مائة ليلة عشق وفجر

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:15

الليلة الأولى

على مقربة من ضفة النهر والفراشات تقفز فوق قطرات النور
تهز الأميرة جذع الليل يتساقط ألف عطر وأحجية والفتى العاشق
يشد الأنفاس ويعيد ترتيب هدوئه فمع كل عطر تخدرت أطرافه
وأبت دقات قلبه إلا الجري السريع كنمر شرس جائع
خطوة خطوة والطريق يشق أنفاس المسافة والفتى العاشق
يقترب بكل دهشات المستحيل نحو حلمه الجميل وهو يغمض عينه
ألفا ويفركها ألفا ويدنوا من أعجوبة الزمان سيدة الحسان أميرة قلبه والحبيبه

وهو يصنع من نظراته رسالة عشق ويمد يده ليد الأميرة يفرد كفها المعجونه
بلحن الحنان ويطبع قبلة إذآنا بالبدأ يكتب بالشاهد حروف اسمها وحرف من اسمه
يسند رأسها فوق كتفه ويبث شوقه الملتهب وعشقه المجنون بين ضفائرها
يبوحها حكاية الحلم وكيف أنها قبل الولادة كانت الأمنية وملامح الحياة
وكيف تعلّم على يد السنين مهارات العاشقين ودفء النور وحرارة الحب
وطقوس متخمة بالجنون
والليل الخبيث يحث نسائمه على الهبوب لتلامس وجنة الأميرة وتسكن
شفاه العاشق لفّ الفتى العاشق الأميرة بوشاحه المعبق بتبغه وعشقه وجنونه
احتضنت الأميرة ذاك الوشاح تنفسته وعانقته بوجهها ولفت عنقها الرخامي
بعبق الوشاح وأمرت الريح والنهر بنقر الدف وبدأت برقصتها الغجرية
لتتفجر الأنوثة والجمال من باطن الأرض وخلخالها الشهي السحر يزف أنوثتها
نحو العاشق والعاشق معتقل مجنون يرش رحيق همساته ويرقص في عمق ذاته
ويرشف عشقا مغموسا بالسحر وعطر الغجرية

فيدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات وتثاؤب ليلة من احلا الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:16

الليلة الثانية

يفرد الفتى يديه ويرنو كطائر يمتّعه الطيران
يلامس أطراف الحبيبه وصوب غابات اللوز
يعبران يركضان كطفلين يغريهما رحيق الزهر
ولون الفراشات يقهقهان كفرحة العيد ويُسقطان الجسد
عند معابد الشجر يسمعان عزف قلوبهما ويضحكان
لايأبهان ببرد الليل ولا حفيف المسافات
يسرق الفتى العاشق نظرة يؤرخها في الذاكرة
يخلع قميصه وعلى أطراف أكتافها المعتزة بالنفس
يضعه برفق وعشق يغتنم بعض الدفء من أكتافها
ويتركها يذوب بعطره المسكوب في ثنايا القميص
ويحترف البحث عن أعواد تبرعت بها الأشجار
لليلة عشق ثرية يعانقها الأرض على شكل قلبه
ويضرم نار الشوق فيها ليكون الإحتراق بطعم الحياة
وعلى هدئة الليل الآسر يضع رأس الأميرة على ركبته
يقصصها عشقه وحبه واشتعال لحن النفس بوجودها
يغرق عيونه بملامحها ويسرّح شعرها المفعم بحلمه
يجدله تارة يشتمه تارة ويمرر أصابعه لتعيش تارة
ومن نار أضرمها الشوق يشعل سيجارته ينفثها بشكل
حروف اسمه ويلفت انتباه الأميره للنجمات وكيف تذكر
اسمها في حكاية عشقه وتسردها لليل والقمر المسافر
نحو الهطول فيخطف الفتى العاشق كفها المصنوع من نور
ينقش اعترافه الأوحد ( أحبك)
قبل أن يدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات وتتثاؤب ليلة من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:17

