الأميرة التائهة.... من كتاب "عشر مسرحيات مدرسبة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطمة يوسف عبد الرحيم
    أديب وكاتب
    • 03-02-2011
    • 413

    الأميرة التائهة.... من كتاب "عشر مسرحيات مدرسبة"

    الأميرة التائهة
    المشهد الأول
    تفتح الستارة عن خشبة المسرح التي تتصدرها لوحة رُسم عليها قصر وجزء آخر غابة، يظهر الملك مرتديا عباءة ملوكية مزركشة، ورأسه مزدان بالتاج الملكي، يجلس على المقعد الملكي بوقار، يظهر الوزير مرتديا عباءة ومعتمرا عمامة براقة مظهرا سعادته: حفل زفافك ليس له مثيل، الفرح عمّ البلاد، وأسعد العباد، مولاي، إنّ زواجك من الملكة الجديدة ذكرى غالية على القلوب، لقد أكل الشعبّ حدّ التخمة ورقصوا حتى توهّجت الفرحة، يضع يديه عند رأسه محييا: مولاي زواج مبارك لقد أحسنت الاختيار وأفرحت الأبرار.

    الملك(واجما): كم تمنيت أن تكون الملكة حية ترزق، لكن أمنيتي لم تتحقق، وكان لابدّ من الزواج من ثانية حتى أحقق الأماني.
    الوزير باهتمام: مولاي قدرتك على كثير من الأشياء مع موفور سرورك وقرة عينك، لقد وفقت في حسن اختيارك للملكة الجديدة ذات الطلعة البهية.
    الملك (مترددا في حيرة): أخشى أن لا أحقق العدل بينها وبين ابنتي الأميرة ذات الصفات العجيبة .
    الوزير(واثقا من قوله): مولاي لقد كمُل فيك الحلم والعقل فلا يوجد في رأيك نقص ولا في قولك سقط .
    الملك (مع تنهيدة طويلة):هذه الحياة لا بد فيها من إعمال للفكر لنطاع في الأمر .والسياسة مطامع ومصالح.
    الوزير(منحنيا): سأكون لك خير رفيق وكلامي وثيق في النصح والإرشاد.
    الملك (بلهجة خطابية): الملكة الجديدة تملك جوامع الألباب وكمال الآداب، وجمالها بهي، تبدو كأنها معلقة بخيوط من نور على نحور الحور .
    الوزير(رافعا يديه للترحيب): هنيئاً لك طلتها البهيّة، مولاي هاهي قادمة (تدخل الملكة تسير كالطاووس يتراجع الوزير قليلاً إلى الوراء)
    الملك مرحبا بالملكة: إنّ فرح العالم كله يسكن قلبي وحياتي يا سيدتي الجليلة ومليكتي المليحة. الملكة تنحني بهدوء: مولاي لا أصدق أني أصبحت الملكة الحاكمة لكل البلاد والآمرة الناهية لكل العباد.
    الملك (مهللا): إنّ لك لساناً غاية البيان وقلباً يشع بمعالم العرفان .
    الملكة (باعتزاز): من هذا العرش العالي والمجد السامي سألقي الكلام على الأنام وأطاع على الدوام.
    الملك (مرحبا): سأفرش دربك بالورود وأحقق لك كل الوعود (يصفق) فلتأت وصيفات القصر لتؤدي تحية الولاء للملكة (رقصة) تلوّح الملكة بالانصراف للوصيفات: أحقيقة لا منازع لي هذا القصر ولا مقارع .
    الملك( متلعثماً): لا يا غاليتي وغاية أمنيتي، ولكن ...ولكن !!
    الملكة: لكن ماذا ؟ تحدّث مولاي وكلي آذان صاغية ولأمرك طائعة .
    الملك (بنبرة مضطربة): ابنتي، ابنتي.
    الملكة (متعجبة): أميرة، ؟ لماذا لم تخبرني بشأنها أتنافسني في القصر؟
    الملك (مستكينا): لا، هي ابنة غريرة حياتها مريرة وتبدو بليدة.
    الملكة متعجبة: ألك ابنه بكل المواصفات، وتفتعل الترهات وتورد نفسها مورد المهلكات.
    الملك( تتسم نبرته بالشفقة): إنّها مسكينة وتعيسة، توفيت أمها وهي صغيرة وتركت أمر تربيتها لمربيات القصر وشغلت عنها بأمور الحكم، فأصبحت على غير ما أحبّ.
    الملكة بسرور خفي: أهي حمقاء كلّ الحمق؟
    الملك (بقول ثابت): نفر الجميع منها ،فجعلتها تعيش منفردة في جناحها.
    الملكة(مستاءة): أجميلة هي؟
    الملك(باضطراب): لا، بل أنت الأجمل، ولا أحد يحب التقرب إليها .
