خَلَبَ النفوسَ وهامَ بالأحلامِ = تلفازُنا في هذه الأيَّامِ
أرْنو إلى أقْصى البلادِ خلالَهُ = يُدْني البَعيدَ كَأَنّه قُدّامي
عَجَبَاً جمادٌ ناطقٌ مُتَحَرِكٌ = لِصٌ بلا اذنٍ ولا إعْلامِ
نِعْمَ الجهازُ لو اسْتُغِلّ َ بِحكمةٍ = بِئسَ الجهازُ بِبَثِّهِ الهَدَّامِ
سِكِّينُنا في البيت مِثْلُ جِهازِنا = ساءتْ لِظُلْمٍ فهْي للاطعامِ
وجْهانِ أجهزةُ الزمانِ ترى لها = وجْهٌ لخير ثم للاجرامِ
أجيالُنا يَقضونَ غالب َوقْتِهِمْ = للأغنياتِ وفاحشِ الأفلامِ
عَكَفوا لَهُ وكَأنّهُ تمثالُهُمْ = والعُمْرُ ضاعَ بِغَمْرَةِ الأوهامِ
قُلْ لي شُعورُكَ إذْ تُشاهدُ إبنَةٌ = صُوَرَالزنى بالعينِ لا الاحلامِ
كالشّاشةِ البيضاءِ عَقْلُ صغيرِنا = أمّا الجهازُ فشاشةُ الإظلامِ
الطفل يَألفُ أنْ يُقَلِّّدَ غيرَهُ = والداءُ يُنْـقَلُ مِنْ ذوي الأسْقامِ
بُعْداً لِمن يرضى تَلَوُّثَ عِرْضِهِ = ما أقبحَ الدَّيّوثَ في الإسلامِ
أهْلُ التُّقى سهراتُهُمْ صلَواتُهُمْ = سهراتُنا رَقْصٌ على الأنْغامِ
في الصوم يُلْهي الصائمينَ فَسادُهُ = ما هكذا الأخلاقُ للصُّوامِ
يوهي عيونَ الناظرينَ لِعَيْنهِ = وقلوبُهُمْ تَسْوَدُّ بالاثامِ
والعارُ أنْ تَجدَ المُمَثّلَ ناقِصا = في دَوْرِ أهْلِ الفضلِ والإكرامِ
يَنْهى عن الافسادِ مَنْ هو أهلُهُ؟ = مَنْ ذا يُصَدِّقُ مَنْطِقَ النَّمّامِ
يتظاهرُ التلفازُ أوّلَ بَثّهِ = بتلاوة ِالقرآنِ بالأحكامِ
يتلو دقائقَ ثُمَّ يَعْرِضُ عُهْرَهُ = حربٌ على الإسلامِ بالإعلامِ
كيفَ اجتماعُ الظلمِ والتقوى معاً = أيُقارَنُ الأخيارُ بالظُّلاّمِ
مَنْ ذا الذي يَرْضى النفاقَ لنفسهِ = لا تَصْحَب الحرباءَ يا إسلامي
هذا المُلَوَّنُ يا أخي مُتَلَوِّنٌ = إنَّ التَلَوُّنَ مُفْسدُ الاقوامِ
هل أنت تقبل أنْ يُلازمَكَ امْرُؤٌ = بطلاً بَدا حقاً من الأقْزامِ
قَدْ خَطَّطَ الأعداء في إدْخالِهِ = في دورنا بالحب والإرْغامِ
أضْحى الكثيرُ عن الطعامِ مصابراً = لا صَبْرَ عنه كأنَّه إلزامي
وبرامجُ التلفازِ في إسْهامِها = تُغْري بدنيا بِئْس من إسهامِ
لدعايةٍ للمالِ أو لتجارَةٍ = وتُزَيِّنُ الأشياءَ بالإيهامِ
ذو الفَضلِ يُنْزِلُهُ ويَرْفَعُ ساقطاً = الحَقُّ ضاعَ ومالَهُ مِنْ حامِ
ذو المالِ والسلطانِ يظهرُ دائماً = مِنْ شاشةِ التلفازِ باستعظامِ