الليلة الثالثه

على الشاطئ الذهبي الممتلأ أنغام الشمس التي لازالت
تبث دفئها بعد غفوتها والنجوم تراقص وجه البحر
استلقى الفتى العاشق والحبيبه على الرمال الحنونه
يراقبان السماء اللامعة الروح ثم يعبران نحو اللقاء
كل يواجه الأخروالفتى العاشق يفترس أدق تفاصيلها
اشتهاء تخليد يقترب من الجبين ويرسل قبلة بحرارة الشوق
ولهيب العشق ويسندها متعمدا يلامس ظهرها المتحفز للنضوج
لينهض النور المتكدس بين مساماتها ودون أن يُغفلا لحظة كانا
يلاعبان ماء البحر والأقدام عارية إلا من فرحة الوقت الموشوم
بالسعادة ينثران القطرات في كل اتجاه ويشهقان من برد أرسله
الماء لأجسادهم وضحكة تقطعت من لذة الموقف تكوما على الرمال
الحنونه من جديد والأنفاس تعلوا وتهبط دون أدنى إرادة
أمسك الفتى العاشق يد الحبيبة وبإصبعها الشاهد الشاهد على كل اعترافاته
كتب على الرمال الحنونه ( أحبك يا كل أشيائي يا أنت أحبك) فأمسكت
بكفه وكتبت بماء البحر المتعطر بها ( أعشقك) ومن دون تفكير
وقفا وتابعا المسيرعلى ضفاف البحر الساحر يبحثان عن محار يبوحهما
بسر غدٍ يرجوانه وما أن حطت عيونهما على المحار حتى ركضا كما
الأطفال يتسابقان إليه ولأنها الحبيبه ولأنه يطير حين يعترف أرخى حبال
المسافة لتكون هي الأسبق طلب المحار منها تمتم وأغمض عيناه ناشد
البحر ودعا للسماء أن حققي ما أتمنى وبعينها شرسة الجمال خجولة الطله
غمزت له طلبا لسر التمتمه تقدم نحوها العين بالعين وصدره يواجه صدرها
أمسك كفها قبّله وشد عيله وتمتم بأذنها ما تمتمه للمحار

فدق رنين النجمات وأعلن صحو النحلات وتثائبت ليله من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:17

الليلة الرابعة
تغمض عيناها ليحملها الفتى العاشق بين يديه تطوقه بحرير
الروح وتمعن استنشاقا لعطره ينظر للسماء يتلوا آيات الشكر
يعتصر أنوثتها بين يديه ليحظى بضحكتها المجنونه ويحلق
نحو الغيمات الـ تكثر مواسم العشق فيها ويدعو الله أن لا تكون
هذه ليطول العناق ويرتوي من أنفاسها الملتهبة الخجلة ويتعلم
لون التوت من شفاهها ومعزوفة القمر من عيونها يقفز بين الغيمات
هذه تلك هذه تلك بل هذه حيث الموسم الرطب المشبع بدقات العود العاشق
ينزلها كما الانحناءات الملوكية لأنها كذلك وخوف أن يخدشها جسد الغيم
وقبل أن تنبس بحرف وبالشاهد الشاهد وعلى ضفاف التوت يضع اشارة
السكوت وكعادته المجنونة يحملق في كل تفاصيلها وكأنها المرة الأولى
يقبّل شاهده يشتم جدائلها ويبدأ أبجدية بكر في عينيها يغزل قصيدة بأوراق
الورد ويعلقها وشاحا فوق رخام عنقها يحفر في الغيم حروف اسمها وهمسه
ودقات قلبه ويعيد حملها بين يديه ويقفز لغيمة أخرى وكعادة الأساطير تنتحر
الغيمه الأولى لفقد عطرهما وتخليدا لعشقهما تتساقط قطرات على شكل اسمها
وهمسه ودقات قلبه تنظر الحبيبة الى عيون الفتى العاشق بدهشة الحصول
يتساقط العاشق ذوبانا على فراش الغيم من نورها فتذوب الحبيبة من فرط
العشق ليختلطان نفَس واحد قلب واحد وألف ألف حكاية عشقية يثملان
يصرخان جنونا ويعلنا الحياة فينادي الليل تباشير الصبح ليقفان جسد واحد
وقبل أن يدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات وتثاؤب ليلة من أبهى الليلات
يركبان النسيم ويهبطان