    الملكة(متكبرة ): كيف أتعامل مع فتاه بهذه المواصفات وأنا ملكة جليلة، يجب أن ألتقي بها؟
    الملك ناظرا إلى الحرس: ائتوني بالأميرة الصبيّة وعاملوها بحنيّة.
    الخادم (بصوت واضح): أمر مولاي الملك ،أدام الله سؤدده.
    الملكة(مستاءة): إنّها مشكلة، لا استطيع تقديمها للملوك والأمراء في احتفالات القصر.
    الملك (مهدئا): هي مقيمة في جناحها الخاص، ولا تخالط أحدا.
    الملكة (تحكي بمكر): ماذا سيقال عني، أأستبدّ بأميرة غبية.
    تظهر فتاة على المسرح ملابسها غالية الثمن غير مرتبة لا يوجد أي توازن في مشيتها ولا أيّ تناسق في حركة اليدين والقدمين، صوتها عالٍِ كلامها متنافر غير متسق، ضحكاتها صاخبة، تتهجم على والدها بعشوائية وخشونة في التصرف والصوت .
    رنيم (بغوغاء بلهاء): والدي، أين الدمى التي جلبتها لي، والحلوى، الخدم يضربوني لكني أؤذيهم، وأمزق ملابسهم، من هذه المرأة الجميلة أهي دمية (تأخذ بمشاكسة الملكة تشد شعرها تدور حولها تضحك بهستيريا وتسخر منها قائلة: ما هذه الملابس؟
    الملك (بعصبية): أصمتي يا بلهاء، إنها الملكة الجديدة(فتنقبض على نفسها خوفا من أبيها )
    رنيم : ملكة، ملكة، اشتريت ملكة جديدة .
    يواصل الملك حديثه همسا على هيئة هذيان: خذوها عني أبعدوها مني، لا أريد رؤيتها أنا الملك المقهور، لكن أفضل الأمور التسليم بالمكتوب .
    الملكة (بحزم) : لا يا مولاي الملك،عليك أن تفعل شيئاً من أجلها .
    الملك ضاربا بكفيه على فخذيه: ماذا أفعل؟ لم أجد نتيجة من تأديبها حتى فكرت في التنكيل بها.
    الملكة(بدلال الدهاء): مولاي واتتني للحظة فكرة وأنا لك ناصحة ومشفقة. الملك بصوت يملؤه الحزن: إليّ بها أريد حلاً لها .
    اكتفت الملكة بالتطلع إليه ثم قالت بحزم: تخلص منها .
    الملك: أأقتلها؟ لا، إنها جريمة وعاقبتها وخيمة، وضميري سيعذبني.
    الملكة : لم أقصد القتل بل أبعدها عن القصر، دعها تعيش في مكان بعيد.
    الملك مع نفسه بصوت خافت: أين، لا أفهم كيف أرميها في أي مكان!!ثمّ يعلو صوته مستفهما: أرجو الإفصاح بالعبارة والإقناع بمهارة.
    الملكة : أرسلها إلى الغابة البعيدة الكائنة في أقصى المدينة .
    الملك متطامنا ولكن في مرارة مبطنة بأسى: الغابة، أأتركها للوحوش الضارية والحيوانات الشاردة، لتعيش مع الرعاة وقطاع الطرق،مستحيل. الملكة(متذمرة): أيليق القصر بسكانه بفتاة مثل ابنتك، أتستطيع التفاهم مع الرعية؟ أتعجبك تصرفاتها وحركاتها الغبية؟ ليت لها حكمة العقلاء لتفاخرت بها وأحببتها وعاملتها بكل أناة .
    الملك هامسا: لكن الغابة، لا، لا أتصور أن تكون ابنتي بعيدة عني، كيف، هي فكرة، لكن لا أستطيع، آه، وكيف أستطيع تدبيرها وتنفيذها. .
    الملكة (بدهاء): فكّر ملياً بالأمر، ستعيش الأميرة بين أحضان الطبيعة. وتلهو مع الرعاة والفلاحين، وتحاور الطيور، أبعدها عن هذا السجن دعها تنطلق على سجيتها وتحقق حريتها.
    الملك (ثائرا): أتسمين قصري سجنا، وأكون لابنتي ظالما.
    الملكة (بتودد): وهل هناك تسمية جلية لهذه الحالة المزرية .
    الملك( ثائرا): أأقول لها برعاية الله انطلقي ومن سطوة أبيك تخلصي .
    الملكة(بدهاء): سنتحايل للأمر وكأنه قضاء وقدراً، أرسلها مع راعي القصر برحلة إلى الغابة الفضاء، وهناك يتركها لتتوه مع سكان الغابة الطلقاء.
    الملك (مهموما): لن أتصرف بأمر مهين ،بل استدعوا وزيري للمشورة.
    يظهر الوزير وينحني: مولاي، صاحب الفتوح السنية والهمّة العلية .
