و إذ أودع الصراف الآلي بطاقتي في بطنه، و أبى أن يرجعها لي، بعد أن رأى أني قد استنفدت كل المحاولات في إدخال رمزي السري، فإنه قد أوقعني في فم زوابع الحيرة التي أحاطت بي من كل جانب؛ فحرت كيف أجد لنفسي مخرجا..من غير المعقول أن أبرر ما وقع لي لحبيبتي التي ألتقي بها لأول مرة، بعد تعارف افتراضي دام سنة، تخللتها رسائل مشبوبة، و كلمات حارقة تتميز بالعشق، و وعود بلقاءات مشرقة ..و لما حصل التلاقي، و فكرت في الذهاب صحبتها إلى أحد المطاعم الفاخرة لتناول وجبة الغداء، ها إني في ورطة تصحر جيبي، و خيبة أملي في فعل الصراف البليد..
عدت إلى السيارة، و كانت بانتظاري، لم ألمح على وجهها ما يدل على الارتياب، فلما اقترحت عليها الذهاب في نزهة، لم تمانع، بل أبدت رضى أشعرني بالارتياح..
توجهت صوب غابة، و بإحدى فسحها فرشت غطاء على الأرض، و جلسنا جنبا إلى جنب، لم يكن الكلام معينا، بل اعتمدنا الصمت لغة تواصل، و امتدت يدي إليها، و كانت كريمة، فقد قدمت لي نفسها الطازجة بكل أريحية..
و استلقينا، بعد اتصال حار مشبوب بعواطف الحب، على ظهرينا، و قد شعرنا باسترخاء لذيذ، بعد إشارقة التحام معطر بشمس الصدق ، و تركنا لأنفسنا فسحة السفر في جنان المتعة، غير آبهين بالزمن، و خطواته السريعة..
لا أعرف كم من الوقت بقينا على هاته الحال، و إذا بجماعة من الشباب تحيط بنا، شاهرة سيوفها في وجهينا؛ تم تكبلي، وربطي إلى شجرة بعيد قليلا عن مكان الفتنة، وتم حمل حبيبتي إلى مكان آخر..
تمكنت من فك قيودي، و للحق، لم تكن محكمة، ربما بسبب تسرع من تكفل بربطي، و استعجاله اللحاق بزملائه..داهمتني رغبة الانفلات من المحنة التي وقعت فيها، و صرت أسير "انج بنفسك"، فلا يهم إن بقيت هي، مادامت تمنح جسدها بسهولة..و لأمر ما راودتني فكرة المجازفة، لكني فرد، و العدو جماعة، و شتان بين المفرد و القوة،ثم إني لست أحمق لأقامر بحياتي. وصلت سيارتي التي ركنتها بعيدا، و كأني كنت أتوقع حدوث مثل هذا الأمر، أو لأني ، منذ البداية، وجدت المكان المختار غير مناسب،يثير في النفس الخوف، لكن حضورها أنساني كل المخاوف، و أسكن قلبي شجاعة لا أمتلكها، شغلت المحرك بسرعة، و حركت عمود السرعة، فصرت العجلات، و كان لصريرها وقع الألم في نفسي، فقد كان شبيها باستغاثة قادمة من أعماق قلبها إلى أعماق قلبي، تنهض فيه العزة و الإباء..
استرجعت صورتها، هى شابة ممتلئة الجسم، وصاحبة قوام جميل، وخدَّين مُفعمين بالحيوية، وعينين مُشرقتَين.. يتوفَّر فيها، إلى جانب جمالها الأخّاذ، سمو الروح وقوة العاطفة، و كرم العطاء..
