تعال لنكتب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فراس عبد الحسين
    أديب وكاتب
    • 18-08-2013
    • 180

    تعال لنكتب

    تعال لنكتب
    فراس عبد الحسين
    رجع لغرفته منهك القوى, وضع الكأس بجانبه وتمدد على الأريكة, هدوء عتمة الليل المدلهم الا من ضوء القمر دفعه لممارسة طقوس الكتابة.
    أمسك القلم بين أصابعه, شرع يداعب بأطراف أنامله ورقة بيضاء كأنه يداعب وجه الحبيبة, أخذ يستنطق قلمه توسله عسى ان يفشي ببعض أسراره, صمت لفترة حتى سالت قطره دمع على خده, تشتت وتلاشت كل افكاره الحمقاء, وتبخرت من وعاء الذاكرة.
    بعد دقائق من الصمت والسكينة, ذاب القلم وسال بين أصابعه وتحول غمامة زرقاء ملأت أجواء الغرفة, ثم تجمع كائناً جالساً على الورقة.
    - هذه الليلة سأتبرأ منك وأخاصم عقلك, استشعر بألم خفي يجول بثنايا خاطرك كبقعه زيت سوداء تلوث نقاء بحر أفكارك.
    ارتشف القليل من كأسه بصمت حزين- لكن يا صديقي ونديم ليلي قد ضاق صدري وجفف الألم منابع الأمل, بعد أن طغت رائحه الدم على عبير الورد, وهاجرت العصافير أشجارنا لبعيد, افتقدنا الحانها كل صباح.
    هدوء طويل عم المكان وهو ينظر لوجه القمر من نافذته والكأس بيده قبل أن يرتشف الاخرى - ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم.
    أنكتب بالدم؟ كيف نكتب وكل معالم الجمال تشوهت, ألوان الحياة تغيرت بالسواد تبدلت, زرقة سماء الوطن بغيوم القتل والإرهاب تلبدت, جُل النساء ترملت, حتى الأطفال في بلدي قتلت.... ذبُحت, بدماء براءة الطفولة تمخضت وتعفرت, أبناء بلدي في بيوت الصحيف قد قطنت, والجهلاء السارقين في القصور سكنت.
    أين رحلت كلمات الحب..
    أين صوت فيروز..
    أين البسمة على الوجوه..
    أين همسات العاشقين.. أين رحلت
    حتى ضحكات الصغار اندثرت ... اضمحلت.؟
    رد الكائن - ما أضيق العيش لولا فسحه الامل.
    عليك يا صديقي أن تمسح الدموع من العيون.
    تنفث الحياة بين ركام الموت.
    تكون سفينه النجاة وسط بحر الآلام.
    تزرع وسط الصحراء القاحلة زهور النرجس والاقحوان.
    واجبك ان تضخ الآمال في النفوس التي تفتقدها, تكون ضوء شمعة وسط ظلمة الحياه الدامسة.
    هذا هو واجبنا وهدفنا ودورنا في الحياه الذي لا نتنازل عنه بيوم.
    - تعال يا صديقي نتناسى الألم ومناظره البشعة التي تشوه حياتنا وتبعثر أحلامنا, حين نفقد الحب والاحساس نخسر انسانيتنا, ننمسخ لمخلوقات كاسره يأكل بعضها البعض, لنكتب للحب للحياة ونخط للمعرفة وللأمل.
    تعال معي لنرسم البسمة على الوجوه الكئيبة.
    نرسم الابتسامة على وجوه الاطفال الحزينة.
    تبخر الكائن من جديد والابتسامة تعلو محياه,
    رجع القلم وتكور بين أصابعه, عودة الطفل لأحضان امه.
    للحب.. للأمل.. للحياة.. تعال لنكتب .
    فراس العراقي
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    فراس عبد الحسين
    معذرة منك لأني دخلت النص
    ليتك تنتبه للهمزات زميل فراس لأنها مهمة جدا صدقني
    النص جميل وفيه شجن لن ينتهي لأني أعرف ان شجننا على أهلنا وأناسنا والوطن لن ينتهي مادام الكابوس يجثم على صدورنا
    جاءت النهاية جميلة مفعمة بأمل أحببته
    ليتني أصير فراشة أمل فراس لرفرفت على روحك الموجوعة لعلني أبدد بعض الظلمة منها
    وكم تؤلمني أوضاعنا ونحن الأدرى أن القادم أصعب واخطر
    كن بخير عزيزي وابن الوطن الجريح لأكون



    نحن والنصوص القصصية/ وحديث اليوم
    مساء النصوص القصصية عليكم أحبتي فكرت ألف مرة قبل أن أبدأ معكم رحلة أعيشها مع نصوصي القصصية قلت في نفسي من سيستفيد من تجربة ربما تكون مجنونة، وربما تكون هذيانات محمومة نتيجة الصراعات والأحداث التي عشتها في حياتي، وكانت الكفة الراجحة بسؤال طرحته على نفسي: - ماالذي سأخسره لو شاركت كل من أعرفهم هنا من زميلات وزملاء، وماالذي سيستفيد
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • أحمدخيرى
      الكوستر
      • 24-05-2012
      • 794

      #3
      رؤية فلسفية جميلة جدا ، وحوار راقى مع النفس متمثلة فى هذا القلم

      الاستاذ " المتمكن " فراس "
      اعجبتنى الفكرة وتناولها لدرجة " تثير الغيرة في داخلى "
      استئذنك فى إقتباس الفكرة بـ قلمى

      ولـ سيدتى الرائعة " عائدة محمد نادر " ان التركيز على الاخطاء والهمزات وقواطع الوصل أمر لا بد منه " ولكن التناول السردى والفكرة " كذلك تعيد التوازن لهذا النص الراقى .
      https://www.facebook.com/TheCoster

      تعليق

      • فراس عبد الحسين
        أديب وكاتب
        • 18-08-2013
        • 180

        #4
        كيف تعتذرين سيدتي...؟؟ لا تعلمين مدى سعادتي عندما اجد اسمك يتابع ما اكتب...توجيه وتقويم من قلم اعتز به واحترمه جداً... انتِ فراشة عراقية زاهية الالوان... رائعة الجمال يابنت الرافدين..من جرح وطني ينزف جسدي كلمات.. الاديبة المبدعة عائدة ....شكراً شكراً لدخولك.. شكراً لتوجيهك..شكراً لمتابعتك............ كوني بخير سيدتي الجميلة.
        فراس العراقي

        تعليق

        • فراس عبد الحسين
          أديب وكاتب
          • 18-08-2013
          • 180

          #5
          يالسعادتي... يالفرحتي.. ابناء مصر الحبيبة , مصرالثقافة معنا... لاتعلم مدى حبي لكم ولشعبكم ولبلدكم الرائع, يزيدني شرف وفخر ان اكون سبب فكرة لقلمك, تحياتي استاذي احمد خيري.
          فراس العراقي

          تعليق

          يعمل...
          X