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:18

الليلة الخامسة

بخطواتها الأميرية تطل المعشوقة الساحرة ونسائم الروح قبل نسائم الليل تشاكس شعرها
وتبعثره بلا دليل ووشاحها الأحمر يرفرف وينادي الفتى العاشق وفستانها العاري
الأكتاف يعبث بنغم الغواية يقدم الفتى العاشق تحية هيام تليق وعلى أكتافها الدافئه يضع
بجنون العشق ذراعه ويعلنا الإنفلات من جاذبية العقل والأرض وبملائكية يسافران نحو النجوم
يوشوشان الهواء وتلك الغيمه المعبئة برحيقهما يصرخان بكل اعترافات العشق ويصنعا قصيدة
بحروف سماوية ويتلمسان جسد الطريق يغريها بريق نجمة بلون قوس قزح ولأنه يحلم دوما
بالذوبان يحملها بين كفيه ويقيم مراسم النزول عند اللون الأزرق فالبحر أزرق والسماء في
صبا اليوم أزرق والأميرة خرافية في مدن الأزرق تستلقي رخامية النور والفتى العاشق
مسحور تقذف بحذائها كل في اتجاه تفرد ذراعيها تستقبل ذرات اللون الهابط من عمق السماء
فرحة دهشة وانبهار وصوت طفولي الضحكات يصادر الفتى العاشق ودون إرادة يلقيه
صريع العشق في لحظات يلامس خده ذراعها يلتف نحوها تغوص حرارة شفاهه في ارتعاشة
العيون يطبع قبلة فوق الجفون ويعتدل في جلسته يمد راحتيه لها وبرشاقة العصفور
الراقص على الأشجار تكون كما المرآة أمامه تتعانق الأصابع حد التوحد يقرب كفها من
شفاهه المتلعثمه وينقش قبلة بخفة راقص الباليه تغريه ورود الخجل وتلك اللمعه الشرسة
في الأحداق فيزيد هطول همسه قطرات على أوراق الورد لتشعلها ولهيبا يثير الشراسة
أكثر ثم يملأ القدح من غاب العناب ويثمل

قبل أن تدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات وتتثاؤب ليله من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:19

الليلة السادسة

والقرص الأحمر يغمس أصابعه في عمق البحر
يحتفل الفتى العاشق وبعض الطير بقدوم الليل
يفرش منديلا بلون رحيق الزهر ويشعل سيجارته
الكسلى على مهل ويراقب سفر الدخان نحو الغيب
يحملق في صوت الكناري ووشوشة أوراق الشجر
يَعُدُ أصابعه ورحيق الزهر المزروع في المنديل
يقترف البحث ذات اليمين ويمعن ذات الشمال
يجره الذهن نحو ألف دليل ومستحيل يسأل اخضرار
الأرض وبهجة السماء يسأل أنفاسه المتعالية وقطة
شيرازية تداعب عصفور يستذكر وجهها المرسوم في
باطن جفنه وخطواتها المحملة بدلال الأنوثة وذاك الخال
صوت الخلخال ونضوج حواء فوق مبسمها ضحكتها الـ
تعربد فوق مساماته واستشاطة الأحمر في خدودها
يمتثل وقوفا يتسكع في كل اتجاه يفرك أنامل الوقت
ويدندن أغنية تعشقها يتحرش بالصمت وهمس الليل
وجذع شجرة اللوز ينبشه بغوغائية الشوق الحارق
يتمسمر مذهولا من سحر العشق فذاك النبش وشى
بملائكية وجهها عانق الشجرة وقبلها مائة قبله

قبل أن يدق رنين النجمات وأعلن صحو النحلات
وتثائبت ليله من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:19

