موكب الراحلين بقلمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة الادب
    أديب وكاتب
    • 16-11-2013
    • 240

    موكب الراحلين بقلمي

    ابريق شَايٍ,، زيتون في صحن يتيم وكسرة رغيف على مائدة عشاءها، مدت يدها بتأن كأنها تنتظر تلك الأيادي الصغيرة لتسبقها وتتخاطف اللقمة.
    كان صراخهم يملأ المكان, ضحكاتهم وحتى صوت بكائهم المزعج، كم اشتاقت لهم الان.
    تمعنت في صورة تزين جدار غرفتها , ابتسمت بحنان مقهور، وامتلأت مقلتيها دموعا .
    كيف رحل الجميع عنها!؟
    كيف أصبحت شبحا يعيش بين اطلال الماضي، تشبه شجرة التين التي أمام بيتها ،وحيدة معزولة .
    شجرة قطف الزمن ثمارها ، وهاهي أوراق عمرها تساقطت بانتظام ،لتعلن نهاية خريف طويل، ويرحل العمر
    ليعيد الزمن عجلته لساعة الصفر.
    عاشت بلقب ارملة ؛ وهي لم تتخط الثلاثين من العمر، وعدها أنه سيكون رفيق دربها ، لكنه رحل وخذلها .ودفنت معه كل رغباتها وأحلامها ونسيت أنها انثى.
    أكملت مشوار الحياة ودروبه القاسية وحدها ، تحمل عبء حلم حققاه معا ، ستكمله لوحدها .
    فرحا معا في كل ولادة جديدة ، كم سهرا للبحث عن اسم جميل يحمله وليدهم . واليوم هي فقط عليها إعالتهم وتربيتهم، هي الام والأب .
    مسحت الابتسامة والدلال والرقة من قاموسها ، خوفا من القيل والقال ، ومن ذئاب تتصيد ضعف امرأة وحيدة. عاشت فقط
    لأفواه جياع تملأ معدتهم بإطباق شهية تطبخها . حاكت كنزات من صنع يدها لتدفئهم . سهرت ليالي لمرض أحدهم ، عاشت خوفهم وحزنهم وضحكهم و
    كل نجاح حققوه ،
    تخفي أي دمعة انكسار صادفتها في مطبات الحياة الوعرة ، لا تريده أن يتقلب في قبره ، كما سمعت أمها تقول دوما ّّ يعلمون ولا يقدرون ّ
    تفانت في خدمتهم ليسعدوا ويحققوا أحلامهم.
    كبروا ، تزينت و تصنعت الفرح وهي تزفهم عرسانا وعرائس.
    رحلوا كما رحل هو.
    بقيت وحيدة مع الذكرى
    الفرق فقط هو أخذته المنية منها، وهم أخذتهم الدنيا الواسعة في دوامتها .
    تركوا لها فقط في كل ركن ذكرى، ابتسامتهم ؛ ضحكاتهم هناك ،كانوا سعداء هنا .أين سعادتها.
    سعادتها دوما هي إسعادهم.
    لم تسأل نفسها يوما هل هي فعلا سعيدة.
    و رحيل كل يوم ترحل معه لهفة للقاء ويولد الأمل في الغد، لتنتظر فقط رنين هاتف
    يحمل صوتهم من بعيد ، يشكون همومهم ، صعوبة الحياة ،زحمة الوقت ،كثرة المشاغل ووعد بلقاء قريب. وتشحن هي عزيمتهم لمجابهة الحياة وتغدقهم بدعواتها الكريمة .
    لتصنع الفرحة لنفسها تعيد شريط حياتها لحظة لحظه، معهم لترسم ابتسامة بائسة في وجه زمن تحداها وكسب رهانه وزين وجهها بخطوطه. تنسى مع كل ذكرى زحمة الرحيل و الإنتظار .
    وحدتها لم تخترها طوعا يوما بل الوحدة من اختارتها قسرا .حلمها ان يعيشوا معا في بيتها أو ترحل معهم فالمكان لا معنى له بدونهم ، لكنهم رحلوا و اختاروا أن تكون لهم حياتهم المستقلة ،تركوها وينتهي معها كرنفال قوس قزح لتعيش اعيادها الاخيرة بلا لون .
    حتى أحفادها نفروا من عجوز جاهلة
    - أنت قديمة جدتي ، لن تفهمي شيئا .
    أجابوها
    كلما استفسرت أحدهم عند زياراتهم النادرة لها عن تلك اللوحات التي يحملونها أينما راحوا وارتحلوا و عن سر طقطقات على مفاتيح هواتفهم كأنه تسبيح ناسك لا يتوقف عن الاستغفار ...
    موكب الرحيل هذا تركها تستجدي أخبارهم من كل عائد للبلدة .
    تفقدت الصورة المبروزة ببرواز من ذهب بين يديها كأنها تبحث عن شئ ، مسحت بكمها علها تظهر تلك الملامح البريئة التي افتقدتها كثيرا .
    - لقد تغيروا كثيرا عن آخر مرة رأتهم فيها، صورهم في ذاكرتها مشوشة.
    فركت عيناها ثانية لتمسح تلك الدمعة اليتيمة التي علقت بمقلتيها فحجبت عنها الرؤيا ،؛حرارة تنهيداتها قطعت سكون المكان،
    احضنت الصورة في شوق كبير ..و قطرات لؤلؤ صافي تسابقت لتشق خديها وتصل ملوحتها فمها. و رفعت سبحتها بلطف ، وأبعدت المائدة عنها كأن بحركتها هاته تبعد الافكار المتزاحمة في رأسها. بدأت تسبيح والاستغفار وهي تقترب من مضجعها وعيناها لم تفارقا الصورة التي وضعتها مكانها لتتصدر حائط الغرفة
    ...علت ابتسامة مشرقة محياها ورددت الشهادتين !
    التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة الادب; الساعة 12-12-2013, 21:09.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الادب مشاهدة المشاركة
    ابريق شَايٍ,، زيتون في صحن يتيم وكسرة رغيف على مائدة عشاءها، مدت يدها بتأن كأنها تنتظر تلك الأيادي الصغيرة لتسبقها وتتخاطف اللقمة.
    كان صراخهم يملأ المكان, ضحكاتهم وحتى صوت بكائهم المزعج، كم اشتاقت لهم الان.
    تمعنت في صورة تزين جدار غرفتها , ابتسمت بحنان مقهور، وامتلأت مقلتيها دموعا .
    كيف رحل الجميع عنها!؟
    كيف أصبحت شبحا يعيش بين اطلال الماضي، تشبه شجرة التين التي أمام بيتها ،وحيدة معزولة .
    شجرة قطف الزمن ثمارها ، وهاهي أوراق عمرها تساقطت بانتظام ،لتعلن نهاية خريف طويل، ويرحل العمر
    ليعيد الزمن عجلته لساعة الصفر.
    عاشت بلقب ارملة ؛ وهي لم تتخط الثلاثين من العمر، وعدها أنه سيكون رفيق دربها ، لكنه رحل وخذلها .ودفنت معه كل رغباتها وأحلامها ونسيت أنها انثى.
    أكملت مشوار الحياة ودروبه القاسية وحدها ، تحمل عبء حلم حققاه معا ، ستكمله لوحدها .
    فرحا معا في كل ولادة جديدة ، كم سهرا للبحث عن اسم جميل يحمله وليدهم . واليوم هي فقط عليها إعالتهم وتربيتهم، هي الام والأب .
    مسحت الابتسامة والدلال والرقة من قاموسها ، خوفا من القيل والقال ، ومن ذئاب تتصيد ضعف امرأة وحيدة. عاشت فقط
    لأفواه جياع تملأ معدتهم بإطباق شهية تطبخها . حاكت كنزات من صنع يدها لتدفئهم . سهرت ليالي لمرض أحدهم ، عاشت خوفهم وحزنهم وضحكهم و
    كل نجاح حققوه ،
    تخفي أي دمعة انكسار صادفتها في مطبات الحياة الوعرة ، لا تريده أن يتقلب في قبره ، كما سمعت أمها تقول دوما ّّ يعلمون ولا يقدرون ّ
    تفانت في خدمتهم ليسعدوا ويحققوا أحلامهم.
    كبروا ، تزينت و تصنعت الفرح وهي تزفهم عرسانا وعرائس.
    رحلوا كما رحل هو.
    بقيت وحيدة مع الذكرى
    الفرق فقط هو أخذته المنية منها، وهم أخذتهم الدنيا الواسعة في دوامتها .
    تركوا لها فقط في كل ركن ذكرى، ابتسامتهم ؛ ضحكاتهم هناك ،كانوا سعداء هنا .أين سعادتها.
    سعادتها دوما هي إسعادهم.
    لم تسأل نفسها يوما هل هي فعلا سعيدة.
    و رحيل كل يوم ترحل معه لهفة للقاء ويولد الأمل في الغد، لتنتظر فقط رنين هاتف
    يحمل صوتهم من بعيد ، يشكون همومهم ، صعوبة الحياة ،زحمة الوقت ،كثرة المشاغل ووعد بلقاء قريب. وتشحن هي عزيمتهم لمجابهة الحياة وتغدقهم بدعواتها الكريمة .
    لتصنع الفرحة لنفسها تعيد شريط حياتها لحظة لحظه، معهم لترسم ابتسامة بائسة في وجه زمن تحداها وكسب رهانه وزين وجهها بخطوطه. تنسى مع كل ذكرى زحمة الرحيل و الإنتظار .
    وحدتها لم تخترها طوعا يوما بل الوحدة من اختارتها قسرا .حلمها ان يعيشوا معا في بيتها أو ترحل معهم فالمكان لا معنى له بدونهم ، لكنهم رحلوا و اختاروا أن تكون لهم حياتهم المستقلة ،تركوها وينتهي معها كرنفال قوس قزح لتعيش اعيادها الاخيرة بلا لون .
    حتى أحفادها نفروا من عجوز جاهلة
    - أنت قديمة جدتي ، لن تفهمي شيئا .
    أجابوها
    كلما استفسرت أحدهم عند زياراتهم النادرة لها عن تلك اللوحات التي يحملونها أينما راحوا وارتحلوا و عن سر طقطقات على مفاتيح هواتفهم كأنه تسبيح ناسك لا يتوقف عن الاستغفار ...
    موكب الرحيل هذا تركها تستجدي أخبارهم من كل عائد للبلدة .
    تفقدت الصورة المبروزة ببرواز من ذهب بين يديها كأنها تبحث عن شئ ، مسحت بكمها علها تظهر تلك الملامح البريئة التي افتقدتها كثيرا .
    - لقد تغيروا كثيرا عن آخر مرة رأتهم فيها، صورهم في ذاكرتها مشوشة.
    فركت عيناها ثانية لتمسح تلك الدمعة اليتيمة التي علقت بمقلتيها فحجبت عنها الرؤيا ،؛حرارة تنهيداتها قطعت سكون المكان،
    احضنت الصورة في شوق كبير ..و قطرات لؤلؤ صافي تسابقت لتشق خديها وتصل ملوحتها فمها. و رفعت سبحتها بلطف ، وأبعدت المائدة عنها كأن بحركتها هاته تبعد الافكار المتزاحمة في رأسها. بدأت تسبيح والاستغفار وهي تقترب من مضجعها وعيناها لم تفارقا الصورة التي وضعتها مكانها لتتصدر حائط الغرفة
    ...علت ابتسامة مشرقة محياها ورددت الشهادتين !

