شـهيدٌ يمدّ يـداً مبـتورةً لوطـن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عزيز حـزيزي
    أديب وكاتب
    • 31-10-2013
    • 37

    شـهيدٌ يمدّ يـداً مبـتورةً لوطـن


    الـزّمن حاصل ضرب المفاصل بأطراف الفؤوس،
    والمسافة توزيع الرؤوس على الشظايـا...
    الضـّوء الذي تشرنق بالحلكة مـُسبِتاً في جحرٍ من بغيٍ وثير؛
    كالوطن الذي هرّس أبناءه خوفاً من خيانة الخطوات الطارقة قبوَه...

    الجـَــلاّدون قطعان ضباعٍ مـــهزومةٌ أبـَــدا،ً بالـتي هي أنـْـكى
    لا تمـْــلكُ هـــروباً من تبـعيـّــةٍ عـرجاء،
    ولا تــعي أكفـُّــها عند الزمجرة قــيمة الدّمــاء على التـّــراب...
    وكأن الـوطن حقلٌ مـلأتْه الفزّاعاتُ الميتـة
    وهذي الأيادي الممتـدّة أسـراب جـراد...
    يـُجدلون ألسنـتنا جميعاً كضفيرةٍ من صمتٍ مطبـق،
    يـُغرقون ظلالنا لترْعوي المرايا قبل أن ننـام...
    سـلام هذا العالم معقودٌ بساقِ يمامةٍ تائهـةٍ،
    وغـصنِ زيتونةٍ لا تعي ذبولها منذ عصر السقـوط،
    وهـذي الأيام يرقةٌ عالقةٌ بشبـَاك عنكبوتٍ ينتظر ازدهارهـا...
    والليل الذي يفترش السمـاء،
    مـتحفـّظاً على بوصلة الشمس كبومةٍ عميـاء؛
    كـم احتال ليحصد امتنان التائهين وصلوات النجـوم...

    الطيـور المُهاجـرة هي الوحيـدة التي تـخاف أن تقـَع الأرض على السمـاء؛
    لأنهـا تـعي نسبية الفضاء...
    والقمر فزّاعـة الأرض المدماةِ نـصبـَتْها أمام الكون والتحفـتْ بالخراب...

    وذاك الشهيد يرتق بدمه تراب الوطن النازف
    الوطـن ذاك السـراب الذي لا يفـْنى،
    وظـلٌّ إن تغـوّلَ يتلاشى...

    والشهيد معولٌ يقتات من شقوق التراب ليتنفـس،
    يبـحثُ عن وجهه المبعثر في السـّـراب...
    به رغبة الموت في الخلـود؛
    كـُنـْه الحياة نقيضه؛ وبها يكـون...
    مـثل صخرةٍ صمّاء لفظها بركان،
    صمته مترعٌ بين أكوام اليباب
    ولا يهـتدي نوله لهدير التراب...

    مـستقيلاً من هذا الزمـان يطـوي خريطةً للوطـن
    ويرسـم بحبرٍ أخرسَ تضاريس غـدٍ سـامقٍ بلا حـدود...
    أَمـْسه المختبـئ خـلف شجرةٍ ملعونةٍ،
    لا يـفقه حكمة العمـاء...
    وطيفه الباحث عن مشعـلٍ؛
    كـلما احتطب من جذعٍ سـالت جثامين العتمة
    شـعاع حكمةٍ عميـاء...
    ينكأ جبهة اللـّـيلُ المتّكِئ في برجه
    ناسياً ملامحه الناتئـة بملقطِ مدفأةٍ مهدورة الرمـاد
    وينـْشبُ بجوفه أظافر النور حتى تنزّ الحلكة...
    يبـْني قلاع أفكاره حجراً حجراً بلا سقـُـفٍ،
    ويعـتـّقُ الدّماء في عين الحكمة لتثمـل رؤاه...
    حـوائط عزلته هي آفة الوقايـة؛ والقبر محراب الخلود
    وأولئك الـمتفيـّؤون بجداره لا يفقهون سوى لغة الأنقاض...
    أنقاض وطـنٍ يـرْفل في دم أبنــــائه
    لم يكن ليأْخــذ مــنّا شــهداء،
    مـالمْ نغـــذِّه بالخـــيانة الكامــنة فـينا...

