" وعلَم آدم الأسماء كلَها "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    " وعلَم آدم الأسماء كلَها "

    يقول الله تعالى:
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاتَعْلَمُونَ ( 30 ) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 31 ) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَاإِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 32 ) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ( 33 ) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاإِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( 34 ) .
    في هذه الآية الكريمة يكشف الله سبحانه وتعالى لمحمد عليه الصلاة و السلام ماكان خافيا عنه في ظهر الغيب، ويخبره عَماجرى بعد خلقة آدم، وبعدما سجد له الملائكة تكريما ،و أعلن إبليس عداوته له تكبرا وتعاليا لأنه مخلوق من نار وآدم من طين ." وبعد أن كتم الملائكة في صدورهم استياءهم من ذلك المخلوق الذي سيغدو مفسدا وسافكا للدماء لأن إبليس قد زرع فيهم هذا الإعتقاد المزيف .فالله عزوجل قد علم منهم ذلك وإن لم يقروا به علنا ،فاستدرجهم للحديث عن آدم بعدما أنبأهم بأنه سيجعل في الأرض خليفة ،فأعلنوا عمَا كانوا يضمرون ، واحتجوا بما نسبوا إليه من أفعال مشينة كدافع لتعجبهم من خلافته للأرض ،إذ أنه ليس جديرا بها مادام سيعصي الله عزوجل .لكنه سبحانه أراد أن يثبت لهم أن ما يحسبونه حقيقة شاملة لذلك البشري ،إنما هي مجرد اعتقادات غير صادقة ،وأنه وحده يعلم غيب الأرض، وماسيكون على ظهرها مستقبلا ،كما أنه قد علم ماحدث في السماء بينهم وإبليس اللعين ، وماكانوا يكتمونه في صدورهم ،فعلَم آدم كل الأسماء ،لماذا كلَها ؟لأنه سبحانه قد علَم الملائكة بعضها ،فليس من المنطقي أن ننفي عن الملائكة معرفتهم بأقل الأسماء: الأرض والطين والدماء والنار ...." وعلم آدم الأسماء كلها ،ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " فلما علَم آدم كل الأسماء العاقل وغير العاقل ، وبما أنهم يعلمون من الأسماء بعضها ،فالله عزوجل قد أشار لهم إلى أسماء خاصَة من بين ماتعلَمه آدم وجهلوا معرفته وهي أسماء لأشخاص بدليل قوله : هؤلاء"." فعرضهم" تدلل على هؤلاء وليس على الأسماء كلها .كقوله تعالى : . هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (.".فسواهن أي سبع سموات ،الفعل سواهن لايعود إلى "السماء" إنما للسبع سموات" .ماهي إذن هذه الأسماء التي تعلَمها آدم وجهلها الملائكة ؟ "فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " إذن ففي هذه الأسماء ما يخالف قول الملائكة عن آدم عليه السلام ،وإلا لماذا " صادقين "وليس " عا لمين"؟ ،فما الذي يربط بين عدم صدقهم وتلك الأسماء التي أشار الله لهم لمعرفتها ،وقد عجزوا عن ذلك ونبَأهم بها آدم عليه السلام ؟ ليست أسماء الله الحسنى بالتأكيد لقوله تعالى : وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ):
    إذ كيف للملائكة أن يعبدوا الله ويسبحون بحمده وهم يجهلون أسماءه الحسنى .وليست أسماء الأنداد كما يعتقد بعض المفسرين لقوله تعالى :
    { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّه بِهَا مِنْ سُلْطَان }
    لأن أسماء الأنداد لاتبرهن على عدم صدق الملائكة أوالعكس،ولكنها أسماء الأنبياء . فما دام من ذريته سيكون الأنبياء والصالحون،المطيعون لله ،فكيف به إذن آدم وهو الذي نفخ الله سبحانه فيه من روحه وآتاه من العلم ما جعله ينال مرتبة السمو .بين الملائكة.وعلى هذا الأساس فقد توضح جليا أن الملائكة لم يكونوا صادقين في ما بسطوا على أرضية الحوار من مدارك،ولقد أقروا بذلك لما قالوا " سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلَمتنا إنك انت العليم الحكيم " .فالله عزوجل له القدرة أن يعلمهم بما تعسَر على أفهامهم دون أن ينبأهم آدم عليه السلام ، لكنه سبحانه قد ألهمه من العلم الغيبي ما يدلل على جدارته بأن يكون خليفة الله في أرضه
