عوسجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحى اسماعيل
    أديب وكاتب
    • 14-11-2013
    • 96

    عوسجة

    تماماً في سرة السماء.. تعبس بوجهها الملتهب ،تنفخ من جوفها حمما قائظة تلسع الجباه ، تحرق انسجة الملابس البترولية ،تكوى اللحم الذى اوهم أن للملابس دورا آخر غير "الستر" ، تتفصد مسام الجسد ملحا مبللاً بالماء ، أو هكذا خالته أمينه ، تسير محتمية بالبنايات التى تحجب عنها الشمس ولا تقيها حرها ... تشوى جلدها ، مناطق ما فى جسدها خالتها علامة تفرد خاصية تخول لها تيها ودلالاً تكاد الآن تلعنهما ، تتوقف أمانيها و أسمى طموحاتها عند حمام شقتهم... تحت الدش الصدئ تحديداً.
    تزداد ضيقا بالإيشارب ، يحجز العرق
    الذي يطوق الرقبة فيصبح حسكا ينغز منابت الشعر تتمنى لو خففت قليلا من ملابسها هذه الأيام ، آلتي لم تكن أبدا كباقي أيامها ، ناراً أُبدلت من قلق شهورا تعانيه ،
    خالته سينتهي ، فإذا به يتحول آتونا مشتعلا ، ينهش صدرها ببخة تنين متعملق يحمل في أحشائه كل من عرفتهم إلا ماجدة
    أينك الآن ؟

    وحدها فكرت و...و حدها حاولت أن تطفئ النار
    .
    - لكن ... بالنار يا ماجدة ؟

    كنا نعتقد أن بالحقيبة أدوات الماكياج

    - أو ساندوتشات

    - أو رسائل الغزل

    - فإذا بها مسدسات

    - كيدهن عظيم
    "
    لو كانت معها الآن لردت للمتحذلقين الصاع صيعان ، غصة تخنق بداخلها الريق المزدرد
    .
    - لستم بأقل منه استحقاقا ًللردع
    .
    تهمس بخاطرها
    ...
    يجيبها صوت ماجدة من قاع رأسها المترع بالذكريات
    :
    " كائنات ضارة , أشبه بالذباب الذي لا يفرق بين العسل والدم المتخثر
    "
    هكذا
    بصقتها ماجدة كرة من القرف ... حينها كان يقف أمامهما محتميا بفرع مائل ظلل الرصيف تاركا الأم فى مدخل أحد البنايات الحكومية ، يبتسم البلل على شفتيه ، يهش الذبابة من على الأنف الأفطس ، يتسامق طوله بحدبه تقى شعرًا حالكا لامعا مصفوفا للوراء بعناية وقد شوش بضعه الأمامى وتدلى حتى الحاجبين المزججيين ، يلقى بظله على ايهن ، لا تردعه تأففات الإزدراء ، لا يعنيه كره يطفح على العينين... نار، لا تشعره بذرة ارق ... لا تقلقل ثبات خطواته ، تصطك ركبتا أمينه ، تلتصق بصاحبتها التى ترمقها بعتاب غاضب ، تحدجه بنظرتين يشتعل التقزز فيهما ، تسحب رفيقتها ، تفضل نار الشمس على زمهريره اللزج ؛
    تنفخ أمينة في ضيق توجعها الذكرى ، تهتف
    :
    - ليتها ما جرأت
    .
    تسير وكأنها لا تنقل قدميها ، تمل الرنو إلى معلم ، تحفظه ... الزحام يخنقها ، يعرقل خطواتها

    الشمس لا تتركها بدون أن تدعس قوامها بيد ملتهبة ، تنحني ، تغرق في عرقها ، خجلها المميت ، تصل موقف السيارات ،

    أخيراً ... تزفر في ارتياح سرعان ما يتحول إلى ألم يعتصر قلبها
    .
    هنا
    كانت تصافح " ماجدة " تتباعدان واليدان متشبثتان ، تتراجعان والأصابع متكالبة ، والأنامل بعد هنيهات الملامسة الأخيرة ... تفترق على وعد باللقاء بعد يوم دراسى لم يتركا للهواء منفذا يحتله أو يعيره بينهما ،
    هنا
    رأتها للمرة الأخيرة ، محاطة بعشرات الأيدي ... تخبط كفا بكف ، تشوّح ، ترتفع للسماء تشير إلى بقعة ما في الأرض ، بمئات الأعين... يندفع منها سائل لزج نحوها ، يعترى جسدها المحطوط في البؤرة ، يأكل أمينة سؤال ، يضعضع حواسها مبهم ، خوف خفي يظلل محيطها ، هلع حقيقي يزلزل كيانها ... يرعش فرائصها يترك فقط في الحلق غصة ، يبسان يحجر فمها ، ترفع يدها ، وصوت متحشرج ، مخنوق :
    - " ماجدة
    "
    على عينيها ثبات عجيب ، في وجهها إصرار
    قوى ، لا ترى صاحبتها آلتي تسأل من حولها بينما تأتيها الإجابة كلمات متناثرة تخرج من أفواه عدة :
    - قتيل

