سالومي
بقلمي " أحمدخيـري"
" تـرى هل لا يزال " يصرخ فى البرية "
" بالكاد يفعلها " فقد انتهى عصـر النبوة "
يتلمز الناس بـ سيرته ، وهو يمر في الجوار .. واصوات ساخرة " تمرق من هنا ، وهناك " فـ يلملم طرف جلبابه البالي ، وهو يعبر جسراً بدائيا يمر بـ اعلى بركة آسنة " صنعتها الامطار ، وطفح المجارير "
تزداد السخرية من عناده ، وبـدائيته الواضحة .. فيرتفع صيته ، ويتجاذب اسمه وسيرته " عددا من المهمشين ، والاقزام " فـ يتبعونه وكأنه النبي ..
يحاول ان يحيد عن هؤلاء الوافدين الجدد ... او يقنعهم بـ انه ليس المخلص ، ولكن محاولاته تزيدهم اصراراً فـ يتكاثرون ، وتزداد اعداهم ..
فـ يدير وجهه عنهم متمتماً فى غضب :
" لعنة الله على الاغبياء ..
تتحول الايام سريعاً ...
فـ يتاقلم مع الوضع الجديد ، ويـ تلبس بـ لباس " الاولياء ، والصالحين " ربما يصلح هذا الرادء شىء من العقول التى لا تزال " تغط في الخطيئة ...
يرتفع صوت قديم بـ نفس السؤال "
" هل لا يزال يصرخ في البرية ؟!
ثمة جديد فى هذا العالم... تغير حال " الشيخ " بـظهور هذه " الطفلة المرأة أو المرأة الصغيرة " بين مريديه .. جاءت تسأل البركة " والطهور " بعدما لوثتها قذارة " صلة رحم " لم ترحم طفولتها او تراعي حداثتها . فوجدت نفسها في حضرة " المخلص "
يـ تنازل عن الدعوة لـ المريدين والحواري ، وصب جل إهتمامه عليها " لـ تنمو وتتفتح بين تعاليمه " وكأنها " مجدولين جديدة "
ينظر إليها الجموع ، وكأنها وريثة " الشيخ الولي المخلص "
فـ ترتفع منزلتها ، وتعتليهم وكأنها الأميرة او الملكة ..
اصوات تسال من هنا ، وهناك ...
" هل لا يزال يصرخ في البرية ..
إزداد الغياب ، وتأخر الشيخ عن مريديه " ايام فـ اسابيع وتلتها شهورا .. الجميع في عجب من غيابه الذى لم يعتاده المريدين ، والاتباع ..
والاميرة الصغيرة اصبحت هي التي تخرج ، وتخطب في الناس ، وتحثهم على اتباع التعاليم ، والطقوس ..
يتسائل أكثر من صوت
" اين الشيخ
" اين مولانا
" اين المخلص
ولا جواب .. والاميـرة تتجاهل التساؤل ، وترتفع حدة خطابها .. فـ ينفر عنها المريدين ، وتظهر بوادر ثورة " الدراويش " والتي ما أن تشتعل حتى ينقض الجموع " على خلوة الشيخ في محرابه ..
فـ لا يجدونه الا رأس ، وصحن من الفضة .
تمت
تعليق