تعال لنكتب
فراس عبد الحسين
رجع لغرفته منهك القوى, وضع الكأس بجانبه وتمدد على الأريكة, هدوء عتمة الليل المدلهم الا من ضوء القمر دفعه لممارسة طقوس الكتابة.
أمسك القلم بين أصابعه, شرع يداعب بأطراف أنامله ورقة بيضاء كأنه يداعب وجه الحبيبة, أخذ يستنطق قلمه توسله عسى ان يفشي ببعض أسراره, صمت لفترة حتى سالت قطره دمع على خده, تشتت وتلاشت كل افكاره الحمقاء, وتبخرت من وعاء الذاكرة.
بعد دقائق من الصمت والسكينة, ذاب القلم وسال بين أصابعه وتحول غمامة زرقاء ملأت أجواء الغرفة, ثم تجمع كائناً جالساً على الورقة.
- هذه الليلة سأتبرأ منك وأخاصم عقلك, استشعر بألم خفي يجول بثنايا خاطرك كبقعه زيت سوداء تلوث نقاء بحر أفكارك.
ارتشف القليل من كأسه بصمت حزين- لكن يا صديقي ونديم ليلي قد ضاق صدري وجفف الألم منابع الأمل, بعد أن طغت رائحه الدم على عبير الورد, وهاجرت العصافير أشجارنا لبعيد, افتقدنا الحانها كل صباح.
هدوء طويل عم المكان وهو ينظر لوجه القمر من نافذته والكأس بيده قبل أن يرتشف الاخرى - ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم.
أنكتب بالدم؟ كيف نكتب وكل معالم الجمال تشوهت, ألوان الحياة تغيرت بالسواد تبدلت, زرقة سماء الوطن بغيوم القتل والإرهاب تلبدت, جُل النساء ترملت, حتى الأطفال في بلدي قتلت.... ذبُحت, بدماء براءة الطفولة تمخضت وتعفرت, أبناء بلدي في بيوت الصحيف قد قطنت, والجهلاء السارقين في القصور سكنت.
أين رحلت كلمات الحب..
أين صوت فيروز..
أين البسمة على الوجوه..
أين همسات العاشقين.. أين رحلت
حتى ضحكات الصغار اندثرت ... اضمحلت.؟
رد الكائن - ما أضيق العيش لولا فسحه الامل.
عليك يا صديقي أن تمسح الدموع من العيون.
تنفث الحياة بين ركام الموت.
تكون سفينه النجاة وسط بحر الآلام.
تزرع وسط الصحراء القاحلة زهور النرجس والاقحوان.
واجبك ان تضخ الآمال في النفوس التي تفتقدها, تكون ضوء شمعة وسط ظلمة الحياه الدامسة.
هذا هو واجبنا وهدفنا ودورنا في الحياه الذي لا نتنازل عنه بيوم.
- تعال يا صديقي نتناسى الألم ومناظره البشعة التي تشوه حياتنا وتبعثر أحلامنا, حين نفقد الحب والاحساس نخسر انسانيتنا, ننمسخ لمخلوقات كاسره يأكل بعضها البعض, لنكتب للحب للحياة ونخط للمعرفة وللأمل.
تعال معي لنرسم البسمة على الوجوه الكئيبة.
نرسم الابتسامة على وجوه الاطفال الحزينة.
تبخر الكائن من جديد والابتسامة تعلو محياه,
رجع القلم وتكور بين أصابعه, عودة الطفل لأحضان امه.
للحب.. للأمل.. للحياة.. تعال لنكتب .
فراس عبد الحسين
رجع لغرفته منهك القوى, وضع الكأس بجانبه وتمدد على الأريكة, هدوء عتمة الليل المدلهم الا من ضوء القمر دفعه لممارسة طقوس الكتابة.
أمسك القلم بين أصابعه, شرع يداعب بأطراف أنامله ورقة بيضاء كأنه يداعب وجه الحبيبة, أخذ يستنطق قلمه توسله عسى ان يفشي ببعض أسراره, صمت لفترة حتى سالت قطره دمع على خده, تشتت وتلاشت كل افكاره الحمقاء, وتبخرت من وعاء الذاكرة.
بعد دقائق من الصمت والسكينة, ذاب القلم وسال بين أصابعه وتحول غمامة زرقاء ملأت أجواء الغرفة, ثم تجمع كائناً جالساً على الورقة.
- هذه الليلة سأتبرأ منك وأخاصم عقلك, استشعر بألم خفي يجول بثنايا خاطرك كبقعه زيت سوداء تلوث نقاء بحر أفكارك.
ارتشف القليل من كأسه بصمت حزين- لكن يا صديقي ونديم ليلي قد ضاق صدري وجفف الألم منابع الأمل, بعد أن طغت رائحه الدم على عبير الورد, وهاجرت العصافير أشجارنا لبعيد, افتقدنا الحانها كل صباح.
هدوء طويل عم المكان وهو ينظر لوجه القمر من نافذته والكأس بيده قبل أن يرتشف الاخرى - ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم.
أنكتب بالدم؟ كيف نكتب وكل معالم الجمال تشوهت, ألوان الحياة تغيرت بالسواد تبدلت, زرقة سماء الوطن بغيوم القتل والإرهاب تلبدت, جُل النساء ترملت, حتى الأطفال في بلدي قتلت.... ذبُحت, بدماء براءة الطفولة تمخضت وتعفرت, أبناء بلدي في بيوت الصحيف قد قطنت, والجهلاء السارقين في القصور سكنت.
أين رحلت كلمات الحب..
أين صوت فيروز..
أين البسمة على الوجوه..
أين همسات العاشقين.. أين رحلت
حتى ضحكات الصغار اندثرت ... اضمحلت.؟
رد الكائن - ما أضيق العيش لولا فسحه الامل.
عليك يا صديقي أن تمسح الدموع من العيون.
تنفث الحياة بين ركام الموت.
تكون سفينه النجاة وسط بحر الآلام.
تزرع وسط الصحراء القاحلة زهور النرجس والاقحوان.
واجبك ان تضخ الآمال في النفوس التي تفتقدها, تكون ضوء شمعة وسط ظلمة الحياه الدامسة.
هذا هو واجبنا وهدفنا ودورنا في الحياه الذي لا نتنازل عنه بيوم.
- تعال يا صديقي نتناسى الألم ومناظره البشعة التي تشوه حياتنا وتبعثر أحلامنا, حين نفقد الحب والاحساس نخسر انسانيتنا, ننمسخ لمخلوقات كاسره يأكل بعضها البعض, لنكتب للحب للحياة ونخط للمعرفة وللأمل.
تعال معي لنرسم البسمة على الوجوه الكئيبة.
نرسم الابتسامة على وجوه الاطفال الحزينة.
تبخر الكائن من جديد والابتسامة تعلو محياه,
رجع القلم وتكور بين أصابعه, عودة الطفل لأحضان امه.
للحب.. للأمل.. للحياة.. تعال لنكتب .
تعليق