و استرجعت الالتحام الذي منحني متعة لم أشعر بها طوال حياتي، فقد لملمت شتات روحي، و أنعشت نفسي و ملأتني بالسعادة ؛ فشعرت بنخوة، و ركبتني الشجاعة . أوقفت السيارة، حملت سيفي، و انطلقت بحذر بحثا عنها لأخلصها..وجدت القوم حولها يختصمون حول من يكون له شرف البدء، حمدت الله على سلامتها من مكروه الاغتصاب، تسللت، محتميا بالأشجار، إلى أن وصلت إلى أقرب فرد منهم، ورفعت سلاحي إلى أعلى ثم هويت به على عنقه، فطارت رأسه بعيدا، و طار صواب الجمع الذي تفرق شذر مذر. حملتها بين ذراعي و كانت قد فقدت وعيها، و انطلقنا بعيدا في السيارة عن المكان المشؤوم..
اليوم، و نحن فوق فراشنا و قد صنعنا اللذة من جديد، و أشعلنا الغرفة بنور التحامنا؛ و قد تعمدت أن يكون لقاؤنا بمنزلي حتى لا أكرر مفاجآت غير سارة، تابعت على الشاشة الصغيرة خبر إلقاء القبض على المشتبه في قيامه بقطع رأس أحد الأشخاص بالغابة القريبة من المدينة. أصبت بدهشة إن لم أقل دوخة، ذلك أن المعتقل رجل يشبهني تماما. يا ألله، لا يمكن، إنه توأمي، هذا الذي بحثت عنه زمنا طويلا، و لم تخبرني أمي عنه إلا في وقت متأخر، بعد أن تركها أبي تتخبط في تحمل أعباء تربيتنا، مما دفع بها إلى أن تمنح أخي التوأم لإحدى الأسر الغنية..و هي تقوم بذلك، كانت تشعر بألم فظيع، هكذا قالت لي، بعد أن لامت أبي على ضعفه و هروبه من تحمل المسؤولية..و لما ضبطتني أمارس العادة، ثارت ثائرتها، و أنزلت علي سبابها، قائلة : هذا ما تفلحون فيه، لا يمكنكم التفكير في شيء آخر غيره، تبا لكم، تبحثون عن إشباع رغباتكم، ثم تهربون كالجبناء ..
و تضيف الأخبار: لقد تم القبض عليه و هو عائد من الخارج، بعد أن تم التعرف على صورته التقريبية المرسومة من أفواه الشهود !..
بقيت أصارع رغبات متضاربة، و في الأخير، قررت الذهاب إلى قسم الشرطة لأعترف لهم بذنبي، و أبرئ أخي، و أسمح لنفسي بمعانقته بحرارة......
عدت إلى السيارة، و كانت بانتظاري، لم ألمح على وجهها ما يدل على الارتياب، فلما اقترحت عليها الذهاب في نزهة، لم تمانع، بل أبدت رضى أشعرني بالارتياح..
توجهت صوب غابة، و بإحدى فسحها فرشت غطاء على الأرض، و جلسنا جنبا إلى جنب، لم يكن الكلام معينا، بل اعتمدنا الصمت لغة تواصل، و امتدت يدي إليها، و كانت كريمة، فقد قدمت لي نفسها الطازجة بكل أريحية..
و استلقينا، بعد اتصال حار مشبوب بعواطف الحب، على ظهرينا، و قد شعرنا باسترخاء لذيذ، بعد إشارقة التحام معطر بشمس الصدق ، و تركنا لأنفسنا فسحة السفر في جنان المتعة، غير آبهين بالزمن، و خطواته السريعة..
لا أعرف كم من الوقت بقينا على هاته الحال، و إذا بجماعة من الشباب تحيط بنا، شاهرة سيوفها في وجهينا؛ تم تكبلي، وربطي إلى شجرة بعيد قليلا عن مكان الفتنة، وتم حمل حبيبتي إلى مكان آخر..
