اضطراب
************
أكآد أُجن .. رأسي بين يدي .. أوراقٌ مبعثرة فوق المكتب .. أقلام وأدوات .. زجاجةُ عطر .. فنجانُ قهوة و زجاجةُ ماءٍ بارد، لا شئ يُنجز من قائمة الأعمال التي أكتُبها كل يوم وتزداد طولاً ، لا بد أن شيئاً ما يعتريني .. إضطراب !! ..
أين يذهب الوقت؟.. أعرف .. نعم أنا أعرفُ كيف أقضي وقتي .. أشاهد وأتابع أعلق .. نعم أشاهد وأتابع و أعلق فى المكتب، في البيت، في المقهي، في كل مكان .. ثم إذا انتَهيت أُعيدُ الكرة ..مرة بعد مرة .. كل ذلك في فضاء من الأحلام الساحرة .. في برزخ الحلم والحقيقة .. كل شئ يحدث هنا بصمت .. رغم الضجيج الذي يلف المكان .. كل الكلمات .. الأصوات .. صامتة .. أسمعها في داخلي وأختار لها نبرات الفرح و الحزن .. كما الرقة والخضوع .. والغضب والحب كل ذلك بإختياري أنا فقط .. أما الصور فتنمو من بذور الحروف فتصبحُ فارعةً .. أُلوِنُها كيفما أشاء .. ألبِسُها حُللاً زاهية الألوان بأقمشةٍ فاخرةٍ مُخملية في بعض الأحيان .. وأُعريها تارةً أخرى فتنكشف عورَتَها لي .. فلا يعود بعد ذلك للحقيقة المجردة سبيل إلى عقلي وينتهي التركيز في الأعمال، وهكذا تمضي الساعات و تخور قوى الجسد .. فأنآم! .. ولا أُنجز شئ.
وجدت نفسي ممدداً على الكرسي المريح في زاوية العيادة والإضاءة قد خفتت وقد أمسك الطبيب بورقة وقلم، وجلس يلقي علي أسئلة ويدون إجاباتي ويتفحص وجهي وعيناي وحركات أطرافي يمسك بمعصمي يتحسس نبض قلبي، في محاولةٍ لسبر أغوار نفسي، وأستنطاق ذكرياتي، ليتمكن من إيجاد منطقة تختل فيها قوانين المنطق الكلاسيكي في نفسي .. ربما آن الأوآن أن تكون هناك قوانين أخرى نحتكِمُ إليها تصف برزخ الحلم و الحقيقة .. كحالة طبيعية !!
وفى يوم النتيجة الموعودة التى ستخبرني عن نفسي وخباياها، جلس الطبيب وبين يديه ملفاً فيه أوراقٌ وأوراق كلها تتحدث عني، جعلت أنظر إلى تلك الأوراق ، وأقول لنفسي ياويلي هل عرف سري؟ وكنت أحسب أن مثلي لا يذاع له سر، هل بحت به وأنا لا أدري؟.. ثم رفع الدكتور رأسه من بين الأوراق و نظر إليّ نظرةً جادة ، وأخرج لي ورقة قد لخص فيها دائي .. أو ربما هكذا كان ظنه!! .. و قال لي إن مشكلتك هي أنك لم تحب من قبل قط ! .... وعندها انقطع تفكيري لأني كنت قد وصلت إلى مركز الطب النفسي وأوقفت سيارتي في المواقف.
نظرت إلى من حولي وقد علت وجوهم الدهشة و أرتسمت على شفاههم إبتسامة ماكرة، وكأنهم قد تحفزوا وهم ينتظرون أن أبوح لهم بسري في غمرة ثمل من حب "احلام" ..
انتهت ....
************
أكآد أُجن .. رأسي بين يدي .. أوراقٌ مبعثرة فوق المكتب .. أقلام وأدوات .. زجاجةُ عطر .. فنجانُ قهوة و زجاجةُ ماءٍ بارد، لا شئ يُنجز من قائمة الأعمال التي أكتُبها كل يوم وتزداد طولاً ، لا بد أن شيئاً ما يعتريني .. إضطراب !! ..
أين يذهب الوقت؟.. أعرف .. نعم أنا أعرفُ كيف أقضي وقتي .. أشاهد وأتابع أعلق .. نعم أشاهد وأتابع و أعلق فى المكتب، في البيت، في المقهي، في كل مكان .. ثم إذا انتَهيت أُعيدُ الكرة ..مرة بعد مرة .. كل ذلك في فضاء من الأحلام الساحرة .. في برزخ الحلم والحقيقة .. كل شئ يحدث هنا بصمت .. رغم الضجيج الذي يلف المكان .. كل الكلمات .. الأصوات .. صامتة .. أسمعها في داخلي وأختار لها نبرات الفرح و الحزن .. كما الرقة والخضوع .. والغضب والحب كل ذلك بإختياري أنا فقط .. أما الصور فتنمو من بذور الحروف فتصبحُ فارعةً .. أُلوِنُها كيفما أشاء .. ألبِسُها حُللاً زاهية الألوان بأقمشةٍ فاخرةٍ مُخملية في بعض الأحيان .. وأُعريها تارةً أخرى فتنكشف عورَتَها لي .. فلا يعود بعد ذلك للحقيقة المجردة سبيل إلى عقلي وينتهي التركيز في الأعمال، وهكذا تمضي الساعات و تخور قوى الجسد .. فأنآم! .. ولا أُنجز شئ.
وجدت نفسي ممدداً على الكرسي المريح في زاوية العيادة والإضاءة قد خفتت وقد أمسك الطبيب بورقة وقلم، وجلس يلقي علي أسئلة ويدون إجاباتي ويتفحص وجهي وعيناي وحركات أطرافي يمسك بمعصمي يتحسس نبض قلبي، في محاولةٍ لسبر أغوار نفسي، وأستنطاق ذكرياتي، ليتمكن من إيجاد منطقة تختل فيها قوانين المنطق الكلاسيكي في نفسي .. ربما آن الأوآن أن تكون هناك قوانين أخرى نحتكِمُ إليها تصف برزخ الحلم و الحقيقة .. كحالة طبيعية !!
وفى يوم النتيجة الموعودة التى ستخبرني عن نفسي وخباياها، جلس الطبيب وبين يديه ملفاً فيه أوراقٌ وأوراق كلها تتحدث عني، جعلت أنظر إلى تلك الأوراق ، وأقول لنفسي ياويلي هل عرف سري؟ وكنت أحسب أن مثلي لا يذاع له سر، هل بحت به وأنا لا أدري؟.. ثم رفع الدكتور رأسه من بين الأوراق و نظر إليّ نظرةً جادة ، وأخرج لي ورقة قد لخص فيها دائي .. أو ربما هكذا كان ظنه!! .. و قال لي إن مشكلتك هي أنك لم تحب من قبل قط ! .... وعندها انقطع تفكيري لأني كنت قد وصلت إلى مركز الطب النفسي وأوقفت سيارتي في المواقف.
نظرت إلى من حولي وقد علت وجوهم الدهشة و أرتسمت على شفاههم إبتسامة ماكرة، وكأنهم قد تحفزوا وهم ينتظرون أن أبوح لهم بسري في غمرة ثمل من حب "احلام" ..
انتهت ....
تعليق