    الزميلة القديرة
    عاشقة الأدب
    أعتذر منك كثيرا لأني لن أكتب لك رؤيتي
    أود أن تقارني الاقتباس بالنص الأصلي وتردي علي
    أتعبتني الهمزات التي أهملتها
    غاليتي أرجوك لك أنفاس جميلة ولك اسلوب شددي على أن تخرجي النص بأحسن صورة لأنك تستطيعين ذلك وصدقيني سأكون معك دائما واسندك بكل ما أستطيع من معرفتي البسيطة
    سأعود لهذا النص ثانية
    محبتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • عاشقة الادب
      أديب وكاتب
      • 16-11-2013
      • 240

      #3
      الزميلة القديرة
      عاشقة الأدب
      أعتذر منك كثيرا لأني لن أكتب لك رؤيتي
      أود أن تقارني الاقتباس بالنص الأصلي وتردي علي
      أتعبتني الهمزات التي أهملتها
      غاليتي أرجوك لك أنفاس جميلة ولك اسلوب شددي على أن تخرجي النص بأحسن صورة لأنك تستطيعين ذلك وصدقيني سأكون معك دائما واسندك بكل ما أستطيع من معرفتي البسيطة
      سأعود لهذا النص ثانية
      محبتي لك
      *******************
      لك مني أولا كل الحب وتقدير ومحبة في الله

      لانني أحببتك ودخلتي قلبي من أول رد لك في أول قصة لي .
      فمن أحبه الناس فهذه نعمة.
      ثانيا شدني تواضعك استاذتي القديرة وحرصك ان تساندي الاقلام الجديدة حتى تجد لها الطريق الصحيح في سرحكم هذا الملئ بنجوم الادب .
      وأعتذر فعلا انني اتعبتك بهمزاتي وهذه فعلا ملاحضة في محلها لأن اهمال اي شئ يفقد النص جماليته
      وأحب نقدك دوما فلا تترددي فقد كنت لي المرآة التي ارى بها عيوب نصي مع انها متعب لك لكن والله يشهد انه يدخل فرحة كبيرة على قلبي اتمنى من الله ان يفرحك في جميع خطواتك كما تسعدنني دوما
      وأشكرك من كل قلبي
      في انتضار مرورك ونقدك .
      ففرحتي ألجمتني ولم استطع ان أجد الكلمات تعبر عن امتناني لك