    - البنت قتلته ... مسكين

    - كانت تحمل مسدسا في حقيبة يدها

    - معركة انتهت بإطلاق الرصاص

    - الشرطة تعاملت مع الموقف

    تساءلت و.." مستحيل " تلون كل حروف سؤالها برفض رمادي
    :
    - هكذا تنتهي ماجدة ... ؟؟

    - " هكذا ابدأ
    "
    قالتها" ماجدة " للمذيع التليفزيوني ، نصب من نفسه وضيوفه قضاة ، كانت تراها من خلف سرسوب دمع يحرق مآقيها ،

    قال أخوها
    :
    - لم يتركن شئ لنا ، حتى الحياة يسلبنها منا ، يقضين علينا بالفتنة وبالموت
    .
    رمقته
    " أمينة " بغضب مرير منكسر وهرولت إلى غرفتها وتركت للوسادة احتضان ما تبقى لديها من دموع ، في نفس الليلة جاءتها في مدرج خالي من سواهما ، هبطت من أعلى أم انشقت عنها الأرض ؟ لا تدرى
    بيدها مسدس تضعه على كفها وتبتسم نفس ابتسامتها العذبة ، في عينيها سؤال سمعته

    " أمينة " ولم تفه به " ماجدة
    ":
    - أترينني قاتلة ؟

    - لا
    ...
    - لماذا تخليت عنى ؟

    - ناديت عليك ولم تسمعينني

    - سمعتك
    ..
    - لم تردى

    - كانوا يقيدونني ...سلاسل بعدد عيونهم وقوة رفضهم ، طوقتني ، تخللت جسدي ، فكوا ايشاربي ، سلسلوا خصلات شعرى

    - رأيتهم

    - لم تمنعيهم

    - خجلت

    - هكذا أرادوني

    - أنت افضل منى

    - تريدين علاقتنا تستمر ؟

    - نعم
    ..
    - ألا تخجلين منى ؟

    - انا ...ا ....ا
    ...
    تتعثر الحروف على لسانها بينما تتباعد ماجدة ، تتراجع وكأن شيئا ما يدفعها للخلف حتى تختفي، تصرخ " ماجدة " ..." ماجدة "... , و
    ...
    - "أمينة" ... " أمينة
    "
    يصلها صوت هامس حاني ، يسحبها خلال ممر رمادي تفتح عينيها لتجد أمها تضع يدا على صدرها والأخرى تمسح على شعرها

    - حلمت ؟

    - ماجدة يا أمي

    - لها الله

    - لم تذنب

    - القتل جرم بشع

    تعتدل في سرعة خاطفة ، تراه فوق الدولاب يخرج لسانه لها

    - كان يستحق

    - ليس لنا الحكم ، وإن كان ...فلا نملك الفعل ، لا يأخذ الروح إلا من خلقها

    - لم يكن آدميا

    - لايجوز عليه الآن إلا الرحمة

    - لن يرحمه الله

    - استغفرى الله

    - انه شيطان ، شيطان يا أمي

    تلقى
    بنفسها تحت الدش ، تحتضن حلمها بالماء البارد ، تسبل جفنيها ، تثق في الجدران تترك لجسد ها حريته ، يبوح ويتنفس ، ولكن اللحظة تأبى تركها والحلم يهنئان بلا ذكرى يجفل لها قلبها وتتأجج في الجسد نار تؤرقه ، تجرحه ...ولا تفلح المياه في تبريد الجراح فتبقى لترى فيها دموع " ماجدة " التي تبلل خمارها
    -" لم اعد أطيق لقد وصلت إلى هنا بصعوبة ، يطاردني أينما ذهبت ،
    لم يدع لي منفذا ، رنين الهاتف لا ينقطع ، لا يترك أبى وأخي لحالهما ، يطاردهما أيضا ، بات رواد المقهى يعرفونني ، صوري يتناقلها الطائشون ."
    - منها لله " مديحة " أسلمتك للشيطان

    - بعد أن أسلمت نفسها

    - يفرد شباكه القذرة أينما راح

    - ولا يعدم وسيله

    - فرصة لا تضيعها الساقطات

    - على أشكالها تقع الطيور

    - خنازير

    - أنتِ الصيد الذي تمرد

    - يهدد آبي بنشر صوري ولا يترك أمي لحالها ، يطلب مالا ليسكت

    - أعطوه إذا ما يريد

    - يقول أبي أن في ذلك اعتراف بثمة علاقة

    - والعمل ؟

    - سأصبر
    ...
    و.... تنظر للسماء بعين دامعة وقلب مكلوم ، تشاركها " أمينة " الصلاة صمتاً
    .....،
    لا تدرى أن أرقها جثم على قلب صاحبتها ، بات همها ولما فعلتها انشطرت أمينه نصفين ،

