الشاعر ابو صهيب وقصيدته (المفاز وخطر التلفاز)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد امين ولويل ابو صهيب
    أديب وكاتب
    • 19-07-2008
    • 376

    شعر عمودي الشاعر ابو صهيب وقصيدته (المفاز وخطر التلفاز)



    خَلَبَ النفوسَ وهامَ بالأحلامِ = تلفازُنا في هذه الأيَّامِ

    أرْنو إلى أقْصى البلادِ خلالَهُ = يُدْني البَعيدَ كَأَنّه قُدّامي

    عَجَبَاً جمادٌ ناطقٌ مُتَحَرِكٌ = لِصٌ بلا اذنٍ ولا إعْلامِ

    نِعْمَ الجهازُ لو اسْتُغِلّ َ بِحكمةٍ = بِئسَ الجهازُ بِبَثِّهِ الهَدَّامِ

    ‍سِكِّينُنا في البيت مِثْلُ جِهازِنا = ساءتْ لِظُلْمٍ فهْي للاطعامِ

    ‍وجْهانِ أجهزةُ الزمانِ ترى لها = وجْهٌ لخير ثم للاجرامِ

    أجيالُنا يَقضونَ غالب َوقْتِهِمْ = للأغنياتِ وفاحشِ الأفلامِ

    عَكَفوا لَهُ وكَأنّهُ تمثالُهُمْ = والعُمْرُ ضاعَ بِغَمْرَةِ الأوهامِ

    قُلْ لي شُعورُكَ إذْ تُشاهدُ إبنَةٌ = صُوَرَالزنى بالعينِ لا الاحلامِ

    كالشّاشةِ البيضاءِ عَقْلُ صغيرِنا = أمّا الجهازُ فشاشةُ الإظلامِ

    الطفل يَألفُ أنْ يُقَلِّّدَ غيرَهُ = والداءُ يُنْـقَلُ مِنْ ذوي الأسْقامِ

    بُعْداً لِمن يرضى تَلَوُّثَ عِرْضِهِ = ما أقبحَ الدَّيّوثَ في الإسلامِ

    أهْلُ التُّقى سهراتُهُمْ صلَواتُهُمْ = سهراتُنا رَقْصٌ على الأنْغامِ

    في الصوم يُلْهي الصائمينَ فَسادُهُ = ما هكذا الأخلاقُ للصُّوامِ

    يوهي عيونَ الناظرينَ لِعَيْنهِ = وقلوبُهُمْ تَسْوَدُّ بالاثامِ

    والعارُ أنْ تَجدَ المُمَثّلَ ناقِصا = في دَوْرِ أهْلِ الفضلِ والإكرامِ

    يَنْهى عن الافسادِ مَنْ هو أهلُهُ؟ = مَنْ ذا يُصَدِّقُ مَنْطِقَ النَّمّامِ

    يتظاهرُ التلفازُ أوّلَ بَثّهِ = بتلاوة ِالقرآنِ بالأحكامِ

    يتلو دقائقَ ثُمَّ يَعْرِضُ عُهْرَهُ = حربٌ على الإسلامِ بالإعلامِ

    كيفَ اجتماعُ الظلمِ والتقوى معاً = أيُقارَنُ الأخيارُ بالظُّلاّمِ

    مَنْ ذا الذي يَرْضى النفاقَ لنفسهِ = لا تَصْحَب الحرباءَ يا إسلامي

    هذا المُلَوَّنُ يا أخي مُتَلَوِّنٌ = إنَّ التَلَوُّنَ مُفْسدُ الاقوامِ

    هل أنت تقبل أنْ يُلازمَكَ امْرُؤٌ = بطلاً بَدا حقاً من الأقْزامِ

    قَدْ خَطَّطَ الأعداء في إدْخالِهِ = في دورنا بالحب والإرْغامِ

    أضْحى الكثيرُ عن الطعامِ مصابراً = لا صَبْرَ عنه كأنَّه إلزامي

    وبرامجُ التلفازِ في إسْهامِها = تُغْري بدنيا بِئْس من إسهامِ

    لدعايةٍ للمالِ أو لتجارَةٍ = وتُزَيِّنُ الأشياءَ بالإيهامِ

    ذو الفَضلِ يُنْزِلُهُ ويَرْفَعُ ساقطاً = الحَقُّ ضاعَ ومالَهُ مِنْ حامِ

    ذو المالِ والسلطانِ يظهرُ دائماً = مِنْ شاشةِ التلفازِ باستعظامِ