    وفي الشعاع الأبيض من الوهم
    شهيد يرقص على سور مقبرة ويغني
    لـم أتعــثـّر بخــاتمٍ ومـا دخلـْـتُ مغــارةً
    كان وطــني منـْــذ البـــدء في ســحابةٍ
    كلـّما جفـّـتْ وهبـْتها غيـضاً من دمـوعي
    أنـا طُعــم المجد أُسند سمـاء الوطـن
    لا التـّــراب مـُــزْهـِرٌ بغـيـْــر دمــي
    ولا الرّايـات تبـْــقى بعــد أشـْــلائي
    أنا زاجــلٌ منـّي إلـَيّ أبـْلـُغـــني،
    كالظـــلّ أخـْــرج من جــسدي لأدُلَّ روحـي عــليّ...

    شهيـدٌ في غيابة المجد مبتسماً يمدّ يده المبُتــورة للــوطن،
    حـتى لــكأنّ تلك اليــد تتساءل لمن تنتمي، ومن منــهما لا يزال على قــيْد الحــياة...
    facebook.com/aziz.hazizi

    aziz7azizi@hotmail.com

    aziz7azizi@gmail.com
  • مهيار الفراتي
    أديب وكاتب
    • 20-08-2012
    • 1764

    #2
    نفس شعري جميل و طويل
    لم يكسر طوله مرايا جماله
    انساب عذبا بلغة جديدة
    أرضيته المعرفية غنية و تكثيفه ممتع
    بين قرار و جواب تربعت الفكرة راسمة بريشة الدهشة
    ملامح الخواتيم
    العزيز الأستاذ الشاعر عزيز حزيزي
    أهلا و سهلا بك في ربوع النثر
    بوركت و دمت بألف خير

    تثبت
    21/11/2013
    أسوريّا الحبيبة ضيعوك
    وألقى فيك نطفته الشقاء
    أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
    عليك و هل سينفعك البكاء
    إذا هب الحنين على ابن قلب
    فما لحريق صبوته انطفاء
    وإن أدمت نصال الوجد روحا
    فما لجراح غربتها شفاء​

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      .
      .

      من مدة لم أقرأ نصا بهذا الثراء
      بهذه المخيلة الشعرية الجادة

      تتسارع النبضات حاملة معها أبجدية مختلفة وفيها حياة
      حياة تنافسني على تقصيها

      الجمل الشعرية قوية وفيها يقين مبدع
      يستعير من اللغة خصبها ويزرعه على الورق

      ورغم طول القصيدة لكنها لا تبرح عين قارئها
      إلا واعية بقدرتها على اجتذابه

      أهلا بك أخي عزيز

      سعيدة انك بيننا

      تعليق

      • عزيز حـزيزي
        أديب وكاتب
        • 31-10-2013
        • 37

        #4
        الأستاذ الجميل والشاعر الرائع
        مهيار الفراتي

        أشكرك سيدي لشهادتك الباسلة ومرورك الباذخ بحرفي

        دمت بكل الودّ
        تقبل محبتي وباقات امتنان
        التعديل الأخير تم بواسطة عزيز حـزيزي; الساعة 22-11-2013, 17:04.
        facebook.com/aziz.hazizi

        aziz7azizi@hotmail.com

        aziz7azizi@gmail.com

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          جميل جميل جدا ما قرأته هنا
          حاولت اختيار بيت من هذا القصيد أجمله
          وقع عيني على :
          الطيـور المُهاجـرة هي الوحيـدة التي تـخاف أن تقـَع الأرض على السمـاء؛
          لأنهـا تـعي نسبية الفضاء...
          والقمر فزّاعـة الأرض المدماةِ نـصبـَتْها أمام الكون والتحفـتْ بالخراب...