    الملك : لقد رأيت رأيا وعزمت عزما وأريد منك أن تصدقني الرأي .
    الوزير(مبتسما): آراؤك مولاي أصحها معنى وأحكمها مبنى، لقد سمعت فكرة مولاتي الجليلة وأرى أنها من طوالع التنوير لتغيير حال الأميرة.
    الملك (ينظر في الفراغ الموجس دائرا حوله متوحدا مع ضجيج داخلي متضارب): لقد خفت رأي الخاصة والعامة والتقول عليّ، ولكنك أرحتني .
    الوزير(بثقة):الحكمة هي رأيكم والعمل عدلكم.
    الملك: إليّ براعي القصر،(ملتفتا إلى الملكة) ملكتي الغالية بلغي وصيفات القصر بتجهيز الأميرة استعدادا لرحلة مغامرة إلى الغابة المجاورة .
    الملكة(بسرور ظاهر): أمرك نافذ ورأيك صائب.
    الملك(قلقا): حمّلوها كميات كبيرة من الطعام لكي تتكرم بها على الرعاة.
    الخادم (يوزع نظراته المحتارة): رعاة، وغابة وصدقات، ما الأمر، أشمّ رائحة مؤامرة على الأميرة الحائرة.
    الملك) بصوت واهن(: استدعوا الأميرة لأمر هام وقرار سامٍ.
    الخادم: أمر مولاي .
    يجلس الملك مهموما حزينا مسندا رأسه بكفه مفكرا بابنته المسكينة، تظهر الأميرة، مثيرة للشغب بتصرفاتها الغريبة وحركاتها المريبة، (مرحبا):أهلا بابنتي الحبيبة! (بتنهيدة ارتياح) آه، يا صغيرتي، قررت إرسالك في نزهة للغابة التي تقع أقصى المدينة، فالمناظر هناك خلابة والحيوانات لطيفة العشرة، جميلة المظهر، ممتعة المحضر، وستنطلقين على سجيتك دون رادع ولا وازع وبلا حدود بلا قيود، أليست فكرة جميلة؟
    الأميرة (تدور حول نفسها فرحا): وأخيراً سأنطلق إلى أحضان الطبيعة الخلابة، في الغابة المهابة (وتصدح موسيقى صاخبة لترقص بعشوائية تثير ضحك المشاهدين وعطف والدها)
    يعلو صوت الملك غاضبا: أين الراعي؟ خذوها بسرعة إلى الغابة القصيّة.
    الراعي)ينحني مطيعا): أمرك مطاع يا مولاي الجليل .
    الملك(بنبرة آمرة): اصطحب مولاتك الأميرة رنيم بنزهة إلى الغابة البعيدة.
    الراعي(متلعثما لغرابة الطلب): الغابة البعيدة! أليست حدائق القصر أجمل؟
    الملك: بل أمرتُ، الغابة البعيدة، واتركها على سجيتها في اللعب والمرح، حتى ينال منها التعب من كثرة الشغب، فترتمي متهالكة تحت شجرة وارفة، فتنسل هاربا غير عابئ بنداءاتها اللاهفة.
    الراعي(مرعوبا): مولاي لو عدت دونها، تقطع رأسي وتخنق نفسي .
    الملك (بحزم): بل أتركها هناك ولوعدت بها لقطعت رأسك وبددت أصلك.
    الراعي (محنيا): أمرك مولاي، هيا يا مولاتي المسكينة. (يخرجون).
    المشهد الثاني
    تظهر الأميرة عند (رسم الغابة)وتبدو فرحة مرحة تطارد الطيور والفراشات وتلعب مع الحيوانات كالغزال والأرنب والظباء والثعلب والقطط، من خلال رقصة تعبيرية على إيقاع أغنية للأطفال تؤديها مع حيوانات الغابة (ويرتدي الأطفال أقنعة تعبر عن شكل الحيوان الذي تمثله)، فتجلس متهالكة لتغفو تحت شجرة وارفة، ثم تظهر بعد ذلك مجموعه من الفتيات الصغيرات يرتدين أجنحة كالطيور لتؤدي رقصة الطيور مع الأميرة وقبل نهاية الرقصة تبدو الأميرة كأنها تستيقظ من حلم جميل وقد شاركت في الحركات الأخيرة من الرقصة فتنسحب الطيور وتبقى الأميرة حائرة حزينة، الأميرة بصوت تداخلت معه نبرات موسيقى حزينة خافتة: لماذا أنا هنا في الغابة وحيدة شريدة أين الراعي؟ أين والدي؟ ثم تسمع صوت الرعد والمطر وهبوب العاصفة فترتجف من البرد وتركض بعشوائية باكية تسأل نفسها: ماذا فعل أبي؟ أهي خطة للخلاص مني، أنا أعلم أني لا أشرّفه، ولكني ابنته، وهذه الملكة الجديدة هي التي جعلته يتخلص مني، ماذا أفعل الآن، أين أتجه، أنا خائفة مذعورة مقهورة (تدور كتائهة ثم تقف عندما تلمح نورا من نافذة بيت في الغابة، تسير إلى جهة الضوء وتنظر من النافذة) وتظهر عليها علامات التعجب: بيت صغير فيه سبعة أسرة صغيرة، هذا أمر عجيب، ما هذا؟ سبعة كراسي صغيرة حول طاولة واحده، كل شيء صغير.( تعجز عن فتح الباب فتجلس عند العتبة، ما هي إلا لحظات حتى يظهر على المسرح سبعة أقزام يحملون أدوات، فأس، منجل، منشار،مغزل، كتاب، موسيقى، يلتفون حولها: من هذه؟
    نعيم)مشيرا إليها بإصبعه): ما هذا ؟
    فهيم( يرتد مذعورا): إنس أم جان؟
    سليم (بهدوء): أم حيوان ؟
    جميل( بانبهار): بل هي فتاة جميلة .
