عدالة صنف ثاني - أقصوصة - نزار ب. الزين مع ذكرى أليمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار ب. الزين
    أديب وكاتب
    • 14-10-2007
    • 641

    عدالة صنف ثاني - أقصوصة - نزار ب. الزين مع ذكرى أليمة


    عدالة صنف ثاني
    قصة قصيرة
    نزار ب. الزين *


    أحاطوا به و بدؤوا يتفنون بايذائه
    و هو يصرخ مستنجدا
    دون أن يجرؤ أحد على نجدته
    و من هوّة اليأس إنبثقت ومضة شجاعة
    دفع أحدهم فأوقعه أرضا
    ثم قفز من فوقه مطلقا قدميه تسابق الريح
    و اندفع رأسا نحو مكتب الأخصائي الإجتماعي

    *****

    استغرق دقائق حتى تمكن من التقاط أنفاسه قبل أن يتكلم
    فخرجت كلماته متلجلجة من فم مرتعش :
    - يا أستاذ
    جماعة طلال يبغون ذبحي ؟!
    أرجوك أريد أن أتصل بوالدي ...
    ثم استغرق الأمر دقائق أخرى إلى تمكن الأستاذ علاء من تهدئته ، و الاستماع من ثم إلى قصته .
    *****

    منذ مطلع العام الدراسي ، و طلال يلاحقني و أنا أتهرب منه
    و لكنه بدأ الآن يسلط عليَّ أفراد عصابته ...
    أجل يا أستاذ علاء ، إنها عصابة من طلاب المدرسة يأتمر أفرادها بأوامره و ينفذون له رغباته ..
    حكايته مشهورة يا أستاذ علاء ، و كل طالب في المدرسة يعرفها ..

    *****
    توقف الأستاذ علاء عن أداء أي عمل آخر ،
    و شرع يحقق في الموضوع إلى أن تمكن من جمع الخيوط كافة ، فتبين له ،أن طلال هذا ، من افشل طلاب المدرسة دراسيا ، و أنه يستغل نفوذ والده الكبير ، و نقوده الوفيرة لممارسة شذوذه ....
    ثم ما لبث الأستاذ علاء ، أن تعرف على عدد من ضحاياه ،
    ثم كتب تقريره ....موصيا بطرده من المدرسة مع جميع أفراد عصابته ؛ ثم عرض التقرير على مدير المدرسة .

    *****
    لدهشته الكبيرة
    استشاط الأستاذ عبد اللطيف ، مدير المدرسة ،غضبا !
    ثم صب جام غضبه على الأستاذ علاء :
    - " أنت هاوي متاعب يا أستاذ علاء "
    " أنت تعجل على خراب بيتك يا أستاذ علاء "
    " و تجرنا معك لخراب البيوت يا أستاذ علاء "
    " من أنت حتى تتطاول على أسياد هذا البلد الذين يقدمون لك و لأولادك لقمة العيش ؟!
    ثم أضاف أمام دهشة علاء المتناهية :
    - الجرثومة الحقيقية التي يجب التخلص منها ، هو تلميذك ( مهند ) صاحب الشكوى ، و من هم على شاكلته !
    ثم التفت إلى وكيل المدرسة آمرا :
    - أصدر في الحال أمرا بطرد كل من مهند ،عبد المولى ، فكري ، عاطف ، نور الدين ، سميح ، و عبد القادر..
    تخلص الأستاذ علاء من تقززه بصعوبة ليعترض قائلاً :
    - هؤلاء الذين ذكرت يا أستاذ عبد اللطيف هم الضحايا !
    يصرخ الأستاذ عبد اللطيف في وجه الأستاذ علاء :
    - أنت ضحية سذاجتك يا سيد إجتماعي ، ثم أمسك تقرير الأستاذ علاء فمزقه !
    -----------
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
    الموقع : www.FreeArabi.com
    البريد : nizar_zain@yahoo.com


    -----------
    ذكرى مؤلمة : تعقيب فقيد الأدب و فارس الكلمة الدكتور زكي العيلة


    أستاذنا الأديب الكبير :
    نزار الزين .
    مهموم دائماً بأوجاع الناس ، نصوصك صرخة صادقة في مواجهة واقع معيش بكل ما فيه من مخازي و آثام و عفن .
    حروفك وهج ينحت ضوءه من تعرية مجالات القهر و الاستبداد مانحاً النفس جزءاً من سكينة هاربة.
    دمت رائعاً .
    احترامي و تقديري .
    زكي العيلة
    ------------
  • جوتيار تمر
    شاعر وناقد
    • 24-06-2007
    • 1374

    #2
    [align=center]الاستاذ الكبير نزار الزين...

