ندف الثلج تتساقط على الطرقات فتهزم الطرقات .

ضعيفة واهنة ندف قطن لا أكثر

لكنها بالإتحاد تغدو جليد صلب تليد . يهزم الطرقات يكسوها عنوةً

البياض مطبقاً وصية الحكيم في غابر الزمان لأبنائه

كونوا جميعاً يابني إذا اعترى . . خطب ولا تتفرقوا آحـــادا

تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرن وإذا افترقن تكسرت أفرادا

كسا البياض سائر الدور وغدت كالبلور.

من آخر الطريق فتاة واهنة تحمل عيدان الكبريت .

تبيع الدفء وهي من البرد جامدة.

لكن الشوارع المبتلة خلت من ناشدي الدفء في البيوت المغلقة .

قلة من المارة تسير في عجل غير عابئة بالفتاة الجائعة الباردة

خلفه تسير كبريت كبريت، لكنها أصم يفكر في صفقة مربحة

أو تجارة مجزية أو خسارة قاصمة.

كبريت سيدي كبريت لم يسمع صوتها

ولم ير أطرافها الباردة وهي ترفعها واهنة كبريت كبريت .

تساقطت عيدان الكبريت بجوار تلك الجثة الممدة

لم تمنحها الدفء فبضاعتها كاسدة

مزجاة حتى لبائعة الكبريت

التي دفنت ندف الثلج جسمها الهزيل تستره ،وحملت الرياح المزمجرة

صوتها الضعيف كبريت كبريت ؛عل العالم من سباته يفيق وأنى له أن يفيق

وهو في تلك الحصون المنعمة الدافئة لم ير الطريق ولا بائعة الكبريت.