الصدمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود عودة
    أديب وكاتب
    • 04-12-2013
    • 398

    الصدمة

    قصة قصيرة
    الصدمة
    احساسه بأن كل النساء تطارده جعله دائما في حالة ركض وهرولة .
    كنت جالسا مع صديقي على مقهى عندما قدم شاب يرتدي ملابس رثة
    .وسيم الوجه رغم تعفره بالتراب وفاره القامة عيونه تائهة كأنه يترقب
    شيئا ، طلب سيجارة من صديقي ، رق قلبي لحاله فسحبت من جيبي قطعة
    نقد ورقية لا اذكر قيمتها ، انتفض جسده وارتعش واحمرت عيناه وصرخ
    بأعلى صوته انا لست شحاذا وضرب بقوة يدي الممدودة بالورقة النقدية
    طارت الورقة النقدية تألمت واستعجبت ضحكة صديقي المجلجلة ، اخذ
    السيجارة وركض بعيدا وما زال ضحك صديقي وقهقهته تجلجل مما جذب
    انتباه كل من في المقهى ، فقال لهم صديقي وهو يشير باصعبه الي لقد
    قدم نقودا لماهر ، تعالت القهقهات في جنبات المقهى مما اثار دهشتي
    وخجلي وارتباكي فقال صديقي : هون عليك ماهر لايقبل نقود ولا يأخذ
    شيئا من اي شخص غيري ، مما اثار فضولي واستهجاني فسألت ما حكايته ؟
    قال صديقي عاش ماهر حياته يتيما بعد فقد والده ولم يتجاوز الخمس سنوات
    وقامت امه على تربيته فكانت له الأم والأب والأخ والأخت ورفضت كل عروض
    الزواج المغرية وتفرغت لولدها وعملها في مزرعة النحل التي تركها لهما زوجها
    مع البيت ، صانت بيتها وعرضها وتوسع رزقها حتى باتت مشهورة بعسل النحل
    في ارجاء المدينة واكرمها الله بذكاء ولدها ماهر تفوق في دراسته ولم يعرف
    اصدقاء غيري رغم تذمر والدته فكان زميل دراستي من الابتدائي حتى الجامعة
    ورغم تفوقه في المرحلة الثانوية الا انه اصر على الألتحاق بكلية الزراعة وبمنحة
    دراسية ورفض كل الكليات البراقة فتوثقت صداقتنا اكثر بالتحاقي في نفس الكلية .
    في السنة النهائية من دراسته الجامعية دق قلبه وارتعش بحب لبنت الجيران الجميلة
    ولم يتردد وطلب خطبتها من والدته والتي لم ترفض له طلبا فوافقت على خطبيتها
    على مضض وفي حفلة بسيطة غمرت السعادة قلبه وكل كيانه ، اصبح يعد الشهور