    هنا يمارس المال سطوته الذي من اجله خلق ، فهو في البدء استغل لأخضاع الاخرين ، وتمرير المصالح ، وبث الخضوع التام ، ولعل سوء استغلاله ليس بامر يعود الى الامس ، لانه اكثر تجذرا عند الانسان ، القصة هنا تجمع بين نوعين من الحياة ، تلك التي يعيشها الانسان بزهد ذاتي ، ومن خلالها يرفض الخضوع ، لمطاليب الاخرين المتسلطين ، وحياة الجانب الاخر ، التي تعتمد على توظيف المال ، دون اي وازع اخلاقي ، ومن خلال الجانبين تتكون المجتمعات الحالية ، وتستمد نفوذ استمراريتها ، فدائما الحق ضحية اللاحق ، وبعيدا عن الاراء الطوبائية ، والمثالية الاخلاقية ، فانه قلما نجد من يستغل ماله في سبيل تحقيق مصالحه ، ونموذج المدرسة هذه ، انما هو نموذج بسيط وصغير ، داخل اخطبوط اوسع اكبر ، حيث الدولة ، والعالم ، ان رؤية الحفاظ على المصلحة الذاتية ليس بامر غريب ، وان تبرير العمل هذا على حساب الاخلاقيات ليس بامر غريب ، وان الصعود على جماجم الاخرين ليس بامر غريب ، لكن الامر الغريب الوحيد هنا هو كيف لنا ان نسمي انفسنا (انسان ) لاننا طمسنا كل معالم الانسانية فينا .

    دم بخير
    محبتي
    جوتيار[/align]

    تعليق

    • نزار ب. الزين
      أديب وكاتب
      • 14-10-2007
      • 641

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
      [align=center]الاستاذ الكبير نزار الزين...

      هنا يمارس المال سطوته الذي من اجله خلق ، فهو في البدء استغل لأخضاع الاخرين ، وتمرير المصالح ، وبث الخضوع التام ، ولعل سوء استغلاله ليس بامر يعود الى الامس ، لانه اكثر تجذرا عند الانسان ، القصة هنا تجمع بين نوعين من الحياة ، تلك التي يعيشها الانسان بزهد ذاتي ، ومن خلالها يرفض الخضوع ، لمطاليب الاخرين المتسلطين ، وحياة الجانب الاخر ، التي تعتمد على توظيف المال ، دون اي وازع اخلاقي ، ومن خلال الجانبين تتكون المجتمعات الحالية ، وتستمد نفوذ استمراريتها ، فدائما الحق ضحية اللاحق ، وبعيدا عن الاراء الطوبائية ، والمثالية الاخلاقية ، فانه قلما نجد من يستغل ماله في سبيل تحقيق مصالحه ، ونموذج المدرسة هذه ، انما هو نموذج بسيط وصغير ، داخل اخطبوط اوسع اكبر ، حيث الدولة ، والعالم ، ان رؤية الحفاظ على المصلحة الذاتية ليس بامر غريب ، وان تبرير العمل هذا على حساب الاخلاقيات ليس بامر غريب ، وان الصعود على جماجم الاخرين ليس بامر غريب ، لكن الامر الغريب الوحيد هنا هو كيف لنا ان نسمي انفسنا (انسان ) لاننا طمسنا كل معالم الانسانية فينا .

      دم بخير
      محبتي
      جوتيار[/align]
      [a7la1=000033][align=center]أخي الأديب و الناقد الرائع جوتيار
      كلما قرأت لك تحليلا أزداد إعجابا بمقدرتك اللامحدودة ببلوغ ما ترمي إليه نصوصي
      صدقت يا أخي فإننا غالبا ما نكون أبعد من أن نكون بشرا
      فقد طمست – كما تفصلت – المصالح الخاصة كل ما هو عادل
      الشكر الجزيل لإطلالاتك الدائمة على نصوصي
      و على الخير معا نلتقي لنرتقي
      نزار
      [/align]
      [/a7la1]

      تعليق

      يعمل...
      X