    وليد(يضع يده على شعرها): ما أجمل شعرها؟
    خليل (يحدق بها): عيونها ساحرة .
    سميح(يمسك طرف ثوبها): ثيابها غالية لكنها غير مرتبة .
    يدورون حولها بحركة منتظمة وبصوت واحد: من أنت؟
    نعيم (متعجبا): على رأسها تاج أميريّ، يبدو أنها أميرة ؟؟
    فهيم( آمرا الجميع): فلنتحدث إليه، ولنتعرف عليها .
    جميل: من أين جاءت إلينا وكيف وصلت عندنا .
    وليد(يضع يده على خاصرته): ما هي قصتها ؟
    خليل( يربت على كتفها): تكلمي من أنت ؟
    سميح(يمسك يدها(انظري إلينا وتعرفي علينا.
    تقف الأميرة (مذهولة ): ما هذا أهي أحلام أم أقزام؟
    نعيم(رافعا رأسه للأعلى): كم هي عملاقه، كشجرة باسقة.
    (تنظر حولها باندهاش):أنا تائهة، تائهة،من أنتم ؟ (تقفز الأميرة بشكل عشوائي خائفة مرعوبة وجلة، تركض على خشبة المسرح بشكل غريب متعثرة بالكلام لاهثة يصطفون أمامها محاولين تهدئتها .
    فهيم: يبدو أن الأميرة جائعة ما رأيكم بوجبة غداء ساخنة .
    سليم: فكرة رائعة بين أحضان الطبيعة نكرم الأميرة بوجبة مفيدة.
    جميل(يسرع نحو الكوخ): هيا نجهز الطعام .
    وليد(مشيرا بأصبعه آمرا): كلّ واحد مسؤول عن إعداد طبق لتكون المائدة عامرة بأطايب الطعام، إلى العمل .
    يجهزون الطعام بسرعة، تحدث حركة دخول وخروج غير منتظمة من خلف ديكور المسرح ومن باب الأقزام كلّ يحمل أداة بيده من أجل تحضير وجبة الطعام، يقدمونه على طاولة صغيرة، لكنها أثناء الطعام تصدر حركات مريبة خالية من أي أثر للياقة، تتناول الطعام بهمجية ثم ترمي الطعام وهي بحالة بكاء وحركات تثير الضحك والاستغراب.
    رنيم(تصرخ بنزق وتدق ركبتها بقبضة يدها): أنا أريد أبي، أين الوصيفات، أين الدمى، (تتحرك ببلاهة) .
    نعيم (منفعلا):كيف تتكلمين بهذا الأسلوب وتتصرفين بهذا السلوك .
    فهيم (يهز رأسه): آه، فهمت لماذا قصدوا إبعادك عن القصر، لأنّك مزعجة.
    سليم (محدقا بها) ألم يدربوك على حياة الأميرات ويعلموك كيف تنهجين نهج الملكات في المخاطبة والتصرف وحسن المعاملة .
    جميل: ملابسها سيئة المظهر، متنافرة الألوان تفقد التناسق والتناسب .
    رنيم (أخذها النشيج): أنا أدرك أني سيئة الطباع و قدراتي ضعيفة، لا اتقن المجاملة ولا المسايرة، مظهري فوضوي ومحضري ممل، لذا أنا حزينة جداً، وأتمنى التصرف كأميرة لبقة، ولكن للأسف أصبح مصيري الغابة لأعايش الأقزام والحيوانات بدلا من أن أرتقي سلم الأميرات.
    سميح (قال بحزم): أتوافقين أن نقدم لك المساعدة.
    نعيم بهدوء: مولاتي، أتقبلين تحسين وضعك وتهذيب سلوكك؟
    فهيم(يائسا)هذا حلم قد لا يتحقق وأمر لا يدرك .