    *أي الحاكم بالعدل بين ذريته والحامل لواء العقيدة السمحة ،والمعلم الأول لسلالته البشرية .
    مالذي يثبت أن إبليس هو الذي زرع وساوسه في صدور الملائكة ؟
    ذلك لأنه كان يتميز بقدر من العلم والفهم يفوق الملائكة بدليل قوله سبحانه : " قال رب فاأنظرني إلى يوم يبعثون " " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " فإبليس إذن له دراية بما سيحدث على الأرض من طاعة وعصيان –بعلم من الله أوأنه استرق السمع إلى العليَين - ،ومادام عدوا للإنسان ،فهو سيكتفي بنشر ما سيسيئ لعدَوه من أخبار تقلل من شأنه بين الملائكة الذين جبلوا على طاعة الله ،تسبيحه وتقديسه .
    *أنه رفض الإمتثال لأمر الله استكبارا ،فلعنه الله وأخرجه من رحمته بسبب ذلك .وهذا مدعاة لأن ينتقم إبليس من آدم بكل الطرق والوسائل التي تشي بسخطه وكرهه لذلك المخلوق .
    لوأن الله سبحانه أعلم الملائكة بأنه سيخلق من سيسفك الدماء ويفسد في الأرض ،فكيف إذن يوضَح أنهم يجهلون غيب الأرض ،وأنه يعلم مالايعلمون ؟ ويصفهم بأنهم غير صادقين ؟
    لوأن الملائكة استنتجوا أن الإنسان سيكون مفسدا في الأرض ،وسافكا للدماء نظرا لأن الخلقة البشرية تؤدي إلى ذلك كما يحسب بعض المفسرين ،فلماذا يلام الإنسان على أفعاله ،ويعاقب في الآخرة ؟
    لو أنهم قاسوا أفعال الإنسان المستقبلية بما فعل الجن الذين يعتقد بعض المفسرين انهم سكنوا الأرض قبل آدم ،فهذا حتما لايدل على ثبات معرفة يقينية، إذ كيف لمن خلق من طين أن تتساوى أفعاله كمن خلق من نار ؟ بل مالذي يبرهن على أن للجان أوردة دموية ؟ فهم يعيشون مع الإنسان أزمنة طويلة ،ولم نلحظ لهم أي دماء تسفك .ثم أن أصل الإنسان من تراب وكان بمقدوره سبحانه أن يخلقه من أي شيئ آخر ،لكن الأرض هي أصل الإنسان التي خلق منها ويتحرك على ظهرها ،وهي الأم الرؤوم التي تدسه يوم مماته في بطنها .يقول تعالى
    : مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55- طه
    ولنفرض أن الملائكة قد سجدوا لآدم بعد أن نبأهم بالأسماء ،وعرفوا قدره وان إبليس قد استكبر عن السجود له تعاليا على خلقته آدم الطينية ،فليس من مانع أن يكون معترضا على خلافته في الأرض لأنه كان يحسب أنه أفضل منه ،وإن ملازمته للملائكة سينتج منه إدلا ءه برأيه هو الآخر ،مادام قد أمر بالسجود كما الملائكة لآدم.ولكن الله سبحانه قد أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم بعد أن يسوي صورته وينفخ فيه من روحه مباشرة . لقوله تعالى{
    { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{76} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77} وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{78} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{79} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{80} إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{81} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ{84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85}
    أمَا عن سجود الملائكة بعد معرفة آدم للأسماء في سورة البقرة ،فهي تعتبر تأكيدا لما حدث ذي قبل بين إبليس وآدم ،والتذكير بهذا الحدث قد تبعه مشهد آدم وزوجه في الجنة ،الذي نسي عداوة إبليس له وطاوعه في مزاعمه عن الشجرة المحرمة .
    مالذي يثبت أن آدم من دون ذريته هو المعني بالخلافة ؟
    ذلك أن الإستخلاف معناه أن يأتي أحد مكان الآخر بعد مضيَه أو انصباب اهتمامه بعمل آخر ،كقوله تعالى " وجعلناكم خلائف الأرض" أي بعد أن يموت جيل يخلفه الذي يأتي بعده .لكن آدم عليه السلام باعتباره المخلوق الأول في الأرض فما عساه سيخلف ؟إذن فهو خليفة الله في أرضه، كزيادة في كرم الله سبحانه عليه ولقد كان يتميَز بصفات تؤهله لذلك. ثم لا يعقل أن يكون أي كان من ذريته خليفة الله عز وجل ،ومنهم العاصي ،والقاتل ،والزاني ...فخلافة الله ليس معناها خلافة الناس لبعضهم بعضا .يقول تعالى : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالعدل " وهذا يدلل على أن خلافة الله تستوجب الحكم بالعدل .