    نصف مستريح ونصف يقتله الألم ، نصف يبكى صاحبتها ونصف ينشد فيها الأغانى ، نصف قلق على مستقبلها ، ونصف قرير بنجاتها

    - اهو حب ؟

    قالتها
    امينه من داخل أحد المدرجات وهى تنظر من نافذته إلى فناء الكلية ، تتابع الثنائيات المتناثرة تحت ظلال الأشجار والمظلات الخشبية و... همس محيط
    نظرت ماجدة نظرة سريعة ثم تراجعت قائلة
    :
    - مودة ... كهذا الحذاء
    ...
    تشير إلى قدميها وتكمل
    :
    - ... أليس مستورداً ؟

    تنظر" أمينة " في عينيها لحظات ... ثم تنفرج الشفاه عن ابتسامتين ضالتين ، أكسبتا وجهيهما ملاحة غبرها الحزن
    .
    من
    شق ضيق في النافذة ينساب شعاع الشمس ، عمود مائل بتراقص الغبار في محيطه الضيق ، يضئ العتمة ، يمنع انكساره عند المرآة أمينه أن ترى وجهها ... لا تهتم ... تتأمل الأسطوانة المفعمة بالغبار ، تمتلئ حجرتها به إذن ، بل الشارع ، الدنيا ، لا يتضح إلا بمفارقة كهذه ، فى قلب العتمة ، يروح شهيقا ، ولا يجئ مع الزفير ، يحط على الأثاث ، الملابس ، العيون ، لا نبالى ..........ونعيش
    تقلقنا الحقيقة ، نكره من يكشف عرانا ، والعرى ذاته اختيار ،

    كانت تبحث في" شنطة يدها" عن منديل ورقى حينما رأته ، جفلت
    ....
    - ما هذا ؟

    ابتسمت " ماجد ة" في ارتباك و أغلقت " شنطتها
    "
    - مسدس ؟ ماذا ستفعلين به ؟

    - أدافع عن نفسي

    - أخشى عليك منه

    - المسدس أم هو

    - الاثنان و... مستقبلك

    - الذئب لم يترك في الحاضر فرجة أتطلع منها إلى الغد ، أخرج من جرابه اللعبة
    الجديدة ، حيلة شياطين ... وثيقة زواج عرفي ، طالب بالمال وإلا سيفضح أمري ، لم ينتظر الرد ، نشر الوثيقة بين المعارف ،
    بات الكل يرونها لوحته
    التى تمردت أعلنت أنها لم تزل ورقة بيضاء ، عبثت أصابعه على أوتار السكون فأجج فى محيطها ناراً عبثا ً حاولت إطفائها و...
    ليلة حمراء لو قضاها
    معها سيستريح ، ويستكين الشيطان داخله .
    الشرطة
    لا تقنعها الاتهامات المرسلة ، والشرف لا يستحق الحراسة ،أغلقت بابها وأسلمت نفسها للحبس الاختياري ، عيون الزملاء والجيران والأقارب تهتك رجولة أبيها وأخيها ،تعرى الستائر الكثيفة بينما يستلقي أصحابها على الأرائك يتفرجون ، يتندرون ، يمصمصون الشفاه وهم يرشفون المثلجات في ارتياح وسكينه إلا هي ، وحدها تشعر بصديقتها ، تعانى معاناتها ، تخشى عليها منه وعلى نفسها ، لا تدرى ما يخبئه الغد ، لا تأمن هجمة الذئاب المفاجئة ،تكتظ الصحف بأخبار الاغتصاب ، والطوفان لا يبقى على أحد تعتصرها المخاوف ، تشلها الهواجس الكئيبة ، يلدغها خاطر ... لو صادفها في إحدى الطرق ، لو تخيرها صيدا ، تتوخى السلامة...!! ؟ وتبدل الوداعة بثوب الحيات مثل من توخينها ؟
    وتحلق
    ... فوق هيكل الأب المنكسر والأخ الملتاث ، والأم حين تقرأ الفاتحة فى ساعة لا تكاد تعى ما تنطقه ؟ لا تردع شقيقتها حين تنفلت ... تقطف بين يدى الإثم ورودها الحمراء وتقدمها قرباناً لأمنها ؟

    تقرأ في الجرائد...(اصبحت ترى أخبارها بين المغتصبين والقتلة ).........تفرج عنها النيابة بكفالة
    .
    يراودها
    سؤال ، هل تزورها ؟ تحتضنها كما الأيام الخوالى ؟... ترتعد ، يخفق قلبها بشدة ، تعييها الإجابة ، تلقى رأسها على الوسادة وتروح في إ إغفاءة ...لا تسقطها فى هوة كرى مستقر