    ذو الملكِ والسلطانِ مِنْ حُكّامِنا = قَدْ سَخّروا التلفازَ كالخَدّامِ

    أرْبابُ فَنٍّ ما يُسَمّى عِندهُمْ = قد خَصَّهُمْ ذِكْراً عَنِ العُلاّمِ

    الفَنُّ في الإسلامِ يخدُمُ دينَهُ = امّا فنونُ اليَوْمِ كالأوْخامِ

    هذا هو الفَنُّ الرفيعُ كما ادَّعَوْا = قد زادَنا ألَمَاً على الإيلامِ

    من يصحب الصعلوكَ كان هلاكُهُ = مَرَضُ الهلاكِ مُصاحِبُ الأوْرامِ

    الخَمْرُ حَرَّمَها العليمُ لأنها = أضرارُها لَمْ تُحْصَ بالأرقامِ

    فمنافعُ التلفازِ تغدو قِلَّةً = في جانِبِ الأضْرارِ والآثامِ

    هذا غلامٌ كان مِنْ أصحابِهِ = فرأى الفتاةَ وفارسَ الأحلامِ

    فغدا يُطَبِّقُ ما رآهُ حقيقةً = ليلاً بأخْتِ أقْرَبِ الأرحامِ

    قتلاً وسلباً أو مغازلةً ترى = أو غيرَ ذلك مِنْ أذى الأفلامِ

    للروحِ يحيا ذو النَّباهَةِخادما = والجاهلونَ لخدمةِ الاجسامِ

    الجسم يَبْلى للتُرابِ رُجوعُه ُ= والروحُ تسمو في رضا العَلاّمِ

    مهما مكثتَ وأنْتَ تَبني اسْرَةً = الهدمُ منه يكونُ في أيامِ

    شَغَفَ النساءَ فأهْمَلَتْ أبناءَها = حتى غدا الأبناء كالأيتامِ

    والزوجُ أنساها الجهاز حقوقَهُ = مَعَ أنَّ حَقَّ الزوج ِحَقٌّ سامِ

    والدارُ لَمْ تَحْفِلْ بها مِنْ أجْلهِ = فَتَشُمُّ منها أنْتَنَ الأنْسامِ

    وهُناكَ مَنْ يُفْتي إباحةَ غَيِّهِ = فَتْوى مُضِلٍّ في الخَنى عَوّامِ

    فأخو الغوايَةِ لا يُحَرِّمُ غَيَّهُ = ذو الزّورِ يُقْسِمُ أكْذَبَ الأقْسامِ

    فتوى تَحُضُّ على الفسادِ فإنّها = فتوى تُقِلُّ علامَةَ استفهامِ

    إنَّ المدارسَ والدوائرَ كُلَّها = لا تستقيمُ بِمَنْهَجِ الحاخامِ

    وكذا الجهازُ فلن يقومِ بِدَوْرِهِ = ما دام يَتْبَعُ مذهَبَ الأرْوامِ

    لو صُنِّعَ التلفازُ عَهْدَ خلافةٍ = لوجَدتَهُ ينقادُ للاسلامِ

    يا أيُّها المسؤولُ عَنْ تلفازِنَا = ترعى الشعوبَ وأنْتَ كالسِّلْعامِ

    إنْ ذَلَّ شَعْبٌ فالأميرُ أَذَلُّهُمْ = انْتَ العزيزُ بشعْبِكَ المِقْدامِ

    أوَلَيْسَ تقدِرُ أنْ تَصوغ َجهازَنا = صَوْغاَ جديداً دونَما ألْغامِ

    أوليس تقدر أن تُصَفِّيَ رِجْسَهُ = حتى يكونَ كَثَوْبَيِ الإحْرامِ

    نَظِّفْهُ مِنْ فَنٍّ رخيصٍ مُنْتِنٍ = حتى يعودَ بوجهه البَسَّامِ

    لو أحسَنَ التلفازُ في تَوْجيهِهِ = لأراحَنا مِنْ عيشَةِ الأنْعامِ
  • فكري النقاد
    أديب وكاتب
    • 03-04-2013
    • 1875

    #2
    قرأتها قبل النوم
    وأقول على عجالة:
    رائعة ولي عودة
    فدم بخير
    مع الاحترام والتقدير
    " لا يبوح الورد باحتياجه للماء ...
    إما أن يسقى ،
    أو يموت بهدوء "