    خلاصة القول :. آدم عليه السلام قد صنعه الله بيده ونفخ فيه من روحه ،ولقد سجد له الملائكة حبا في الله وطاعة له ،ولم يهتموا لأصله أوظاهره كما الشيطان ، بيد أن الذي كانوا يكتمونه عن حقيقة الإنسان غير الصادقة ،هو الذي جعلهم يتساءلون كيف بالإمكان أن يكون العاصي لله سبحانه ،خليفته في أرضه ؟ ومادامت الحقيقة قد انكشفت بفضل من الله عزوجل بما أنبأهم لهم آدم من أسماء للأنبياء ،فلقد رجعوا إلى الله سبحانه مسبحيَن له ،معترفين بجهلهم،وهذا يعني أن نظرتهم لآدم قد اختلفت عن ذي قبل ولقد أقروا بأحقيته بالخلافة .أما إبليس اللعين فسيظل حقده على آدم وذريته ينخر في صدره إلى اليوم المعلوم.
    - والله أعلم -

  • سامي جميل
    أديب وفنان
    • 11-09-2010
    • 424

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذة القديرة / مباركة بشير أحمد .... حفظها الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسعد الله جميع أوقاتك بالخير واليمن والبركات

    تحية طيبة أقدمها لحضرتك مع فائق إحترامي وتقديري لشخصك الرفيع.
    لقد وجد هذا الطرح الكريم مكاناً مريحاً بين القلب والعقل.
    أسأل الله تعالى أن يثيبك خير الثواب وهو خير الشاكرين.

    لي إستفسار بسيط بعد إذنك وإنني أثق في أني سأجد الساحة الرحبة التي تستوعب متواضع مداخلتي.
    هو حول الآية الكريمة : {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}.
    قيل أن الملاءكة الكرام بنوا إعتقادهم على ما حدث مع الجن في الأرض والذي كان إبليس اللعين منهم ولكنه كان عابداً لله بعد إفساد الجن في الأرض وهم من كان يخلفها قبل آدم. وسفك الدماء لم يكن بين الجن وبعضهم بل كان من صنف عمل الإفساد وهو سفك دماء المخلوقات المتواجدة في تلك الفترة في الأرض وقيل أن منها الدايناصورات والذي قيل أن من اسباب إنقراض تلك الحيوانات هو إفساد الجن في الأرض بسفك تلك دمائها بغير وجه حق بإستخدام قوى الجن التي منحها الله لهم. حتى أنه إذا مامر سرب من الطيور تراهنوا على من الأسرع في إسقاط ذاك السرب فيخر السرب ميتاً مسفوكة دمائة. الأمر الذي يجعل من وجود الجن في الأرض قبل الإنسان هو جزء من تهيئ الظروف الكاملة لنزول آدم عليه السلام إلى الأرض. ويكون له القدرة التي تمنحه أن يعمرها بما لم يستطع الجن إقامته في الأرض برغم القدرة التي منحها الله إياهم " قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين 39 قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك". الأمر الذي جعل الملائكة يلتبس عليهم أمر الخلافة.