    الباقية لتخرجه من الجامعة بالثواني ويضع صورتها امام عينيه فينكب على الكتب
    ويهضمها باستيعاب منقطع النظير .
    بعد حصوله على شهادة البكالوريوس بتفوق هب مسرعا بسيارة تاكسي ولم ينتظر
    موعد قطار اواتوبيس كعادتنا واصر على ان ارافقه رغم تخلفي بمادتين ولكني استشعرت
    وقدرت لهفته وعنفوان مشاعره المتدفقة .
    وقف التاكسي في اول الشارع ولم يتمكن السائق من العبور حتى بيته لوجود صيوان فرح
    ضخم واعلام الزينه واللمبات الملونه باهرة الأضواء تملأ الشارع .، تصدح الزغاريد منصهرة
    مع اصوات الموسيقى الصاخبة والغناء .
    سرنا في الشارع وسط نظرات الأستهجان واحيانا الشفقة ، لم يلحظ ماهر هذه النظرات وهمس
    في اذني ما اروع واعظم والدتي ، استعدت لاستقبالي بالفرح وربما عقد قراني على خطيبتي
    لتكون سعادتي مزدوجة ,
    وقفنا مذهولين امام الكوشة حيث تجلس خطيبته بملا بسها البيضاء ووجهها المشرق بالبهجة
    والى جوارها ببدلة سوداء رجل يكبرها بسنين ملامحه توحي بأنه وافد عربي ، الخواتم الذهبية
    تزين اصابعة لتعلن عن مدى ثرائه .
    اشفقت على صديقي من هول الصدمة وانا انظر الى وجهه وقد احمر وزاغت عيناه وجفت
    الدموع في مقلتيه وارتعش جسده واوشك على الأنهيار والسقوط ، انصت باهتمام الى والدة العروسة
    وهي تقول لماذا الحزن والدهشة وامك هي من احضرت العريس بعد ان فسخت خطبتك لأبنتي ..
    محمود عودة
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود عودة; الساعة 11-12-2013, 20:41.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    محمد عوده
    هلا وغلا بك بيننا
    أسعدني أني تعرفت عليك من خلال نصك الجميل
    لكن
    أرجوك زميلي عد له وعدله وصحح الخطاء وفك التشابك بين الحروف
    نص جميل وينم عن ملكة فن القص
    أنتظر جديدك ومشاركتك زميلاتك وزملائك نصوصهم وترك رؤاك وبكل شفافية عليها وبهذا نستفيد جميعا
    تحياتي وهلا ومليون مرحبا بك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ميمون حرش
      أديب وكاتب
      • 01-12-2013
      • 26