    سليم (بتأس):ونشترط عليك الصبر والاستعداد على التعلم .
    رنيم: أتمنى، لكن لا أمل أن أصبح أميرة لبقة أو العودة إلى القصر ثانية.
    نعيم (بصرامة):فلنبدأ فالمهمة صعبة وتحتاج إلى صبر ورويّة، كلّ واحد منا يعلمك أمرا من أمور الحياة والشكليات التي تليق بك كأميرة، وسنعمل المستحيل من أجل هذا العمل الجليل .
    رنيم(بحبور): أنا على أتم الاستعداد، وفرحتي بكم عظيمة، أتتحقق أمنية أراها بالحلم وأخاف من حالي في الحقيقة ( تدور سعيدة فرحة وترقص رنيم مع الأقزام تعبيراً عن الفرح، اللوحة التعبيريّة الراقصة ترتكز على الحركات الرياضية كالقفز والشقلبة والمشي على الأيدي)
    نعيم(موضحا):البداية ستكون في تدريب العقل على التفكير، وعلينا أن نغنيه بأفضل المعارف ليتسنى لك حسن المؤانسة وطيب المجالسة .
    فهيم(متابعا بثقة): أما عن العلم والخلق ألفين متآلفين.
    سليم: فالعلم يتوصل به إلى صدق الفراسة ويستنبط منه حسن السياسة .
    جميل: يجب أن تحققي الثقة لنفسك فبغيرها تكوني على غير ثبات في الرأي، أما عن حسن المعاملة فهي لحامليها تثقيف ولطالبيها تشريف.
    رنيم(بصوت قلق): كيف أحسن المعاملة وأنا لا أجيد أيّ سلوك راقٍ.
    وليد: على الإنسان أن يعرف قدرته العقلية بالحكمة والصبر.
    خليل: عجيب أمر المرء إن تكلم بكلمة لم تنفعه وإن كانت عليه أهلكته .
    سميح: إن تحدثت، عليك أن تكوني ملمة وعارفة للفكرة ستتحدثين فيها.
    نعيم:وإلا فالسكوت فيه سلامة، وتجنبي الكلام الذي لا فائدة منه.
    فهيم: إذ أراد الإنسان المحافظة على وقاره لا يتكلم بما لا يعنيه .
    سليم: لكن إياّك والخوف لأنّه يورث الجبن والجبان يتصلب وجهه ويصبح كالأبله وبذا تنعدم جاذبية الجمال التي تشد الآخرين إليك .
    جميل: كوني أنيقة في ملبسك وفي انتقائك للألوان ومحاكاة ألوان الطبيعة.
    وليد: فليكن قلبك ممتلئا بالحب، فالحب يزيدك نورا وإشراقا وتألقاً.
    خليل: حافظي على خطوات مشيتك أعطها شيئاً من التوازن ولا تبالغي في الإسراع فلا هو ركض ولا هو مشي كالسلحفاة قد يجعل الناس يعتقدون أنك بلهاء وإليك المشية الصحيحة (تضع على رأسها كتاب تؤدي رقصة تعلم المشي على إيقاع موسيقيّ مميز وتبدو متعثرة أحيانا(
    سميح: أما عن العقل فهو زينة الفتاة يكسبها جميل الذكر وراحة البال.
    رنيم : كيف أتمكن من هذه الزينة ؟
    نعيم(مدربا): بالعلم والثقافة، اقرئي وتعلمي كي تكوني جديرة بهذه المكانة فأنت ابنة الملوك ولعمري أن الملوك لأهل أن يهابوا ويحترموا وأنت منهم.
    فهيم: من اليوم سنقوم على تعليمك في كل الأمور والمعارف من التاريخ وعلوم وحفظ الأمثال والأقوال المفيدة .
    سليم: ومعرفة حياة المشاهير وأخذ الحظ من حياتهم.
    جميل: سندربك على الغناء والموسيقى .
    نعيم: لقد أرشدناك ودربناك على أمور كثيرة وسنعمل على تثبيتها بالتكرار والحوار حتى تصبح عادة وكأنها وجدت معك منذ الولادة .
    رنيم مخاطبة نفسها: أنا خائفة من العودة إلى حالتي الأولى .
    فهيم: يا مولاتي يجب أن تكوني قوية وحازمة.
    رنيم : ومن أين تتحقق لي القوة والحزم .
    جميل: الإرادة القوية، والاعتماد على النفس فتحقق رغباتك البناءة، يجب أن تكون عندك الرغبة الصادقة في أن تكوني فتاة مثالية وأميرة حقيقية ومستقبلاً الملكة القادرة على الحكم.
    وليد:أما عن شخصيتك كامرأة عليك بالحياء فهو وقار.
    خليل: والهدوء والتأدب في الكلام وانتقاء الألفاظ الجميلة .
