سالَ دمْعُ الجوى ، وطافَ البـلادا
وسـرى في الفــوَّارِ ليــلاً ونادى:
يا فتــاةَ المُنـى أقِـلِّــي سُـــــهـادي
وأزيْحِــي عنْ مُقْلتـــيَّ السُّـــــهادا
إنَّ لـي صـاحبــاً ، ضعيفَ الحنايا ،
مُرْهفَ الحِسِّ ، مُسْـــتهـاماً ، مُصادا
كلَّمــا زِدْتِ أنتِ عنـــهُ ابْتعــــاداً
زادَ شــــوقاً ورِقَّـةً وانْـقـيــــــــادا
..............
طُفْــتُ في إثْـرِهِ البـــلادَ كـظـيـماً
كَأَسِـــــيْرِ الحروبِ أمْشــــي مُقادا
وبدا تحـــتَ شـــــرْفَـتَـيْـها أمامـي
كَسُــــيُولِ الجبالِ يســــقي الوِهادا
قُلتُ : يادمعُ ... كيفَ ترحلُ دوني؟!
ولمـــاذا تذِيعُ ســـــرِّي اجْتهادا ؟!
لَكَأَنِّـــي أراكَ صـــرْتَ لســــــانـاً
عربيَّـاً . . . يقــولُ ما قدْ أرادا !!
فالْزَمِ العيــنَ لا تغــادِرْ جفونـــي
والْزَمِ الصَّمْـتَ لا تُجادِلْ عِنـــادا
...............
قالَ : ألْآنَ صرْتَ قَرْماً عنيفـــاً؟!
وعلا صوتُكَ الرَّخيْـــــمُ اشْتِــدادا!
فاغْضُضِ الطَّرْفَ لا أريدُ نصيحاً
فَلَقَدْ ملَّ ، منــكَ صبـــري ، و بَادَا
كيفَ تهوى مـنْ لا تُعِيْــرُ انْتِبــاهاً
لِحَدِيْـــثٍ ... قدْ لا يطولُ امْتِدادا؟!
كيفَ تهوى منْ تيَّمَتْكَ وشــــادتْ
منْ نحـاسِ الحديدِ ســـدَّاً مُشـادا؟!
رَفَضَــــتْ أن تــراكَ بِضْــعَ ثوانٍ
وَ تَولَّــتْ ... كمــنْ رأى جــــلَّادا
.............
فجْــأةً لاحَ مــنْ لُبــانَــةَ طيْـــفٌ
أَزَلِيٌّ ... على الرَّصيْفِ ... تهادى
منْ وراءِ الغيومِ شَــعْـشَـــعَ نوراً
وتَجـلَّـــــى ... أمـامـنـــا ... وقَّــادا
قالَ : إني سمعْتُ ما قيلَ عنهـــا
وأتانـــي ما قــدْ أجَــدْتَ و جـــادا
فِعْــلُ مولاتــــي لا غبــارَ عليــهِ
فَلِمـــــاذا يحْتــــدُّ ذاكَ احْتِــــدادا
لَأَقُــولَـنَّ لـلأمـيـــــرةِ قــــولاً ...
عاطِــلاً ، عنْكُمـــا ، يفوحُ انْتِقـــادا
.............
قُلتُ: رُحْمـاكَ ، لا تَقُلْ أيَّ حرْفٍ
وخلافـــي ، معْ أدْمُعـــي ، لنْ يُعادا
فمُصابي في الحُبِّ منْ ضعْفِ نفسي
وأنـا لا أرومُ مـنْـهـــــا مُــــرادا
و كــلامُ الـدُّمــوعِ نــزْوةُ صَـــبٍّ
يفْعَــلُ الفِعْــــلَ ، ثُمَّ يرمــي العبـادا
كـمْ فَتِـــيٍّ أفْنــى الـحيــاةَ طَــواعاً
وادَّعــى أنَّ الغيْرَ شـــــدَّ الزِّنادا
.............