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
      قصة قصيرة
      الصدمة
      احساسه بأن كل النساء تطارده جعله دائما في حالة ركض وهرولة .
      كنت جالسا مع صديقي على مقهى عندما قدم شاب يرتدي ملابس رثة
      .وسيم الوجه رغم تعفره بالتراب وفاره القامة عيونه تائهة كأنه يترقب
      شيئا ، طلب سيجارة من صديقي ، رق قلبي لحاله فسحبت من جيبي قطعة
      نقد ورقية لا اذكر قيمتها ، انتفض جسده وارتعش واحمرت عيناه وضرخ
      بأعلى صوته انا لست شحاذا وضرب بقوة يدي الممدودة بالورقة النقدية
      طارت الورقة النقدية تألمت واستعجبت ضحكة صديقي المجلجلة ، اخذ
      السيجارة وركض بعيدا وما زال ضحك صديقي وقهقهته تجلجل مما جذب
      انتباه كل من في المقهى ، فقال لهم صديقي وهو يشير باصعبه الي لقد
      قدم نقودا لماهر ، تعالت القهقهات في جنبات المقهى مما اثار دهشتي
      وخجلي وارتباكي فقال صديقي : هون عليك ماهر لايقبل نقود ولا يأخذ
      شيئا من اي شخص غيري ، مما اثار فضولي واستهجاني فسألت ما حكايته ؟
      قال صديقي عاش ماهر حياته يتيما بعد فقد والده ولم يتجاوز الخمس سنوات
      وقانت امه على تربيته فكانت له الأم والأب والأخ والأخت ورفضت كل عروض
      الزواج المغرية وتفرغت لولدها وعملها في مزرعة النحل تلتي تركها لهما زوجها
      مع البيت ، صانت بيتها وعرضها وتوسع رزقها حتى باتت مشهورة بعسل النحل
      في ارجاء المدينة واكرمها الله بذكاء ولدها ماهر تفوق في دراسته ولم يعرف
      اصدقاء غيري رغم تذمر والدته فكان زميل دراستي من الابتدائي حتى الجامعة
      ورغم تفوقه في المرحلة الثانوية الا انه اصر على الألتحاق بكلية الزراعة وبمنحة
      دراسية ورفض كل الكليات البراقة فتوثقت صداقتنا اكثر بالتحاقي في نفس الكلية .
      في السنة النهائية من دراسته الجامعية دق قلبه وارتعش بحب لبنت الجيران الجميلة
      ولم يتردد وطلب خطبتها من والدته والتي لم ترفض له طلبا فوافقت على خطبيتها
      على مضض وفي حفلة بسيطة غمرت السعادة قلبه وكل كيانه ، اصبح يعد الشهور
      الباقية لتخرجه من الجامعة بالثواني ويضع صورتها امام عينيه فينكب على الكتب
      ويهضمها باستيعاب منقطع النظير .
      بعد حصوله على شهادة البكالوريوس بتفوق هب مسرعا بسيارة تاكسي ولم ينتظر
      موعد قطار اواتوبيس كعادتنا واصر على ان ارافقه رغم تخلفي بمادتين ولكني استشعرت
      وقدرت لهفته وعنفوان مشاعره المتدفقة .
      وقف التاكسي في اول الشارع ولم يتمكن السائق من العبور حتى بيته لوجود صيوان فرح
      ضخم واعلام الزينه واللمبات الملونه باهرة الأضواء تملأ الشارع .، تصدح الزغاريد منصهرة
      مع اصوات الموسيقى الصاخبة والغناء .
      سرنا في الشارع وسط نظرات الأستهجان واحيانا الشفقة ، لم يلحظ ماهر هذه النظرات وهمس
      في اذني ما اروع واعظم والدتي ، استعدت لاستقبالي بالفرح وربما عقد قراني على خطيبتي
      لتكون سعادتي مزدوجة ,
      وقفنا مذهولين اما الكوشة حيث تجلس خطيبته بملا بسها البيضاء ووجهها المشرق بالبهجة
      والى جوارها ببدلة سوداء رجل يكبرها بسنين ملامحه توحي بأنه وافد عربي ، الخواتم الذهبية
      تزين اصابعة لتعلن عن مدى ثرائه .
      اشفقت على صديقي من هول الصدمة وانا انظر الى وجهه وقد احمر وزاغت عيناه وجفت
      الدموع في مقلتيه وارتعش جسده واوشك على الأنهيار والسقوط ، انصت باهتمام الى والدة العروسة
      وهي تقول لماذا الحزن والدهشة وامك هي من احضرت العريس بعد ان فسخت خطبتك لأبنتي ..
      محمود عودة
      رحم الله نزاراً..
      قال :
      " الحب ، في الأرض ، بعض من تخيلنا ..
      لم لم نجده عليها لاخترعناه"..
      الحدث في النص معبر عنه بطريقة تشي بموهبة..
      الفكرة مستهلكة.. ألف آمنا.. لكنها مطروحة بشكل جميل..
      وما أآخذه هو غياب التناغم في بعض أجزاء ما تم سرده .
      ..
      بوركت أخي محمود عودة، ودمت متألقاً.
      وشكرا لأنك أمتعتني حقاً..
      مودة عميقة..