    تعليق

    • عبد الرحيم محمود
      عضو الملتقى
      • 19-06-2007
      • 7086

      #3
      شاعرنا الرائع
      صورت فأحسنت ، نثرت تجربتك الناضجة
      ترى هل أصبح التلفاز وجميع وسائل التواصل
      وسيلة بيد من يهدف لنهايات ونتائج خبيثة ،
      أنا أرى الخط البياني النازل للأخلاق / تحيتي ،
      أرحب بعودتك وتثبت .
      نثرت حروفي بياض الورق
      فذاب فؤادي وفيك احترق
      فأنت الحنان وأنت الأمان
      وأنت السعادة فوق الشفق​

      تعليق

      • خالد امين ولويل ابو صهيب
        أديب وكاتب
        • 19-07-2008
        • 376

        #4
        الأخ العزيز فكري0
        جزاك الله كل خير وحماك من كل شر وأبعد عنك كل ضر0
        دمت بكل خير ان شاء الله0

        تعليق

        • خالد امين ولويل ابو صهيب
          أديب وكاتب
          • 19-07-2008
          • 376

          #5
          شاعرنا الفاضل عبد الرحيم محمود0
          اشكرك كل الشكر على طيب مرورك وجميل تعليقك وحسن اشادتك وكريم ترحيبك بي بعد غياب
          وعلى تثبيتك القصيدة لتقرأ ثبتنا الله واياكم على الأيمان وجعلنا من أهل الجنان امين0

          تعليق

          • ابتــــــــهال
            صحراء ليبيا
            • 09-11-2012
            • 1026

            #6
            قصيدة هادفة وصادقة
            التلفاز وغيره من التقنيات التي غزت بيوتنا ، أسلحة لها حدين
            والعاقل من أحسن استخدامها
            سلمت يمينك وجزاك الله خيرا على تبيينك لخطر التلفاز

            تعليق

            • مهيار الفراتي
              أديب وكاتب
              • 20-08-2012
              • 1764

              #7
              القصيدة اشتغال على بعدين فني و إتساتي
              حققت الاثنين ببساطة و جزالة تدل على فحولة شاعرها
              الصور متناسقة فيما بينها متجانسة لا نشاز فيه
              لكن طول القصيدة رغم كل جمالها مرهق
              نحن في زمن السرعة الذي يتطلب الاختزال و الايجاز
              و يظل مجرد رأي و كم و كم أخطئ
              أخي الأديب الجميل خالد أبو صهيب
              بوركت و دمت بألف خير
              أسوريّا الحبيبة ضيعوك
              وألقى فيك نطفته الشقاء
              أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
              عليك و هل سينفعك البكاء
              إذا هب الحنين على ابن قلب
              فما لحريق صبوته انطفاء
              وإن أدمت نصال الوجد روحا
              فما لجراح غربتها شفاء​

              تعليق

              • غالية ابو ستة
                أديب وكاتب
                • 09-02-2012
                • 5625

                #8
                الشاعر القدير -خالد أبو صهيب
                قصيدة بثت رسالة را ئعة وتربوية
                ما أجمل الشاعر يؤدي دوره بجميل
                الحرف سلم الفكر واليراع----وسلمت
                تحياتي---وشتائل الورد
                يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                تعليق

                • خالد امين ولويل ابو صهيب
                  أديب وكاتب
                  • 19-07-2008
                  • 376

                  #9
                  أشكرالأخت الفاضلة ابتهال على حسن ردها على القصيدة جزاك الله خيرا وبارك الله فيك0

                  تعليق

                  • خالد امين ولويل ابو صهيب
                    أديب وكاتب
                    • 19-07-2008
                    • 376

                    #10
                    جزاك الله خيرا أخي مهيار على جميل تعليقك على القصيدة وعلىحسن التحليل
                    بارك الله فيك ودمت في رعاية الله وتوفيقه0

                    تعليق

                    • خالد امين ولويل ابو صهيب
                      أديب وكاتب
                      • 19-07-2008
                      • 376

                      #11
                      أشكر الأخت الفاضلة غالية على ردها الجميل على القصيدة 0
                      جزاك الله خيرا وبارك الله فيك0

                      تعليق

                      • خالد امين ولويل ابو صهيب
                        أديب وكاتب
                        • 19-07-2008
                        • 376

                        #12
                        الأخت الفاضلةغالية
                        عذرا على تأخيري في الرد نسيانا على ردك الكريم على قصيدة التلفاز0
                        جزاك الله خيرا وبارك الله فيك0
                        التعديل الأخير تم بواسطة خالد امين ولويل ابو صهيب; الساعة 29-12-2013, 14:42.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X