    سميح: إن تمكّّّّّّّنت، ستصبحين جوهرة ألقه تلتف بدثار الهيبة والملك.
    نعيم:مولاتي املئي قلبك بالإيمان بالله والتقوى عماد الحياة.
    سميح: بعد أن صارت الأمور واضحة والمفاهيم الصادقة ملك يديك عليك أن تثابري على ترسيخها في حياتك، وقدمنا لك مزيجا من العقل والحكمة.
    جميل : ليكن سلوكك مزدانا بالحياء والعفة.
    خليل: القناعة والرضا بما قسم الله لك، ولا تطلبي المستحيل.
    سميح: ابتعدي عن الغرور لأنه يؤدي بك إلى التهلكة .
    وليد: تدربي على الطريقة اللائقة في الأكل، وعدم التحدث أثناء المضغ.
    نعيم:إن أتقنت كلّ هذا ستكونين رنيم أميرة الأميرات.
    (تقديم رقصة تعبيرية مع الأقزام وتظهر لياقة الحركة لتبدو أميرة لبقة).
    نعيم:الآن، بعد تحقيق المراد يجب أن نجد وسيلة لنعيدك إلى القصر.
    فهيم : سيرى الملك ابنته في صورة أميرة حقيقية ويفخر بسلوكها.
    رنيم(بتواضع): كلّ هذا يعود إلى أفكاركم الغراء وأياديكم البيضاء.
    سليم)محتارا) ما السبيل لمعرفة منافذ الغابة المؤدية إلى المدينة.
    جميل(مرتبكا): نحن لم نسلكها أبدا، علينا التفكير ولله التدبير.
    وليد(واثقا): هيا، بنا نبحث بالتخمين .
    خليل : بل استعمال العقل والحنكة .
    رنيم : دعوني أفكر معكم قد يكون لي رأيّ سديد .
    سميح : تفضلي، نحن في غاية الإصغاء التام لأجل الأمر الهام .
    نعيم: إننا متأكدون من كمال عقلك ورجاحته وقدرتك على التصرف السليم.
    رنيم: عندي فكرة جديدة و قد تكون سديدة.
    فهيم : أسعفينا بالرأي السديد والحكم الرشيد .
    رنيم : نقسم الغابة إلى أربعة أقسام ونرسل في كل اتجاه أحدكم، علنا نجد مخرجاً وثلاثة يبقون في الانتظار.
    سليم : نعم الرأي السديد والتفكير المفيد ومن يجد طريقاً يأتي إلينا لنرسل الثلاثة الباقون لاستدعاء الثلاثة الذين في الاتجاهات الثلاثة .
    جميل : فكرة حكيمة حتى لا يضيع وقتنا في البحث والتنقيب،هيا بنا.
    (يؤدي الأقزام حركات توضع الأيدي على العيون دلالة البحث والمراقبة مع الموسيقى،يعود أحدهم هلعا مرتاباً يصرخ: التنين، التنين، ثم يعود الباقون قائلين: كل الطرق مقفلة إلى المدينة.
    رنيم (بحزن عميق): ما العمل، أأبقى مدى الحياة في هذه الغابة؟ ولن أعود إلى قصر والدي، وأنا مشتاقة إليه! ليراني على الصورة التي يتمناها .
    وليد : لا بد أن هناك حلا، أليس العقل يغلب القوة ويمكن عمل المعجزات.
    خليل: لكن التنين يحتاج إلى جبابرة قاهرة، لابد من وجود جيوش منشورة حتى تكون منصورة.
    سميح : وكيف يمكن تحقيق السلام وهذا التنين اللعين بين الأنام.
    نعيم: يجب أن نفكر بحل مناسب.
    رنيم(هلعة): لكنّ التنين اللعين يحتاج إلى أقوى الأقوياء لمصارعته .
    فهيم : لابدّ أن يصل خبر التنين إلى أهل المدينة فخطره عليهم عظيم، والتهام البشر وجبة لذيذة . (يقفون لحظات صمت وتفكير)
    سليم(يتقافز فرحا): وجدتها، فكره مجدية، ووسيلة مسدية، ينتبه فيها أهل المدينة إلى وجود تنين.
    سليم: نصيح في الأبواق محذرين على أطراف الغابة ومعلنين عن التنين.
    وليد : وسيسمع أحد بالمصيبة القادمة ويحاول قتل التنين اللعين.
    خليل :هيا ننفذ بسرعة.
    تجلس الأميرة خائفة، يحمل كلّ واحد منهم بوقا صائحا: يا أهل المدينة الحذر، الحذر، التنين يقف على أبواب مدينتكم، ويل لكم من الخطر الداهم .
    ( تسمع أصواتا خائفة من المدينة)سميح مهللا: سمعوا، لقد وصل الخبر.
    المشهد الثالث(في القصر)
    رسول الملك مرعوبا: مولاي لقد سمعنا عجباً، بل هولا.