    فتحي إسماعيل
  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    هل علي ان اصرخ بملأ الإلكترونات الدائرة في فلك الشبكة الإفتراضية


    ها هنا نص عملاق

    ها هنا جمال يناط بالتجاهل

    ارجوكم شرفوا الملتقى بقراءة النص

    ها هنا ميلاد أديب كبير

    تشرفت كثيرا بنصك و قراءة
    و اشرق الأدب اليوم على يديك

    رائع لا تكفي
    مبدع قليل في حقك


    رائع جدا جدا
    مدهش

    قبلة لجبينك ايها الاديب الإنسان


    محبتي و كل تقديري استاذ فتحي اسماعيل
    ساعيد القراءة اكثر لاتعلم متعة القص بحق و الفكر
    التعديل الأخير تم بواسطة بسباس عبدالرزاق; الساعة 23-11-2013, 18:46.
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • حسن لختام
      أديب وكاتب
      • 26-08-2011
      • 2603

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فتحى اسماعيل مشاهدة المشاركة
      تماماً في سرة السماء.. تعبس بوجهها الملتهب ،تنفخ من جوفها حمما قائظة تلسع الجباه ، تحرق انسجة الملابس البترولية ،تكوى اللحم الذى اوهم أن للملابس دورا آخر غير "الستر" ، تتفصد مسام الجسد ملحا مبللاً بالماء ، أو هكذا خالته أمينه ، تسير محتمية بالبنايات التى تحجب عنها الشمس ولا تقيها حرها ... تشوى جلدها ، مناطق ما فى جسدها خالتها علامة تفرد خاصية تخول لها تيها ودلالاً تكاد الآن تلعنهما ، تتوقف أمانيها و أسمى طموحاتها عند حمام شقتهم... تحت الدش الصدئ تحديداً.
      تزداد ضيقا بالإيشارب ، يحجز العرق
      الذي يطوق الرقبة فيصبح حسكا ينغز منابت الشعر تتمنى لو خففت قليلا من ملابسها هذه الأيام ، آلتي لم تكن أبدا كباقي أيامها ، ناراً أُبدلت من قلق شهورا تعانيه ،
      خالته سينتهي ، فإذا به يتحول آتونا مشتعلا ، ينهش صدرها ببخة تنين متعملق يحمل في أحشائه كل من عرفتهم إلا ماجدة
      أينك الآن ؟

      وحدها فكرت و...و حدها حاولت أن تطفئ النار
      .
      - لكن ... بالنار يا ماجدة ؟

      كنا نعتقد أن بالحقيبة أدوات الماكياج

      - أو ساندوتشات

      - أو رسائل الغزل

      - فإذا بها مسدسات

      - كيدهن عظيم
      "
      لو كانت معها الآن لردت للمتحذلقين الصاع صيعان ، غصة تخنق بداخلها الريق المزدرد
      .
      - لستم بأقل منه استحقاقا ًللردع
      .
      تهمس بخاطرها
      ...
      يجيبها صوت ماجدة من قاع رأسها المترع بالذكريات
      :
      " كائنات ضارة , أشبه بالذباب الذي لا يفرق بين العسل والدم المتخثر
      "
      هكذا
      بصقتها ماجدة كرة من القرف ... حينها كان يقف أمامهما محتميا بفرع مائل ظلل الرصيف تاركا الأم فى مدخل أحد البنايات الحكومية ، يبتسم البلل على شفتيه ، يهش الذبابة من على الأنف الأفطس ، يتسامق طوله بحدبه تقى شعرًا حالكا لامعا مصفوفا للوراء بعناية وقد شوش بضعه الأمامى وتدلى حتى الحاجبين المزججيين ، يلقى بظله على ايهن ، لا تردعه تأففات الإزدراء ، لا يعنيه كره يطفح على العينين... نار، لا تشعره بذرة ارق ... لا تقلقل ثبات خطواته ، تصطك ركبتا أمينه ، تلتصق بصاحبتها التى ترمقها بعتاب غاضب ، تحدجه بنظرتين يشتعل التقزز فيهما ، تسحب رفيقتها ، تفضل نار الشمس على زمهريره اللزج ؛
      تنفخ أمينة في ضيق توجعها الذكرى ، تهتف
      :
      - ليتها ما جرأت
      .
      تسير وكأنها لا تنقل قدميها ، تمل الرنو إلى معلم ، تحفظه ... الزحام يخنقها ، يعرقل خطواتها

      الشمس لا تتركها بدون أن تدعس قوامها بيد ملتهبة ، تنحني ، تغرق في عرقها ، خجلها المميت ، تصل موقف السيارات ،