قالَ : إنـــي أراكَ شـــهْماً كريْمــاً
واعْتقــادي ما خابَ فيْــكَ اعْتِقادا
إنَّنــــي لــنْ أقــولَ إلا كــلامـــاً
ناصِعَــاً ، دافِئــاً ، رَقِيْقــاً ، مُجـــادا
وَسَـــأُلْـقِي لـها رســـــالةَ حُــــبٍّ
منكَ ـ إن شِــئْـتَ ـ فابْدَأِ الإنْشــــادا
.............
قلْتُ : قُلْ للجَميلــةِ اليومَ شـــعري
و خُذِ البحْـــرَ للقَصيـــــــدِ مِدادا
قُلْ لها : إنـــي في هواكِ قتيـــلٌ
منذُ أنْ أُلْبِـــسَ المســـاءُ السَّوادا
قَسَــــمَـاً بالّــذي أقامَ الرَّواســــي
وبنــــى فوقَهُـــنَّ سبْعــاً شِــــدادا
لَأَسِـــــيْــرَنَّ خلْــفَ ظلِّـــكِ دهراً
وَ لَأَسْــتَـقْـطِـرَنَّ ، منــــكِ ، الـوِدادا
وَ لَأَسْــــــتَـعْـذِبَنَّ قُرْبَـــكِ موتـــي
فـأنـا لا أطيــقُ عنــكِ ابْتِـــــعادا
فاعْذِري يا لُبـــانَةَ القَلْـبِ دمْـعي
واعْذِريْنــي إذا جنونــي تمـــادى
وافْعَلي ما شـــاءَ الهوى وَ تَمَنَّي
فَلِـعَيْـنَـيْــــكِ قــدْ نــذرتُ الفــؤادا
حَطِّمِيْنِي ، كَدَوْرَقِ العطْرِ ، صُبْحاً
وامْنَعِي ، في المسـاءِ ، عنِّي الرُّقادا
واحْرُقينــــي ... وبَعْثِرِي ما تَبَقَّى
مـنْ رمـادي .... فَلَسْــــتُ إلَّا رمادا
وسـرى في الفــوَّارِ ليــلاً ونادى:
يا فتــاةَ المُنـى أقِـلِّــي سُـــــهـادي
وأزيْحِــي عنْ مُقْلتـــيَّ السُّـــــهادا
إنَّ لـي صـاحبــاً ، ضعيفَ الحنايا ،
مُرْهفَ الحِسِّ ، مُسْـــتهـاماً ، مُصادا
كلَّمــا زِدْتِ أنتِ عنـــهُ ابْتعــــاداً
زادَ شــــوقاً ورِقَّـةً وانْـقـيــــــــادا
..............
طُفْــتُ في إثْـرِهِ البـــلادَ كـظـيـماً
كَأَسِـــــيْرِ الحروبِ أمْشــــي مُقادا
وبدا تحـــتَ شـــــرْفَـتَـيْـها أمامـي
كَسُــــيُولِ الجبالِ يســــقي الوِهادا
قُلتُ : يادمعُ ... كيفَ ترحلُ دوني؟!
ولمـــاذا تذِيعُ ســـــرِّي اجْتهادا ؟!
لَكَأَنِّـــي أراكَ صـــرْتَ لســــــانـاً
عربيَّـاً . . . يقــولُ ما قدْ أرادا !!
فالْزَمِ العيــنَ لا تغــادِرْ جفونـــي
والْزَمِ الصَّمْـتَ لا تُجادِلْ عِنـــادا
...............
قالَ : ألْآنَ صرْتَ قَرْماً عنيفـــاً؟!
وعلا صوتُكَ الرَّخيْـــــمُ اشْتِــدادا!
فاغْضُضِ الطَّرْفَ لا أريدُ نصيحاً
فَلَقَدْ ملَّ ، منــكَ صبـــري ، و بَادَا
كيفَ تهوى مـنْ لا تُعِيْــرُ انْتِبــاهاً
لِحَدِيْـــثٍ ... قدْ لا يطولُ امْتِدادا؟!