الليلة السابعه

نصف قرن أيقظ الشوق في ارتعاشة المساء
حتى الصمت ما عاد يبرح دهشة الوقت والفتى
العاشق يلثم شفاهه تفجرا وحنينا هل يقضم غضب الليلة
السابقة ويمسح به وجه الخوف من ليلة أخرى أم يشهر
في وجه الخذلان صرخاته والكفة تميل لقضم الغضب مع
عزف دقات الساعة السريعة الخطا الثقيلة الوقع على
فؤاده لا لن أبدأ إلا بالعشق لن أنثر إلا الشوق ومواسم الجنون
لابد لها أن تغرق حين امتلاء المسافة بين الأصابع وامتزاج لهفة العيون ما بالي أتبعثر كيف للهواء أن يضيق يا إلاهي حتى الألوان باتت غارقة في الوحدة الليل بلا طعم العصفور لا يحسن اللحن والوقت اللعين يدق مساميره في الجمجمه صمت
بلاده وثورة عتب مكبوت ووشوشة الريح للشجر وخيال يستقرأ النور من كل الجهات يغمض عين ويفتح أخرى ويسترسل
في عزف ملامح الحبيبه يلامس قسماتها وعلى صوت
قيثاره يراقص طيفها يتنفس غفوتها فوق كتفه تتلعثم
خطاها لتطأ قدمه فترن ضحكتها المجنونه في أذنه وفي
لمح البصر يفتش يديه الخاوية إلا ارتجاف الأمنية
يعيد شهقات البحث يخنق دقات الوقت ويدور حول ذاته
فيمد نظره ليصافح ابتسامة خبث على فم الليل

قبل أن يدق رنين النجمات وأعلن صحو النحلات
وتثائبت ليله من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:20

الليلة الثامنة
خطوة نحو الليل ونظرة للسماء واغلاق لكل
بوابات القادم فالألوان تزداد شراسة وامتزاج
والفتى يمارس عنفوانه في حضرة الليل ليبعد
شبح النظرة السابقة يستنشق ملأ رئتيه رجاءا يبعد الخذلان
يا إلاهي انه عطرها العربي فهاهو يزج الدوار
في جذور الدم ويشعل الحاسة العاشرة ها هو
وقع خلخالها يستثير غيرة العصافير وابتسامة
محجوبة عن ثغر الفتى العاشق منذ ليالٍ هاهي الأرض
تستفيق من غفوة اللقاء يليف نحو العطر لتبرق عيناه
حنينا تصمت كل الأشياء إلاها ينقل ساقه المرتعشه
لتلحقها ارتعاشة الأخرى وما أن وصل حتى تفقد كل
مساماتها شعرها المجنون عيونها الشرسة كروم العناب
رخامها والدفء المزروع في كفيها أنغام انفاسها وعناقيد الأنوثة
الموشومة في كل جسدها لم يوقظة من لذة دهشته
ولهفته سوى ضحكتها المالكه لأمره نسي ما كان بغمزة عين
منها اختطف كفها هارب بها من الابتعاد نحو
اللاشيء وكل شيء وضحتها ترن بكل المعاني بأذنه
لم يتوقف إلا بعد تيقن بأن المسافة ماتت وأن عزف
أنفاسها يراقص إرضائه فستلقيا على تربة الشوق وما
أن اغتصب وجهها بنظراته حتى ارخت جفونها لتسمح
له بأن لا يترك منها شيء واثقة أنه لن يرتوي من تغلغل الشوق
سحب كفها نحو فمه لثم باطنه تاركا لعيونها فرصه المثول
وما أن تقابلت العيون وشت لها بأوجاع الليالي السابقه
وكيف ثار بركان الشوق والخوف والغضب وأن اللهفة
أغرقت كله وما أن ارتسمت على أطراف عينها ابتسامة
ودفنت رأسها على كتفه وتنفست حتى ذاب في دفء الاقتراب
ومحى من ذاكرته ليلتان عنوانهما الغياب وضمها الى صدره
قبل أن يدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات
وتثائب ليله من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:21

