علاقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود الديدامونى
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 108

    علاقة

    علاقة
    هذا أبى لمن لا يعرفه ، وهذا يومه المتأرجح بين بين ، منذ أن يصحو لصلاة الفجر ، يهرش جانبيه ، ويخرج للصلاة ..هو الإمام فى أكثر الوقت ، عندما يكون ذلك يعود راضياً ، وعندما يأتم بآخر يا لهول المسألة ... يصبح الآخر مادة للإشفاق ويظل اليوم كله عنه ، كأنها دائرة مفرغة ..ناهيك عن أشياء أخرى لا يليق بى عرضها .. وكيف ؟ وهو أبى يسميها هو بالنقد البنَّاء .
    فى الواقع فإنه يملك مقومات الناقد ، لكنه يقع فى شرك النقد من أجل النقد .. وهذا ما يقلقنى .
    * * *
    منذ أيام وأنا أحاول لملمة أجزاء عقلى المبعثرة ، كيف فعل بى ذلك ؟ بل ما الذى دفعه لهذا ؟
    أحاول الثبات بكل قوة ، أواجه جسدى المرتجف بحزم ، أراوغ التساؤلات بمحاولة النوم .. لكن هيهات ..
    يحاول ما استطاع استنزافى ، فى كل مرة أستسلم .
    لكن هذه المرة ، الأمر مختلف ، يجب أن تكون هناك وقفة ، هكذا قررت ، وليلتهب كل شئ .
    * * *
    لم أنس ما حدث لأمى ، عندما سيطر عليها المرض ، كان وجهها يشع شباباً ونضارة ، كالعنكبوت نسج اللون الأصفر خيوطه على وجهها ، واجهته فى شجاعة .. حاولت من أجلى .. نعم .. الأطباء يدفعونها للشفاء وأنا معهم .
    كانت كلمات أبى تنزل عليها كالصاعقة ، الطبيب بكذا .. والعلاج بكذا .. السيارة بكذا ... الطعام بكذا ....
    تستسلم ، جسدها النحيل يخفت ويخبو ، تندفع فى غيبوبتها .. بينما تتواتر الأسئلة على عقلى .. أقابلها بالصمت ..
    منذ ذلك اليوم والعلاقة بيننا متوترة .. أحسست بأن عينيها تحتضنى ، ساعتها شعرت بارتعاشة شديدة ، وبجدران قلبى تنتفخ ، وبينما أنا كذلك .. إذا بها تروح فى غيبوبتها الطويلة ، انقبضت جدران قلبى إثرها على حزن عميق .
    * * *
    أيقنت بأن كلماته قد عجلت بذلك .. نظرت إليه والحزن يعتصرنى ، رأيته يبكى ، لم أصدقه .
    قلت : أنا الوحيد الذى يعرف حقيقة هذه الدموع
    هز رأسه واستمر فى بكائه .
    * * *
    عندما جرى المال فى يدى ، أقسمت ألا ينال شيئاً منى ، رغماً منى ، وجدتنى أضع كل شئ بين يديه ، كدت أجن ، وكاد الشلل أن يسيطر على عقلى من كثرة التساؤلات .
    اكتفيت باندهاشى .
    كانت صورة أمى تأتينى بغتة .. أشعر بها تتألم .. ولما مرض أبى جاءت كالحلم ، تربت على كتفى ، تردد فى حنو : المسامح كريم .
    الشريط يمر أمام عينىَّ ، أصر على موقفى ، أقسم ، ثم
    أحنث ، أقسم ثم أحنث ، والحلم يعود مع كل حنث .. يتملكنى الثأر ، وأنا كما أنا لا أنا أتوقف عن الحلف ولا أنا أفى به .
  • خالد ساحلي
    عضو الملتقى
    • 19-10-2007
    • 335

    #2
    [align=justify]السلام عليكم و رحمة الله
    صديقي الجميل : أستمتعت بهذا النص الباذخ ووجدتني ألتصق اكثر بفقراته المتلاحمة من خلال تلك العلاقة الغرائبية بين البطل و الأب و الأم، لا أخفي عليك شعوري بما تشعر به و هل الأمهات غير الغطاء الذي يحجب عنا غضب الأب و العائلة بأسرها. دائما هي الأم الحنون التي تقبل بالعذاب و الألم لأجل فلذة كبدها... كثيرات هي الامهات أيضا اللواتي كن محل إهمال أزواجهن او هكذا فهمت من خلال هذا النص.
    الصفح خير و دمت دائما صديقي[/align].
    [SIZE=5][/SIZE]

    تعليق

    • محمود الديدامونى
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 108

      #3
      الصديق والمبدع الجميل / خالد ساحلى
      تحية لقدومكم البهى
      والله استمتعت بما كتبت
      اشتقت لكتاباتك الراقية يا صديقى
      بالتأكيد تقصير منى لأننى لست متابعا هذه الفترة
      لك خالص التحايا