      أخيراً ... تزفر في ارتياح سرعان ما يتحول إلى ألم يعتصر قلبها
      .
      هنا
      كانت تصافح " ماجدة " تتباعدان واليدان متشبثتان ، تتراجعان والأصابع متكالبة ، والأنامل بعد هنيهات الملامسة الأخيرة ... تفترق على وعد باللقاء بعد يوم دراسى لم يتركا للهواء منفذا يحتله أو يعيره بينهما ،
      هنا
      رأتها للمرة الأخيرة ، محاطة بعشرات الأيدي ... تخبط كفا بكف ، تشوّح ، ترتفع للسماء تشير إلى بقعة ما في الأرض ، بمئات الأعين... يندفع منها سائل لزج نحوها ، يعترى جسدها المحطوط في البؤرة ، يأكل أمينة سؤال ، يضعضع حواسها مبهم ، خوف خفي يظلل محيطها ، هلع حقيقي يزلزل كيانها ... يرعش فرائصها يترك فقط في الحلق غصة ، يبسان يحجر فمها ، ترفع يدها ، وصوت متحشرج ، مخنوق :
      - " ماجدة
      "
      على عينيها ثبات عجيب ، في وجهها إصرار
      قوى ، لا ترى صاحبتها آلتي تسأل من حولها بينما تأتيها الإجابة كلمات متناثرة تخرج من أفواه عدة :
      - قتيل

      - البنت قتلته ... مسكين

      - كانت تحمل مسدسا في حقيبة يدها

      - معركة انتهت بإطلاق الرصاص

      - الشرطة تعاملت مع الموقف

      تساءلت و.." مستحيل " تلون كل حروف سؤالها برفض رمادي
      :
      - هكذا تنتهي ماجدة ... ؟؟

      - " هكذا ابدأ
      "
      قالتها" ماجدة " للمذيع التليفزيوني ، نصب من نفسه وضيوفه قضاة ، كانت تراها من خلف سرسوب دمع يحرق مآقيها ،

      قال أخوها
      :
      - لم يتركن شئ لنا ، حتى الحياة يسلبنها منا ، يقضين علينا بالفتنة وبالموت
      .
      رمقته
      " أمينة " بغضب مرير منكسر وهرولت إلى غرفتها وتركت للوسادة احتضان ما تبقى لديها من دموع ، في نفس الليلة جاءتها في مدرج خالي من سواهما ، هبطت من أعلى أم انشقت عنها الأرض ؟ لا تدرى
      بيدها مسدس تضعه على كفها وتبتسم نفس ابتسامتها العذبة ، في عينيها سؤال سمعته

      " أمينة " ولم تفه به " ماجدة
      ":
      - أترينني قاتلة ؟

      - لا
      ...
      - لماذا تخليت عنى ؟

      - ناديت عليك ولم تسمعينني

      - سمعتك
      ..
      - لم تردى

      - كانوا يقيدونني ...سلاسل بعدد عيونهم وقوة رفضهم ، طوقتني ، تخللت جسدي ، فكوا ايشاربي ، سلسلوا خصلات شعرى

      - رأيتهم

      - لم تمنعيهم

      - خجلت

      - هكذا أرادوني

      - أنت افضل منى

      - تريدين علاقتنا تستمر ؟

      - نعم
      ..
      - ألا تخجلين منى ؟

      - انا ...ا ....ا
      ...
      تتعثر الحروف على لسانها بينما تتباعد ماجدة ، تتراجع وكأن شيئا ما يدفعها للخلف حتى تختفي، تصرخ " ماجدة " ..." ماجدة "... , و
      ...
      - "أمينة" ... " أمينة
      "
      يصلها صوت هامس حاني ، يسحبها خلال ممر رمادي تفتح عينيها لتجد أمها تضع يدا على صدرها والأخرى تمسح على شعرها

      - حلمت ؟

      - ماجدة يا أمي

      - لها الله

      - لم تذنب

      - القتل جرم بشع

      تعتدل في سرعة خاطفة ، تراه فوق الدولاب يخرج لسانه لها

      - كان يستحق

      - ليس لنا الحكم ، وإن كان ...فلا نملك الفعل ، لا يأخذ الروح إلا من خلقها

      - لم يكن آدميا

      - لايجوز عليه الآن إلا الرحمة

      - لن يرحمه الله

      - استغفرى الله

      - انه شيطان ، شيطان يا أمي

      تلقى
      بنفسها تحت الدش ، تحتضن حلمها بالماء البارد ، تسبل جفنيها ، تثق في الجدران تترك لجسد ها حريته ، يبوح ويتنفس ، ولكن اللحظة تأبى تركها والحلم يهنئان بلا ذكرى يجفل لها قلبها وتتأجج في الجسد نار تؤرقه ، تجرحه ...ولا تفلح المياه في تبريد الجراح فتبقى لترى فيها دموع " ماجدة " التي تبلل خمارها
      -" لم اعد أطيق لقد وصلت إلى هنا بصعوبة ، يطاردني أينما ذهبت ،
      لم يدع لي منفذا ، رنين الهاتف لا ينقطع ، لا يترك أبى وأخي لحالهما ، يطاردهما أيضا ، بات رواد المقهى يعرفونني ، صوري يتناقلها الطائشون ."
      - منها لله " مديحة " أسلمتك للشيطان