    لا أود الإطالة ... وأكتفي هنا بمضمون الاستفسار.


    كل الشكر والتقدير والاحترام سيدتي الكريمة.

    خالص التحية،،،


    بداخلي متناقضين
    أحدهما دوماً يكسب
    والآخر
    أبداً لا يخسر …

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سامي جميل مشاهدة المشاركة
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الأستاذة القديرة / مباركة بشير أحمد .... حفظها الله
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أسعد الله جميع أوقاتك بالخير واليمن والبركات

      تحية طيبة أقدمها لحضرتك مع فائق إحترامي وتقديري لشخصك الرفيع.
      لقد وجد هذا الطرح الكريم مكاناً مريحاً بين القلب والعقل.
      أسأل الله تعالى أن يثيبك خير الثواب وهو خير الشاكرين.

      لي إستفسار بسيط بعد إذنك وإنني أثق في أني سأجد الساحة الرحبة التي تستوعب متواضع مداخلتي.
      هو حول الآية الكريمة : {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}.
      قيل أن الملاءكة الكرام بنوا إعتقادهم على ما حدث مع الجن في الأرض والذي كان إبليس اللعين منهم ولكنه كان عابداً لله بعد إفساد الجن في الأرض وهم من كان يخلفها قبل آدم. وسفك الدماء لم يكن بين الجن وبعضهم بل كان من صنف عمل الإفساد وهو سفك دماء المخلوقات المتواجدة في تلك الفترة في الأرض وقيل أن منها الدايناصورات والذي قيل أن من اسباب إنقراض تلك الحيوانات هو إفساد الجن في الأرض بسفك تلك دمائها بغير وجه حق بإستخدام قوى الجن التي منحها الله لهم. حتى أنه إذا مامر سرب من الطيور تراهنوا على من الأسرع في إسقاط ذاك السرب فيخر السرب ميتاً مسفوكة دمائة. الأمر الذي يجعل من وجود الجن في الأرض قبل الإنسان هو جزء من تهيئ الظروف الكاملة لنزول آدم عليه السلام إلى الأرض. ويكون له القدرة التي تمنحه أن يعمرها بما لم يستطع الجن إقامته في الأرض برغم القدرة التي منحها الله إياهم " قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين 39 قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك". الأمر الذي جعل الملائكة يلتبس عليهم أمر الخلافة.

      لا أود الإطالة ... وأكتفي هنا بمضمون الاستفسار.


      كل الشكر والتقدير والاحترام سيدتي الكريمة.