      تعليق

      • رشيد الميموني
        مشرف في ملتقى القصة
        • 14-09-2008
        • 1533

        #4
        قلم واعد في مجال القصة .. يشق طريقه في تأن وصمت .. وأنا على يقين من أنه سيزيد ألقا مع مرور الوقت ويكتسب تجربة ومراسا في هذا الصنف الأدبي الجميل ..
        عاشقة الأدب .. سوف أنتظر نزف قلمك الفتي ..
        تقبلي ودي وورودي .
        التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني; الساعة 13-12-2013, 14:26.

        تعليق

        • مهدية التونسية
          أديبة وكاتبة
          • 20-09-2013
          • 516

          #5
          موكب الراحلين
          الجنة تحت اقدامها
          الام التي تتفانى في خدمة اولادها وتنسى نفسها في خضم انشغالها بمايحتاجونه
          ونكران الذات هي الحظن الدافئ دوما
          لكن يكبر الاولاد وتكبر معهم انشغالهم عنها
          ينسونها في عالم بنوه بعيدا عنها
          هي الحياة هكذا قاسية
          لكن تبقى انها آخر لحظاتها لم تنسهم كانت ابتسامة مشرقه موجهة
          نحوهم وكانها تقول اسامحكم كونوا سعداء
          قلمك جميل جدا يعد بالكثير
          استمتعت بقراءتها
          كل التقدير والاحترام اختي


          http://www.youtube.com/watch?v=RkH_701__k0











          لاتسأل القصيدة عن دمها عن حرفها المغدور بهجر المكان
          لاتسأل فويلها الكلمات حين يسيل دمعها على خد الورق!

          تعليق

          • حارس الصغير
            أديب وكاتب
            • 13-01-2013
            • 681

            #6
            الأم هي الأم في كل زمان ومكان
            الجانب الأنساني دائما يشد الألباب..
            بصفتي واد من الذين على الطريق؛ أشد على يديك لمواصلة المسير.
            تحيتي وتقديري

            تعليق

            • عاشقة الادب
              أديب وكاتب
              • 16-11-2013
              • 240

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رشيد الميموني مشاهدة المشاركة
              قلم واعد في مجال القصة .. يشق طريقه في تأن وصمت .. وأنا على يقين من أنه سيزيد ألقا مع مرور الوقت ويكتسب تجربة ومراسا في هذا الصنف الأدبي الجميل ..
              عاشقة الأدب .. سوف أنتظر نزف قلمك الفتي ..
              تقبلي ودي وورودي .
              مرحبا بك بين قصصتي المتواضعة
              راقتني زيارتك وتشجيعك .
              اتمنى ان لا اخيب نضرتك ت
              تحياتي

              تعليق

              • عاشقة الادب
                أديب وكاتب
                • 16-11-2013
                • 240

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مهدية التونسية مشاهدة المشاركة
                موكب الراحلين
                الجنة تحت اقدامها
                الام التي تتفانى في خدمة اولادها وتنسى نفسها في خضم انشغالها بمايحتاجونه
                ونكران الذات هي الحظن الدافئ دوما
                لكن يكبر الاولاد وتكبر معهم انشغالهم عنها
                ينسونها في عالم بنوه بعيدا عنها
                هي الحياة هكذا قاسية
                لكن تبقى انها آخر لحظاتها لم تنسهم كانت ابتسامة مشرقه موجهة
                نحوهم وكانها تقول اسامحكم كونوا سعداء
                قلمك جميل جدا يعد بالكثير
                استمتعت بقراءتها
                كل التقدير والاحترام اختي
                تضحيات الام تقدر بثمن
                مرورك اسعدني وكلماتك ابهرتني
                اتمنى ان لاتبخلي علي دوما بكلماتك المشجعة
                ودي

                تعليق

                • عاشقة الادب
                  أديب وكاتب
                  • 16-11-2013
                  • 240

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حارس الصغير مشاهدة المشاركة
                  الأم هي الأم في كل زمان ومكان
                  الجانب الأنساني دائما يشد الألباب..
                  بصفتي واد من الذين على الطريق؛ أشد على يديك لمواصلة المسير.
                  تحيتي وتقديري
                  اسعدني مرورك و
                  تضل الام لها نبض خاص في قلوبنا لن ننساه مهما كبرنا
                  شكرا لتشجيعك لي
                  وتحياتي

                  تعليق

                  يعمل...
                  X