      تعليق

      • سوسن عبدالملك
        عضو الملتقى
        • 17-05-2007
        • 60

        #4
        القاص والمبدع الجميل

        محمود الديدامونى
        سعدت كثيراً بتواجدك هنا
        وبخذا الصراع النفسي بين العطاء والمنع
        ولكن من يحاسب هو الله وحده نهو أعلم بالخفايا
        وقد أمرنا الله ببر الوالدين وليس بالقصاص منهم

        لك تحياتي ....سوسن عبد الملك

        تعليق

        • محمود الديدامونى
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 108

          #5
          الكاتبة الجميلة / سوسن عبدالملك
          تحياتى لك
          بالطبع تعلمين مدى السعادة لرؤيتى لك هنا فى صفحة من صفحاتى
          أشكرك على عناء القراءة ومن ثم التعليق
          دمت بخير

          تعليق

          • علاء عيسى
            عضو الملتقى
            • 28-05-2007
            • 116

            #6
            [frame="10 80"][frame="3 80"]، وأنا كما أنا لا أنا أتوقف عن الحلف ولا أنا أفى به .[/frame]
            [frame="7 80"]الله عليك
            ياديدامونى
            فص رائع
            نهاية قلم محنك
            يعرف ماذا يريد
            أن يقول
            تحية لهذا القلق
            الذى جعلته يتسرب من أناملك إلى عيوننا
            تحياتى
            أيها الكبير[/frame][/frame]
            [CENTER]دورى فْ كل القصايد
            هاتلاقينى كاتبها ليكى
            كل حرفِ فْ شعرى ساجد
            للجمال اللى فْ عنيكى[/CENTER]

            [CENTER][SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER][CENTER]" مدونتى "[/CENTER]
            [url]http://alaaeisa.maktoobblog.com[/url]

            تعليق

            • الشربينى خطاب
              عضو أساسي
              • 16-05-2007
              • 824

              #7
              الصديق العزيز محمود الديداموني
              استمتعت بالنص وبحرفية الراوي الملتصق بالذات ، لكن التقطيع أفقد النص عنصر التشويق ، كنت اتمني ألا يغلب أسلوب السرد طريقة السيرة الذاتية ، اعتقد لو ترك بطل النص الراوي يتحدث علي سجيته دون تقطيع لكان اجمل
              كل قراءة احتمال
              خالص تقديري واحترامي

              تعليق

              • محمود الديدامونى
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 108

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
                الصديق العزيز محمود الديداموني
                استمتعت بالنص وبحرفية الراوي الملتصق بالذات ، لكن التقطيع أفقد النص عنصر التشويق ، كنت اتمني ألا يغلب أسلوب السرد طريقة السيرة الذاتية ، اعتقد لو ترك بطل النص الراوي يتحدث علي سجيته دون تقطيع لكان اجمل
                كل قراءة احتمال
                خالص تقديري واحترامي
                الصديق الجميل / الشربينى خطاب
                سعدت بتواجدك الراقى
                وبالفعل كما دائما تقول
                كل قراءة احتمال وهذا سر من أسرار العقل البشرى

                تعليق

                • الشربيني المهندس
                  أديب وكاتب
                  • 22-01-2009
                  • 436

                  #9
                  حاولت ان الملم أطراف القضية والسطور تنزلق من أمامي
                  ومع الحلم يأتي الكابوس ويا لفراق الأحبة وهنا الأزمة
                  ومع الأزمة وحرفية قاص أعرفه
                  إنه الديداموني الأصيل
                  عدت للقراءة من جديد أكون علاقة واثنين وثلاثة مع نص يقول الكثير

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10

                    الزميل القدير
                    محمود الديداموني
                    ربما أنا أقرأها بشكل مختلف
                    نعلم إن قراءة النص هي كتابة أخرى له
                    الأم والوطن .. متلازمتين لانحيد عنهما
                    الأب والسلطة.. ربما تكون جائرة مرة.. وأخرى مخادعة ..وثالثة تسفك الدموع على ضحاياها!!
                    والإبن والمواطن .. الذي يقع عليه الجور ..لكنه يبقى وفيا.. ويبقى العطاء ديدنه.
                    تحياتي لك زميلي
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    • محمود الديدامونى
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 108

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة الشربيني المهندس مشاهدة المشاركة
                      حاولت ان الملم أطراف القضية والسطور تنزلق من أمامي
                      ومع الحلم يأتي الكابوس ويا لفراق الأحبة وهنا الأزمة
                      ومع الأزمة وحرفية قاص أعرفه
                      إنه الديداموني الأصيل
                      عدت للقراءة من جديد أكون علاقة واثنين وثلاثة مع نص يقول الكثير
                      صديقى البديع / الشربينى المهندس
                      سعادتى كبيرة بهذا التواجد الراقى
                      أشكرك على جميل قراءتك
                      وأتمنى دوام التواصل

                      تعليق

                      يعمل...
                      X