قصة قصيرة
الصدمة
احساسه بأن كل النساء تطارده جعله دائما في حالة ركض وهرولة .
كنت جالسا مع صديقي على مقهى عندما قدم شاب يرتدي ملابس رثة
.وسيم الوجه رغم تعفره بالتراب وفاره القامة عيونه تائهة كأنه يترقب
شيئا ، طلب سيجارة من صديقي ، رق قلبي لحاله فسحبت من جيبي قطعة
نقد ورقية لا اذكر قيمتها ، انتفض جسده وارتعش واحمرت عيناه وصرخ
بأعلى صوته انا لست شحاذا وضرب بقوة يدي الممدودة بالورقة النقدية
طارت الورقة النقدية تألمت واستعجبت ضحكة صديقي المجلجلة ، اخذ
السيجارة وركض بعيدا وما زال ضحك صديقي وقهقهته تجلجل مما جذب
انتباه كل من في المقهى ، فقال لهم صديقي وهو يشير باصعبه الي لقد
قدم نقودا لماهر ، تعالت القهقهات في جنبات المقهى مما اثار دهشتي
وخجلي وارتباكي فقال صديقي : هون عليك ماهر لايقبل نقود ولا يأخذ
شيئا من اي شخص غيري ، مما اثار فضولي واستهجاني فسألت ما حكايته ؟
قال صديقي عاش ماهر حياته يتيما بعد فقد والده ولم يتجاوز الخمس سنوات
وقامت امه على تربيته فكانت له الأم والأب والأخ والأخت ورفضت كل عروض
الزواج المغرية وتفرغت لولدها وعملها في مزرعة النحل التي تركها لهما زوجها
مع البيت ، صانت بيتها وعرضها وتوسع رزقها حتى باتت مشهورة بعسل النحل
في ارجاء المدينة واكرمها الله بذكاء ولدها ماهر تفوق في دراسته ولم يعرف
اصدقاء غيري رغم تذمر والدته فكان زميل دراستي من الابتدائي حتى الجامعة
ورغم تفوقه في المرحلة الثانوية الا انه اصر على الألتحاق بكلية الزراعة وبمنحة
دراسية ورفض كل الكليات البراقة فتوثقت صداقتنا اكثر بالتحاقي في نفس الكلية .
في السنة النهائية من دراسته الجامعية دق قلبه وارتعش بحب لبنت الجيران الجميلة
ولم يتردد وطلب خطبتها من والدته والتي لم ترفض له طلبا فوافقت على خطبيتها
على مضض وفي حفلة بسيطة غمرت السعادة قلبه وكل كيانه ، اصبح يعد الشهور
الباقية لتخرجه من الجامعة بالثواني ويضع صورتها امام عينيه فينكب على الكتب
ويهضمها باستيعاب منقطع النظير .
بعد حصوله على شهادة البكالوريوس بتفوق هب مسرعا بسيارة تاكسي ولم ينتظر
موعد قطار اواتوبيس كعادتنا واصر على ان ارافقه رغم تخلفي بمادتين ولكني استشعرت
وقدرت لهفته وعنفوان مشاعره المتدفقة .
وقف التاكسي في اول الشارع ولم يتمكن السائق من العبور حتى بيته لوجود صيوان فرح
ضخم واعلام الزينه واللمبات الملونه باهرة الأضواء تملأ الشارع .، تصدح الزغاريد منصهرة
مع اصوات الموسيقى الصاخبة والغناء .
سرنا في الشارع وسط نظرات الأستهجان واحيانا الشفقة ، لم يلحظ ماهر هذه النظرات وهمس
في اذني ما اروع واعظم والدتي ، استعدت لاستقبالي بالفرح وربما عقد قراني على خطيبتي
لتكون سعادتي مزدوجة ,
وقفنا مذهولين امام الكوشة حيث تجلس خطيبته بملا بسها البيضاء ووجهها المشرق بالبهجة
والى جوارها ببدلة سوداء رجل يكبرها بسنين ملامحه توحي بأنه وافد عربي ، الخواتم الذهبية
تزين اصابعة لتعلن عن مدى ثرائه .
اشفقت على صديقي من هول الصدمة وانا انظر الى وجهه وقد احمر وزاغت عيناه وجفت
الدموع في مقلتيه وارتعش جسده واوشك على الأنهيار والسقوط ، انصت باهتمام الى والدة العروسة
وهي تقول لماذا الحزن والدهشة وامك هي من احضرت العريس بعد ان فسخت خطبتك لأبنتي ..