    الملك (تهدّجت نبراته): ما الأمر؟
    الرسول (مضطربا): تنين رهيب على أطراف المدينة يهدد حياتنا.
    الوزير(ملتفتا للملك): ما بك، كالذي أسكته رهبة وساورته حيرة.
    هزّالرسول رأسه مؤكدا: خطر يداهم المدينة.
    الملك(كالمستفيق من غفلة): كيف عرفتم، أرأيتموه؟
    الرسول (مجلجلا ): سمعنا صوتاً من الغابة يحذر من وجود تنين فيها.
    الملك(مستهجنا ومستنكرا): قد يكون وهماً أو خيالاً .
    الملكة(ثابتة الجأش): يجب أن تتحقق من الأمر وتتصرف بحكمة بالغة.
    الملك (جزعا): ما العمل إذن؟
    الملكة (متوجسة): أرسل عيوناً ليستوضحوا حقيقة الأمر، قد يكون هناك تنين، فنحن لنا حدود مع الغابة وقد يأتي منها الغريب العجيب.
    الملك (حزينا وجلا): قد يكون التنين التهمها، وضميري يعذبني كم كنت أحمقاً قاسياً حين عملت على التخلص منها بهذه الطريقة .
    الملكة (نادمة): نحن أخطأنا بحق الأميرة، والتنين عقاباً لنا على ما صنعناه.
    الملك (نهض بتثاقل): حتى نكفّر عن عظيم ذنبنا يجب أن نحمي المدينة ونقضي على التنين سأجهز الجيش وأعلن النفير.
    الملكة(مهدئة): لا بل الحكمة هي المطلوبة في الأزمة الموجودة .
    الوزير يحول ببصره: المنطق السليم، التنين لا يحتاج إلى جيش كبير قد يلتهمهم التنين الشره، ونكون قد خسرنا الكثير من رجالنا.
    الملك (معلنا): إذا نستعين بثلة من الفرسان تتمتع بالقوة والحنكة.
    الوزير(مستسلما): هذا الرأي السديد الذي عرفناه خلال عمرك المديد، فليعلن المنادي عن حاجتنا لأقوى الفرسان.
    المنادي: يا أهل المدينة، اسمعوا، تنين رهيب على أطراف بلدنا الحبيب، من له القدرة على المنازلة فليأت في الحال لتحقيق المنال.
    الحرس: مولاي الملك هناك من لبى النداء واستجاب للدعاء .
    الملك(لاهفا) : أدخله في الحال لا مجال للمجاملة والمماطلة .
    ( يدخل فارس صغير الحجم)الملك: أأنت تقدر على مهاجمة تنين عظيم؟
    الفارس(متذاكيا): القوة ليست في الأجسام العظام الطوال بل في الذكاء والدهاء، والخفة والفطنة والتنين يغلب بالحيلة وليس بالقوة.
    الملك (شدّه من كتفه راجيا): يبدو إنك ذو سطوة وبأس وقوة ومراس، إذن تأهب لقتله،إلى الغابة، أين ذوي الخيول السريعة المشرعة والسيوف القواطع والحراب اللوامع لتشاهد قدرة هذا الفتى المقدام والشجاع الهمام .
    المشهد الرابع
    في الغابة رنيم في خوف من المجهول والأقزام في حيرة من الأمر.
    يتسلق نعيم أعلي الشجرة صائحاً: انظروا هناك فارس يختبأ خلف الأدغال يحمل سيفا ومجموعة من الرماح القادحة اللامعة.
    فهيم : ما أشجعه إنه يتسلل إليه خفيفاً رهيفاً يشد رماحه للأشجار.
    سليم : آه حتى التنين في غفلة عنه لا يسمع ولا يشعر به .
    جميل: إنه يثبت الرماح ويطلقها بسرعة رهيبة، كم هو ذكيّ وداهية؟
    وليد : يا له من فارس شجاع يتحرك بخفة كحجل بري.
    خليل: إنه يحلّ الرماح بلمح البصر وتنطلق قاتلة نحو الهدف والغاية.
    سميح: (يعلو صوت سميح رغم تفاقم الأصوات) التنين،التنين إنه يتلوى من الألم يثور ويخور، والفرسان من الخوف تفرقوا فرقا.
    نعيم: يا لجرأته، يقطع رؤوس التنين التي تتدحرج كرؤوس جوز الهند .
    الأقزام بصوت واحد بعد أن توصلوا إلى نتيجة حتمية: قضى على التنين وانتهى الأمر، انظر يا بطل نحن هنا .(يقترب الأقزام من الفارس للتهنئة)
    نعيم( بفرح):هيا بنا نقدم التهاني لهذا التفاني في البطولة والمقارعة.
    فهيم (بفخر):هيا أميرتي الجميلة لنزيده شرفاً بالتعرف إليك.