          أمتعتنا أخي عزيز
          محبتي
          فوزي بيترو

          تعليق

          • عزيز حـزيزي
            أديب وكاتب
            • 31-10-2013
            • 37

            #6
            الأستاذة الراقية والمبدعة آمال محمد

            بين ثنايا وسامك هنا تكمن روح حساسة نحو الجمال
            وأيقونات احتفاء بالضوء

            كل الشكر لك سيدتي على عاطر مرورك وقراءتك الجادة للنص
            وشهادتك الأبهى

            دمت بكامل النقاء دوماً


            مرحباً بك
            ولي شرف التواجد في ظل هذه الكوكبة من القامات
            facebook.com/aziz.hazizi

            aziz7azizi@hotmail.com

            aziz7azizi@gmail.com

            تعليق

            • عزيز حـزيزي
              أديب وكاتب
              • 31-10-2013
              • 37

              #7
              أستاذي الدكتور فوزي سليم بيترو


              كلي محبة لجميل مرور حرفك السامق هنا
              وكلي امتنان لذائقتك واختيارك الفذّ


              هالات من احترام لشخصك الكريم، وأيقونات تحايا
              facebook.com/aziz.hazizi

              aziz7azizi@hotmail.com

              aziz7azizi@gmail.com

              تعليق

              • عبد الرحيم عيا
                أديب وكاتب
                • 20-01-2011
                • 470

                #8
                نص ابان عن عمق تفكير
                واشتغال فني راق
                مودتي شاعرنا

                تعليق

                • غالية ابو ستة
                  أديب وكاتب
                  • 09-02-2012
                  • 5625

                  #9
                  الله --الله على الضمائر الأنقى تبحث عن الأسمى
                  واليراع ذي البيان المرصّع بالفكرة و الحنكة
                  الأديب الأريب عزيز
                  هكذا تكون قد سطرت البيان النثري---بما يشي
                  بأوجاعنا في وطن-تتحكم فيه قطعان الضباع
                  و أسراب الجراد ، هكذا أرض لا مفرّ من أن تشتعل
                  مضيئة للآتين --- وقدتآمر القمر مع ظلام الليل
                  العامر بضباع الغاب المتناثر يزرع اليباب بالرقاب
                  النافرة والسواعد المبتورة
                  نص موجع فالحقيقة المرة دائماً
                  موجعة---واليد المبتوره من شهيد
                  يا لدلالتها ---رعاك الله أخي ووفقك

                  اليد المبتورة تحمل رسالة
                  الشهيد
                  بأنه البذر الذي في الأرض
                  ينتظر المطر
                  وبأنه المشعل لا بدّ
                  بحمأة شمس قيظ يشتعل
                  تحياتي لك ومرحباً بك بيننا أديباً وشاعراً ماسي اليراع
                  سلمت القدير عزيز وحياك
                  يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                  تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                  في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                  لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                  تعليق

                  • سليمى السرايري
                    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                    • 08-01-2010
                    • 13572

                    #10

                    ليست تلك الحلكة سوى وجع الذين سافروا خلف أعمارهم مؤجّلين كلّ الأفراح
                    في غياب الآمان والاستقرار في وطن مغتصب...
                    وما تسرّب من فرح غادر بدوره إلى حيث لا ندري..

                    نص يلتحم بنتوءات الحقيقة الساطعة ،
                    الحقيقة الراكضة دوما خارج الزمن وهم يجلدون ألستنا،
                    قبل أن تُسرج خيول الرحيل..
                    الوطن، ذلك الحلم الذي نسبّح في مداه ونمشي مسافات اكراما له
                    مازل يسكننا رغم المشانق
                    ر غم تعرّي حقول الفزع ،
                    وجنون تلك الفزاعات وهي ترنو إلى الفرح مثل دمى أطفالنا الممزّقة...

                    نص يحتوي على شجن عميق
                    ودمعة عالقة في أصابع مبتورة وأهداب مرتعشة...

                    كم علينا أن نبتسم لنداري تلك الرعشة وتلك الدمعة.



                    ~~~~
                    للتتويج في الصالون الصوتي غدا الإثنين 25-11-2013
                    الحادية عشرة بتوقيت القاهرة
                    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?122072

                    ننتظر حضورك الكريم أستاذ عزيز.


                    فائق التحيات.