محمود عودة
الصدمة
احساسه بأن كل النساء تطارده جعله دائما في حالة ركض وهرولة .
كنت جالسا مع صديقي على مقهى عندما قدم شاب يرتدي ملابس رثة
.وسيم الوجه رغم تعفره بالتراب وفاره القامة عيونه تائهة كأنه يترقب
شيئا ، طلب سيجارة من صديقي ، رق قلبي لحاله فسحبت من جيبي قطعة
نقد ورقية لا اذكر قيمتها ، انتفض جسده وارتعش واحمرت عيناه وصرخ
بأعلى صوته انا لست شحاذا وضرب بقوة يدي الممدودة بالورقة النقدية
طارت الورقة النقدية تألمت واستعجبت ضحكة صديقي المجلجلة ، اخذ
السيجارة وركض بعيدا وما زال ضحك صديقي وقهقهته تجلجل مما جذب
انتباه كل من في المقهى ، فقال لهم صديقي وهو يشير باصعبه الي لقد
قدم نقودا لماهر ، تعالت القهقهات في جنبات المقهى مما اثار دهشتي
وخجلي وارتباكي فقال صديقي : هون عليك ماهر لايقبل نقود ولا يأخذ
شيئا من اي شخص غيري ، مما اثار فضولي واستهجاني فسألت ما حكايته ؟
قال صديقي عاش ماهر حياته يتيما بعد فقد والده ولم يتجاوز الخمس سنوات
وقامت امه على تربيته فكانت له الأم والأب والأخ والأخت ورفضت كل عروض
الزواج المغرية وتفرغت لولدها وعملها في مزرعة النحل التي تركها لهما زوجها
مع البيت ، صانت بيتها وعرضها وتوسع رزقها حتى باتت مشهورة بعسل النحل
في ارجاء المدينة واكرمها الله بذكاء ولدها ماهر تفوق في دراسته ولم يعرف
اصدقاء غيري رغم تذمر والدته فكان زميل دراستي من الابتدائي حتى الجامعة
ورغم تفوقه في المرحلة الثانوية الا انه اصر على الألتحاق بكلية الزراعة وبمنحة
دراسية ورفض كل الكليات البراقة فتوثقت صداقتنا اكثر بالتحاقي في نفس الكلية .
في السنة النهائية من دراسته الجامعية دق قلبه وارتعش بحب لبنت الجيران الجميلة
ولم يتردد وطلب خطبتها من والدته والتي لم ترفض له طلبا فوافقت على خطبيتها
على مضض وفي حفلة بسيطة غمرت السعادة قلبه وكل كيانه ، اصبح يعد الشهور
الباقية لتخرجه من الجامعة بالثواني ويضع صورتها امام عينيه فينكب على الكتب
ويهضمها باستيعاب منقطع النظير .
بعد حصوله على شهادة البكالوريوس بتفوق هب مسرعا بسيارة تاكسي ولم ينتظر
موعد قطار اواتوبيس كعادتنا واصر على ان ارافقه رغم تخلفي بمادتين ولكني استشعرت
وقدرت لهفته وعنفوان مشاعره المتدفقة .
وقف التاكسي في اول الشارع ولم يتمكن السائق من العبور حتى بيته لوجود صيوان فرح
ضخم واعلام الزينه واللمبات الملونه باهرة الأضواء تملأ الشارع .، تصدح الزغاريد منصهرة
مع اصوات الموسيقى الصاخبة والغناء .
سرنا في الشارع وسط نظرات الأستهجان واحيانا الشفقة ، لم يلحظ ماهر هذه النظرات وهمس
في اذني ما اروع واعظم والدتي ، استعدت لاستقبالي بالفرح وربما عقد قراني على خطيبتي
لتكون سعادتي مزدوجة ,
وقفنا مذهولين امام الكوشة حيث تجلس خطيبته بملا بسها البيضاء ووجهها المشرق بالبهجة
والى جوارها ببدلة سوداء رجل يكبرها بسنين ملامحه توحي بأنه وافد عربي ، الخواتم الذهبية
تزين اصابعة لتعلن عن مدى ثرائه .
اشفقت على صديقي من هول الصدمة وانا انظر الى وجهه وقد احمر وزاغت عيناه وجفت
الدموع في مقلتيه وارتعش جسده واوشك على الأنهيار والسقوط ، انصت باهتمام الى والدة العروسة
وهي تقول لماذا الحزن والدهشة وامك هي من احضرت العريس بعد ان فسخت خطبتك لأبنتي ..
محمود عودة
تعليق