كيفَ تهوى منْ تيَّمَتْكَ وشــــادتْ
منْ نحـاسِ الحديدِ ســـدَّاً مُشـادا؟!
رَفَضَــــتْ أن تــراكَ بِضْــعَ ثوانٍ
وَ تَولَّــتْ ... كمــنْ رأى جــــلَّادا
.............
فجْــأةً لاحَ مــنْ لُبــانَــةَ طيْـــفٌ
أَزَلِيٌّ ... على الرَّصيْفِ ... تهادى
منْ وراءِ الغيومِ شَــعْـشَـــعَ نوراً
وتَجـلَّـــــى ... أمـامـنـــا ... وقَّــادا
قالَ : إني سمعْتُ ما قيلَ عنهـــا
وأتانـــي ما قــدْ أجَــدْتَ و جـــادا
فِعْــلُ مولاتــــي لا غبــارَ عليــهِ
فَلِمـــــاذا يحْتــــدُّ ذاكَ احْتِــــدادا
لَأَقُــولَـنَّ لـلأمـيـــــرةِ قــــولاً ...
عاطِــلاً ، عنْكُمـــا ، يفوحُ انْتِقـــادا
.............
قُلتُ: رُحْمـاكَ ، لا تَقُلْ أيَّ حرْفٍ
وخلافـــي ، معْ أدْمُعـــي ، لنْ يُعادا
فمُصابي في الحُبِّ منْ ضعْفِ نفسي
وأنـا لا أرومُ مـنْـهـــــا مُــــرادا
و كــلامُ الـدُّمــوعِ نــزْوةُ صَـــبٍّ
يفْعَــلُ الفِعْــــلَ ، ثُمَّ يرمــي العبـادا
كـمْ فَتِـــيٍّ أفْنــى الـحيــاةَ طَــواعاً
وادَّعــى أنَّ الغيْرَ شـــــدَّ الزِّنادا
.............
قالَ : إنـــي أراكَ شـــهْماً كريْمــاً
واعْتقــادي ما خابَ فيْــكَ اعْتِقادا
إنَّنــــي لــنْ أقــولَ إلا كــلامـــاً
ناصِعَــاً ، دافِئــاً ، رَقِيْقــاً ، مُجـــادا
وَسَـــأُلْـقِي لـها رســـــالةَ حُــــبٍّ
منكَ ـ إن شِــئْـتَ ـ فابْدَأِ الإنْشــــادا
.............
قلْتُ : قُلْ للجَميلــةِ اليومَ شـــعري
و خُذِ البحْـــرَ للقَصيـــــــدِ مِدادا
قُلْ لها : إنـــي في هواكِ قتيـــلٌ
منذُ أنْ أُلْبِـــسَ المســـاءُ السَّوادا
قَسَــــمَـاً بالّــذي أقامَ الرَّواســــي
وبنــــى فوقَهُـــنَّ سبْعــاً شِــــدادا
لَأَسِـــــيْــرَنَّ خلْــفَ ظلِّـــكِ دهراً
وَ لَأَسْــتَـقْـطِـرَنَّ ، منــــكِ ، الـوِدادا
وَ لَأَسْــــــتَـعْـذِبَنَّ قُرْبَـــكِ موتـــي
فـأنـا لا أطيــقُ عنــكِ ابْتِـــــعادا
فاعْذِري يا لُبـــانَةَ القَلْـبِ دمْـعي
واعْذِريْنــي إذا جنونــي تمـــادى
وافْعَلي ما شـــاءَ الهوى وَ تَمَنَّي
فَلِـعَيْـنَـيْــــكِ قــدْ نــذرتُ الفــؤادا
حَطِّمِيْنِي ، كَدَوْرَقِ العطْرِ ، صُبْحاً
وامْنَعِي ، في المسـاءِ ، عنِّي الرُّقادا
واحْرُقينــــي ... وبَعْثِرِي ما تَبَقَّى
مـنْ رمـادي .... فَلَسْــــتُ إلَّا رمادا
تعليق