الليلة التاسعه

وعرين الشوق يصرخ إحياءا لطعمه والليل يزحف
نحو الولادة يحمل الفتى العاشق كل أشائه وقناطير اللهفة
يرشو الدقائق أن لا تسرع فالليله يتملكه الجوع والأميرة
باتت على اقتراب فالليله سيجوب مدينة العشق معها
أواه ما أبهى طلتها وزقزقة الخطا في الاقتراب خصلة
شعرها الشرسة اكتناز الشفاه الممتلأ بالعناب ردائها الأبيض
السامح لأنوثتها بالصراخ ومنديلها السحري القاطن فوق الأكتاف
لم يشعر الفتى العاشق إلا وهو يضمها نحوه يشتمها ويغمض
ويطبع قبلة فوق الجبين وتحط يده رحالها حول خصر الأميرة
ويجوبان شوارع المدينة يهمس لها لتصدح ضحكتها المجنونه
التي يعشق وعند زوايا كل طريق يتركان وشما كالشامة(خال)
يتمرغ بها الطريق ويعشق والهمس يشتعل والدلال يرتفع
وغنجها يسيل على كفه يغرق كل خطوطه تغار أضواء الشوارع
وتلك النافذه حتى اشارات المرور اغمضت لم تعد ترغب بالسهر
وصوت المناغاة يثير شهية الطيروالأبواب المغلقة المسكينه
والفتى والحبيبة يركضان ويلعبان فمالت إليه وبكل أنوثتها
وشوشة العاشق أن خطاها باتت تثقل وبكل شرقيته حمل
أنوثتها بين يديه وهي تطوقه بذراعيها وعيونها تسرد له ألف حكاية
يضمها نحو صدره ليتوه مصدر الدفء بينهما وطفولة الأنوثة
تحرك ساقيها بغنج ساحر يسير نحو معبد العشق وعيونه تخبر
الشوارع أن انظروا إلي وحبيبتي وأنغمسوا في موسم العشق
يفتح باب المعبد وعلى ريش العشق ينزلها يرنو المنديل عن
الأكتاف ويرشف العاشق من ثمر العناب

قبل أن رنين النجمات ويعلن صحو النحلات
وتتثاؤب ليلة من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:21

الليلة العاشرة

يعتزم الرحيل نحو الليل بخطا مسرعة أرهقته دقات النهار
ونفذت نحو مفاصله زعقات الإنتظار من أين ستأتي مالون
ردائها هذه الليله وكعوبها هل خضبتها بالحناء هل زادت
غضاضة كفها وسيوف عيونها هل لازالت ترديه من أول
طرفة إلي أيها الليل قالها الفتى العاشق وارتجافة الأمنية
تحتل حنجرته غمز الليل تكتكات الساعة ابتسمت ولم تألوا
جهدا في المسير تفاقمت فرحة الفتى العاشق وأخذ يفرك
كلتا يديه ويتلفت في كل الإتجاهات وكعادته ينفذ عطرها
في كله يزيد دقات قلبه ويدب الحياة في الابتسام يتلفت نحو
هبوب العطر يا الله كم أنت جميلة حبيبتي كم أعشق سحرك
قالها في سره وأقدامه دون إرادة تسير نحو حبيبته وما أن
حضى بها حتى تفقد غضاضة كفها بقبلة ناعمه اختلس بعدها
نظرة لكل ملامحها اقترب من وجهها تنفس أكثر فعطر أنفاسها
يحيي أوصاله وبدلالها النادر الوجود مالت كالغصن عليه ويدها
تحرق بدفئها جوع كتفه اقترب من أذنها وقال ما أشهى الأصفر
حين يتباهى بك وتلك الوردة الذهبية الساكنه صدر الفستان
باتت ترش عطرها من أنوثتك أمسك يدها رافعا لأعلى ودون
أن يطلب بدأت كالشمس بالدوران عطرها خمر يستثير جنونه
ونورها يجبر العين الإغماض لغايات الوشم ما رأيك أميرة عمري
أن نقضي الليل هنا دون حراك جلوسا على هذه التربة الشاهده
على ألاف العاشقين ولنجعلها تعلم أننا أجملهم هزّت أركانه
بإغماضة إيجاب ودون أن تنبس فردت فستانها وجلست تاركة
لأطراف السيقان دور القمر في عتمه الليل طاف الفتى العاشق
حول حبيبته يرشف تفاصيلها دون أن يصدق فمن شدة حبه يخاف
أن لا تكون بين يديه جلس بجانبها ومال بكله نحو حضنها واضعا
رأسه في حجرها وما أن وصل حتى داعبت كفوفها جبينه وشعره
أخذت تراقب تفاصيله وهو ملهوف على دفئها ويتمتم لها بحبها
ومدى الشوق الذي يعتريه في ثواني الغياب ويحاول اخفات صوته
يستدرج الإقتراب وما أن دنت منه حتى طبعت قبلة على جبينه
وابتسامة تشي بسر خفوت صوته اعتدل في جلسته واضعا كفه
فوق كتفها لتميل بدورها بحضنه فأخذ يمرر أصابعه على تفاصيل
وجهها وهي مغمضة ملائكية الطله اقترب من شفاهها طابعا
قبلة أشعل مواقد الجنون