                    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                    تعليق

                    • عزيز حـزيزي
                      أديب وكاتب
                      • 31-10-2013
                      • 37

                      #11

                      الأستاذ القدير عبد الرحيم عيا


                      وحضورك يكشف عن ذائقة مترفة
                      وتمعن متبصر واف
                      احترامي سيدي وامتنان
                      facebook.com/aziz.hazizi

                      aziz7azizi@hotmail.com

                      aziz7azizi@gmail.com

                      تعليق

                      • عزيز حـزيزي
                        أديب وكاتب
                        • 31-10-2013
                        • 37

                        #12


                        القديرة والبليغة الأستاذة
                        غالية أبو ستة

                        لكأن الحرف يشي بكل أسراره إن مرّ بين يديك
                        ولكأن المعنى ينتظم عقداً من بوح باذخ إن وقع تحت ناظريك
                        قراءتك أضفت على النصّ بهاءاً ومدى من ضوء وعلامات هدى

                        ينحني قلمي أمام توغلك الباسل وجسارتك البريئة في تفكيك ألغام الكلام

                        ممتنّ أشدّ الامتنان سيدتي لهذا لكرم والتفضل


                        تقبلي مني حقولاً من ياسمينات وسحائب تقدير لطيفك الجليل
                        facebook.com/aziz.hazizi

                        aziz7azizi@hotmail.com

                        aziz7azizi@gmail.com

                        تعليق

                        • عزيز حـزيزي
                          أديب وكاتب
                          • 31-10-2013
                          • 37

                          #13
                          الأستاذة الرائعة والأديبة الراقية
                          سليمى السرايري


                          الحلكة بوابة الأمل نحو ولادة فجر جديد
                          والوطن تلك الفكرة التي تأبى على التشظي رغم الاختناق
                          الحقيقة أننا علقنا في الحياة ربما؛
                          وربما لم نفقه حكمة الموت...
                          كم نحتاج لنواقيس فرح تعبر بنا إلى الجانب الآخر من الحلم
                          لعل طفلاً فينا يعي طعم السراب يوماً فيروى...


                          قراءة تفصح عن حملك عصاً سحرية من جمال وأيقونة من صفاء

                          ممتنّ لعاطر حرفك أستاذتي،

                          ولك مني باقات بنفسج وبساطٌ ممتدّ من تحايا واحترام...

                          ***



                          وانحناءة لهذا الاحتفاء الأوفى والتتويج الأغلى والكرم الفائق
                          لزرع النص في ربوع الملتقى والدعوة الرقيقة للاستضافة.

                          facebook.com/aziz.hazizi

                          aziz7azizi@hotmail.com

                          aziz7azizi@gmail.com

                          تعليق

                          • عائده محمد نادر
                            عضو الملتقى
                            • 18-10-2008
                            • 12843

                            #14
                            الزميل القدير
                            عزيز حزيزي
                            قصيدة نثرية تغص بها شهقاتنا
                            كيف ساقول جميل عن كل هذا الوجع
                            وتلك الأيدي المبتورة
                            والشهداء
                            لي منهم كثير
                            إخوة والله لست بمحزونة لأنهم استشهدوا
                            فالأوطان كل الدماء لها ترخص
                            لكنك أثرت مواجعي بها
                            فكل الشهداء مدوا الأيادي للوطن
                            وربما الأشلاء لأنهم إولئك الأوفياء
                            فشكرا لأنك أوجعتني
                            تحياتي ومحبتي
                            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                            تعليق

                            • عزيز حـزيزي
                              أديب وكاتب
                              • 31-10-2013
                              • 37

                              #15


                              زميلتي القديرة
                              الأستاذة عائدة محمد نادر


                              صدقاً لا أعلم ماذا أقول بعد وجعك سيدتي،
                              ولكن ماذا نفعل والوطن فكرة عصيّة على المساومة
                              نظلّ نمدّه بأرواحنا وأجسادنا وأشلائنا حتى آخر ذرة من رمادنا...

                              حفظك الله ومن تحبين من كل سوء سيدتي

                              أعتذر مرة أخرى على إثارة شجنك

                              ولك مني كامل الامتنان على مرورك

                              وانحناءة تليق بوقفتك هنا
                              وباقة ياسمين
                              facebook.com/aziz.hazizi

                              aziz7azizi@hotmail.com

                              aziz7azizi@gmail.com

                              تعليق

                              يعمل...
                              X