تمكنت من فك قيودي، و للحق، لم تكن محكمة، ربما بسبب تسرع من تكفل بربطي، و استعجاله اللحاق بزملائه..داهمتني رغبة الانفلات من المحنة التي وقعت فيها، و صرت أسير "انج بنفسك"، فلا يهم إن بقيت هي، مادامت تمنح جسدها بسهولة..و لأمر ما راودتني فكرة المجازفة، لكني فرد، و العدو جماعة، و شتان بين المفرد و القوة،ثم إني لست أحمق لأقامر بحياتي. وصلت سيارتي التي ركنتها بعيدا، و كأني كنت أتوقع حدوث مثل هذا الأمر، أو لأني ، منذ البداية، وجدت المكان المختار غير مناسب،يثير في النفس الخوف، لكن حضورها أنساني كل المخاوف، و أسكن قلبي شجاعة لا أمتلكها، شغلت المحرك بسرعة، و حركت عمود السرعة، فصرت العجلات، و كان لصريرها وقع الألم في نفسي، فقد كان شبيها باستغاثة قادمة من أعماق قلبها إلى أعماق قلبي، تنهض فيه العزة و الإباء..
استرجعت صورتها، هى شابة ممتلئة الجسم، وصاحبة قوام جميل، وخدَّين مُفعمين بالحيوية، وعينين مُشرقتَين.. يتوفَّر فيها، إلى جانب جمالها الأخّاذ، سمو الروح وقوة العاطفة، و كرم العطاء..
و استرجعت الالتحام الذي منحني متعة لم أشعر بها طوال حياتي، فقد لملمت شتات روحي، و أنعشت نفسي و ملأتني بالسعادة ؛ فشعرت بنخوة، و ركبتني الشجاعة . أوقفت السيارة، حملت سيفي، و انطلقت بحذر بحثا عنها لأخلصها..وجدت القوم حولها يختصمون حول من يكون له شرف البدء، حمدت الله على سلامتها من مكروه الاغتصاب، تسللت، محتميا بالأشجار، إلى أن وصلت إلى أقرب فرد منهم، ورفعت سلاحي إلى أعلى ثم هويت به على عنقه، فطارت رأسه بعيدا، و طار صواب الجمع الذي تفرق شذر مذر. حملتها بين ذراعي و كانت قد فقدت وعيها، و انطلقنا بعيدا في السيارة عن المكان المشؤوم..
اليوم، و نحن فوق فراشنا و قد صنعنا اللذة من جديد، و أشعلنا الغرفة بنور التحامنا؛ و قد تعمدت أن يكون لقاؤنا بمنزلي حتى لا أكرر مفاجآت غير سارة، تابعت على الشاشة الصغيرة خبر إلقاء القبض على المشتبه في قيامه بقطع رأس أحد الأشخاص بالغابة القريبة من المدينة. أصبت بدهشة إن لم أقل دوخة، ذلك أن المعتقل رجل يشبهني تماما. يا ألله، لا يمكن، إنه توأمي، هذا الذي بحثت عنه زمنا طويلا، و لم تخبرني أمي عنه إلا في وقت متأخر، بعد أن تركها أبي تتخبط في تحمل أعباء تربيتنا، مما دفع بها إلى أن تمنح أخي التوأم لإحدى الأسر الغنية..و هي تقوم بذلك، كانت تشعر بألم فظيع، هكذا قالت لي، بعد أن لامت أبي على ضعفه و هروبه من تحمل المسؤولية..و لما ضبطتني أمارس العادة، ثارت ثائرتها، و أنزلت علي سبابها، قائلة : هذا ما تفلحون فيه، لا يمكنكم التفكير في شيء آخر غيره، تبا لكم، تبحثون عن إشباع رغباتكم، ثم تهربون كالجبناء ..
و تضيف الأخبار: لقد تم القبض عليه و هو عائد من الخارج، بعد أن تم التعرف على صورته التقريبية المرسومة من أفواه الشهود !..
بقيت أصارع رغبات متضاربة، و في الأخير، قررت الذهاب إلى قسم الشرطة لأعترف لهم بذنبي، و أبرئ أخي، و أسمح لنفسي بمعانقته بحرارة......
تعليق