قبل أن يدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات
وتتثاؤب ليلة من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:22

الليلة الحادية عشر

قبّل الفتى العاشق زجاجة العطر التي أهدتها إياه حبيبته وزع منها على معطفه تنشّقه وارتداه واتجه نحو الليل حيث عذوبة الحياة ستعزف أشهى ألحانها ركب الطريق والنسمات البارده تلفح قسماته يوزع ابتسامته على الحي وعلى أرصفة الشوارع على أعمدة النور وذاك العصفور وبلبل يرشف السكَّر من فم اللحن ويلقي السلام على الأبواب ودقات الوقت وعلى ألوان الجدران يحارب بدفء أشواقه برودة الجو واللهفة أجنحة ترفعه عن سطح الأرض وما أن حل في أرض اللقاء حتى رأى السنديانه تطالع ساعتها وتضحك وتشير له بتخمة الغيوم على وجه السماء لم يلقي بالا وأشعل سيجارته واتكأ على السنديانه العجوز وأخذ يمعن الخيال في نغم القدوم أي الألوان ستعزف لوحة السحر قطرة قطرة تدغدغ ابتسام السماء والأرض معا وتستفز ضحكة طفولية الروح من عمق الفتى ما أشهاك أيها المطر حين تعلن غيث الأشياء خطوات سريعه وصوت ضحكة أنثوية تراقص حبات المطر طل السحر والأسود يداعب نور الجسد ورذاذ الماء يسقي ورود الخذ وتوت الثغر اقتربت من الفتى ورنين الضحكة لازال يسري في المدى عانقها بكل شغف بين العشق والخوف من برودة الجو كانت قوة العناق لامست شفاهه قطرة استقرت على قرطها الأيمن وهو يوشوشها ( أحبك أميرتي) وابتسامته لازال يستدرجها صوت المطر أفلتها قليلا ليرى ما فعلت تلك القطرات بخصلات الشعر وكيف استقرت على الجبين والخد بعشوائية لذيذة وأنفاسها تحاول التسارع لاستنشاق المطر يد بيد ثم انطلاقا نحو مسارب النور جريا بطيئا ممزوجا بمشاكسة الطفولة وجنون العشق والأشجار تغامز بعض وتضحك وكل يحاول مد أغصانه مظلة لذاك الجنون والفتى العاشق وحبيبته يتسارقان النظرات ثم يصافحان وجه السماء ليحضيا بأكبر قدر من معزوفة المطر حتى استقرا عند الصنوبرة الأم وكل ينفض رأسه باتجاه الأخر تتقابل القطرات في وسط الطريق تيتسم ثم تمضي لتنقل دفء الشوق وعطر الجسد للأخر سكون إلا من صوت المطر عيون تغازل التوحد في عمق اللقاء ذوبان حد الانتهاء في لون العيون اقتراب من كلا الجهتين قطفة من خمر الشفاه والتحام يدين يخلع الفتى معطفة يضعه على أكتافها تستنشق دفء جسده وتميل برأسها عليه تتسرب قطرات المطر حاملة عبقها فوق جسده يلفها بذراعه يسكن في جذع الصنوبرة الأم يداعب ورود خدها ويقطف من موسم الغيث أنضر الفاكهة

قبل أن يدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات
وتتثاؤب ليلة من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:23