ذو الملكِ والسلطانِ مِنْ حُكّامِنا = قَدْ سَخّروا التلفازَ كالخَدّامِ
أرْبابُ فَنٍّ ما يُسَمّى عِندهُمْ = قد خَصَّهُمْ ذِكْراً عَنِ العُلاّمِ
الفَنُّ في الإسلامِ يخدُمُ دينَهُ = امّا فنونُ اليَوْمِ كالأوْخامِ
هذا هو الفَنُّ الرفيعُ كما ادَّعَوْا = قد زادَنا ألَمَاً على الإيلامِ
من يصحب الصعلوكَ كان هلاكُهُ = مَرَضُ الهلاكِ مُصاحِبُ الأوْرامِ
الخَمْرُ حَرَّمَها العليمُ لأنها = أضرارُها لَمْ تُحْصَ بالأرقامِ
فمنافعُ التلفازِ تغدو قِلَّةً = في جانِبِ الأضْرارِ والآثامِ
هذا غلامٌ كان مِنْ أصحابِهِ = فرأى الفتاةَ وفارسَ الأحلامِ
فغدا يُطَبِّقُ ما رآهُ حقيقةً = ليلاً بأخْتِ أقْرَبِ الأرحامِ
قتلاً وسلباً أو مغازلةً ترى = أو غيرَ ذلك مِنْ أذى الأفلامِ
للروحِ يحيا ذو النَّباهَةِخادما = والجاهلونَ لخدمةِ الاجسامِ
الجسم يَبْلى للتُرابِ رُجوعُه ُ= والروحُ تسمو في رضا العَلاّمِ
مهما مكثتَ وأنْتَ تَبني اسْرَةً = الهدمُ منه يكونُ في أيامِ
شَغَفَ النساءَ فأهْمَلَتْ أبناءَها = حتى غدا الأبناء كالأيتامِ
والزوجُ أنساها الجهاز حقوقَهُ = مَعَ أنَّ حَقَّ الزوج ِحَقٌّ سامِ
والدارُ لَمْ تَحْفِلْ بها مِنْ أجْلهِ = فَتَشُمُّ منها أنْتَنَ الأنْسامِ
وهُناكَ مَنْ يُفْتي إباحةَ غَيِّهِ = فَتْوى مُضِلٍّ في الخَنى عَوّامِ
فأخو الغوايَةِ لا يُحَرِّمُ غَيَّهُ = ذو الزّورِ يُقْسِمُ أكْذَبَ الأقْسامِ
فتوى تَحُضُّ على الفسادِ فإنّها = فتوى تُقِلُّ علامَةَ استفهامِ
إنَّ المدارسَ والدوائرَ كُلَّها = لا تستقيمُ بِمَنْهَجِ الحاخامِ
وكذا الجهازُ فلن يقومِ بِدَوْرِهِ = ما دام يَتْبَعُ مذهَبَ الأرْوامِ
لو صُنِّعَ التلفازُ عَهْدَ خلافةٍ = لوجَدتَهُ ينقادُ للاسلامِ
يا أيُّها المسؤولُ عَنْ تلفازِنَا = ترعى الشعوبَ وأنْتَ كالسِّلْعامِ
إنْ ذَلَّ شَعْبٌ فالأميرُ أَذَلُّهُمْ = انْتَ العزيزُ بشعْبِكَ المِقْدامِ
أوَلَيْسَ تقدِرُ أنْ تَصوغ َجهازَنا = صَوْغاَ جديداً دونَما ألْغامِ
أوليس تقدر أن تُصَفِّيَ رِجْسَهُ = حتى يكونَ كَثَوْبَيِ الإحْرامِ
نَظِّفْهُ مِنْ فَنٍّ رخيصٍ مُنْتِنٍ = حتى يعودَ بوجهه البَسَّامِ
لو أحسَنَ التلفازُ في تَوْجيهِهِ = لأراحَنا مِنْ عيشَةِ الأنْعامِ
تعليق