      - بعد أن أسلمت نفسها

      - يفرد شباكه القذرة أينما راح

      - ولا يعدم وسيله

      - فرصة لا تضيعها الساقطات

      - على أشكالها تقع الطيور

      - خنازير

      - أنتِ الصيد الذي تمرد

      - يهدد آبي بنشر صوري ولا يترك أمي لحالها ، يطلب مالا ليسكت

      - أعطوه إذا ما يريد

      - يقول أبي أن في ذلك اعتراف بثمة علاقة

      - والعمل ؟

      - سأصبر
      ...
      و.... تنظر للسماء بعين دامعة وقلب مكلوم ، تشاركها " أمينة " الصلاة صمتاً
      .....،
      لا تدرى أن أرقها جثم على قلب صاحبتها ، بات همها ولما فعلتها انشطرت أمينه نصفين ،

      نصف مستريح ونصف يقتله الألم ، نصف يبكى صاحبتها ونصف ينشد فيها الأغانى ، نصف قلق على مستقبلها ، ونصف قرير بنجاتها

      - اهو حب ؟

      قالتها
      امينه من داخل أحد المدرجات وهى تنظر من نافذته إلى فناء الكلية ، تتابع الثنائيات المتناثرة تحت ظلال الأشجار والمظلات الخشبية و... همس محيط
      نظرت ماجدة نظرة سريعة ثم تراجعت قائلة
      :
      - مودة ... كهذا الحذاء
      ...
      تشير إلى قدميها وتكمل
      :
      - ... أليس مستورداً ؟

      تنظر" أمينة " في عينيها لحظات ... ثم تنفرج الشفاه عن ابتسامتين ضالتين ، أكسبتا وجهيهما ملاحة غبرها الحزن
      .
      من
      شق ضيق في النافذة ينساب شعاع الشمس ، عمود مائل بتراقص الغبار في محيطه الضيق ، يضئ العتمة ، يمنع انكساره عند المرآة أمينه أن ترى وجهها ... لا تهتم ... تتأمل الأسطوانة المفعمة بالغبار ، تمتلئ حجرتها به إذن ، بل الشارع ، الدنيا ، لا يتضح إلا بمفارقة كهذه ، فى قلب العتمة ، يروح شهيقا ، ولا يجئ مع الزفير ، يحط على الأثاث ، الملابس ، العيون ، لا نبالى ..........ونعيش
      تقلقنا الحقيقة ، نكره من يكشف عرانا ، والعرى ذاته اختيار ،

      كانت تبحث في" شنطة يدها" عن منديل ورقى حينما رأته ، جفلت
      ....
      - ما هذا ؟

      ابتسمت " ماجد ة" في ارتباك و أغلقت " شنطتها
      "
      - مسدس ؟ ماذا ستفعلين به ؟

      - أدافع عن نفسي

      - أخشى عليك منه

      - المسدس أم هو

      - الاثنان و... مستقبلك

      - الذئب لم يترك في الحاضر فرجة أتطلع منها إلى الغد ، أخرج من جرابه اللعبة
      الجديدة ، حيلة شياطين ... وثيقة زواج عرفي ، طالب بالمال وإلا سيفضح أمري ، لم ينتظر الرد ، نشر الوثيقة بين المعارف ،
      بات الكل يرونها لوحته
      التى تمردت أعلنت أنها لم تزل ورقة بيضاء ، عبثت أصابعه على أوتار السكون فأجج فى محيطها ناراً عبثا ً حاولت إطفائها و...
      ليلة حمراء لو قضاها
      معها سيستريح ، ويستكين الشيطان داخله .
      الشرطة
      لا تقنعها الاتهامات المرسلة ، والشرف لا يستحق الحراسة ،أغلقت بابها وأسلمت نفسها للحبس الاختياري ، عيون الزملاء والجيران والأقارب تهتك رجولة أبيها وأخيها ،تعرى الستائر الكثيفة بينما يستلقي أصحابها على الأرائك يتفرجون ، يتندرون ، يمصمصون الشفاه وهم يرشفون المثلجات في ارتياح وسكينه إلا هي ، وحدها تشعر بصديقتها ، تعانى معاناتها ، تخشى عليها منه وعلى نفسها ، لا تدرى ما يخبئه الغد ، لا تأمن هجمة الذئاب المفاجئة ،تكتظ الصحف بأخبار الاغتصاب ، والطوفان لا يبقى على أحد تعتصرها المخاوف ، تشلها الهواجس الكئيبة ، يلدغها خاطر ... لو صادفها في إحدى الطرق ، لو تخيرها صيدا ، تتوخى السلامة...!! ؟ وتبدل الوداعة بثوب الحيات مثل من توخينها ؟
      وتحلق
      ... فوق هيكل الأب المنكسر والأخ الملتاث ، والأم حين تقرأ الفاتحة فى ساعة لا تكاد تعى ما تنطقه ؟ لا تردع شقيقتها حين تنفلت ... تقطف بين يدى الإثم ورودها الحمراء وتقدمها قرباناً لأمنها ؟