الليلة الثانية عشر

حمل مواكب الشوق منذ الصباح واتجه الى صديقه الليل ألقى تحية مملؤة بالمحبة والود فبادله الليل بابتسامة وفتح كفه لتورق من كفه تلاوات سحرية يُبهر العين انبعاثها ويُسكن الروح حتى العمق طعم الهدوء وقبل أن يفتح فمه الفتى كان الليل يوشوشه بأنه منذ الأزل شاهد على ليالي العاشقين وأن طعم اللقاء مرهون بدفتيه وأن الشوق واللهفة والحنين فوهات الناي العازف عذوبة العشق فلا يرهقك تغلغلهم في مساماتك العاشقه وعليك التمتع بها بلا حد فمن يحظى بها فقد فاز بالعشق وأشار للفتى أن لا تنبس وأن الحوار الأن انتهى تبسم الفتى العاشق ابتسامة العارف والفائز ومارس الشوق بطعم حميم يختلف طعمه متجها الى اللذة والسعادة أكثر وتاه الفتى بين استمرار طعم اللذة بالشوق وبين امنيات العناق للحبيبه وجال بما حوله كل الأشياء محملة بطعم بكر صوت الشجر خطوات الغيم ولهجة الهواء في أذن الليل دغدغات حديثة الولادة على مذاق الروح صفنة ثم نشوة وفم عريض الابتسام عطر واشي ونور مبهر وارتجافة المكان هلّت أنوثتها سحرا قبل أنشودة الاقتراب كلما ضاقت المسافة تكرس طعم الجنة على الأرض أكثر ما أجملك أيها الأزرق الأن فاح تفردك وآه ثم ألف آه ما ابهاك حبيبتي كم شهي بريق العيون وتلك الضحكة الفاتنه مدت الحبيبة يدها نحو الفتى العاشق تلقفها كمن وجد ظالته قربها من شفاهه وطبع بدفئه على باطن الكف وشم المحبة وفرك أناملها برقة النسيم وعيونه تخترق عيونها ( أشتاقك وأنت معي ) قالها بهدوء ولهفة العاشق المشتاق ارخى الدلال والخجل عنقها قليلا ليزيد من سحر الوجه مواسم ومواسم وبتلقائيه اقترب منها كذا هي ذراعه يلفها وذراعها حول خصره ودون بوصلة انطلقا فكل الأرض عرش لهما وهمسات العشق تسيل من شفاههم وتشد أذرعهم معالم الاقتراب تستفيق ذبذبات الجنون والأنفاس اهزوجة سماوي تضاحك سكون الأشياء والفتى يلثم الدهشة من عطر اللقاء يُسقط كل الأشياء خارج مدركاته ويعيش العشق في السماء الثامنه حيث تطاوع الأشياء الأحلام مسيرا في الهواء كان اللقاء صرخات حضور من أنوثة مشتعله وشرقية شرسة شره وذوبان قطرتا ماء معا لا حدود ولا تفكك إلا تبخرا من لهيب اللقاء
فيدق رنين النجمات ويعلن صحو النحلات
وتتثائب ليلة من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:23

الليلة الثالثة عشر

اغتسل الفتى بأوراق البرتقال وتنشف بغبار الطلع العاشق تهندم بالأزرق السماوي وتعطر بالحنين المتوسد ثناياه , احتضن نايه هامسا ( لك أن تشد أوتار الليل فقط) وقطف من بستانه ليلكة قبلها ثم وضعها في جيبه الأيمن, وبكفيه جمع همس وردات لون الشفق مرغها بلهفة ثم خبأها بجيب قميصه قرب الضلوع , ومشى نحو الليل معبَأ بنشوة اللقاء يقامر نفسه على لون فستانها وكم ستليق الليلكة وهمس الوردات بها , مشى وهو يحدث نفسه كما لو كان مقرونا بعبث الجان ,ترقبه عيون الساحات وتسايره بمكر أغنيات الطريق .
وما أن يفضي الى صديقة الليل تبسم لابتسامته ويغمز له كأنه يسأله هل أتت , تزيد ابتسامة الليل ويرد عليه بهزة أكتاف حركت فوضى الليل الحامل ألف معنى , ودست في جوانبه مخاوف أن لا تجيء , أشعل سيجارته وتصدى لهذه الهواجس راكلا أشلائها , وباشر بترتيب المكان بما يناسب مضمار عشق جامح , وسادة من نسيم معطر بالياسمين, زجاجة نبيذ من الشغف , وخلوة على ناعم الرمل المعبأ بشذى البحر , جلس غير آبه لنظرات الليل يكتب قصيدة على الرمل تغازل طلتها , وارتعاشة الذهن مصبوبة على لون فستانها وزقزقة أقدامها والوقت الخبيث يمضي كحد السيف بلا رحمة
والفتى يرسم في الذهن كيف لفستانها أن يتيح للصبح أن يحكي غواية الرواية وكيف للساق أن يضيء كألف قنديل في عتمة الانتظار والليل , وتلك الليلكه كيف لها أن تتزين بحرير الصدر وهمس الوردات كيف سيصبح شالا يلامس العنق , تنحنح الليل أن استفق, فالفجر آن أوانه . وقف الفتى في دهشة بين تكذيب ومصدق , ترك الوسادة و النبيذ وربّت فوق نايه , محى عن الرمل القصيدة وقال في سره غدا ليله لقاء عامر ومضى مودعا صديقة الليل

