منــاخوليــــا
في سالف العصر و الآوان..و قبل أن يُخلق الإنسان بأزمان..كانت هناك مملكة للخراف تسمى مناخوليا. تقع في شمال شرق أفريقيا..حيث كانت الخرفان ترتع حرة طليقة في المراعي الغزيرة حول النهر.و ذات يوم من الأيام ..خرج أحد الخراف المغامرة ..من مكمنه إلى الغابات المحيطة ليكتشف عالماً غير عالمه ويعود محملاً بالتجارب والخبرات والخيرات.. ويقطع دابر الحكايات والخزعبلات عن العدو المتربص بموطنه..!!
وما أن توغل بأرجله في الغابة حتى هجمت عليه جماعة من الضباع الجائعة تريد أن تأكله.. وأحاطوا به من كل جانب احاطة السوار بالمعصم .فأيقن أنه هالك لامحاله..لما رأى الشرر يتطاير من أعينهم ..والزبد يسيل من فمهم ..!!
انقضوا عليه في ضراوة ..حتى كادوا يفتكون به ..لولا أن ظهر في الأفق أسد هصور.. زأر زأرتين في الهواء.. ترددت على إثرهما أصداء.. ملأت الوادي بأثره.
خافت الضباع أن يكون معه جيشه من الأسود ..فآثرت السلامة ..خوفاً من الندامة ..ولاذوا بالفرار ..لكن الخروف كان مصاباً بذاك الداء الذي استشرى في المملكة و سميت على إسمه..!!(وبدلا من أن يأخد ديله في سنانه.. ويقول يافكيك) ذهب ليشكر الأسد.. (ويأخذه بالأحضان ).
خرجت جموع خراف مناخوليا ..وهم يهللون فرحين ..و يغنون للأسد..(تسلم الأيادي) ..وطلبوا منه أكثر من ذلك..أن يكمل جميله ..و يصبح ملكاً للخرفان..لكن الأسد كان مترفعاً عن الحكم..مشغولاً بقضم قطعة من فخد الخروف المعتوه الذي رمي بنفسه بين أنيابه..!!
اعترضت بعض الخراف الثائرة ..و رفضت أن يكون الأسد ملكاً لمناخوليا ..بعدما أكل زميلهم أمام أعين القطيع..و حذروا الجميع ..أنهم سيكونون مضطرين غداً أن يطعموه خرافا أخرى.. ليسدوا جوعه..و يرضوا غريزته الوحشية..لكنهم كانوا أقلية.. وتم رفسهم ..وطردهم من باقي الخرفان..!!
وهكذا تم الاتفاق في سرية تامه .. بعدما غيرت الخراف دستورها الرباني ..خوفاً من إرهاب الضباع المحتمل.. واحتمت بملك الغابة الجاني المتفاني ..في مقابل أن يأكل ما يشاء وقتما شاء ..من خرفان مناخوليا..حتى أتى في غضون سنوات قليلة على كل المملكة عن بكرة أبيها..!!
و دي كانت نهاية قصة ..خرفان مملكة مناخوليا.
و توته توته خلصت الحدوته.. حلوه ولا ملتوته..؟
و توته توته خلصت الحدوته.. حلوه ولا ملتوته..؟
تعليق