      تقرأ في الجرائد...(اصبحت ترى أخبارها بين المغتصبين والقتلة ).........تفرج عنها النيابة بكفالة
      .
      يراودها
      سؤال ، هل تزورها ؟ تحتضنها كما الأيام الخوالى ؟... ترتعد ، يخفق قلبها بشدة ، تعييها الإجابة ، تلقى رأسها على الوسادة وتروح في إ إغفاءة ...لا تسقطها فى هوة كرى مستقر
      فتحي إسماعيل
      سأعود لهذا النص، صدقني..رأيت فيه وجودا برمته...
      كل المحبة والتقدير

      تعليق

      • فتحى اسماعيل
        أديب وكاتب
        • 14-11-2013
        • 96

        #4
        أستاذ بسباس عبدالرزاق

        لا يسعنى إلا أن اقول ... شكراً ....فكل الكلمات لا تعبّر عما فعله بى هذا الإطراء ...
        التعديل الأخير تم بواسطة فتحى اسماعيل; الساعة 23-11-2013, 23:43.

        تعليق

        • حارس الصغير
          أديب وكاتب
          • 13-01-2013
          • 681

          #5
          كما قال أخي بسباس لن أزيد كثيرا
          فقط أقول إن كاتب واع متمرس يعرف ماذا يكتب خاض التجربة بحق
          تحية لهذا العمل الرائع وصاحبه

          تعليق

          • حسن لختام
            أديب وكاتب
            • 26-08-2011
            • 2603

            #6
            نص من النصوص القوية، نص لايستطيع المتلقي الوصول إلى أسراره وجوهره، وفك مغالقه إلا بقراءته مرات عديدة..وبروية
            فعلا، حضر القص هنا ومتعة القراءة
            محبتي وكل التقدير

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              الزميل القدير
              فتحي اسماعيل
              كيف نطلق على الكاتب صفة ( أديب )؟
              والجواب صعب
              لكني أقول أنه حين يكتب نصا عملاقا مثل هذا
              تعملقت ونصك عوسجة
              كنت هنا بينها وبين ماجدة والمسدس ذاك
              أنا كنت أحمل مسدسا أبان وجود المحتل الأميركي وانفلات الشوارع ولم أتخلى عنه إلا حين سافرت لسورية.
              نص رائع فيه حبكة درامية مهولة وفيه سرد شيق موجع حد النزف
              نص حقيقة بالرغم من طوله إلا أني كنت أقرأ وبشغف كبير دون شعور بملل وهذا أمر ليس سهلا أبدا
              ماذا أقول لك من أروع النصوص التي قرأتها لك وإن كانت أعمالك قليلة لكن مع ذلك
              أنت ياسيدي الكريم أديب قدير تستحق أن نقرأ لك ويقرأ لك الجميع ولن أستغرب لو حدث هذا لأنك تمتلك موهبة وملكة وقدرة وستكون ولاشك من الأدباء الذين يشار لهم
              نص كبير
              أشكرك على هذه
              تحياتي وألف باقة ورد من أرض الرافدين


              نحن والنصوص القصصية/ وحديث اليوم
              مساء النصوص القصصية عليكم أحبتي فكرت ألف مرة قبل أن أبدأ معكم رحلة أعيشها مع نصوصي القصصية قلت في نفسي من سيستفيد من تجربة ربما تكون مجنونة، وربما تكون هذيانات محمومة نتيجة الصراعات والأحداث التي عشتها في حياتي، وكانت الكفة الراجحة بسؤال طرحته على نفسي: - ماالذي سأخسره لو شاركت كل من أعرفهم هنا من زميلات وزملاء، وماالذي سيستفيد
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #8
                ساعود النص طويل والنظر تعبان...
                كان طويلا جدا لي .. لكن باذن الله ساعود..
                سرتني ردود وانفعالات الاخرين...

                تحيتي وتقديري.