      خالص التحية،،،
      كل الشكر على تواصلك السخي أيها الفاضل / سامي جميل.
      وفقا للمنطق ،دعنا نتأمل سويا ،ونستخلص الفائدة:
      * مالذي يثبتُ أن الجن قد سكنوا الأرض قبل وجود الإنسان بردح من الزمن ؟
      الله عز وجل يقول في آيته الكريمة :"
      والجانَ خلقناه من قبل من نار السموم " أي " إبليس" هو الجان ،وخلقناهُ تدلَُ على المفرد أي عليه.ولو القصد هو الجن بصفة عامة لكانت الآية دلَت على الجمع " الجن" بدل " الجان" و" خلقناهم " بدل " خلقناه" .
      * ووفقا للمنطق الذي يتوافق والعقل المتدبر ،وجود المخلوقات العاقلة على الأرض ، ألا يستوجب وجود أنبياء ورسل لأجل الهداية ،كما هوالحال ،لنسل آدم عليه السلام ؟ أم أنها كائنات عاشت في جو مشحون بالعشوائية ؟ومن هوالنبيُ الذي وُكَل إليه هداية الجن ،ولماذا لم يُذكر في القرآن أوالسنَة النبوية الشريفة ؟؟؟
      * تقول أنهم كانوا يسفكون دماء الطيور ، لماذا تتواجد الطيور في عالم يسكنه الجن ،إذا ليست منها فائدة أصلا بالنسبة لهم .فالإنسان يأكل لحمها ،ويستفيد من ريشها ،لكنهم مجرد أطياف ،وطعامهم يختلف عما يشتهيه ويأكله الإنسان. فهم يأكلون العظام التي يستغني عنها الإنسان،لهذا نهى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الإستجمار بها أي العظام ،فلماذا إذا هم أصحاب قُدرات عظيمة ،لايصطادون لأنفسهم ويأكلون من صنيع أياديهم ؟
      * إن كان للجن قدرات ،فهي محدودة ،إما بسبب خلقتهم غير المادية ،الملموسة ،أو مشيئة الله تقتضي ذلك ،وإلاَ سيغدو هذا الكون مرتعا لهم ،يفعلون بنا نحن البشر ،وببهائمنا ما يُحبون ،وخاصة أنهم مستورون عن أبصارنا ،فهم يعيشون مع الإنسان ،لكن مارأينا دماءا للطيور تُسفك ،ولا للبشر ،فهل كانت لديهم القوة والقدرة في بادئ خلقتهم ثم اضمحلَت أم ماذا ؟؟؟
      * إذا الجن سكنوا الأرض ثم طردتهم الملائكة في الجزر والبحار ،ورُفع إبليس إلى السماء، كما يقول بعض المفسَرين ،فما سيكون ردَهم على الآية الكريمة :"
      أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ،بئس للظالمين بدلا " . فذرية إبليس هم الجن ،ولاريب ،لكن الذين هربوا إلى الجزر ،من يكونون بالنسبة لإبليس ،وهل الحذر من ذرية إبليس دون أولئك الهاربين أم ماذا ؟؟؟
      --------------
      خلاصة القول : الكرة الأرضية تتكون من طين/ تراب ،ماء ، ونيران في باطن الأرض.
      فإبليس خلقه الله من تلك النيران الباطنية ،فكان مستورا عن الأنظار هو وذريَته كما تلك النيران تحت جوف الأرض أي من " طاقة".
      آدم ،أبو البشرية ،خُلق من طين/تراب ، وذريته من ماء والذي أصله طينا .أي من مادة.
      فالأرض إذن خُلقت لتكون موطئا لآدم وذريته ،ولإبليس وذريته أيضا.
      وكما أن آدم هو أصل البشرية ،فإبليس هو أصل ُالجن.وعليه نستنتج أن آدم هو أول من وضع قدمه على الأرض .
      وعندما يقول الله عزوجل للملائكة :" أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين "، فهذا يعني أنهم لم يكونوا صادقين ،،،،فبما أنهم لايكذبون ،ويعبدون الله ويقدسونه، وله سبحانه طائعين ، والكذب طبع إبليس الحسود ،،نستنتج أن إبليس هو الوحيد الذي وسوس لهم لغرض في نفسه وكان من الكاذبين.
      والله أعلم.
      ************
      شكرا لك أخي الفاضل/ سامي جميل ، على مداخلتك الأكثر من رائعة ،
      وتمنياتي لك بمزيد من العلم والفهم.
      أسمى تحاياي وتقديري.
      التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 26-01-2014, 06:35.

      تعليق

      يعمل...
      X