على حافة السراب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خديجة راشدي
    أديبة وفنانة تشكيلية
    • 06-01-2009
    • 693

    على حافة السراب

    على حافة السراب


    .....
    يمشط شطآن العبث الرابضة على عتبة إرادته، يدنو همسا من رهافته مستلدا حزن الأقدار المستلقي على حظه الزاهد...هشة هي الحياة، تنهار نحو هدير الضجيج متكدرة ..
    واجم يتوغل داخل مدنه المصلوبة، يشرئب نحو التحدي.. لكي يضبط آليات جموحه
    لحظات الانتظار هاته بساط صقيع، تغتال الوقت وتكفنه في ملاءات الهباء.
    يتمادى هذا الصراط المتدرج الشائك، مشيدا انهيارا تاما في دواخله المرتبكة، يكاد يقتلع أسنانه من الغيظ
    يقْصف أجنحة حلمه، يتعمق في الأريكة الوثيرة...مرغما .
    يشيخ الصبر عند حدود عقارب الساعة، يعتليه الهذيان فتبدو له الهاوية ملساء كهبة ريح ضغينة وظله يزحف نحو التخفي ، نحو غيِّه ....
    ..
    أين ظلي...أين ذاك الذي يهجرني لحظة تشرد الزمن، وارتفاع معزوفة الخيبة..بدونه تستوطنني الأصفاد ؟!.
    شطحاته الفكرية تنزاح به نحوهُوَّة الماضي حيث يظن أنه اقتحم هذا العالم المتغطرس في ضحى ذات يوم شمسه حارقة، والكل يتصبب عرقا، فلِذلك حظه اللعين هجير يحرق أنامل إرادته
    عند كل قبضة أمل..
    بعد كل الارتطامات التي اختلقها له هذا المكان بسخاء رفقة ملف شهاداته العليا....المُطبق عليه إبطه المتكدس في غبائه العقيم...
    ها هو الباب قد فتح أخيرا..من مكتبها الأنيق تحدجه بنظرة صارمة، تومئ إليه بالتقدم نحو مكتب المدير، يحترق عطشا لحظتها، يبعثر جداوله التي تقمصت البهجة بنزيرِماءٍ، كي يطفئ ظمأ الحروف المحترقة على سواقي حنجرته الجافة
    ما كاد ينبس بكلمة حتى رن الهاتف اللعين، فأشار إليه المدير بالتراجع إلى حين...انطفأت قوامة أكتافه، عاد لمحراب الانتظار، اجتاحه الغثيان وهو يرتعش غضبا ....
    حطم بقايا صبره ، وأطلق العنان للفتات المتدحرج من حنجرته ، محتجا على هذا التخاذل ، رفع صوته المبحوح ، فخرج الكلام يجتر بقايا اللهيب
    الذي تأجج عويله في فجره اللعين الذي انبثق دون ضياء هذا الصباح ...تنهشه الحيرة
    تتقاطر النَّظرات حوله، تحيط به، تقيم له مأتم شطط وحمق، وفي لحظة عتمة وجد نفسه يغتسل من غفوته، فوقف على أعتاب الصمت، وبسحر ساحر أطفأ القيظ

    المشتعل، تقدم نحو المكتب مصطنعا الهدوء، يشير إليه المدير بحاجبيه، وضحكته كفحيح أفعى، جلس على الكرسي دون ريْب كطائر حط على صفيح ساخن !
    بعدما ماتت الأزمنة على خطوط يده، خرج متوشحا الغيم الكئيب، يبجث عن ظله عن ملفه المثقل بسنوات اختزلت في صفحات من الورق المقوى وخط أنيق وحبر ممتاز..
    كالأبله يلتفت يُمْنة ويسرة، يجوب الشوارع، يعانق المصابيح، يضرب جبهته بأعمدتها، تنهار قوته..يرفع رأسه بتُؤْدة نحو الأعلى، ليرى مدى تأثيره عليها، ليجد ظله مستلقيا على غصن شجرة...مشرّدا في الخواء مثله يستجدي قطرة ضوء.... !

  • عبد الاله اغتامي
    نسيم غربي
    • 12-05-2013
    • 1191

    #2
    كم هو صعب على المرء أن يعيش مثل هذه اللحظات ، وكم هي عصية محاولة الخروج من دوامة اليأس والإحباط عندما يكون القدر أحد الأطراف السلبية فيها. أستاذة خديجة راشدي ، لك أسلوب مميز في الكتابة يستدعي من القارئ مراعاة تلك الدقة في الحكي و الوصف، لأننا أمام فنانة تشكيلية كما تدقق في اختيار الألوان تختار الكلمات المناسبة والأسلوب المعبر لرسم لوحة يمكن قراءتها من كل الجوانب . كانت ومضات جد معبرة خلال النص خصوصا عند القفلة . شكرا سيدتي الفاضلة على متعة القراءة .مودتي وتقديري...تحياتي...
    sigpic
    طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
    متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
    عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
    سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      آه ياخديجة راشدي
      كم أحبك لو تدرين
      أحب روحك التي تعزف ألحانا شجية وفيها شجن يسكن أضلعي كلما خرجت من نص لك
      من أين تأتين بكل هذا الحزن سيدتي
      من أين تأتين بكل تلك الألوان لترسمي لنا لوحة غروب بيوم عاصف يضرب بعنف
      وكم أشجنني ذاك الظل خديجة
      أحسست به وكأني كنت هناك معه
      جميلة أنت بكل موسيقاك وحروفك الشعرية
      وها أنا يستلقي ظلي هناك
      تحياتي ومحبتي لك وباقة غاردينيا
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      يعمل...
      X