قبل أن يدق رنين النجمات ويُعلن صحو النحلات
وتتثاؤب ليلة من أبهى الليلات

**يزن السقار** · 17-11-2013, 15:24

الليلة الرابعة عشر

على غير عادته كان المساء يحتفظ بملامح الصبح وكأنه يود البقاء طويلا قبل عبور زوارق الليل ,أناني هذا المساء غافل عن اختلاط مسام الفتى العاشق بعقارب الساعة الكسولة , لم يأبه الفتى بملامح المساء وراح يقلب حقائبه الداخلية , يزيح أردية الشوق واللهفة كي يرى قمصان عشقه وهي تنموا على وقع أمطار الحبيبه وكيف تهتز أصابع الخيوط في جيوب القمصان , أغلق حقائبه الداخليه بعد أن تأكد من تواترها وتخمة تكاثرها, عطّر زهرة الياسمين بقبلة لفّ قصيدة كتبها بالأحمر والأبيض بأوراق الليمون المنعشة , وسار نحو اللقاء ممتطيا قطار شراهته العشقية ,يوزع نظراته على الطريق بكل تفاصيله وكأنه يقول للتفاصيل أني ذاهب للقاء حبيبتي فلا تستغربوا وسامتي , وعلى بُعد خفقتين من اللقاء تذكر نظرات الليل الماكر له وكيف يرسم ابتسامة على أطراف شفاهه كي يشعل قناديل الإغاضه عنده , فأخذ يمشي ببطئ والوقت يجرح أقدامه العاشقة للركض نحو الحبيبة لكنه لم يسلم من نظرات الليل ولا ابتسامته , انتفض سريعا وتعافى من هذا الشعور , تبادل التحية مع الليل ولكن الليل وضع الشاهد على شفاهه وكأنه يقول شششش وأشار برأسه نحو اليمين , أحس الفتى بإغمائة في كل خلاياه أرسل عيناه قبل كل أشيائه ,يا إلآهي أين صوتي أين القصيدة ماذا يدعوني الناس كلها أسألة في لمح عين صحت ونامت , في كل خطوة تقترب تهتز معايير الأشياء , قيم الألوان,حتى مقاييس الضغط الجوي باتت في اهتزاز , كل الفصول أتت ثم غابت ثم أتت لم يعد يعلم الذي يصير, لكن الأزرق السماوي صار ملكا للألوان وهو يداري ثورات الأنوثة بترف السحر , ويتيح المجال بالقدر الكافي للمشانق , أكتافا تقتل حرقا على الطريقة الهندية ,سيقان تقتل على طريقة الساموراي بضربة سيف واحده, وصدر يُميت على طريقتنا بحكم قدري لا يناقش . اقتربت حتى تفاعلت الأنفاس وبصوتها العنابي الطعم قالت: اشتقتك, بصوت شراهته الشرقيه قال: لن تتسع كلمة الشوق لما بي صلى في عينيها ركعة عشق ولفّها بذراعه الأسمر وقال لها: سأعشقك الليلة على طريقة الرومان القديمة هناك حيث آثار حضارتهم سنرشف من معالمهم طريقة الموت والحياة ونمزجها ببربرية ما بنا , أجابته خطواتها بالموافقه فقد سارت تسبقه بخطوة ,أمال رأسه على عنقها وشوشها قصيدته وكأس همس أثمل النسيم المرافق لهما , ناولها زهرة الياسمين المعطرة بقبلته ابتسمت وناولته زهرة ياسمين عطرتها بقبلتها قبل المجيئ , وما أن وصلا تلك الآثار حتى نسيا كل الحضارات وغابا في قبلة لم يفيقان منها إلا عند اهتزاز الفجر فقاما عصفوين يغازلان الفضاء

قبل أن يدق رنين النجمات ويُعلن صحو النحلات وتتثائب ليلة من أبهى الليلات

مائة ليلة عشق وفجر

مائة ليلة عشق وفجر

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

ما الذي يحدث