي ضحك ساخرا عندما شاهد يقف حائرا أمام الباب .. وهو ما يزال يلهث من تعب الطريق الطويل .
أخذه من يده وهو يقول : كنت ابحث عنك .
وسحبه خلفه مثل الطفل الصغير .. وتابع كلامه قائلا : - والدي طلب مني ان أحرسك بعد خروجك من المسجد .. لكني تأخرت دقيقة واحدة فابتعدت بسرعة مثل الريح .. لا ادري كيف تنسي منزلنا الجديد وهو أمام المسجد مباشرة يا جدي .
إنها المفارقة المزعجة ..
. تـمت قصته .
تعليق