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • فتحى اسماعيل
                  أديب وكاتب
                  • 14-11-2013
                  • 96

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  الزميل القدير
                  فتحي اسماعيل
                  كيف نطلق على الكاتب صفة ( أديب )؟
                  والجواب صعب
                  لكني أقول أنه حين يكتب نصا عملاقا مثل هذا
                  تعملقت ونصك عوسجة
                  كنت هنا بينها وبين ماجدة والمسدس ذاك
                  أنا كنت أحمل مسدسا أبان وجود المحتل الأميركي وانفلات الشوارع ولم أتخلى عنه إلا حين سافرت لسورية.
                  نص رائع فيه حبكة درامية مهولة وفيه سرد شيق موجع حد النزف
                  نص حقيقة بالرغم من طوله إلا أني كنت أقرأ وبشغف كبير دون شعور بملل وهذا أمر ليس سهلا أبدا
                  ماذا أقول لك من أروع النصوص التي قرأتها لك وإن كانت أعمالك قليلة لكن مع ذلك
                  أنت ياسيدي الكريم أديب قدير تستحق أن نقرأ لك ويقرأ لك الجميع ولن أستغرب لو حدث هذا لأنك تمتلك موهبة وملكة وقدرة وستكون ولاشك من الأدباء الذين يشار لهم
                  نص كبير
                  أشكرك على هذه
                  تحياتي وألف باقة ورد من أرض الرافدين


                  نحن والنصوص القصصية/ وحديث اليوم
                  http://almolltaqa.com/vb/showthread....C7%E1%ED%E6%E3
                  أ- عائدة
                  مزيج من الشكر والعرفان على وقتك الذى أعرف أنه مشحون وضيق
                  ولكن هذا قدر بعض الناس الذين سخّروا أنفسهم لنفع غيرهم
                  وهذا النص الذى بين يديك ماخوذ عن واقعة حقيقية لقاتلة أدانها القضاء
                  ولكن دموع عينيها ... أقسما لى بصدقها وكونها مجنى عليها وليست جانية
                  لا أود ان اطيل فقد طرحت عدة قضايا فى عمل واحد ..ولذا تريننى أهتم بمتابعته
                  وأراء النقاد فيه
                  شكرى وعرفانى وتقديرى لكم

                  تعليق

                  • فتحى اسماعيل
                    أديب وكاتب
                    • 14-11-2013
                    • 96

                    #10
                    الأستاذة / حسن لختام ...أشكر وجودك ومؤازرتى وقراءة نصى أ

                    تعليق

                    • فتحى اسماعيل
                      أديب وكاتب
                      • 14-11-2013
                      • 96

                      #11
                      أ/ خارس الصغير... يثلج صدرى رضاك عن عملى ... جعلنى الله قدْر ثقتك فىّ

                      تعليق

                      • فتحى اسماعيل
                        أديب وكاتب
                        • 14-11-2013
                        • 96

                        #12
                        الأستاذة الأديبة الكبيرة / ريما الريماوى .... ينقصنى بالفعل انطباعك ونقدك البناء للقصة....
                        وها أنا منتظر

                        تعليق

                        • ريما ريماوي
                          عضو الملتقى
                          • 07-05-2011
                          • 8501

                          #13
                          وها انا قد عدت لأنهل من فيضك الجميل ...


                          تمتعت بتكنيكك الجديد بالقص الذي يكشف أديبا كبيرا تسعدني القراءة له
                          دائما...

                          كنت ألهث وأنا أتابعك .. توقعت ان بطلتنا ستتبع البطلة الحقيقية الماجدة وتلتقط مسدسها بالنهاية... وبرأيي يجب أن تكون هنالك ظروفا مخففة للحكم لمثلها وهي تدافع عن شرفها وكيانها ووجودها...

                          استمتعت جدا معك وأسلوب طرحك...

                          تحيتي واحترامي وتقديري.


                          أنين ناي
                          يبث الحنين لأصله
                          غصن مورّق صغير.

                          تعليق

                          • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                            أديب وكاتب
                            • 03-02-2011
                            • 413

                            #14
                            الأستاذ فتحي نص رائع ومميز ، يحكي بطولة خارقة ، ونحن في زمن نحتاج لتلك البطولة والجرأة للدفاع عن الوجود والشرف ، امتاز النص بالنفس الروائي أو كأنّه فصل من رواية، عباراتك مميزة ومعبرة وضعت القصة في إطار جميل سلمت يمينك استمتعت بالنص مع تقديري

                            تعليق

                            • ريما ريماوي
                              عضو الملتقى
                              • 07-05-2011
                              • 8501

                              #15
                              أينك الأستاذ المبدع والصديق محمد فتحي...
                              لم اعتزلتنا... ذكرك الأستاذ أحمد خيري اليوم،
                              كلنا نفتقدك... ونتمنى عودتك لننهل من معين
                              إبداعك...

                              عسى أن تكون بخير صحة وعافية..

                              خالص المودة والاحترام...


                              أنين ناي
                              يبث الحنين لأصله
                              غصن مورّق صغير.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X