الأخ الفاضل: (حسين ليشوري):
المعروف: أنّ همزة إنَّ تُكسر بعد القول، ويبدو أنّ القول لا يتضمّن (يُحكى):
لأنَّها في هذه الحال يُمكن أن تُؤوّل مع اسمها وخبرها بنائب فاعلٍ، مثل: يُحكى أنَّه قال، تصبح: يُحكى قولُهُ،
ومثلها:
يُرْوى: مثل: وَيُرْوى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ كَانَ يَعْجِبُهُ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ لِيَحْفَظُوا عَنْهُ.
فتصبح: يُروى عنهُ كونُهُ..
وبالنسبة إلى الفوائد السابقة هنا، فإنِّي أقتصر على ما يحتاجُهُ بعض الزملاء، فنحن نقوّم الأغلاط الشائعة، ولا نعطي (دروساً) في اللّغة للمختصّين.
لك الشكر سيّدي،
وبارك الله بك وبأمثالك من الغيورين على لغتنا الحبيبة.

همزة "يحكى أنَّ" مفتوحة.


ورد إلي سؤال كريم عن همزة "إنَّ" بعد قولهم "يُحْكى أنَّ"، الفعلَ الذي لم يُسمَّ فاعله أو المبنيَّ للمجهول كما يقال عادة، هل هي مكسورة قياسا على حالها بعد الفعل "قال" و مشتقاته، أم مفتوحة، و بعد بحث في بعض مدونات النحو العربي الغنيّة و بعض المواقع على الشبكة العنكبيّة تبيّن لي أنَّ همزة "يُحكى أَنِّ" لا بد أن تكون مفتوحة و لا يجوز كسرها قياسا على أختها التي ترد بعد القول و اشتقاقاته المختلفة، فـ "أفتيت" (_*) بما يلي:
" يجب فتح الهمزة، همزة إِنَّ، في قول أحدهم "يُحْكَى أنَّ" و ذلك لثلاثة أسباب أراها:
أولا: الهمزة بعد قال و مشتقاته لا تكون مكسورة أبدا بل تُفتح إن كان القول يتضمن معنى الظن و ليس اليقين ؛
ثانيا: أن صيغة "يُحكى" من صيغ التمريض كما يقال في علم الحديث و هي لا تفيد اليقين بل الظن و من هنا فلا تكسر همزة إنَّ بعدها و تلتحق بهمزة "إن" بعد القول المتضمن معنى الظن كما سلف بيانه ؛
ثالثا: أن ما يأتي بعد "أنَّ" يمكن تأويله بنائب فاعل و الجملة المُؤوّلة بمفرد تكون همزة إنَّ فيها مفتوحة وجوبا.
هذا ما توصلت إليه بعد بحث مطول في كتب النحو العربي و في الشبكة العنكبية و الله أعلم و نسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(_*) بخِ بخٍ عليك يا حُسَيْنُ، يا طويلبَ العلم، صرت تفتي في النحو العربي !!!

بما أنني منشغل بالحروف وجدت في كتاب الفارابي ما يلي:

الباب الأول
ا ُ لحرو ف وأسماء المقولات
الفصل الأول
حرف إنّ
1أما بعد فإنّ معنى إنّ الثبات والدوام والكمال والوثاقة في الوجود وفي العلم بالشيء. وموضوع إنَّ وأنَّ في
جميع الألسنة بيّن. وهو في الفارسيّة كاف مكسورة حينا وكاف مفتوحة حينا. وأظهر من ذلك في اليونانية " ُانْ " و
" ُاون "، وكلاهما تأكيد، إلا أنّ " ُاوْن " الثانية أشد تأكيداً، فإنه دليل على الأكمل والأثبت والأدوم. فلذلك
... ولذلك تسمي الفلاسفة الوجود الكامل " إنية " الشيء - وهو بعينه ماهيّته - ويقولون " وما إنية الشيء " يعنون ما وجوده
الأكمل، وهو ماهيته. إلاّ في الإخبار فقط دون السؤال.

(الفارابي/ كتاب الحروف)

فمن الآن وصاعد، سنبخبخ على إنية همزة إنّ في مفتتح مقول القول.