      التعديل الأخير تم بواسطة ميمون حرش; الساعة 09-12-2013, 16:36.
      لم تحولني الريح..
      إلى ورقة في مهب الريح ،
      لقد سقت الريح أمامي..

      ناظم حكمت

      تعليق

      • عاشقة الادب
        أديب وكاتب
        • 16-11-2013
        • 240

        #4
        اسلوب رائع وحبكة متقنة وتشويق مبهر
        سلمت وسلم قلمك

        تعليق

        • عبد الحميد عبد البصير أحمد
          أديب وكاتب
          • 09-04-2011
          • 768

          #5
          أسجل اعجابي بنص عميق وفريد الطرح والتناول
          راق لي اتميزه في الأخذ والحبكة كانت متشدده قليلاً
          شكراً لك
          الحمد لله كما ينبغي








          تعليق

          • محمود عودة
            أديب وكاتب
            • 04-12-2013
            • 398

            #6
            الأستاذة الأديبة المبدعة عائدة محمد نادر كل الشكر والأمتنان لطلتك البهية وملاحظاتك القيمة
            مودتي وتحياتي

            تعليق

            • محمود عودة
              أديب وكاتب
              • 04-12-2013
              • 398

              #7
              الأستاذ الأديب المبدع ميمون حرش لك شكري وامتناني لبصمتك العطرة وذوقك الرائع
              مودتي وتحياتي

              تعليق

              • محمود عودة
                أديب وكاتب
                • 04-12-2013
                • 398

                #8
                الأستاذة الأديبة المبدعة عاشقة الأدب كل الشكر والأمتنان لبصمتك العطرة وطلتك البهية
                مودتي وتحياتي

                تعليق

                • محمود عودة
                  أديب وكاتب
                  • 04-12-2013
                  • 398

                  #9
                  الأستاذ الأديب المبدع احمد فريد كل الشكر
                  والأمتنان لبصمتك العطرة وطلتك البهية وملاحظتك القيمة
                  مودتي وتحياتي

                  تعليق

                  • محمد الشرادي
                    أديب وكاتب
                    • 24-04-2013
                    • 651

                    #10
                    أخي محمود
                    هذه الأم تحمل ظلما لقب الأم، لأنها تخيلت أنها تعرف مصلحة ابنها أكثر منه، و لم تقدر سوء فعلتها، فجنت على فلدة كبدها.
                    تحياتي

                    تعليق

                    • محمود عودة
                      أديب وكاتب
                      • 04-12-2013
                      • 398

                      #11
                      الأستاذ الأديب المبدع محمد الشرادي متمتن لك لبصمتك الرائعة وطلتك البهية وصدقت بالنسبة للأم وهذه قصة حقيقية حدثت واعرف بطلها ورأيته بنفسي وهو يركض في الشارع بلا هدف بعد وفاة امه بعد اصابته بالصدمة ولم أشر لنهاية الأم لأني اعتبرتها عادية لأنها جزاء لفعلها الشنيع فلم تتوقع ردة فعل ولدها بهذا الشكل
                      مودتي وتحياتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمود عودة; الساعة 20-12-2013, 17:13.

                      تعليق

                      • عبد الاله اغتامي
                        نسيم غربي
                        • 12-05-2013
                        • 1191

                        #12
                        نص صادم حبكت فيه خيوط المؤامرة من طرف الجميع ضد إنسان بسيط يتعثر في أول خطوات مشوار حياته . النتيجة متوقعة وحتما هكذا تكون عواقبها . شكرا أستاذ محمود عودة على إبداعك الجميل والمتميز ...تحياتي...
                        sigpic
                        طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
                        متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
                        عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
                        سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

                        تعليق

                        • محمود عودة
                          أديب وكاتب
                          • 04-12-2013
                          • 398

                          #13
                          ازددت شرف بطلتك البهية استاذنا الأديب القدير والمتميز عبد الاله اغتامي واثلج صدري اعجابك بنصي المتواضع
                          مودتي وتحياتي

                          تعليق

                          • ريما ريماوي
                            عضو الملتقى
                            • 07-05-2011
                            • 8501

                            #14
                            المشكلة في تدخل الأهل ...
                            وعدم الإقتصار في دورهم على النصح والإرشاد..
                            وصاحبنا بنفسية طرية هشة.. لهذا أصابه الجنون
                            وأعتقده مرض الفصام بسهولة... يا ما أشخاص
                            فقدوا حبيباتهم وأكملوا حياتهم بشكل طبيعي...

                            تحققت لي متعة القراءة والتشويق هنا...

                            شكرا لك أديبنا الأستاذ محمود عودة...

                            تحيتي واحترامي وتقديري.


                            أنين ناي
                            يبث الحنين لأصله
                            غصن مورّق صغير.

                            تعليق

                            • محمود عودة
                              أديب وكاتب
                              • 04-12-2013
                              • 398

                              #15
                              الأستاذة الأديبة المبدعة ريما ريماوي كل الشكر والأمتنان لطلتك البهية وبصمتك الرائعة
                              مودتي وتحياتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X