    سليم (مؤكدا): أنت الأميرة الجليلة إلى مكانك المرموق وأملك المشوق .
    جميل : هنيئاً هذا النصر المؤزر!!
    يدور البطل حول نفسه مندهشاً: ما هذه الأصوات، من يتكلم ؟أسمع أصواتا ولا أرى أحداً في مواجهتي ( الأقزام جالسين أرضاً)
    سميح استعطافا:نحن نفتخر ببطولتك العظيمة وقدراتك الجليلة.
    أنحنى ناظرا إليهم، وجلس مقرفصا ومندهشا: من أنتم؟أمر غريب، أناس بهذا الحجم، يا ألله!!هذه الغابة ممتلئة بالأعاجيب والمفاجآت.( ثم يرفع رأسه ليرى الأميرة تقف مبتسمة بحياء) آه، وهذه أروع مفاجأة، أأنت ساحرة لا بل آية من آيات الجمال والروعة، ألف شكر للتنين الذي قادني إليك، لو أعلم أني سأراك لقتلت تنيناً كلّ يوم.
    رنيم (مطرقة خجلاً،بلكنة دلال): أحقاً ما تقول! كلّ الكلمات الجميلة لي.
    الفارس (جذلا هائما في سحرها): أأنت حورية الغابة أو ترنيمة الطيور الساحرة، بل زهرة برية حملها النسيم في طريق فارس مسكين .
    رنيم (باندهاش بريء): سلمت يداك أيها البطل رأيتك وأنت تصارع التنين كمن يقضّ على ثعبان مسكين.
    الفارس(بابتهاج): أأنت أميرة الغابة وساحرتها؟
    رنيم (اعتراها صمت حائر)أنا ،أنا رنيم!!
    الفارس: اسمك أهزوجة الطبيعة حين تراقصها النسائم.
    تثار ضجة في الغابة لحضور الموكب الملكي لتقديم التحية للمغوار، الملك مذهولا: لم أصدق المفاجأة قضيت على التنين الرهيب بسيفك السليط
    الملكة (بإعجاب): جئنا لنرى حقيقة ما سمعناه لم نتوقع هذه البطولة .
    الفارس (بأدب): هل صدّقت أنّ الفروسية ليست بالحجم بل بالفعل والعقل.
    الملك بتواضع: لقد حلت محبتك في سويداء القلب، أطلب المكافأة التي تريد.
    الفارس صوب بصره نحوه متحديا: أما أنا فقد قمت بواجبي نحو مدينتي الغالية، أما عن المكافأة فقد قدمتها لي الغابة.
    الملكة بلا رويّة مقاطعة: وكيف قدمت الغابة القصيّة مكافأة سنية؟
    الفارس مأخوذا: أروع وأجمل هدية، هذه الحورية الرائعة الجمال.
    الملك (مذهولا): رنيم ابنتي الحبيبة، أأنت بخير، سامحيني يا غاليتي، كم كنت أنانياً عندما أخرجتك من قصرك.
    الفارس(محدثا نفسه): ابنة الملك تعيش في الغابة، غير معقول.
    الملك ضاحكا بلوعة: إنّها حكاية طويلة.
    الفارس: مولاي، بما أن المكافأة تخصك،أتشرف بطلب الاقتران بها
    الملك(جذلا ): بعد موافقتها كلّ الحق لك.
    الملكة(بامتنان): نحن لن نجد تعويضا عما حدث لها خيراً منك (وتلتفت إلى الأميرة) ابنتي الأميرة، أرجو عفوك وسماحك .
    رنيم (معاتبة): لقد آلمتني فعلتكم القبيحة معي، والله أعلم كم عانيت في هذه الغابة، لكن قدرة الله سبحانه سخرت هؤلاء الأقزام لمساعدتي.
    الملك (بذهول ساخرا): أقزام عمّن تتحدثين يا رنيم ؟
    رنيم (بصوت منتشٍ): إنهم أصدقائي ، وعلموني الكثير من تجارب الحياة.
    الملك(باشّا): مرحبا بالأصدقاء الصغار وعجبا لأمركم، لكنّ مكافأتي لكم، أن تقيموا معنا في القصر لنستفيد من خبراتكم .
    الأقزام(بإباء): مولانا الملك، نحن لا نستطيع الحياة خارج الغابة كالسمك يموت خارج الماء، لكن، لنا طلبنا، أن يكون زفاف الأميرة في الغابة، لتحتفل به كلّ كائنات الغابة.
    سليم : الطلب الثاني، أن تثابر الأميرة وفارسها البطل على زيارتنا.
    رنيم (بعذوبة): وأنا لا يمكن أن أنسى جميل معروفكم وحسن معاملتكم لي وأنتم سبب سعادتي. وسأزوركم دائماً (إقامة حفل زفاف )

    انتهت
يعمل...
X