

يسحُّ القلبُ لا بالعينِ دمعي
*****************

وتمضي شهرزادٌ في هدوء
كشمس قد توارت للمغيب
وتدري أنها أرست رياضاً
من الأنوار والزرعِ الخصيب
كما برق يشعّ النور خطفاً
لأنهار الرّواء المُستجيب
بمنحٍ دون منّ ٍ في عطاء
ومن غير التدنّي للمُريبِ
وأمنية الأماني في ثباتٍ
سمت بالخلق والسَّمت المَهيب
ألا يا دهر أغرقت الأماني
وما أشفى دواءٌ من طبيبِ
كسرتَ المتن أوهنتَ احتمالي
فريتً القلب بالسهم المُصيبِ
يسحُّ الحزن دمعي في يراعي
إذا ما الحرف في فقد الحبيبِ
قبيل الأمس كم ناغت شموسٌ
فما أغرى الليالي بالوثوب
تحاكي في سلام الروح طيراً
غَريداً في فضاءٍ من طُيُوب
بلحن الصدق في عزف ودود
وذكر الله عطر في الهبوب
من المحّارمنثور اللآلي
من الأقمار منقوشُ القشيب
وتسعى في سخاء الخير رفداً
فتُسقى من حُبَيبات القلوبِ
ويجري الحزن أنهاراً تلظّى
تساقي اليتم معكور الحليب
بفقدٍ الحبِّ عنها السعدُ ولّى
فأكبت فرْحة جوفَ النّحيب
فأبكت جوف أحشائي شطوطي
وحطَّ الفقدُ بالزّول الرهيب
رقيق الزهر في عمر قصير
كأن الطيبَ أبوابُ المَغِيب
سألت الله يؤوي في جِنان
ومن غفرانه كَفْر الذّنوب
سطت كفّ المنايا لا تراعي
نعاك الودّ مًضنى بالوَجيب
أأمنية الأماني أغرقتها
يد الأقدار وافت بالعصيبِ
رهيب أمر هاتيك الليالي
لبتل الورد تهوي بالضريب
وداعاً-من حنين الروح رفّت
على طيفٍ بجنحيِّ المَغيبِ
ولا أدري الموافي باقتراب
أنا أم أنت أم نبضُ الغريبِ
بدنيا قزّمت حَيل النّشامى
وناخت للرزايا والخطوب
فيا مُعطي العطايا باقتدارٍ
ومحيي جدبّ بكما بالسَّكوب
تُضيء اللحد من نور تجّلى
وبالأنس المطَمئِنِ للقلوب
وجُد من نهرِرضوان بماء
ببرد من رواء في رحيب
وهدهد في حنان من كفوف
يمام العشَّ في نقع الكُرُوبِ
وغطِّ اليتمَ أمناً من أمانٍ
ومن أفياءِ عاليك القريبِ


تعليق